مع إعلان الإدارة الجديدة في سوريا عن قرب إطلاق مؤتمر الحوار الوطني، تبرز تساؤلات عديدة حول مدى إمكانية نجاحه في تحقيق انطلاقة مرضية للسوريين، لا سيما بعد أكثر من عقد من الصراع.

وقد تحدثت مصادر للجزيرة عن اكتمال فكرة المؤتمر وقرب انطلاق خطواته العملية، وقالت إن لجنة ستتشكل لإعداد جدول أعمال المؤتمر وتنظيم دعوات المشاركة.

وتوقعت المصادر أن تشارك أكثر من ألف شخصية من مختلف مكونات الشعب السوري بمن في ذلك ممثلون عن قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والمجلس الوطني الكردي.

لكن دعوات المشاركة في المؤتمر ستُوجه للمدعوين بصفتهم الشخصية وليس لمؤسسات سياسية أو أحزاب، كما تقول المصادر، مما أثار نقاشات حول معايير اختيار المشاركين.

ومن المقرر أن يناقش المؤتمر تشكيل هيئة عامة تختار الحكومة الانتقالية، إضافة إلى لجان تنفيذية تعمل على تحديد آليات الحكم خلال المرحلة الانتقالية.

وقد أكدت المصادر أن التشكيلات الجديدة ستعتمد على الخبرات والتكنوقراط بدلا من المحاصصة الطائفية أو الحزبية، وقالت إن المؤتمر سيناقش ملفات الحريات العامة وحقوق المواطنين.

وتعليقا على هذا التطور، قال الدكتور عبد المنعم زين الدين، وهو منسق عام بالثورة السورية، إن المؤتمر يمثل ضرورة سياسية وشعبية، مشددا على أهمية تشكيل لجنة تحضيرية تعكس تنوع المجتمع السوري وتستوعب كافة أطيافه.

إعلان

الكفاءة والإستراتيجية

وخلال مشاركته في برنامج "مسار الأحداث"، أكد زين الدين أن نجاح المؤتمر لا يعتمد فقط على عدد المشاركين فيه وإنما على مدى كفاءة الشخصيات المشاركة ونظرتها الإستراتيجية لكيفية إدارة المرحلة الانتقالية.

وأعرب زين الدين عن اعتقاده بأن الخطوات العملية لهذا المؤتمر لا بد أن تبدأ بحل مجلس الشعب السابق والجيش النظامي، وتشكيل هيئة تأسيسية لصياغة دستور جديد يطرح للاستفتاء الشعبي. وقال إن تجاوز هذه المعضلات "يتطلب توافقا على أولويات المرحلة الانتقالية بعيدا عن الخلافات".

لكن مدير المركز السوري للعدالة والمساءلة في واشنطن، محمد العبد الله، يختلف مع الطرح السابق، ويرى أن الإعداد للمؤتمر يفتقر للشفافية بشكل كبير، مشيرا إلى أن هيئة تحرير الشام (السلطة المؤقتة للبلاد) "تحتكر تمثيل العملية السياسية وتفرض سيطرتها من خلال استبعاد الكيانات السياسية والمدنية الرئيسية".

ويرى العبد الله أن الدعوات الفردية "تعكس محاولة لشرعنة سلطة الأمر الواقع"، وأن المشكلة ليست في صياغة دستور جديد وإنما "في ضمان تنفيذه على أرض الواقع".

كما عبّر المتحدث عن خشيته من أن يُفضي المؤتمر إلى تعميق الانقسامات بدلا من توحيد السوريين، معتبرا أن ما يحدث "يأتي في إطار محاولة هيئة تحرير الشام السيطرة على المشهد السياسي عبر فرض إرادتها على السوريين".

وقال العبد الله إن هذه الأمور "تعزز شكوكا حول الشفافية والشرعية في تنظيم المؤتمر"، وإن التحديات الكبرى "تكمن في التفاصيل الدقيقة حول اختيار الأعضاء والمعايير المتبعة في تمثيل كافة الأطياف".

التشوهات الديمغرافية

وفي السياق نفسه، حذر الكاتب والباحث السياسي محمود علوش من تلك التحديات المرتبطة بتمثيل جميع السوريين، في ظل التشوهات الجغرافية والديمغرافية الناجمة عن النزوح واللجوء، ودعا إلى اعتماد معايير واضحة تضمن مشاركة الكفاءات والخبرات المؤمنة بمبادئ التحول الديمقراطي ووحدة سوريا.

إعلان

وشدد علوش على "ضرورة الاتفاق على أهداف واضحة للحوار الوطني لتجنب تعقيد عملية التحول السياسي"، معربا عن اعتقاده بأن نجاح المؤتمر "يعتمد على استعداد هيئة تحرير الشام لإدارة المرحلة الانتقالية بمعايير تلبي تطلعات السوريين".

ويرى المتحدث أن الانخراط الوطني الشامل "يشكل أساسا لخلق بيئة سياسية قادرة على تحقيق الاستقرار"، وأن ضمان شمولية الحوار الوطني "يعد عاملا أساسيا لنجاح المؤتمر".

كما دعا إلى ترجمة الشعارات الوطنية إلى أفعال سياسية "تتطلب التزاما بمعايير واضحة ومشاركة واسعة تشمل جميع مكونات المجتمع".

لكن زين الدين يرى أن أي حديث عن تحديات بلا بدائل حقيقية "لن يقدم حلا فعّالا". وقال إنه من الصعب إتمام عملية الانتقال السياسي بشكل تقليدي في الظروف الاستثنائية الحالية، معتبر أن النجاح في هذه المرحلة "يتطلب إدارة حكيمة تحظى بثقة الشعب السوري".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات المرحلة الانتقالیة زین الدین

إقرأ أيضاً:

«الذكاء الاصطناعي في خدمة الطب البيطري»مؤتمر علمي بجامعة القناة

 

 

انطلقت اليوم الثلاثاء  فعاليات المؤتمر العلمي السادس عشر لكلية الطب البيطري بجامعة قناة السويس تحت عنوان
"الذكاء الاصطناعي في الطب البيطري: الوضع الراهن والتطلعات المستقبلية"، والذي يُعقد خلال الفترة من 2 إلى 5 ديسمبر 2025، تحت رعاية الدكتور ناصر مندور، رئيس جامعة قناة السويس.

 

يأتي انعقاد المؤتمر في ظل تسارع تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات الطبية، ومن بينها الطب البيطري الذي يشهد تحولًا واسعًا نحو الاعتماد على التقنيات الذكية في تشخيص الأمراض الحيوانية، وتحليل البيانات الوبائية، وإدارة مزارع الإنتاج الحيواني والداجني والسمكي.


وقال الدكتور ناصر مندور رئيس جامعة قناة السويس أن المؤتمرات العلمية التي ينظمها قطاع الدراسات العليا بالكليات تُعد من أهم عوامل النهوض بالبحث العلمي، مشيرًا إلى أن المؤتمر العلمي لكلية الطب البيطري يقدم أحدث البحوث في شتى مجالات الطب البيطري، وخاصة ما يتعلق باستخدام الذكاء الاصطناعي في تنمية الثروة الحيوانية وتوفير غذاء آمن عالي الجودة للإنسان، بما يدعم تحقيق رؤية الدولة المصرية في توفير حياة كريمة للمواطنين.

وأضاف أن المؤتمر يعزز الشراكة بين الجامعات والمراكز البحثية في مصر والعالم، إلى جانب التعاون مع الكيانات الصناعية والاستثمارية، تحقيقًا للاستفادة القصوى من نتائج البحث العلمي، ولتحقيق رؤية ورسالة الكلية في هذا الشأن.

وفي كلمته خلال افتتاح المؤتمر أكد الدكتور صلاح مصيلحي رئيس جهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية ورئيس شرف المؤتمر، أن البحث العلمي هو الأساس الحقيقي للتقدم وركيزة مهمة لتحقيق الأمن الغذائي.
وأشار إلى أن الطبيب البيطري يعد خط الدفاع الأول لحماية صحة الثروة الحيوانية والسمكية والدواجن، لأنه مسؤول عن الإشراف على الغذاء وسلامته، فضلًا عن دوره في حماية الدولة من الأمراض الوافدة وعابرة الحدود والمستوطنة، وهو دور لا يتحقق إلا من خلال البحث العلمي.

وأكد الدكتور حامد موسى الأُقنص رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية، أهمية المؤتمر في مناقشة دور الذكاء الاصطناعي في فتح آفاق جديدة لتشخيص الأمراض الحيوانية، وقدرته على حل مجموعة واسعة من المشكلات، فضلًا عن دوره في الكشف المبكر عن الأمراض المتعلقة بالحيوانات.

وفي كلمته، أعرب الدكتور مجدي حسن نقيب الأطباء البيطريين عن سعادته بالتواجد في هذا الصرح العلمي المتميز، مؤكدًا أن المؤتمر يُعد منصة رائدة تجمع العلماء والخبراء والباحثين وتبرز الدور الحقيقي للبحث العلمي باعتباره قاطرة التنمية.
وأشار إلى أن العلم والبحث العلمي ليسا رفاهية وإنما ضرورة لضمان تقدم الدول، مؤكدًا أن دور الطبيب البيطري أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى.

وأعربت الدكتورة داليا منصور عن فخرها بما حققته الكلية من إنجازات خلال الفترة الماضية، مؤكدة أن الكلية تمتلك تاريخًا مشرفًا في خدمة المجتمع والبحث العلمي.
وأضافت أن موضوع المؤتمر يمثل أهمية كبيرة كونه يتناول أحدث ما توصل إليه العلم في مجال الطب البيطري ودور الذكاء الاصطناعي في الارتقاء بآليات التشخيص والعلاج والوقاية.

وأشارت الدكتورة رانيا حلمي إلى أن انعقاد المؤتمر يأتي امتدادًا لرسالة الكلية في دعم البحث العلمي وتشجيع الابتكار، وتوفير بيئة أكاديمية متميزة تُسهم في تطوير المعرفة وخدمة المجتمع.
وأضافت أن البحث العلمي لم يعد نشاطًا أكاديميًا فقط، بل أصبح محركًا رئيسيًا للتنمية وركيزة أساسية لتحقيق رؤية مصر 2030 التي تضع العلم والتكنولوجيا والابتكار على رأس أولوياتها.
وأكدت أن المؤتمر يجمع بين خبرات الأساتذة وحماس الباحثين وطموحات شباب العلماء في منصة واحدة للحوار وتبادل الرؤى.

ورحب الدكتور علي معوض بالحضور، مؤكدًا أن المؤتمر يجمع صفوة العلماء والباحثين من داخل مصر وخارجها لمناقشة كل ما هو جديد في مجال الطب البيطري.
وأشار إلى أن كلية الطب البيطري تسعى دائمًا إلى تعزيز الشراكات البحثية ودعم الباحثين من خلال برامج الدراسات العليا وتطوير البنية البحثية لضمان إنتاج أبحاث رصينة ذات أثر حقيقي على المستويين المحلي والدولي، متمنيًا أن يخرج المؤتمر بتوصيات تسهم في تطوير البحث العلمي.

وفي ختام الجلسة الافتتاحية، تم تكريم عدد من الحضور تقديرًا لإسهاماتهم، ثم انطلقت حلقة نقاشية بمشاركة أعضاء المجلس الصحي المصري، على أن تستمر فعاليات المؤتمر حتى 5 ديسمبر. 
كما شهد اليوم الأول للمؤتمر جلسة اون لاين ناقش خلالها ابحاث من اليمن و العراق و المملكة العربية السعودية .

مقالات مشابهة

  • مؤتمر دولي للترويج للحاصلات الزراعية بالبحيرة
  • «الذكاء الاصطناعي في خدمة الطب البيطري»مؤتمر علمي بجامعة القناة
  • اعتماد بروتوكولات علاجية عالمية.. أبرز توصيات مؤتمر الأورام النسائية بالشرقية
  • استعراض تفاصيل مؤتمر ولاية صور الدولي
  • منال عوض: مؤتمر COP24 بوابة لعبور دول حوض المتوسط نحو اقتصاد أزرق مستدام
  • المنفي يشارك بافتتاح «مؤتمر الدبلوماسية» في طرابلس
  • مؤتمر الموسيقى العربية في الرياض يدعو لتوثيق المقامات الشرقية الصوتية
  • تركي آل الشيخ يترأس مؤتمر الموسيقى العربية في الرياض
  • أبوظبي تستضيف مؤتمر الذكاء الاصطناعي والقيادة الصحية
  • المملكة أكدت على اغتنام الفرص.. «إعلان الرياض» انطلاقة إستراتيجية للتنمية الصناعية العالمية