اعترافات الشيطان … هو اليوم بلا دور ؟؟
تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT
بقلم : الخبير المهندس حيدر عبدالجبار البطاط ..
لتحقيق غاياتي كشيطان سأعتمد على استراتيجيات دقيقة ومتقنة لضمان تفشي الفساد والشر في العالم.
لن أحتاج إلى استخدام القوة المباشرة بل سأستثمر في التفاصيل الصغيرة ونقاط الضعف البشرية لتحقيق أهدافي على المدى الطويل.
استراتيجيات الإغواء والدمار
الإغواء بالمغريات
سأقدم الأمور السيئة في صورة جذابة ومغرية، مستغلاً شهوات البشر تجاه المال والسلطة والمتع الجسدية.
زرع الشك والريبة
سأغرس بذور الشك في نفوس الناس، ليشكوا في قناعاتهم ومعتقداتهم وحتى في أحبائهم.
سأشعل صراعات نفسية تعطل إرادتهم وتربك عقولهم.
تزيين الخطأ وتبريره
سأُلبس الخطأ لباس الضرورة أو الحرية الشخصية، وأبرره كطريق للنجاح.
سأجعل التبريرات العقلية وسيلة لطمأنة الضمير وتقبل الفساد.
استغلال نقاط الضعف
سأستغل الغضب والطمع والجهل وحتى الطيبة الزائدة لدفع الناس إلى اتخاذ قرارات مدمرة.
كل نقطة ضعف هي فرصة لخلق الفوضى.
التدرج في الإغواء
لن أدفع البشر مباشرة إلى الشر المطلق، بل سأجرهم بخطوات صغيرة حتى يصبح الشر جزءًا طبيعيًا من حياتهم. الوقت والصبر هما سلاحي الأساسيان.
إثارة الفتن والانقسام
سأغذي النزاعات بين الأفراد والجماعات، وأستثمر في الحسد والكراهية لتدمير العلاقات الإنسانية.
كل فتنة هي حجر إضافي في بناء عالمي المظلم.
التلاعب بالمشاعر
سأستخدم الخوف والغضب والطمع وحتى الحب كأدوات لتمرير أهدافي، مستغلاً ضعف البشر أمام مشاعرهم.
رفع شأن الفاسدين والسراق
سأعمل على تسليط الضوء على الفاسدين وجعلهم رموزًا للنجاح، بل سأضعهم في مواقع القرار وأجعل الناس يرونهم كقدوة. سأضفي عليهم هالة من الأهمية والقوة، ليصبحوا مثالًا يُحتذى به في المجتمعات حتى تصبح القيم النبيلة شيئًا عفى عليه الزمن.
زيادة الفوارق الطبقية بين البشر
سأشعل الفجوة بين الطبقات الاجتماعية، حيث يعيش الأغنياء في ترف مبالغ فيه بينما يعاني الفقراء من الظلم والبؤس.
سأروج لفكرة أن الثروة هي معيار النجاح والكرامة
وأجعل كل من يسعى وراء العدالة الاجتماعية يبدو ساذجًا أو ضعيفًا.
تهميش وتحطيم الشرفاء والوطنيين
سأعمل على استبعاد الشرفاء والوطنيين من المشهد العام. سأجعلهم عرضة للسخرية والاتهام بالخيانة وأحولهم إلى أشخاص منبوذين في مجتمعاتهم.
الهدف هو قتل الأمل في أي تغيير إيجابي وجعل الناس يشعرون باليأس من وجود أبطال حقيقيين.
تحقير الفقر وتعظيم الغنى
سأربط الفقر بالعار والضعف والغنى بالذكاء والقدرة.
سأروج لفكرة أن الأغنياء هم ( المختارون ) من الرب وأن الفقراء يستحقون ما يمرون به بسبب عجزهم أو قلة جهدهم.
سأجعل الناس يرون الفقر كجريمة والغنى كفضيلة، حتى يفقد المجتمع توازنه الأخلاقي.
ولكن للأسف الحكومات سبقتني!
يبدو أنني اليوم لم أعد بحاجة لبذل جهد كبير فقد سبقتني الحكومات إلى تحقيق غاياتي!
لقد رفعت الحكومات الفاسدين و زادت الفوارق و همّشت الشرفاء وحطمت القيم الإنسانية.
تبًا لكم أيها الأوغاد
أخذتم دوري في هذه الحياة!
ماذا أفعل الآن؟
ربما حان الوقت لأن أتعلم منكم.
حيدر عبد الجبار البطاطالمصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
الدين والوطن
#الدين_والوطن
مقال الإثنين: 26 /5 /2025
بقلم: د. #هاشم_غرايبه
هنالك مقولة خاطئة خبيثة يرددها معادو الدين تقول: الدين لله والوطن للجميع، فالحقيقة أن كل شيء لله: الأرض والناس والكائنات، وهي ملكية مطلقة: قدرة عليها وتصرفا بها وتقريرا لمصيرها، لكنه فضلا منه فوض البشر بتملك الأرض خلال الحياة الدنيا، وسخر الكائنات لنفعهم خلالها، وبعد انتهائها يرث الله الأرض وماعليها: “إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ” [مريم:40].
إذاً تملك البشر هو منحة إلهية واستحقاق لاستخلاف الله لهم في الأرض، لكنها ملكية تصرف بالانتفاع فقط، وليست ملكية تتيح إمكانية تغيير أو تعديل القوانين المتحكمة بها، ولا القدرة على تحديد مصيرها ومآلها، لذلك فهي حالة مؤقتة وعرض زائل، فقد ينزع الله الملكية نزعا ظرفيا من قوم في أي وقت ويفوض بها قوما آخرين: “قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ” [آل عمران:40]، وهنالك نزع ملكية حتمي ولكل شخص حين موته، فيجرد من كل ما يملك، وتنتقل ملكيته الى ورثته.
الوطن في أبسط تعريف هو مساحة من الأرض يقيم عليها جماعة من البشر، وملكية هؤلاء جماعية وتمثل مفهوم الملكية العامة، التي تعني حق الاقامة فيه واستثمار مرافقه، لكنهم لا جماعيا ولا فرديا يملكون حق بيعه أو تفويضه للغير.
من هنا جاءت قدسية الوطن.
الدين هو منهج إلهي المصدر يحتوي على تشريعات ناظمة للعلاقات والسلوكات البشرية، باتباعها يتحقق صلاح المجتمعات، بمعنى أنه مصلحة خالصة للبشر.
نتوصل الى أنه بما أن الوطن والدين كلاهما منحة من الله للإنسان، الأول لإيوائه وإعالته، والثاني لتحقيق أمنه ومنع الخلافات بين الأفراد والمجتمعات وبالتالي جب النزاعات والتقاتل، فكلاهما لنفع الإنسان، لذلك فلا صحة لمقولة ان الدين لله والوطن للجميع، فكل شيء لله أساسا وانتهاء، لكنه أنعام على البشر منتجا.
لذا فمن يقول بذلك هو يقصد تحييد الدين عن التأثير في حياة الناس، لمنع الوسيلة الوحيدة الضابطة لصلاحهم واستقامتهم، لأنه أحد ثلاث فئات من البشر: الأولى الطامع بالحصول على أكثر من حقه المشروع فيما قسمه الله له من أملاك وأرزاق، فهو منتفع من تغييب تشريعات الدين العادلة، لأنه يريدها عوجا لتحقيق مصالحه على حساب مصالح الآخرين.
والثانية: هم المعرضون عن الدين تكاسلا من أداء العبادات التي فرضها الدين لضبط النفوس.
والثالثة: هم من الرافضين لاتباعه حسدا من عند أنفسهم، لأن الرسالة الخاتمة التي اعتبرها الله هي الدين النهائي قد أنزلها الله على قوم غيرهم، لذلك هم يناصبونه العداء بل ويصدون عنه.
وبما أن حب الوطن والتعلق به أمر فطري في النفوس، لذلك انصبت جهودهم على ايجاد تناقض بين الانتماء للوطن والولاء للعقيدة الدينية، فرأينا كل معادي منهج الله منذ القدم يخوفون الناس بأن الرسل جاءوا ليخرجوهم من أوطانهم: فهذا فرعون اتهم موسى عليه السلام بأنه: “يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُمْ ۖ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ” [الأعراف:110]، وفي العصر الحديث يتهمون من يدعو الى قيام دولة اسلامية بانها سوف تحرم غير المسلمين من مواطنتهم.
صحيح أن الإيمان بالله وطاعته واتباع الدين الذي أنزله أعظم النعم التي ينالها المرء، وهو ما ينيله الفلاح في الدنيا، والتمسك بذلك لأجل أن لا يموت المرء إلا وهو مسلم طائع هو ما ينيله خير الآخرة، لذلك فالولاء للعقيدة والانتماء للإسلام مقدم على أي ولاء أو انتماء.
لكن ذلك لا يعني أن يتناقض الانتماء الوطني مع الانتماء العقدي، بل اعتبر الشرع الدفاع عن الوطن أول أبواب جهاد الدفع، وجعله فريضة عين حينما يتعرض الوطن للعدوان، ومن يقتل دفاعا عنه فهو شهيد.
لذلك من يحاولون أن يضعوا الدين في تصادم مع الوطنية هم مفلسون فكريا، كمثل افلاس فرعون، فإذا كان الله تعالى لم يميز في أرزاقه وأنعمه بين المؤمن به والكافر، فالأولى أن لا يجعل الانتفاع بمقدرات الوطن مقتصرا على المؤمنين به دون الكافرين.
الدين بتشريعاته العادلة يحمي الضعفاء من جور الأقوياء، وتشريعاته تعاملت مع البشر جميعا بسواسية، بغض النظر عمن اهتدى أو ضل: “يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ” [الحجرات:13].