30 ديسمبر خلال 9 أعوام..39 شهيداً وجريحاً في جرائم حرب لغارات سعودية أمريكية على الأسواق والطرقات والمراعي باليمن
تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT
يمانيون../
تعمد العدوانُ السعوديّ الأمريكي، في مثل هذا اليوم 30 ديسمبر خلال عامي، 2015م، و2017م، ارتكاب جرائم الحرب والإبادة الجماعية، بغاراته الوحشية المباشرة، ومخلفاته العنقودية، على المدنيين الأبرياء في الأسواق، والمراعي، والطرقات، بمحافظات، صعدة، وصنعاء والحديدة.
أسفرت عن 24 شهيداً، و15 جريحاً، بينهم أطفال ونساء، ونفوق 23 رأساً من الأبل، وإصابة 3 لأحد الرعاة، في جرائم موثقة، وتدمير وقطع كلي للطريق الرابط بين صنعاء والحديدة، وخسائر في المحال التجارية والورش والسيارات والممتلكات، وتعميق الحزن في قلوب عشرات من الأسر التي فقدت معيليها، ومآويها، ما أسفر عن تفاقم الأوضاع المعيشية، وإعاقة حركة الحياة، ونقل الاحتياجات الضرورية، ومشاهد دموية تهز وجدان الإنسانية.
وفيما يلي أبرز التفاصيل:
30 ديسمبر 2015.. غارات وحشية للعدوان تعطل شريان الحياة بين قلب اليمن ورئتها الوحيدة:
في نهاية العام الميلادي 2015م، يوم 30 ديسمبر، أضاف العدوان السعودي الأمريكي جريمة حرب إلى سجل جرائمه بحق الإنسانية في اليمن، مستهدفاً شريان الحياة الرابط بين صنعاء والحديدة، بغارات وحشية على الطريق العام بمنطقة المنار مديرية الحيمة محافظة صنعاء، أسفرت عن توقف حركية السير وتدفق المواد الغذائية والاجتياحات الأساسية، ودمار كبير في ممتلكات وسيارات المواطنين، وترويع المسافرين وسائقي شاحنات النقل.
استهداف العدوان لأهم الطرقات الرابطة بين عاصمة اليمن ومنفذه البحري الذي تدخل منه المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية وكل الاحتياجات الضرورية للشعب اليمني، بمختلف البضائع المستوردة، هو وجه آخر من أوجه الحصار على الشعب اليمني ومضاعفة معاناته.
الغارات هدت الجبال وقطعت الطريق الأسفلتي بالأحجار وتضررت أعداد من السيارات والمدرجات الزراعية، وباتت مئات الشاحنات ومختلف أنواع المركبات عالقة لساعات طويلة من الجهتين ذهاباً وإياباً، ليبدأ الأهالي والسائقين والركاب مهمة عملية جديدة في إصلاح ما يمكن إصلاحه، وإبعاد الأضرار والدمار، وبناء الجدران الساندة، بجهد ومشقة، وسط جوع وعطش وحرارة الشمس.
يقول أحد السائقين العالق بسيارته منذ ساعات طويلة: “تم ضرب طريق صنعاء الحديدة وهو شريان الحياة، بغارتين، وتأخير المسافرين، وهذه أعمال خسيسة تدل على فشلهم وعدم امتلاكهم لأهداف عسكرية فهم مفلسون متخبطون، لا يقدرون على المواجهة العسكرية فيستهدفون المدنيين والمصالح العامة”.
قطع الطرقات جريمة حرابة وجريمة حرب وانتهاك صارخ للقوانين والمواثيق والأعراف الدولية والإنسانية، لم يسبق لأي عدو ممارستها ضد شعوب مسالمة.
30 ديسمبر 2017..36 شهيداً وجريحاً في جريمة حرب بقصف غارات العدوان لسوق الجراحي بالحديدة:
وفي اليوم ذاته من العام 2017م، سجل العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب وإبادة جماعية بحق المدنيين المتسوقين، بغاراته الوحشية على سوق الجراحي بذات المديرية، محافظة الحديدة، أسفرت عن استشهاد 24 مدنياً و12 جريحاَ بينهم أطفال، وتدمير للممتلكات والمحال التجارية والبسطات، وترويع الحاضرين وأهاليهم.
سوق الجراحي الذي كان مفعماً بالحياة وحركة البيع والشراء، وبسمات الباعة ومفاوضات المشترين، وأصوات العروض وروائح المأكولات الشعبية، وأنواع الفواكه والخضروات، صرير ورش الحديد والنجارة، ومعقمات العيادة الجراحية، وبعض من الأدوية الفائح شمها، وكل منهمك في تدبير احتياجاته وتذكر ما ينقص أهله، فكانت الغارات الغادرة على الرؤوس مباشرة، محولة المشهد الآمن إلى محرقة ومجزرة جماعية، مزقت الأجساد وأحرقتها وفرقتها في كل اتجاه، هنا جثة مقطوعة دون رأس وجوارها قدم لشخص آخر، وعلى مسافة شطر من جسد ثالث، ودماء مسفوكة، وجرحى يئنون ويحاولون النهوض دون جدوى، وصرخات، وآهات، هذا يلتقط بعض من جسد ابنه، كان بجواره على البسطة يبيع، وذلك جريح وبجواره أبوه مقطع أشلاء، يتحسس وجهه ويصرخ في السماء دون إحساسه بأن قدمه اليمنى مبتورة بشظية الغارة الغادرة، وما أن يحاول النهوض حتى يعود إلى الأرض مرتمياً على جثة والده، في مشهد يهز وجدان القلوب الحية ويشيب منه رؤوس المشاهدين، لبشاعة الجريمة.
هرع الأهالي والناجون نحو السوق لانتشال الجثث من بين الأنقاض، والدخان والنيران، وإسعاف الجرحى، وغصت المشافي والوحدات الصحية بالجثث، وبدأت أسر الضحايا رحلة جديدة من الفاجعة، والمعاناة، وخيم الحزن في كل منزل، وباتت الجراحي جريحة، نازفة فقدت 24 من أبنائها الكادحين، وفقدت الأسر معيليها وأحبائها وأقاربها، وارتفعت صرخات الأطفال ونواح والنساء، وبدأت مواكب التشييع في المناطق المجاورة، ومعها وفيها مجالس العزاء، وقصائد الرثاء، والانتقام ووقفات الحشد والنفير العام لرفد الجبهات، وباتت دماء الشهداء والجرحى في سوق الجراحي، هي دماء كل أحرار الشعب اليمني، المستنفر بقبائله، وجيشه وأمنه، وكبيره وصغيره، لمواجهة العدوان.
يقول أحد الناجين: “طيران العدوان استهدف الأبرياء المتسوقين دون أي حق، مطاعم ومتسوقين وماشيين من المنصورية على خط الجراحي، هذا ظلم لا يرضي الله ولا رسوله، أين الإيمان؟ أين الإنسانية؟ ماذا تسمون هذه المجزرة، الجثث في كل مكان، والسيارات تحترق والمحلات والبسطات، كل ما كان في السوق تحول إلى جحيم، ناس تقطعت أجسادهم أشلاء، لم نقدر التعرف عليها وهذه الصور أمام العالم يشاهد جرائم العدوان بحق الشعب اليمني والإنسانية، إنها إبادة جماعية يا عالم أصحوا”.
جريح صاحب بنشر يقول: “استهدفونا ونحن في محلاتنا، الله يضرك يا سلمان المجرم الطاغية، إن شاء الله جراحي ودمي ما يذهب هدراً، وبيننا الجبهات”.
أمام طيران العدوان لم تعد الأسواق مجرد أهداف يرتكب بها جرائم الإبادة، فحسب، بل أماكن وأهداف دسمة يفضلها ليبيد أكثر عدداً من أبناء الشعب اليمني، دون حساب أو عقاب، وتبقى أسواق اليمن شاهداً حياً على عدد جرائم الحرب المرتكبة بحق المدنيين الأبرياء في اليمن خلال 9 أعوام.
30 ديسمبر 2017.. 3 جرحى ونفوق وجرح 26 رأس أبل بغارات العدوان وعنقودياته على صعدة:
وفي اليوم والعام ذاته، ارتكب طيران العدوان السعودي الأمريكي، جريمتي حرب أخريين، بمحافظة صعدة، كانت الأولى بانفجار قنابل عنقودية من مخلفات غارات سابقة له على منطقة العند بمديرية سحار، ما أدى إلى جرح 3 من المواطنين، بينهم نساء، والثانية باستهداف غاراته الوحشية المباشرة، مجموعة من الأبل في منطقة بني صياح بمديرية رازح، وهي ترعى، ما أسفر عن نفوق 23 وجرح 3، في مشهد إجرامي ومجزرة وحشية، تستهدف الممتلكات، والحيوانات البريئة.
سحار: عنقوديات العدوان تسفك دماء الأهالي
في مديرية سحار، خرج الأهالي إلى مزارعهم وممتلكاتهم كعادتهم اليومية، فيما كانت القنابل العنقودية المحرمة دولياً تتربص بحياتهم، من تحت أوراق الأشجار، ومن بين التربة الخصبة، وعلى الطرقات، متخفية في أشكال وألوان براقة تجذب النفوس وتحاكي الرغبات، وكألعاب وأوني منزلية، ومقتنيات منسية، وما إن يقترب أحدهم حتى تغتال حياته، وتنفجر بوجه وتغوص شظاياها الفتاكة بين أضلعه وأحشائه، فتهز بانفجاراتها المنطقة وترعب الأهالي، وترتفع معها صرخات الألم والجراح، وتسيل الدماء على الأرض بدون ذنب.
يقول أحد الأهالي: “هذه امرأة انفجرت بها قنبلة عنقودية وهي تحطب، ودخل بعدها زوجها يسعفها، وقرحت فيه قنبلة ثانية، وجاء أخوه يشتي يسعف الاثنين وقرحت فيه قنبلة ثالثة، وجرحوا الثلاثة ، جوار حوش دبيش”.
وفي مديرية رازح كانت الأبل ترعى في منطقة بني صياح ومالكها يراقبها عن كثب، وفي لحظة يحلق طيران العدوان فوق سماء المنطقة، ويراقب أي حركة تدب عن استمرار الحياة ليغتالها، فما كان أمامه سوى جموع من الأبل التي أرعبته، وخيلت له أنها أهداف عسكرية، يمكن له من خلال استهدافها تقديم صورة دعائية زائفة، عن استهداف مخازن سلاح، ومساكن قيادات، فيما الحقيقة غير ذلك تماماً، وتكون الأبل وصاحبها الضحية، والخاسر الأكبر.
مشاهد جثث الأبل الممزقة ودمائها النزفة، وصغارها المعقورة، أفعال وحشية تعيد للذاكرة جريمة قوم صالح في ثمود إذ عقروا الناقة، وتؤكد مساعي العدوان في القضاء على كل مقومات الحياة ومظاهرها على الأراضي اليمنية، واستهدافه المتعمد لمصادر دخل المواطنين، وممتلكاتهم.
مالك الأبل الذي فقد رأس ماله ومصدر دخل أسرته، بات اليوم أمام معاناة جديدة، لا يمكن له تدارك تداعياتها وآثارها على معيشته ومعيشة أطفاله، بعد أن كان مستور الحال، يحصل على الأموال من بيع بعض صغار الأبل، وبيع حليبها، وتأجيرها في حمل البضائع والأحجار إلى المرتفعات والمناطق المحرومة من شبكة الطرقات.
يقول مالك الأبل: “كانت الأبل مصدر رزقي ولم يبق منها غير 3 على وشك الهلاك، ونفقت 23 منها ، ها هي أمام العالم يشاهد ، الله يقول أفلا ينظرون إلى الأبل كيف خلقت، وهم بدلاً عن ذلك يستهدفونها! بأي ذنب يقتلون أبلي، ما علمنا بهم؟ ما عاد في أية قيمة لا للإنسان ولا للحيوان، هؤلاء مجرمين حرب يهلكون الحرث والنسل”.
استهداف المراعي والمزارع بالغارات والقنابل العنقودية، جريمة حرب مكتملة الأركان، يدفع ثمنها المدنيون والأعيان المدنية، وانتهاك للقوانين والمواثيق الدولية، تحتم على المجتمع الدولي التحرك الجاد لوقف العدوان ورفع الحصار، ومحاسبة مجرمي الحرب.
جرائم العدوان في مثل هذا اليوم جزء من الجرائم المكتملة التوثيق بالمشاهد والصور الحية، وهناك الكثير من الجرائم المماثلة التي لم تتمكن وسائل الإعلام والجهات المعينة من توثيقها ورصدها في حينه، ويبقى السؤول الأهم هنا أين هي محكمة الجنايات الدولية والعدل الدولية، لتنهض بمسؤوليتها القانونية والإنسانية والأخلاقية.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: طیران العدوان الشعب الیمنی جریمة حرب
إقرأ أيضاً:
متحف زايد الوطني في أبوظبي يفتح أبوابه ديسمبر 2025
يفتح متحف زايد الوطني أبوابه رسمياً خلال شهر ديسمبر 2025، في المنطقة الثقافية في السعديات، محتفياً بإرث الوالد المؤسِّس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، في دعم التعليم والمعرفة، وترسيخ الهُوية الوطنية، والحفاظ على التراث الثقافي.
ويجسِّد المتحف رؤية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، من خلال معارض تفاعلية وبحوث وبرامج تعليمية مستلهماً القيم التي آمن بها الشيخ زايد في الإنسانية وإحياء الموروث الإماراتي. ويضمُّ المتحف ست صالات عرض دائمة موزَّعة على طابقين، وصالة عرض مخصَّصة للمعارض المؤقتة، يروي من خلالها قصة أرض الإمارات خلال 300,000 عام. وتضمُّ مقتنياته مجموعة متنوّعة من القطع الأثرية من مختلف أنحاء الدولة، إلى جانب مجموعة من الأعمال المُعارة والقطع المهداة من المجتمعات المحلية والدولية، ما يعكس ثراء الإرث الثقافي الإماراتي وتنوُّعه.
وقال محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي: «تتواصل المبادرات الرامية إلى صون التراث الثقافي لدولة الإمارات على مدى عقود طويلة، منذ إنشاء أولى مؤسساتنا الثقافية وحتى تشكَّلت ملامح رؤيتنا الطموحة لبناء جسور للتبادل الثقافي والمعرفي بين الشعوب من مختلف أنحاء العالم. وتُضيف المنطقة الثقافية في السعديات فصلاً جديداً إلى هذه المسيرة، عبر مؤسساتها التي تحتفي بالماضي وتواكب تطلعات المستقبل. ويُجسِّد متحف زايد الوطني الإرث الخالد للوالد المؤسِّس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، وثقته العميقة بشعبه، وقدرته على تحقيق الإنجازات، وأهمية التعليم والمعرفة، تكريساً لقيم الاتحاد والتماسك المجتمعي والفخر بالهُوية الوطنية. المتحف ليس مكاناً لحفظ التاريخ فحسب، بل رسالة لأجيالنا المقبلة، ومنارة لهُويتنا، ومساحة تروي قصتنا من خلال مقتنياته ومجموعاته، وما تنبض به من مشاعر وذكريات ورؤى. ويحمل متحف زايد الوطني رسالتنا وقصتنا إلى أبناء اليوم والغد».
وتضمُّ مجموعة المتحف قطعاً أثرية تعود إلى العصور الحجرية القديمة والحديثة، إضافةً إلى العصور البرونزية والحديدية، اكتشفها علماء آثار على مدى أكثر من نصف قرن، وتشمل نظام الفلج الأقدم في العالم، وآثار استخراج النحاس في العصر البرونزي، وهي أدلة باقية على براعة الآباء والأجداد، وقدرتهم على مواجهة الصعاب وتجاوُز التحديات، وتُعَدُّ شاهداً حياً على التزام الشيخ زايد بالحفاظ على التراث الأصيل.
ومن أبرز معروضات متحف زايد الوطني «لؤلؤة أبوظبي»، وهي إحدى أقدم اللآلئ الطبيعية المعروفة في العالم، والتي تؤكِّد التاريخ العريق لمهنة الغوص بحثاً عن اللؤلؤ في منطقة الخليج العربي، و«المصحف الأزرق» الذي يُعَدُّ من أرقى المخطوطات في تاريخ الفن الإسلامي، إلى جانب نموذج لقارب «ماجان» القديم، والذي يُمثِّل ثمرةً لأولى شراكات المتحف البحثية مع جامعة زايد وجامعة نيويورك أبوظبي.
وصمَّم المتحف اللورد نورمان فوستر، من شركة فوستر وشركاه، وهو معماري حاصل على جائزة «بريتزكر» للعمارة وركَّز على توظيف عناصر مستوحاة من التراث الإماراتي، ووضع الاستدامة في صميم رؤيته الهندسية. وتعلو المبنى خمسة هياكل فولاذية على شكل جناح الصقر أثناء التحليق، في احتفالية رمزية بالصقارة التي تُعَدُّ جزءاً أصيلاً من الموروث الثقافي الإماراتي.
ويقدِّم متحف زايد الوطني تجربة شاملة ومتاحة للجميع من كافة الأجيال والثقافات، مسلِّطاً الضوء على التراث العريق والهُوية الإماراتية المعاصرة، وموفِّراً منصة للحوار وتعزيز التفاهم المشترك. وتُسهم معارضه وبرامجه ومبادراته في إلهام الشباب، وإشراك أصحاب الهمم وكبار المواطنين، وتمكين البحث العلمي العالمي.
وسيعرض المتحف مجموعات وقصصاً تُكرِّم الإرث الغني للمنطقة، وتُبرز دور أبوظبي بصفتها ملتقى للحضارات، دعماً لرسالة المنطقة الثقافية في السعديات التي تهدف إلى بناء جسور للحوار بين الثقافات من خلال مؤسساتها الرائدة، بما في ذلك متحف اللوفر أبوظبي، وتيم لاب فينومينا أبوظبي، إلى جانب متحف التاريخ الطبيعي أبوظبي، ومتحف جوجنهايم أبوظبي، المُرتقب افتتاحهما، ترسيخاً لمكانة الإمارة كمركز عالمي للثقافة والابتكار.