دبلوماسية الإمارات.. شراكة وسلام
تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT
أحمد مراد وأحمد شعبان (القاهرة)
أخبار ذات صلةلعبت الدبلوماسية الإماراتية خلال عام 2024 دوراً محورياً وفاعلاً على الساحة الإقليمية والدولية، عبر سلسلة من المبادرات الدبلوماسية الفاعلة والمواقف السياسية المشرفة التي رسخت دور الإمارات إقليمياً وعالمياً.
دعم العمل الخليجي المشترك
تواصلت الجهود الإماراتية خلال عام 2024 من أجل تعزيز التقارب بين دول الخليج، ودعم العمل الخليجي المشترك، وهو ما يشكل ركيزة أساسية للدبلوماسية الإماراتية منذ أكثر من 50 عاماً.
وشاركت الإمارات بفاعلية في جميع اللقاءات والاجتماعات الخليجية التي عُقدت خلال عام 2024، وأبرزها القمة الخليجية الـ45 التي عُقدت في الكويت مطلع ديسمبر 2024، وكان على رأس جدول أعمالها تعزيز آليات التضامن الخليجي، وتنسيق المواقف حيال ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من صراعات متنامية، وأوضاع إنسانية حرجة، وبالأخص في غزة ولبنان، إضافة إلى المخاطر التي تواجه حركة الملاحة العالمية في البحر الأحمر وخليج عدن، وهي القضايا التي تساهم الإمارات في معالجتها بشكل كبير.
«بريكس».. شراكة واعدة
بدأت عضوية الإمارات في مجموعة دول بريكس اعتباراً من مطلع يناير 2024، بعدما صادقت الدول الخمس المؤسسة للمجموعة الدولية (البرازيل، وروسيا، والهند، والصين، وجنوب أفريقيا) على انضمامها خلال فعاليات قمة المجموعة الـ15 التي عُقدت بمدينة جوهانسبرغ الجنوب أفريقية خلال الفترة بين يومي 22 و24 أغسطس 2023.
وحرصت الإمارات خلال عام 2024 على تعزيز علاقاتها السياسية والدبلوماسية والاقتصادية مع دول مجموعة بريكس، وهو ما ظهر جلياً في مشاركة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في أعمال القمة الـ16 لقادة دول مجموعة «بريكس» التي عُقدت في روسيا خلال الفترة من 22 إلى 24 أكتوبر 2024، وهي المشاركة الأولى لدولة الإمارات في القمة بصفتها عضواً في مجموعة بريكس.
«العشرين».. تعاون للمستقبل
سجلت الإمارات خلال عام 2024 مشاركة فاعلة ومؤثرة في أعمال القمة الـ19 لقادة دول مجموعة العشرين التي استضافتها مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية خلال يومي 18 و19 نوفمبر الماضي، وترأس الوفد الإماراتي في القمة سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، وخلالها بحث سموه سبل تعزيز العلاقات بين الإمارات ودول المجموعة الدولية التي تمثل 85% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، و75% من حجم التجارة العالمية، وما يقرب من ثلثي سكان العالم، وهو ما يجعلها تلعب دوراً حاسماً في الجهود متعددة الأطراف، وحل الأزمات العالمية.
«دافوس».. رؤية تنموية
ترجمت المشاركة الإماراتية الناجحة في الدورة الـ54 لاجتماعات منتدى الاقتصاد العالمي للعام 2024 التي أقيمت في دافوس بسويسرا خلال الفترة من 15 إلى 19 يناير 2024، رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في ترسيخ الدور الريادي للإمارات على الصعيد الدولي في كل مجالات التعاون والشراكات العالمية. وحرصت الإمارات خلال أعمال المنتدى العالمي على مشاركة نماذج من تجاربها التنموية الناجحة، والانفتاح على تجارب وخبرات جديدة، وتأسيس شراكات جديدة، والمساهمة الفاعلة في صياغة حلول تنموية شاملة.
دور فاعل لحل الأزمة في أوكرانيا
سجلت الإمارات خلال العام حضوراً إنسانياً وسياسياً فاعلاً ونشطاً في حل الأزمة في أوكرانيا، لا سيما مع تفاقم تداعياتها الإنسانية والحياتية، وتواصلت حملات وقوافل المساعدات الإنسانية التي سيرتها الإمارات إلى أوكرانيا، وهو ما ساهم في التخفيف من تأثيرات وتداعيات الأزمة التي تُعد واحدة من كبريات الأزمات العالمية خلال الـ50 عاماً الماضية. وجاءت حملات وقوافل المساعدات الإنسانية الإماراتية بالتوازي مع المساعي السياسية والمبادرات الدبلوماسية التي تبنتها الإمارات لحل الأزمة سلمياً، وهو ما تجسد في نجاح الوساطة الإماراتية بشأن تبادل أسرى الحرب بين روسيا وأوكرانيا، حيث نجحت الإمارات في إبرام 9 وساطات لتبادل الأسرى بين البلدين، نتج عنها تحرير 2184 أسيراً منذ بداية 2024.
مشاركة متميزة في «COP29»
لعبت الإمارات دوراً مؤثراً وفاعلاً في دعم أعمال التحضير لقمة المناخ «COP29» التي عُقدت في أذربيجان خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر 2024، مستفيدة من النجاحات والإنجازات التي حققتها النسخة السابقة (COP28) التي استضافتها الإمارات خلال عام 2023. وعكست مشاركة الإمارات في «COP29» خبراتها الواسعة والعالمية في مجال مكافحة التغير المناخي.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات الدبلوماسية الإماراتية الدبلوماسية العلاقات الدولية الخليج العربي غزة لبنان البحر الأحمر بريكست مجموعة العشرين الإمارات خلال الإمارات فی خلال عام 2024 التی ع قدت وهو ما
إقرأ أيضاً:
مرحلة إعادة التشكل الداخلي.. طريق النضج وسلام الروح
يمرّ الإنسان خلال مسيرة حياته بمحطات فارقة، من أكثرها عمقًا ما يُعرف نفسيًا بـ «مرحلة إعادة التشكّل الداخلي». هي تلك اللحظة التي ينسحب فيها المرء من صخب العالم، ويختار العزلة عن الضجيج؛ لا لأنّه ضعيف، بل لأنه بلغ من النضج حدًا يدفعه للتأمل، لإعادة ترتيب ذاته من الداخل، لاستيعاب ما مرّ به من مشاعر وتجارب.
إنها فترة صمت داخلي، مرهقة نعم، لكنها ضرورية. تبني فيك وضوح الرؤية، وتمنحك قوة حقيقية في مواجهة الحياة. احترام هذه المرحلة، وعدم استعجال الخروج منها، هما أول خطوة نحو الوعي والنضج الحقيقي.
وفي خضم هذا الصمت، لا تستهِن بأثرك الطيّب، فقد تكون نورًا لأحدهم دون أن تعلم. ربما ألقيت كلمة استقرت في أعماق قلب، فكانت نقطة تحول لا تُنسى. ربما قدمت نصحًا صادقًا غيّر حياة إنسان إلى الأفضل. قد تزرع بذرة خير وتمضي ناسيا، لكنها تنبت شجرة يستظل بها المارّون، ويأكل من ثمارها العابرون.
كن خيّرًا بقولك وفعلك، ولا تحقر من المعروف شيئًا، فأنت لا تدري أي دربٍ تُضيء، وأي روح تبني، وأي أثر تترك. طوبى لمن كان مصدرًا أصيلا للخير، يبني الإنسان لأجل الإنسان.
وهكذا هي الحياة. ليست كل الجراح تُداوى باعتذار، ولا كل الخطايا يُكفّر عنها بكلمة. البعض لن يعتذر، ولن يقرّ بما فعل، ولا بأس، لأن قيمتك لا تُقاس بأفعالهم. كل تجربة، سواء أكانت مؤلمة أو مبهجة، ساهمت في بنائك كما أنت اليوم. الغفران ليس لأجلهم، بل لوجه الله ولسلامك الداخلي.
الاستياء لا يؤذي إلا قلبك، فدع عنك ما لا يُصلح روحك، وركز على ذاتك، طوّرها، وكن مع من يمنحك دعمًا لا يُشترى. تذكّر دومًا: قيمتك لا تُحدّد بأحكام الآخرين، فامضِ قدمًا، وتعلّم من دروس الحياة.
ولأننا بشر، فمن الطبيعي أن نختلف، أن نعيش كما نرى نحن، لا كما يفرضه غيرنا. لا شأن لأحد بك، كما لا شأن لك بأحد، ما دمت لا تؤذي ولا تُؤذى. خذ خير الناس، وادفع شرك، لكن لا تُجبَر على ما لا يليق بك.
ولا تتدخل فيما لا ترى صورته كاملة. أنت لا ترى المشهد من كل الزوايا، ترى فقط من نافذتك، ومن نافذتك فقط. دع عنك إصدار الأحكام، ولا تفرض قناعاتك على من يسلك طريقًا غير طريقك.
ترفّق، فالكل لديه روح، والكل قادر على الإيذاء، فلا تتوهّم أنك محصّن. أنت هش، مجرد إنسان، عظيم حين تبقى إنسانًا، ولا شيء إن فقدت هذه الإنسانية بل «حين تُصبح التجارب أثقالًا لا دروسًا...».
ثمة لحظة حاسمة في حياة كل إنسان، تأتي دون موعد، لا يسبقها نذير، لكنها تترك في القلب أثرًا لا يُمحى. لحظة تُدرك فيها أن كل الطرق التي اضطررت إلى تركها بعدما استُنزفت في عبورها، لم تكن دروبًا نحو النضج كما كنت تُوهم نفسك، بل كانت محطات استنزاف متتالية جرّدتك من شيء لا يُعوّض: شغفك بالحياة.
تُدرك فجأة أن المعارك التي خُضتها بكل ما فيك من طيبة، والتي حاولت أن تبرر قسوتها بأنها كانت سبيلًا للنضج، لم تكن سوى محطات نزفٍ داخلي، أفقدتك الكثير من خِفّة روحك. كل من اتكأت عليهم في لحظة ضعف، ثم أداروا ظهورهم، كانوا يهدّون في داخلك شيئًا عزيزًا اسمه «الثقة». وكل أولئك الذين كنت تواسيهم ليلًا، ظانين أنك مادة خام للأمل، لم ينتبهوا يومًا لليالٍ كنت فيها الأحوج لمن يربت على قلبك.
تمر بك الأيام، وتوهم نفسك أن كل ما حدث صار من الماضي، وأن الألم قد هدأ، وأن النضج قد حلّ محلّ الضعف. لكن الحقيقة التي لا تُقال كثيرًا، هي أنك لم تنضج كما كنت تظن، بل تهشّمت بصمت. صرت تخاف من المحاولة حتى لو رأيت النجاح ماثلًا أمامك، صرت ترتاب من الناس، حتى لو رأيت قلوبهم ممتلئة محبةً تجاهك.
وفي لحظة إدراك مريرة، تجد نفسك وقد تحوّلت إلى كتلة من الخوف، بها شظايا إنسان كان يظن أن الأيام ستصقله، فإذا بها تتركه حطامًا، يحاول لملمة نفسه في كل مرة، لكنه يزداد تفتتًا.
ليست كل التجارب دروسًا، وليست كل النهايات نضجًا. أحيانًا، ما نظنه «نضج الأيام» هو فقط بقايا شخصٍ كان يثق، كان يحاول، وكان يحب الحياة... ثم لم يعد.