تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعلن وزير الاقتصاد الإيراني يوم الثلاثاء أن المرشد الأعلى لإيران وافق على إعادة النظر في مشروع قانونين مرتبطين باتفاقيتين دوليتين مهمتين لتخفيف القيود المصرفية المفروضة على إيران بسبب إدراجها في القائمة السوداء لمجموعة العمل المالي (FATF) المعنية بمكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب.

وكتب عبد الناصر همتي عبر منصة "إكس": "أبلغني الرئيس أن المرشد الأعلى وافق على إعادة النظر في قانوني باليرمو وCFT المتعلقين بمجموعة FATF في مجلس تشخيص مصلحة النظام".

ويأتي تدخل مجلس تشخيص مصلحة النظام، الذي يختص بحل النزاعات بين البرلمان ومجلس صيانة الدستور، بعد أن صادق البرلمان على التشريعات المتعلقة باتفاقيتي باليرمو وCFT، لكن مجلس صيانة الدستور رفضهما.

تمثل FATF، التي أُنشئت من قبل دول مجموعة السبع، هيئة دولية تُعنى بحماية النظام المالي العالمي وتقديم إرشادات للبنوك والشركات لتجنب مخاطر غسيل الأموال وتمويل الإرهاب. 

وقد أثر إدراج إيران في القائمة السوداء لمجموعة FATF بشكل كبير على عملياتها المصرفية الدولية، مما جعلها واحدة من الدول عالية المخاطر التي تواجه "نواقص إستراتيجية خطيرة" في مكافحة تمويل الإرهاب وغسيل الأموال.

تشريعات معلقة منذ سنوات

تحتاج إيران إلى إقرار تشريعات تُمكّن من تنفيذ اتفاقيتين دوليتين:

الاتفاقية الدولية لقمع تمويل الإرهاب (CFT).

اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود (اتفاقية باليرمو).

وفي عام 2019، أُحيل الخلاف بين البرلمان ومجلس صيانة الدستور بشأن هذه الاتفاقيات إلى مجلس تشخيص مصلحة النظام. لكن المجلس لم يتخذ قرارًا حاسمًا منذ ذلك الحين، حيث اعترضت الأطراف المتشددة، وعلى رأسها رئيس المجلس صادق آملي لاريجاني، الذي صرح في عام 2020: "إذا أردتم رأيي الشخصي، فإن اتفاقيتي باليرمو وCFT مضرّتان للغاية بالأمن القومي".

يخشى المعارضون لهذه الاتفاقيات أن يؤدي الانضمام إليها إلى الكشف عن تفاصيل تعاملات إيران مع حلفائها الإقليميين المدعومين من طهران، وهي الأنشطة التي تهدف هذه الاتفاقيات الدولية إلى مكافحتها.

الإجراءات الدولية والعقوبات

ستظل إيران على قائمة الدول عالية المخاطر لدى FATF حتى تنفذ بالكامل خطة العمل المطلوبة، بما يشمل التصديق على اتفاقيتي باليرمو وCFT. عندها فقط ستنظر المجموعة في الخطوات التالية، مثل تعليق التدابير المضادة.

وعلى الرغم من ذلك، قال محمد خازعي، الأمين العام للجنة الإيرانية التابعة للغرفة التجارية الدولية، إن انضمام إيران إلى FATF وحده لن يكون كافيًا لجذب الاستثمارات الأجنبية، ما يتطلب جهودًا إضافية في تحسين المناخ الاقتصادي والسياسي في البلاد.

تبقى الخطوة المقبلة مرهونة بقرار مجلس تشخيص مصلحة النظام، ما يُثير تساؤلات حول مدى قدرة إيران على كسر الجمود الاقتصادي والتغلب على عزلتها المالية العالمية.

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: وزير الاقتصاد الإيراني إيران

إقرأ أيضاً:

كيف عاش الغزيون العزلة الرقمية المفتعلة وسط النار؟

غزة- بينما كانت الغارات الإسرائيلية تنهال على غزة، والمجاعة تفتك بمن تبقى من الأحياء فيها، انقطع آخر خيط يربط الغزيين بالعالم الخارجي لعدة أيام، حيث عاشوا في عزلة رقمية خانقة، كانت أشبه بـ"هندسة صمت" ممنهجة، تعمّدت إسرائيل فيها إغلاق نوافذ الرواية الفلسطينية وخنق الصوت الأخير، لتصبح الإبادة بعيدة عن أعين الشهود.

استمر انقطاع الإنترنت في شمال قطاع غزة 4 أيام متواصلة، وفي جنوبه يومين، نتيجة قصف الاحتلال للخطوط الرئيسية المغذية لمقاسم الاتصالات المركزية في شطري القطاع.

وانفصل حوالي مليوني فلسطيني بشكل كامل عن العالم الخارجي، الأمر الذي راق للاحتلال حيث منع وصول طواقم الصيانة للمناطق المتضررة، ولم يُسمح بإصلاح الأعطال إلا بعد عدة أيام، عقب حصول الفنيين على تصريح للصيانة.

وبينما أُعيد الاتصال تدريجيا مساء أمس، لم تنقطع مخاوف السكان من تكرار التجربة، لا سيما أنها أتت في لحظة حرجة من المجازر والقصف واستمرار المجاعة وقتل المجوّعين.

الصحفيون الغزيون شقوا كل الطرق لاستمرار تغطيتهم للأحداث (الجزيرة)  التغطية مستمرة

لم يستسلم الصحفيون لإرادة الاحتلال، وشقوا كل الطرق التي تدفعهم للاستمرار في التغطية، فلم يجدوا سبيلا إليها سوى استخدام الشرائح الإلكترونية الإسرائيلية، ولاحقوا إشارة وصل الإنترنت في هواتفهم من خلالها، سواء إلى المناطق الشرقية الخطرة أو إلى ميناء غزة غربا، أو بصعودهم على بنايات سكنية مرتفعة لالتقاط إشارة هزيلة تمكنهم من إرسال موادهم المصورة أو الخروج من خلال البث المباشر.

إعلان

أمام ميناء غزة، حيث تتربص البوارج بحرا والطائرات المسيّرة جوا، يقف الصحفي خميس الريفي ومعه مجموعة من الصحفيين، حاملا هاتفه في محاولة لالتقاط إشارة قوية للإنترنت تمكنه من رفع المادة الإعلامية التي توثق مجزرة استهداف الاحتلال لمنتظري المساعدات.

ويقول الريفي للجزيرة نت: "نعاني في رفع موادنا المصورة ونشر الأخبار، وفي معرفة التحديثات الميدانية ومواقع الاستهدافات الإسرائيلية ومعرفة عدد الشهداء، حتى إن الفيديو الذي لا يتجاوز دقيقتين قد يستغرق 4 ساعات لرفعه".

ويضيف خميس بصوت مثقل: "لم يبق مكان إلا وشهد على معاناة الصحفي الفلسطيني من إقامتهم في الخيام، والمشافي وأطراف شاطئ مليء بالحجارة، ومع ذلك نحن مستمرون، هذا كفاح يومي، وندفع ثمنه غاليا".

توقف الخدمات

ويضيف خميس الريفي أنهم كانوا يسمعون الانفجارات ولا يعرفون موقعها، في حين كانوا في السابق يساعدون في توجيه المسعفين وفرق الدفاع المدني إليها.

ولعدة أيام كان الغزيون يسمعون أصوات الانفجارات دون معرفة أماكن وقوعها، ويقول المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل إن انقطاع الاتصالات أصابهم بالشلل: "كنا نعتمد بشكل كبير على الاتصالات اللاسلكية والأرضية لتلقي مناشدات المواطنين، والتوجه إلى أماكن الاستهداف، ومع توقف هذه الوسائل لم يعد بإمكان الناس التبليغ عنها، فلم يجد المواطنون من يقدم لهم الخدمة".

ويتابع المتحدث باسم الدفاع "حتى الصحفيون الذين كانوا يحددون لنا عبر مجموعاتهم وتحديثاتهم مواقع القصف، فقد منعهم انقطاع الإنترنت من معرفتها".

ولفت المتحدث ذاته إلى أن فرق الدفاع المدني اعتمدت خلال تلك المدة على أصوات الانفجارات لتحديد مكانها أو البلاغات الشفهية من أهالٍ يطلبون النجدة.

ولم يقتصر الأمر على توقف الاستجابة لمناشدات العائلات المستهدفة، بل تعدّاه إلى صعوبة الوصول إلى الحالات المرضية وحل المشاكل العائلية.

"قطعوا الاتصال والإنترنت حتى لا تخرج الصورة إلى العالم".. صحفي غزي يتحدث عن استمرار مجازر الاحتلال بحق المواطنين أثناء محاولاتهم الحصول على المساعدات وسط استمرار الحرب والمجاعة#فيديو #حرب_غزة pic.twitter.com/rtBEiCowbj

— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) June 14, 2025

إعلان

 

عزل عن العالم

وأشار المتحدث إلى أن استهداف البنية التحتية لم يكن عشوائيا، بل تعمد الاحتلال قطع التواصل عن غزة بشكل كامل، موضحا "منذ بداية الحرب، تحاول إسرائيل قطعنا عن العالم، وتتعمد تدمير البنى التحتية التي تؤثر على تواصلنا الداخلي والخارجي، حتى يعم الصمت وتُعزل غزة عن العالم".

وفي ظل هذه العتمة الإعلامية، تتجسد مأساة الأسر التي تدير أمورها عبر التكنولوجيا الحديثة، إذ يعتمد عدد كبير من الغزيين على التطبيقات البنكية لتحويل الأموال والشراء، في ظل عدم توفر السيولة المالية مثلا.

ويقول محمد علي للجزيرة نت، وهو رب لأسرة مكونة من 5 أفراد، "راتبي يصلني عبر البنك ولا أستطيع سحبه، فكنت أعتمد على التطبيق البنكي في شراء احتياجات عائلتي، لكن انقطاع الإنترنت جعلني عاجزا، حتى الحليب لأولادي لم أستطع شراءه".

أما على صعيد العمل عن بعد، فقد واجه تيم صيام، وهو مدير شركة تقدم خدمات إلكترونية عن بُعد، تحديات غير مسبوقة.

ويروي تيم للجزيرة نت تفاصيل معاناته: "كان لدينا عملاء من الخليج، معتادون على التواصل اليومي وتنفيذ الطلبات فورا، لكن الانقطاع خلق فجوة كبيرة، وخسرنا عددا من العملاء بسبب عدم القدرة على الرد أو التنفيذ المباشر".

ويضيف: "العملاء لا يلتفتون للظروف الصعبة التي نمر بها، فهم يتواصلون مع شركة وليس أفرادا، وهذا خلق مشكلة ثقة كبيرة".

شركة الاتصالات الفلسطينية: استعادة خدمات الإنترنت والاتصالات الأرضية في وسط وجنوب قطاع #غزة بعد جهود كبيرة رغم صعوبة الأوضاع الميدانية#الجزيرة pic.twitter.com/Jgxjv6pFbN

— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) June 14, 2025

حصار مفتعل

لم تنته معاناة العاملين عن بعد بتوفير الشرائح الإلكترونية للموظفين، يقول تيم: "كنا نضطر للسير مسافات طويلة بسبب انعدام وسائل النقل، نخاطر ونصعد عمارات عالية لنلتقط إشارة هزيلة بجوار النوافذ، المهمة التي تستغرق دقائق تتحول لساعات".

إعلان

حصار تقني تكرر للمرة التاسعة على التوالي منذ بدء الحرب على غزة، يرى المكتب الإعلامي الحكومي أنه مفتعل وممنهج من أجل تعتيم الحقيقة وتعميق الكارثة الإنسانية في القطاع، عبر عزل أكثر من 2.4 مليون فلسطيني عن العالم الخارجي وحرمانهم من أبسط حقوقهم في الحياة والاتصال وطلب النجدة، بالإضافة إلى عرقلة عمل الطواقم الطبية والإغاثية.

ووصف المكتب الإعلامي عبر بيان أصدره اليوم الأحد بأن الانقطاع المتكرر لا يمكن اعتباره خللا فنيا عرضيا، داعيا المنظمات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة والاتحاد الدولي للاتصالات، للضغط على الاحتلال والتدخل للحيلولة دون تكراره. واعتبر أن الأمر يضاعف من احتمالية موت الأبرياء في غزة الذين لا ذنب لهم إلا البقاء فيها.

مقالات مشابهة

  • الاتحاد يؤجل النظر في عروض مروان الصحفي
  • كيف عاش الغزيون العزلة الرقمية المفتعلة وسط النار؟
  • مدبولي يشهد توقيع عدد من الاتفاقيات مع شركاء التنمية والقطاع الخاص
  • طارق صالح يشدد على تسريع إنجاز مشروع مياه الشيخ زايد لتخفيف معاناة سكان تعز
  • ماسك يتجه لإطلاق خدمة الإنترنت الفضائي في إيران بهدف إسقاط النظام
  • تشكيل اللجنة العليا لـ«انتخابات مجلس الشعب».. خطوة حاسمة في مسار الديمقراطية السورية
  • اليوم.. النظر في دعوى تطالب بوقف إعدام نورهان خليل «قاتلة والدتها ببورسعيد»
  • اختراع العزلة
  • تحسباً لرد إيران.. واشنطن تعيد تموضع قواتها وتحرك مدمرة نحو البحر المتوسط
  • كمال مولى يجتمع مع المدير العام لمنظمة العمل الدولية