احتجاجات ضد روبلوكس لتعاملها مع قضايا التحرش عبر منصتها
تاريخ النشر: 15th, August 2025 GMT
تشهد منصة الألعاب الشهيرة "روبلوكس" موجة جدل متصاعدة بعد أن أطلقت عريضة جماهيرية على الإنترنت، تطالب بإجراء تغييرات جذرية في سياسات الشركة لحماية القاصرين.
هذه العريضة جاءت على خلفية إيقاف حساب صانع المحتوى المعروف باسم "شليب"، الذي كان ينشر مقاطع مصورة توثق محاولاته للإيقاع بمتحرشين جنسيين مشتبه بهم على المنصة.
بدأت القصة عندما نشر شليب عبر قناته على يوتيوب مقاطع فيديو يظهر فيها متقمصًا دور قاصر، بهدف استدراج وكشف الأشخاص المتورطين في سلوكيات ضارة داخل روبلوكس.
ووفقًا لما أورده في تسجيلاته، فقد أسفرت جهوده عن الإبلاغ عن ستة أشخاص يُشتبه في تورطهم في استغلال الأطفال عبر الإنترنت. هذه الأسلوب أثار اهتمام عدد كبير من متابعيه، لكنه في المقابل واجه رفضًا قاطعًا من إدارة روبلوكس.
الشركة أصدرت بيانًا رسميًا وصفت فيه هذه الممارسات بأنها "أعمال انتقامية رقمية" قد تعرقل عمل سلطات إنفاذ القانون، مشيرة إلى أن مثل هذه الإجراءات قد تسمح للمسيئين بالبقاء على المنصة لفترة أطول بهدف إنتاج محتوى مثير للجدل.
وفي خطوة تصعيدية، أرسلت الشركة إخطارًا قانونيًا لشليب يأمره بالتوقف عن أنشطته، وأغلقت حساباته المرتبطة بهذه العمليات، وهددت باتخاذ إجراءات قضائية ضده استنادًا إلى خرق شروط الاستخدام وانتهاك قوانين تتعلق بالاحتيال وإساءة استخدام أنظمة الكمبيوتر.
في المقابل، عبّر شليب عن استيائه العميق من القرار في أحد مقاطعه، قائلاً إنه من محبي المنصة منذ طفولته، وأن دافعه كان دائمًا هو تحسين بيئة روبلوكس وجعلها أكثر أمانًا للأطفال. وأكد أنه ينتقد الشركة لأنه يحرص على مستقبلها وسلامة مستخدميها.
روبلوكس دافعت عن سياستها مؤكدة أن أنظمة الإبلاغ المدمجة داخل اللعبة هي الوسيلة الأمثل للتعامل مع المخالفات، وأن التدخل الفردي بهذا الشكل "غير مقبول" وقد يخلق بيئة غير آمنة. لكن الكثير من اللاعبين والمراقبين شككوا في فاعلية هذه الأدوات، مشيرين إلى أن التجارب الواقعية تُظهر قصورًا في قدرتها على ردع السلوكيات المسيئة أو منع تكرارها.
الأزمة بلغت ذروتها بإطلاق عريضة على موقع Change.org من قبل فتى يبلغ من العمر 14 عامًا، يطالب فيها بإقالة الرئيس التنفيذي لشركة روبلوكس، ديفيد بازوكي، بدعوى ضعف حماية المنصة للأطفال وعدم اتخاذ إجراءات حاسمة ضد المخاطر الرقمية. نص العريضة أكد أن المنصة "تسمح باستمرار السلوكيات الضارة والاستغلالية مع غياب الشفافية والمساءلة".
العريضة لاقت استجابة واسعة، إذ جمعت أكثر من 12 ألف توقيع خلال أول يومين، واقتربت من 50 ألف توقيع وقت إعداد هذا التقرير، معظمها من أولياء الأمور ومحبي اللعبة الذين يشعرون بالقلق إزاء سلامة الأطفال على المنصة.
بالتوازي، أطلق النائب الأمريكي رو خانا عريضة أخرى تدعو إلى تشديد التعاون بين روبلوكس وسلطات إنفاذ القانون، وتقديم دعم أكبر لأولياء الأمور في مراقبة نشاط أبنائهم داخل اللعبة. خانا نشر مقطعًا على تيك توك لحث الجمهور على الوصول إلى مليون توقيع بحلول نهاية الأسبوع، لكنه لم يحدد الإجراءات التي قد تتخذ لاحقًا إذا تم تحقيق هذا الهدف.
تسلط هذه القضية الضوء على التحديات المستمرة التي تواجهها منصات الألعاب الإلكترونية في موازنة حرية الإبداع مع مسؤولية حماية المستخدمين الصغار، وبينما يرى البعض أن خطوات روبلوكس مبررة لحماية بيئة اللعب من تصرفات فردية قد تضر أكثر مما تنفع، يعتقد آخرون أن الشركة لا تزال بعيدة عن تقديم الضمانات الكافية لسلامة الأطفال في عالم افتراضي يتسم بالتعقيد والانفتاح.
من الواضح أن الضغوط الشعبية والسياسية على الشركة ستستمر، وأن كيفية استجابة روبلوكس لهذه الأزمة قد تحدد مسارها المستقبلي في بيئة تنظيمية عالمية تزداد صرامة تجاه قضايا حماية القاصرين على الإنترنت.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: روبلوكس يوتيوب الاطفال الانترنت
إقرأ أيضاً:
إصابة 40 شرطيًّا خلال احتجاجات مناهضة للحكومة في صربيا
الثورة نت/.
أعلن وزير الداخلية الصربي، إيفيكا داتشيتش، اليوم الجمعة، عن إصابة أكثر من 40 شرطيا خلال الاحتجاجات المناهضة للحكومة في البلاد الليلة الماضية.
وحسب موقع روسيا اليوم قال أن بعضهم يعاني من إصابات خطيرة، بما في ذلك كسور في الذراع والساق، مشيرا إلى اعتقال 37 شخصا.
كما استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع خلال الاشتباكات في بلغراد، وتمكنت من دفع المتظاهرين باتجاه ساحة سلافيا.
وأوضح داتشيتش، أن الاشتباكات بين المشاركين في الاحتجاج والشرطة لا تزال مستمرة.
وتأتي هذه الأحداث في أعقاب سلسلة من الاحتجاجات انطلقت ليل الأربعاء في مدينتي فرباس وباتشكا بالانكا، حيث طالب المتظاهرون بإجراء انتخابات مبكرة.