يمانيون../
أظهرت تقارير أعلنت عنها مؤسسات حقوقية فلسطينية، ارتفاع انتهاكات العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، خلال عام 2024، عبر تضاعف وتيرة الاستيطان، والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية بطرق شتى، مما يعكس استمرار كيان الاحتلال في تنفيذ سياسات تهدف إلى تغيير الحقائق على الأرض ودفع الفلسطينيين لترك أراضيهم وترحيلهم عنها.

ووفقاً لـ”هيئة مقاومة الجدار والإستيطان”، فإن 2024 من أسوأ الأعوام التي مرت على الشعب الفلسطيني منذ عام 1967 جراء تصاعد الإستيطان وارتفاع جرائم المستوطنين.

وبحسب تقرير صادر عن الهيئة، فإن إجراءات سلطات الاحتلال الصهيونية وتعديات المستوطنين “ساهمت في تهجير خمسة تجمعات فلسطينية بدوية، تتألف من 18 أسرة وتضم 118 فردًا، خلال النصف الأول من عام 2024”.

وشهدت الفترة ذاتها إقامة 17 بؤرة استيطانية جديدة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، ليصل مجموعها إلى 95 بؤرة تسيطر على مساحة تقدر بنحو 412 ألف دونم، فضلًا عن 190 مستوطنة يسكن فيها نحو 740 ألف مستوطن.

ورصد التقرير زيادة في عدد المستوطنين؛ إذ ارتفع عدد المستوطنين في الضفة الغربية بنسبة ثلاثة في المائة خلال العام الماضي، ليصل إلى حوالي 726,427 مستوطنًا، موزعين على 176 مستوطنة و186 بؤرة استيطانية.

في حين يؤكد مركز أبحاث الأراضي التابع لجمعية الدراسات العربية تصاعد ممارسات العدو الصهيوني خلال عام 2024، حيث هدم 970 مسكنًا ومنشأة في الضفة الغربية والقدس، في حين هدد بهدم 765 منشأة أخرى.

ووفقًا لتقرير أصدره المركز ، فقد قام العدو الصهيوني ومستوطنيه باقتلاع واعتداء على 59,163 شجرة، تم إعدام 52,373 منها بشكل كامل.

كما أشار التقرير إلى أن العدو الصهيوني استولى على 53,055 دونمًا من الأراضي في الضفة والقدس خلال العام الماضي، وأغلق 955 طريقًا ومدخلًا في مختلف مناطق الضفة، بما في ذلك 76 إغلاقًا باستخدام بوابات حديدية.

وفي إطار تهجير الفلسطينيين، ذكر التقرير أن سلطات العدو رحلت 38 تجمعًا فلسطينيًا، يضم 355 أسرة (2209 أفراد)، بالإضافة إلى تصاعد البؤر الاستيطانية الرعوية بواقع 25 بؤرة، تهدد آلاف الدونمات بالمصادرة.

وتناول التقرير أيضًا خطة ضم الضفة الغربية أو أجزاء كبيرة منها، عبر قرارات ضم أولية لمناطق مثل جنوب وشرق الخليل، الأغوار، ومحيط التجمعات الإستيطانية مثل أرئيل- محافظة سلفيت، ومعاليه أدوميم- شرق محافظة القدس، وكفر عصيون الواقعة بين محافظتي بيت لحم والخليل، وكذلك الأراضي الواقعة خلف جدار الضم.

كما تم إصدار قرار استملاك أراضٍ جنوب الخليل من وزير المالية الصهيوني سموتريتش، ما يعد تجسيدًا عمليًا لسياسة الضم، ثم إقامة حوالي سبع بؤر استيطانية على الاراضي المصنفة “ب”، خمس بؤر منها على أراضي برية بيت لحم، وهي ضمن أراضي المحمية الطبيعية حسب اتفاقية أوسلو وملحقاتها.

بالإضافة لذلك فقد وثقت منظمة “البيدر للدفاع عن حقوق البدو والقرى المستهدفة” في تقريرها السنوي لعام 2024، 2977 اعتداءً نفذها جيش العدو الصهيوني والمستوطنون بحق التجمعات البدوية في الضفة الغربية.

وأشارت المنظمة إلى أن الاعتداءات تنوعت بين هدم المنازل والمنشآت الزراعية، تدمير المحاصيل، سرقة المواشي، وتخريب المدارس والمرافق العامة، إضافة إلى سياسات التهجير القسري والصامت التي تهدف إلى تقويض حياة الفلسطينيين البدو ودفعهم قسرًا للرحيل عن أراضيهم.

كما وثق التقرير تهجير 67 تجمعًا بدويًا، شمل 340 عائلة يقدر عدد أفرادها بـ2345 شخصًا، عبر عمليات تهجير جماعي تستهدف خلق فراغ سكاني لصالح مشاريع استيطانية جديدة.

وأضافت المنظمة: إن سياسات العدو الصهيوني تتبع نهجًا ممنهجًا يبدأ بـهدم المنازل والبركسات، وتدمير البنية التحتية الأساسية، وتخريب المدارس وحرمان الأطفال من التعليم، ما يضع السكان أمام خيارات صعبة بين الرحيل أو البقاء وسط ظروف معيشية قاسية.

وأشارت “البيدر” إلى أن هذه الاعتداءات تأتي في إطار سياسة تطهير عرقي تهدف إلى إفراغ الأراضي الفلسطينية من سكانها الأصليين، فضلًا عن محاولات لطمس الهوية الثقافية والتاريخية للتجمعات البدوية الفلسطينية عبر استهداف المؤسسات التعليمية والاجتماعية.

كما تأتي هذه الاعتداءات ضمن سياق أوسع من الاعتداءات التي ينفذها المستوطنون في الضفة الغربية، والتي تصاعدت بشكل واضح خلال الأعوام الأخيرة، وخاصة بالتوازي مع حرب الإبادة المستمرة منذ السابع من أكتوبر 2023، فقد شهدت القرى والبلدات الفلسطينية، بما فيها التجمعات البدوية، هجمات منظمة يقودها المستوطنون تحت حماية جيش العدو، تستهدف الأراضي الزراعية والمنازل والمدارس.

كما تشكل هذه الهجمات جزءًا من سياسة العدو الصهيوني لتوسيع البؤر الاستيطانية وفرض واقع جديد على الأرض، وسط تواطؤ دولي وصمت أممي تجاه هذه الجرائم المستمرة.

ودعت منظمة “البيدر” إلى تحرك دولي عاجل وفاعل للضغط على العدو الصهيوني لوقف هذه الاعتداءات وضمان حماية التجمعات البدوية وفق القانون الدولي الإنساني، مشددة على ضرورة محاسبة كيان الاحتلال على جرائمه المستمرة بحق الفلسطينيين.

وبالتوازي مع ذلك، وسّع جيش العدو عملياته وصعد المستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية بما فيها القدس ما أسفر عن 835 شهيدا ونحو ستة آلاف و700 جريح، وفق معطيات فلسطينية رسمية.

سبأ

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الأراضی الفلسطینیة فی الضفة الغربیة العدو الصهیونی عام 2024

إقرأ أيضاً:

السلطة الفلسطينية تدين مخططًا استيطانيًا جديدًا في الضفة الغربية| تفاصيل

أدانت السلطة الفلسطينية بشدة المخطط الإسرائيلي الجديد للمصادقة على مشروع استيطاني ضخم في الضفة الغربية، والذي من المقرر طرحه رسميًا الأسبوع المقبل، وفق ما أفادت به ولاء السلامين، مراسلة قناة «القاهرة الإخبارية» من رام الله.

الصحة العالمية: انهيار كامل للبنية التحتية للمنظومة الصحية في قطاع غزةخارجية الاحتلال: إدارة مدنية غير إسرائيلية جزء من خطة إنهاء الحرب على غزة

وأكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن المشروع يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، ويقوّض أي فرصة قائمة لحل الدولتين، مشيرة إلى أنه يهدف إلى تقطيع أوصال الضفة الغربية وفرض السيادة الإسرائيلية الكاملة على الأراضي الفلسطينية المحتلة.

استيطان مدعوم بالقوة العسكرية

وأوضحت المراسلة أن المستوطنين، بدعم مباشر من قوات الاحتلال، يواصلون الاستيلاء على التلال الفلسطينية وشق الطرق الاستيطانية، ما يهدد بإفشال أي تصور جغرافي لقيام دولة فلسطينية موحدة، ويؤثر بشدة على القدس الشرقية والقرى المحيطة بها.

وفي سياق متصل، أصدرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إخطارات بهدم أكثر من 13 منشأة في بلدة العيزرية جنوب شرق القدس، في إطار تنفيذ هذا المخطط، الذي يُعتبر امتدادًا لسياسات التهجير والهدم المستمرة.

خطة قديمة تعود للحياة بدعم حكومي

أشارت السلامين إلى أن المخطط الحالي يعود في الأصل إلى عام 1990، حين طرحه وزير الإسكان الإسرائيلي آنذاك أرئيل شارون، لكنه ظل مجمدًا لسنوات بسبب الضغوط الدولية. واليوم، يعود المشروع إلى الواجهة مدعومًا بإرادة سياسية إسرائيلية تسعى إلى توسيع رقعة الاستيطان، كما أكد مسؤولون في الحكومة الإسرائيلية. 

طباعة شارك السلطة الفلسطينية المخطط الإسرائيلي الضفة الغربية القاهرة الإخبارية الأراضي الفلسطينية

مقالات مشابهة

  • ألمانيا تطالب الكيان الصهيوني بوقف بناء المستوطنات في الضفة الغربية
  • إسبانيا: قرار “إسرائيل” بشأن الاستيطان انتهاك للقانون الدولي
  • العدو الصهيوني يشن حملة اعتقالات واقتحامات واسعة في الضفة الغربية
  • فصائل المقاومة الفلسطينية تؤكد أن تصريحات “نتنياهو” تُظهر الوجه الحقيقي والنوايا الخبيثة للكيان الصهيوني
  • “سرايا القدس” تدمر آلية للعدو الصهيوني في خان يونس
  • “سرايا القدس” و”القسام” تقصفان تجمعاً لجنود وآليات العدو الصهيوني بخانيونس
  • السلطة الفلسطينية تدين مخططًا استيطانيًا جديدًا في الضفة الغربية| تفاصيل
  • جراء الحصار الجوي اليمني .. العدو الصهيوني يتجه لتحويل مطار “اللد” إلى قاعدة لشركات أجنبية
  • “صندوق الاستثمارات” يواصل قيادة التحول في الاقتصاد السعودي ورسم ملامح مستقبل الاقتصادات العالمية ويحقق 19% نموًّا في أصوله المُدارة
  • رفع دعوى قضائية أمام “الجنائية الدولية” بشأن استهداف العدو الصهيوني للصحفيين بغزة