تعد الفنانة الكبيرة هدى سلطان، من أهم أيقونات الغناء والتمثيل المصري خلال فترة الخمسينيات والستينيات، حيث قدمت العديد من الأعمال السينمائية والغنائية التي لازالت راسخة في ذاكرة محبيها حتى اليوم، كان أبرزها «نساء بلا رجال، مكتوب على الجبين، حميدو، بيت الطاعة، تاكسي الغرام».

وصف الموسيقار محمد الموجى صوت هدى سلطان بأنه «صوت بارع وقوي»، كما اكتشف الموسيقار رياض السنباطى مقومات هذا الغناء عندها فكانت المطربة الوحيدة التى شاركته بطولة فيلمه الوحيد «حبيب قلبي» 1952.

وفي ذكرى ميلادها الذي يوافق اليوم الجمعة، 15 أغسطس، نستعرض سبب معارضة شقيقها محمد فوزي لدخول هدى سلطان عالم الفن والغناء

سبب معارضة محمد فوزي لدخول هدى سلطان عالم الفن

في بداية دخولها عالم الفن، وجدت هدى سلطان معارضة قوية من أهلها، ففي عام 1950، حاول المنتج جبرائيل إقناعها بالمشاركة فى فيلم «ست الحسن» للمخرج نيازى مصطفى، وعرض عليها عقد احتكار لـ3 أفلام دفعة واحدة، ليثور فوزي ويهددها بالقتل، ولكنها لم ترضخ وقال لها فوزى وقتها إنه تبرأ منها، واستمر الخصام بينهما طويلًا.

هدى سلطان تكشف تفاصيل خلافها مع محمد فوزي

وكشفت هدى سلطان تفاصيل خلافها مع شقيقها محمد فوزي في لقاء نادر عرضته قناة ON، قائلة: «معارضة محمد فوزي كانت خوفا علي لأن وقتها الفنان ماكنش له نفس المكانة اللى موجودة حالياً، فكان مثلا عبد الوهاب عاوزني في فيلم فكان فوزي يبعتله حد ويقوله لأ، وهكذا في كل الأفلام اللى بتتعرض عليا».

وتابعت: «لغاية النصيب لما جه على يد المنتج جبرائيل نحاس كانوا طالبين مطربة في فيلم ست الحسن، وأنا تقدمت ونيازى مصطفى وكوكا سمعوا صوتى في الإذاعة وكمان رياض النسباطي عشان يعرف يلحن على أساس صوتي وطبقاته، وبدأنا نصور لكن عملت كده في السر».

واستكملت: «حاول فوزي رغم فرض السرية على التصوير، أن يتدخل في الأمر وأرسل للمنتج جبريال نحاس، وحاول أن يستعين بزميله المنتج حلمي رفلة، لكن نحاس رفض وأخبره: بنت حلوة وصوتها كويس لو أنا ماجبتهاش أي منتج تاني هيجيبها، ليه أنا ما اكسبش، ومن هنا بدأت الخصام بسبب هذا الخلاف لفترة طويلة».

وأشارت هدى سلطان إلى أنه عندما مرض فوزي، حاولت الاطمئنان عليه من زوجته الفنانة مديحة يسري، التي عرضت عليها أن تزوره، فذهبت وحينما دخلت عليه غرفته، فما كان منه غير أنه فتح يده لها واحتضنها.

أبرز أعمال هدى سلطان

من المعروف أن هدى سلطان قدمت أكثر من 70 فيلماً، كان أبرزها «نساء بلا رجال، مكتوب على الجبين، حميدو، بيت الطاعة، تاكسي الغرام، رصيف نمرة 5».

وفي التليفزيون قدمت هدى سلطان مسلسلات «زينب والعرش، الوتد، ليالى الحلمية، رد قلبي، زى القمر، للثروة حسابات أخرى، على الزيبق، أرابيسك، زيزينيا، الليل وآخره».

اقرأ أيضاًرانيا فريد شوقي تكشف حكايات الغيرة وكواليس الطلاق بين «وحش الشاشة» وهدى سلطان

نبيلة محمد نجيب.. من هي ابنة هدى سلطان التي لا يعرفها الجمهور؟

ناهد فريد شوقي تتصدر التريند عقب وفاتها.. كل ما تريد معرفته عن ابنة هدى سلطان

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: محمد فوزي محمد عبد الوهاب هدى شعراوي رياض السنباطي مديحة يسري ذكرى ميلاد هدى سلطان الدراما التليفزيونية هدى سلطان محمد فوزی

إقرأ أيضاً:

"القواسم في عُمان".. تفنيد وتصحيح للمُغالطات

 

 

 

هلال بن عامر بن علي القاسمي

 

نعلم جميعًا أن الثراء المعرفي في العالم بلغ مقامًا غير مسبوق، وظهرت مؤسسات ضخمة تعنى بإصدار الكُتب والمقالات أو الأبحاث، بَيدَ أن المنهجية بقيت ثابتة خصوصًا التوثيق المعرفي أو التوثيق العلمي بالمصادر والمراجع.

وبات التاريخ هو من أهم المجالات التي لا يمر يوم إلا ويُطرح فيه الكثير من المقالات والدراسات أو الكتب، وتعد منشورات صاحب السمو الدكتور سلطان بن محمد القاسمي من الإصدارات التي أثرت الثقافة والمكتبة العربية، واعتنى صاحب السمو بتاريخ الخليج العربي وعُمان كثيرًا واشتغل فيه، وأنتج الكثير من الكتب والمنشورات حول هذا التاريخ.

سلّط صاحب السُّمو الدكتور سلطان بن محمد في الآونة الأخيرة كتاباته على بلد أجداده وأصلهم عُمان؛ تاريخها، وأحداثها، حتى ظهر مشروع صاحب السُّمو الشيخ سلطان بعنوان "سلطان التواريخ" الذي يهدف إلى جمع وتوثيق تاريخ عُمان أو الخليج العربي؛ فأصدر كتابًا عن تاريخ الدولة النبهانية، ثم تلاه كتاب عن دولة اليعاربة، ثم أصدر كتابًا يتحدث عن تاريخ أئمة آلبوسعيد-حسب العنوان- هذه السلسلة ثرية بالمعلومات التي وثقت جزءًا من تاريخ عُمان، وقد حدَّد الكاتب أنه يعتمد على وثائق أجنبية، ولا أحب الخوض في هذه السلسلة فإنَّ الكثير من الباحثين والمعنيين بالتاريخ يفهمونها جيدًا وما احتوت، ولهم عليها ردود وتساؤلات وملاحظات.

كان صاحب السُّمو بالنسبة لي من المؤرخين الذين أجلهم وأستفيد كثيرًا من إصداراتهم ولم يخطر ببالي يومًا أن أكون في محل مواجهة أو رد على قامة علمية مثله، لكن ما حدث في إصداراته الأخيرة عن عُمان يحيرني كما حيَّر الكثير من إخواني الباحثين في التاريخ، نحن لا نعلم ما سبب التحوّل الذي طرأ؛ فتاريخ عُمان خصوصًا الحديث منذ قيام عهد اليعاربة حتى يومنا؛ له الكثير من المصادر، مثل كتاب كشف الغمة أو كتاب الفتح المبين وكتب الفقه أو التراث الفقهي العُماني، وتمحور الوضع في منشورات الدكتور القاسمي بأنها جاءت مخيبة للآمال، وكعادتي لا أحب الجدال والتناقضات، وحول ما حوت عن تاريخ عُمان أتركه لمن هم أغزر علمًا وأكبر فهمًا وأدق بحثًا.

كما أصدر مؤخرًا الدكتور سلطان القاسمي منشورًا بعنوان "القواسم في عُمان" يتكون من ثلاثين صفحة تحدّث فيها عن القواسم في عُمان، وهذا ما ألزمني أن أكتب هذا المقال، لقد تعجبت كثيرًا حتى أنني لم أستطع أن أستوعب أنَّ صاحب السمو الدكتور سلطان هو من أصدر هذا المنشور، ومازلت أكتب وفي أعماقي أرى أنه ليس من إصدار تلك القامة العالية في العلم والمقام وينزل به الأمر بأن يجعل قبيلة عُمانية في محل جدل وانتقاص، وأن يمس أنسابهم بمُغالطات لا يقبلها عقل ولا عُرف من الأعراف، فمن المعلوم أن التاريخ لا يُكتب بدون مصادره أو أدواته، ولا يُكتب بأسلوب إنشائي غير موثق ولا عودة إلى أصحابه، وخصوصًا إذا مسّ النسب فإنه يكون أكثر صرامة ودقة في تحديد المصادر قبل المراجع في تأكيد ما جاء فيه، وسوف أوضح هذه النقطة في هذا المقال.

ذكر الدكتور أن القواسم في عُمان جاؤوا من ثلاثة رجال، بعد أن حصرهم في شمال عُمان بمنطقة جلفار بتاريخ 1613م أي قبل قيام دولة اليعاربة وفي هذا نظر وردّ، أما عن الأشخاص فقد جعل القواسم كلهم بعُمان من ثلاثة أشخاص وهم: كايد وقضيب بن راشد بن مطر- وهو من ذرية كايد-  وسيف بن علي (كتاب القواسم في عُمان ص9)، كما أنه لم يأتِ في كتابه بتوثيق مصدر كلامه وهذه قضية تحتاج لتحقيق وتثبت، وأما عن جده (كايد رحمة بن حمود بن عدوان) لا شأن لي بأن أتحدث عنه وهو أدرى بأجداده و"الناس مؤتمنون على أنسابهم"، ثم أتى بشيء مثير في تاريخ عُمان حينما قال: "كان الشيخ سيف بن علي بن صالح القاسمي شيخ الصير (1) في عام 1648م..". وأضاف: "في عام 1653 كان الشيخ محمد بن سيف بن علي بن صالح القاسمي قد اشترك في المؤامرة التي رتبها البرتغاليون لاغتيال الإمام سلطان بن سيف.." (القواسم في عُمان، انظر ص11).

وإذا عدنا إلى الشيخ سيف بن علي القاسمي فهو بالفعل أحد رجال الإمام ناصر بن مرشد وأحد أركان الثورة، وكان معه منذ أول بداية فتوحاته، فهو رجل من صميم المجتمع العُماني وجاهد مع الشيخ خميس بن سعيد الشقصي والشيخ مسعود بن رمضان الصارمي والإمام سلطان بن سيف اليعربي وغيرهم من صناديد تلك الثورة الزكية، وفي الوثائق البرتغالية ذكر الشيخ سيف بن علي القاسمي في مسقط، وهو من كتب وثيقة الصلح بين الإمام ناصر والبرتغاليين، وذكر كذلك في المفاوضات لتسليم دبا إلى العُمانيين التي أنشأ منها الدكتور سلطان بأنه من الصير، وكما أن الشيخ سيف بن علي ذُكر في عهد الإمام سلطان بن سيف بن مالك أنه قد تولى ولايتين في عُمان، ونجد في سلسلة نسب القواسم في سمائل أن مسعود بن عامر بن علي بن صالح هو ابن أخ الشيخ سيف بن علي بن صالح وحفيد أخيه كذلك عليّ بن محمد بن عامر بن علي ومن الراجح بأن ذريتهم بعض القواسم في عُمان.

وكذلك قوله إن محمد بن سيف- أي ابن سيف بن علي- اشترك في التآمر على الإمام سلطان بن سيف، هذا أمر آخر لم يوثقه بمصدره الذي نقله منه مباشرة، فبعد أن تتبعت قوله في مؤلفاته وجدتها تعود إلى كتابته هو؛ إذ يحيلها إلى مصدر كتابه الأسبق ثم الأسبق، وحول قضية محمد بن سيف وخيانته الكبرى ينسبها إلى آخر مرجع كتبه "القول الحاسم في نسب القواسم" ولما عدت إليه وجدته وثق المعلومة بأن مصدرها كتاب "تاريخ عُمان المقتبس من كتاب كشف الغمة الجامع لأخبار الأمة للأزكوي" (راجع كتاب القول الحاسم في نسب وتاريخ القواسم للدكتور سلطان بن محمد القاسمي، المصادر والمراجع رقم 32) والمطلع والباحث والقارئ لهذا الكتاب يعرف أن الأزكوي لم يذكر عن محمد بن سيف بن علي القاسمي شيئًا.

ثم نأتي إلى قوله في منشوره الأخير عن القواسم في عُمان: "القواسم العُمانيون في سمائل..، وصلت الأخبار إلى الشيخ ناصر بن سلطان بن صقر أن قوات الإمام سعيد بن سلطان إمام عُمان قد تمركزت في بلدة شويهة.. فاخذ الشيخ ناصر بن سلطان بن صقر القاسمي طريقه ومعه الشويهيين إلى عبري ومنها إلى سمائل حيث هناك بنو غافر حلفاء آل سعود". (القواسم في عُمان ص31).

نقف هنا قليلًا وننظر إلى لقب الإمام ربما يقصد به الإمام سعيد بن الإمام أحمد، أو السيد سعيد بن سلطان وهو الظاهر، ثم ذكر أن في سمائل بني غافر، والواقع أن بني غافر بلدانهم في الرستاق وفي عبري في ذلك الوقت وما زالوا فيها، ومن في سمائل من بني غافر أسرٌ قليلة قد لا يصح أنها في ذلك اليوم موجودة، وتخصيصه أن بلدان بني غافر في سمائل هذا أمر به مغالطة.

ثم واصل قوله: "في سمائل تزوج الشيخ ناصر بن سلطان بن صقر القاسمي إحدى بنات بني غافر وأعقب منها ابنًا يدعى هلال بن ناصر بن سلطان بن صقر القاسمي وأعقب هلال ابنًا يدعى خميسًا، والذي أعقب ابنًا يدعى حمد بن خميس بن هلال بن ناصر بن سلطان بن صقر القاسمي وهو الجد الخامس للقواسم العُمانيين في سمائل". (القواسم في عُمان ص31 و32).

وقفت على هذا الاسم كثيرًا، ولفت انتباهي تكرار اسم ناصر إلى جده صقر مرارًا، لتأكيد أن من في سمائل من ذرية سلطان بن صقر، ومن هم في سمائل معروفون واحدًا واحدًا جدًا ونسبًا، ولا يوجد أحدهم جده سلطان بن صقر، وأنسابهم معروفة إلى جدهم الرابع عشر، وليس فيهم جد يسمى سلطان بن صقر، وكذلك القواسم في ولاية بدبد جدهم مسعود بن عامر وبيت آخر جدهم الرابع عشر سليمان بن جراح بن سليمان، وجميع هؤلاء القواسم بينهم قرابة ونسب، وحسب كلام الدكتور سلطان بن محمد يجب أن يكون سيف بن خميس معاصر بيننا وليس جد خامس حسب تسلسل الأسماء التي جاء بها، فجده الخامس سلطان بن صقر كما هو الحال للدكتور نفسه وحاكم رأس الخيمة سلطان بن صقر جدهم الخامس، ومن الوثائق التي رأيتها ذكرت القواسم سكنًا في المُلتقى بوادي سمائل وثيقة مؤرخة 11 جمادى الأول عام 1269هـ الموافق تقريبًا 19 فبراير 1853م، وهذا التاريخ معاصر للشيخ سلطان بن صقر القاسمي الذي حكم الشارقة ورأس الخيمة حتى عام 1866م، ولم تذكر الوثيقة التي احتوت على تسلسل أسماء الكاتب للوثيقة رجل اسمه ناصر بن سلطان بن صقر.

ثمَّة أمر يثير الشك أن يكون المنشور المعنون بـ"القواسم في عُمان" يريد مغزى آخر كتب له، وما زلت أشكُ في أن الكتاب اتبع الأساليب المعروفة في بحث وتتبع الأنساب، فمن الواضح أن الكاتب غير عارف بمن في سمائل؛ ولا سمائل نفسها إلا حسبما يقرأ ويسمع، فهو لم يزرنا ونحن أهل سمائل، حتى يأخذ من آبائنا أو منّا النسب الصحيح.

للعلم إن القواسم في وادي سمائل بولاية بدبد أو بولاية السيب وولاية سمائل انتقلوا من وادي عندام، واشتروا المُلتقى من قبائل: المجالبة وأولاد وادي والسيابيين، ومن المُلتقى انتشروا في وادي سمائل، وتشير الروايات الشفوية من مشايخ وكبار السن في العليا والمُلتقى وسمائل أنهم انتقلوا من العليا بوادي عندام في بدايات القرن التاسع عشر الميلادي وهذا مشهور عند الجميع.

كما ذكر الدكتور سلطان القاسمي في "القواسم في عُمان" في صفحة 23 أن الشيخ حسن بن رحمة القاسمي أرسل قوة بقيادة صالح بن محمد بن صالح القاسمي لاحتلال صور وتم احتلالها، وفي عام 1811م توجه الإمام سعيد بن سلطان -ربما يقصد السيد سعيد بن سلطان- باتجاه صور وحدث قتال عنيف بالقرب من مدينة صور بين الجيشين -يقصد جيش القاسمي والسيد سعيد- واستسلم الشيخ صالح بن محمد القاسمي لسلطة وأوامر الإمام، ومنه انتقل الكاتب فجأة وبدون أي مقدمات بأن الإمام سعيد بن سلطان قرر أن تكون جصة في مسقط للقواسم الذين أتى بهم من صور فقاموا وبنوا مساكنهم هناك تحت رعاية الإمام سعيد، وهذه مكافأة والمعتدي المهزوم لا يكافأ، ثم ذكر أن الشيخ صالح بن محمد أعقب أولادًا وذكر أسماء، ومن ذكرهم جميعنا نعرفهم جيدًا وذكر نسبهم في كتاب (الفيصل القاسم في أصل القواسم في صفحة 144 و145) ولم يكن فيهم اسم صالح بن محمد ومازالوا في مسقط وبعضهم رحل إلى الشارقة.

عند الوقوف في نقطة احتلال صور، لم تأتِ المصادر أن القواسم في عهد الشيخ حسن بن رحمة احتلوا صور، كما توجد تقييدات مرتبة في عدة أوراق منها مؤرخ لعام 1203هـ الموافق 1788م تشير إلى حرب بين أهل صور وبني شميل ويقصد بهم أسطول الشميلية والتي هي مناطق القواسم آنذاك، وتوثيق آخر ذكر وقعة بين أهل صور والقواسم مؤرخة لعام 1222هـ الموافق1807م(إبراهيم بن محمد المدفع)، وثمة وثيقة بحوزتنا مؤرخة 17شوال 1195هـ توافق 5 أكتوبر عام 1781م ذكر فيها الشيخ جمعة بن سالم القاسمي الصوري، وهذا التاريخ سابق عن حسن بن رحمة الذي ذكره الدكتور سلطان بن محمد بأنه نفذ الحملة بقيادة صالح بن محمد القاسمي، وحسن بن رحمة القاسمي حكم بين عامي 1814م-1820م (د.حسين غانم غباش عُمان الديمقراطية الإسلامية.. تقاليد الإمامة والتاريخ السياسي الحديث، ص166)، وهذه تؤكد وجود القواسم قبل حسن بن رحمة في صور أو في عُمان بشكل عام.

لقد عاش القواسم في عُمان ممتزجين بنسيج المجتمع العُماني، يجري لهم ما يجري في المجتمع منذ عهد قديم جدًا؛ ففي حادثة أوردها ابن رزيق في الفتح المبين أنهم حاربوا في صف السيد سعيد بن سلطان عندما حدثت الفتنة بين أسرته في بداية حكمه حوالي 1805م (الفتح المبين في سيرة السادة البوسعيديين ص416). وذكر جون غوردون لوريمر الذي ولد عام 1870م وتوفي عام 1914م؛ في كتابه(دليل الخليج) في القسم الجغرافي بالجزء الخامس والسادس بأن القواسم في الباطنة بالهجاري يبلغ عددهم 20 إلى 30 منزلًا للقواسم، وفي الموالح 40 منزلًا للقواسم، وفي المُلتقى بولاية بدبد 40 منزلًا (راجع دليل الخليج الجزء الخامس والسادس).

وقف القواسم في عهد الإمام عزان بن قيس مع جيرانهم في المجتمع العُماني في حربهم التي عرفت بوقعة نفعا، وروى لي أبي عن والده وعمه رحمهم الله تعالى خبر وقوف القواسم في حادثة مع السلطان سعيد بن تيمور في مسقط ومات عدد من القواسم أبرزهم محمد بن عزان بن لبيب القاسمي، ودفنه جدي عامر بن حمودة بن عامر القاسمي في موقع ميناء السلطان قابوس حاليًا، ولا يسع المقال أن أورد كل الأحداث التي وقعت، وكان للقواسم كحال كل القبائل العُمانية من تناغم واستجابة وانسجام، يصاهرون القبائل والقبائل تصاهرهم ويَنصُرون ويُنَاصرون عبر التاريخ العُماني.

في الختام.. أوردنا بعض الشذرات التي بيَدِنا من وثائق ولم نتطرق إلى الوثائق التي بحوزة القواسم في الباطنة ومسقط، وبعضها موجود في كتاب "الفيصل القاسم في أصل القواسم" لخلفان بن علي القاسمي، كما إن القواسم بعُمان لا يحبون إثارة النعرات الطائفية، وإحداث الفجوات من مجريات التاريخ؛ ففي التاريخ كل القبائل جرى عليها الحسن والسيء، ولكنهم بقوا قوة ولحمة واحدة دفاعًا عن هذا الوطن، وكان القواسم يوم النهضة العُمانية الكبرى بقيادة الإمام ناصر بن مرشد اليعربي هم عنصر مشارك كأغلبية المجتمع العُماني، واسمهم ثابت في وقفتهم مع جد الأسرة الحاكمة السيد سعيد بن سلطان حتى مات الرجال الواقفون معه وأميرهم القاسمي التي شهد بها مؤرخ السادة البوسعيديين ابن رزيق، ولن تزعزع أواصرهم وأواصر علاقتهم الموغلة في القدم أي أصوات أو كتابات مهما كان مصدرها.

--------

هامش:

"الصير" وتُعرف كذلك جلفار تضم رأس الخيمة والشارقة.. إلخ، والصير قرية في الرستاق، وهنا قصد بالصير قرية من أعمال إمارة الشارقة، والمصادر في عهد اليعاربة والمراجع التاريخية لم تذكر ذلك، وذكرت أسماء ولاة جلفار ومن كان عند فتحها من البرتغاليين ومن الفرس، ولم يرد في مؤلفات الدكتور سلطان أي دليل على أن سيف بن علي القاسمي كان شيخ الصير سوى أنه فاوض البرتغاليين بأمر الإمام ناصر بن مرشد لتسليم دبا.

مقالات مشابهة

  • في ذكرى ميلاد هدى سلطان.. رانيا فريد شوقي: «أم إخواتي وأمنا كلنا»
  • نجوى فؤاد تستغيث بالرئيس السيسي على الهواء.. "أستحق الحياة الكريمة"
  • حبيبة القلوب.. رانيا فريد شوقي تحيي ذكرى ‎100 عام على ميلاد هدى سلطان| خاص
  • حبيبة القلوب.. ‎100 عام على ميلاد هدى سلطان
  • حدث في مثل هذا اليوم .. ١٠٠ عام علي ميلاد هدى سلطان
  • دايما ناجح وكبير ومشرفنا .. كريم محمود عبدالعزيز يحتفل بعيد ميلاد شقيقه
  • بعد تحويل بدرية طلبة للتحقيق.. رانيا محمود ياسين: «بنرجع لورا وبنعيش في تخلف»
  • "القواسم في عُمان".. تفنيد وتصحيح للمُغالطات
  • «بلد الفن والتاريخ».. راغب علامة يعرب عن سعادته بالغناء في مصر