روسيا – أوضحت رئيس الجمعية الروسية للتعاون الأورو-أطلسي الدكتورة تاتيانا بارخالينا أنه خلال الأيام الأخيرة الماضية قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب إبعاد فريقه من المختصين بالشؤون الروسية عن القمة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين حتى لا يعرقلوا الاتفاقيات التي ستبرم.

وقالت بارخالينا  “قرر ترامب في الأيام الأخيرة إبعاد المختصين والمحللين في الشأن الروسي، التابعين لوزارة الخارجية الأمريكية، عن القمة مع نظيره فلاديمير بوتين المنعقدة في ألاسكا، حتى لا يعرقلوا إبرام الاتفاقات التي يعتبرها الرئيس الأميركي مناسبة له”.

وأضافت “نلاحظ، أنه عدا بعض الأشخاص المحترفين مثل وزيري الخارجية والمالية الأميركيين، يتصف فريق ترامب بعدم المهنية، لأنه تم تشكيله بناءً على الولاء الشخصي الذي قد يكون مريحاً، لكنه يمكن أن يؤذي من يعتمد في عمله على هذا المبدأ”.

وتابعت “يتم الحديث عن أن ترامب لا يمكن التنبؤ بتصرفاته، وحتى هو نفسه لا يعرف كيف سيتصرف في هذه الدقيقة أو تلك، لكن في الوقت ذاته أعتقد أنه في أعماقه مهتم بإيقاف سفك الدماء وإنهاء هذا النزاع العسكري، الذي يُعد الأكثر إراقة للدماء بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية”.

وعن النتائج التي يمكن عن تسفر عن القمة، علقت بارخالينا: “لن يكون هناك اختراق جدي لوقف النزاع لأن الجانبين يطرحان مطالب متعارضة تمامًا، فالحديث يدور في الدرجة الأولى حول تبادل الأراضي، وفي الواقع لا يمكن مبادلة الأراضي الأوكرانية إلا بأخرى أوكرانية أيضًا، وفي الوقت نفسه الأوروبيون يشددون على فكرة أنه لا يمكن حل النزاع في غياب كييف عن المشهد”.

واستطردت “لا يمكن أيضاً استبعاد احتمال أن يوافق الطرف الروسي على هدنة جوية لمدة ثلاثين يوما، وقد تمتد لخمسين يوما أخرى، وسيكون ذلك خطوة أولى نحو إيجاد حل، بالإضافة إلى أن هناك تصور عن إمكانيات لاتفاق ثنائي بين موسكو وواشنطن على تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية ومناقشة مشاريع الاستكشاف المشترك للرصيف القاري في المحيط المتجمد الشمالي والبحث عن الثروات المعدنية واستئناف المواصلات الجوية المباشرة بين موسكو ونيويورك وواشنطن، كما كان الحال قبل بدء العملية العسكرية الخاصة “.

وعن الدور الأوروبي والأوكراني في المفاوضات، قالت الخبيرة في الشؤون الأطلسية: “يرغب الأوروبيون في المشاركة بالمفاوضات، وكما يقال: إما أن تجلس الى طاولة المفاوضات أو ستكون وجبة في القائمة، على الطاولة ويأتي ذلك في ظل انخفاض الثقة بإدارة ترامب بالرغم من التصريحات الأميركية بأن هذا اللقاء هو لكشف نوايا الطرفين”، مبينة بحسب رأيها أن “الرئيس الأميركي يخسر أمام بوتين ويعتمد عليه نفسياً، وهذا ما يراه الجميع ويخشاه الأوروبيون نظراً لعدم إمكانية التنبؤ بتصرفاته وفي كثير من الأحيان لا يعرف ماذا سيفعل أو سيقول بعد ساعتين”.

 

وكالات + RT

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: لا یمکن

إقرأ أيضاً:

من عجائب السياسة.. أصبح ترامب هو المنقذ

كان بإمكان حركة حماس وبقية فصائل المعارضة أن تجيب على المبادرة الأمريكية الإسرائيلية بالرفض وتصعيد الخطاب، لكن قادتها اختاروا منهج التعامل السياسي، وتحكيم العقل، وتغليب المصلحة الوطنية. قبلوا المقترح، وثمّنوا العناصر التسعة الأولى فيه، وطالبوا بتوضيحات بالنسبة للبعض الآخر، واعترضوا بذكاء على كل ما من شأنه أن يفتح الباب من جديد لأي شكل من أشكال الوصاية على القرار الفلسطيني، فأثبتوا بذلك كفاءتهم السياسية إلى جانب قدرتهم على المقاومة العسكرية.

وبذلك أعادوا الكرة الى المرمى الإسرائيلي؛ بعد حشر حماس في زاوية حادة، الرئيس ترامب يعيد خلط الأوراق بالتأكيد على حماس من خلال قبولها لمبادرته بكونها جاهزة لتحقيق السلام الدائم، وأن على إسرائيل إيقاف العمليات العسكرية والعودة إلى التفاوض. هكذا تغير المشهد كليا.

ما يجب التركيز عليه الآن هو الخروج من هذه الحرب القذرة بأقل ما يمكن من الضحايا والخسائر، والتأسيس لمرحلة مغايرة، فالذي يختار الحرب عليه أن يحسن التقاط الفرصة واللحظة المناسبة من أجل بناء السلام
سيبقى يوم السابع من أكتوبر محل خلاف بين المؤيدين لذلك التحول النوعي في الصراع مع العدو الصهيوني، وبين الذين يرون فيه مجازفة خطيرة غير مدروسة من قبل المقاومة، لكن ما يجب التركيز عليه الآن هو الخروج من هذه الحرب القذرة بأقل ما يمكن من الضحايا والخسائر، والتأسيس لمرحلة مغايرة، فالذي يختار الحرب عليه أن يحسن التقاط الفرصة واللحظة المناسبة من أجل بناء السلام.

الجولة الجديدة من المفاوضات ستكون أمام رقابة الجميع، وهو ما سيجعل احتمال انقلاب نتنياهو وحكومته على المسار ضعيفا وليس مستحيلا. فالثقة في هؤلاء سذاجة، لكن مصلحة ترامب تفرض على الإسرائيليين الاستمرار في الخطة وعدم التفكير في نسفها في حال استعادة محتجزيهم، وهي فرضية يتخوف منها الفلسطينيون والعديد من المراقبين. وما جاء على لسان نتنياهو في محاولة لتجاوز الصفعة التي تلقاها من ترامب، يؤكد الطابع الاستئصالي للحكومة الصهيونية التي سترصد أي شيء يمكن استغلاله من أجل العودة إلى إكمال حرب الإبادة. وهي مسألة يدركها المفاوض الفلسطيني، ويُستبعد أن يمكّن عدوه من هذه الفرصة.

تجنبت حماس الخوض في أي جدل عقيم مع ممثلي السلطة الفلسطينية، وبدل التورط في هذا المنحدر الخطير، دعت إلى إشراك الجميع في مناقشة الوضع الفلسطيني بعد توقف الحرب، ودعت الجميع بما في ذلك منظمة التحرير الى مؤتمر سيعقد في القاهرة للبحث عما هو مشترك بين الجميع. وحتى تكون في مستوى الحدث، قبلت حماس بأن يكون هذا الحوار علنيا وصريحا وذا مصداقية عالية، عساه يقطع الطريق أمام المخادعين والمتاجرين بالقضية.

إذا سارت الأمور في هذا النحو ، ستكون أفضل نهاية لهذه المغامرة المؤلمة التي فجرت أخطر حرب خاضها الفلسطينيون في تاريخهم المعاصر
 وفي خطوة موازية، أعلن محمود عباس عن صياغة دستور بعد ثلاثة أشهر، وتنظيم انتخابات بعد سنة. وبقطع النظر عن محتوى هذا الدستور وعن كيفية تنظيم هذه الانتخابات، فالأكيد أن الحالة الفلسطينية مرشحة، مقارنة بالوضع الراهن، للانتقال لمرحلة مختلفة. فانتهاء الحرب من شأنه أن يُدخل الوضع الإسرائيلي في سياق مفتوح على تغييرات يصعب التكهن بمآلاتها. فخروج نتنياهو، وانهيار تحالف أقصى اليمين للصهيونية الدينية، والصراع الذي سينفجر بين هذه الجبهة وبين التيارات الموصوفة بالعلمانية، ستكون له تداعيات كبرى في مجتمع وصفته الوزيرة الصهيونية السابقة تسيبي ليفني بـ"الدولة المنبوذة" نتيجة ما خلّفته الحرب على غزة، وهو ما جعل "أبناءنا اليوم لم يعودوا يريدون دعم إسرائيل". كما يدور الحديث أيضا داخل المجتمع الإسرائيلي عن حرب أهلية يمكن أن تنفجر في أي لحظة بين شقين متعارضين ومختلفين في كل شيء تقريبا.

إذا سارت الأمور في هذا النحو ، ستكون أفضل نهاية لهذه المغامرة المؤلمة التي فجرت أخطر حرب خاضها الفلسطينيون في تاريخهم المعاصر. لقد عانى الفلسطينيون كثيرا وسيعانون أكثر للأسف، والمرحلة الجديدة لن تكون  سهلة، حيث ستعمل أطراف ولوبيات وشياطين من أجل إبقاء الشعب الفلسطيني تحت الهيمنة، خاضعا للابتزاز والمتاجرة بدمائه وحقوقه، لكن الأمل في قيام إرادة وطنية قد يحوّل هذا المسار، الذي سيعمل الأعداء على إضعافه، إلى فرصة للبناء والتوحد حول مشروع بناء دولة فلسطينية ستكون صغيرة في حجمها، لكنها كبيرة في قيمتها، وقوية في شرعيتها.

مقالات مشابهة

  • بوتين: القوات الروسية سيطرت على نحو 5 آلاف كيلومتر مربع في أوكرانيا خلال عام 2025
  • بوتين: القوات الروسية سيطرت على نحو 5 آلاف كيلومتر مربع في أوكرانيا
  • الأردن يشارك في اجتماع لجنة كبار المسؤولين العربي الروسي
  • مساعد الرئيس الروسي: بوتين سيشارك في قمة روسيا - آسيا الوسطى في 9 أكتوبر الجاري
  • انطلاق ندوة القمة الروسية العربية الأولى.. خطوة إستراتيجية لتعزيز مسيرة التعاون.. اليوم
  • وزير الدولة بوزارة الخارجية يجتمع مع المستشار الأول لرئيس الوزراء الكندي لشؤون السياسة الخارجية والدفاع والأمن
  • قطر تُعلن حضورها القمة "الروسية العربية" في موسكو
  • الشؤون الخارجية للبرلمان الإستوني: الحرب الروسية في أوكرانيا تمثل اختبارا قويا لحلف الناتو
  • من عجائب السياسة.. أصبح ترامب هو المنقذ
  • تقرير أمريكي: تحول محتمل في السياسة الخارجية المصرية بعيدا عن إسرائيل