الثورة نت:
2025-12-12@21:07:47 GMT

الهوية الإيمانية اصطفاء والتزام

تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT

 

 

الهوية الإيمانية وسام أهداه الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم لأهل اليمن ،الذين ناصروه وآووه وكانوا له جنودا وللدعوة إلى الله ، نشروا الإسلام وفتحوا الأمصار وفتحوا قبل ذلك قلوبهم للإيمان واستحقوا وسام الصدارة والإكرام منه صل الله عليه وآله وسلم ففي الحديث الذي رواه عمران بن حصين رضي الله عنه ان النبي الأعظم قال ((يا بني تميم قالو: بشرتنا فاعطنا .

قال: فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم .وجاء نفر من أهل اليمن فقال: ،اقبلوا البشرى اذ لم تقبلها بنو تميم ؟قالوا: قد قبلنا))ولذلك خصهم الرسول الأعظم فقال((آية الإيمان حب الأنصار وآية النفاق بغض الأنصار)) وهو حديث صحيح وحينما نزلت سورة النصر قال صلى الله عليه وسلم ((أتاكم أهل اليمن هم ارق أفئدة ،والين قلوبا، الإيمان يمان والحكمة يمانية، والفخر والخيلاء في أصحاب الابل والسكينة والوقار في أهل الغنم))وفي رواية أخرى ((الفقه يماني والحكمة يمانية)).
فهويتنا إيمانية يحب الانطلاق منها، والعمل بها، والتمسك بها في كل مناحي الحياة، لأن العدو يسعى جاهدا لإبعاد الأمة عن مصادر عزها ومجدها حتى يسهل عليه نشر أفكاره ونظرياته ومناهجه التي من خلالها يسيطر على الآخرين ويستخدمهم في تنفيذ أهدافه واستراتيجيته.
الهوية الإيمانية كإطار يلتقي حوله أبناء اليمن يشكل خطورة على مشاريع التغريب والانسلاخ على المبادئ والقيم الحضارية التي يركز عليها الغرب والشرق وكل أمم الأرض.
بعد هزيمة اليابان واستسلامها عقب القاء القنابل الذرية عليها عملت على إرسال بعثات للدراسة في الدول المتقدمة وكانت تحرص على تزويدهم بالعادات والتقاليد اليابانية حتى لايذوبو في تلك المجتمعات التي يذهبون اليها، وكان يتم اختبارهم بعد عودتهم من التعليم فمن حافظ على هويته وعاداته وتقاليده يتم الاستفادة منه، ومن تشرب بعادات وتقاليد الغرب يتم إعدامه؟.
ان خطورة الحرب على الهوية الإيمانية من قبل الأعداء يمكن في انها الأساس في الحاق الهزائم في كل المجالات، صناعة وزراعة واقتصادا، وسياسة وتعليما، وتقدما وتطورا وفي كل المجالات.
ولذلك فهم يعملون على تفتيت المجتمعات المسلمة وخاصه العربية بإثارة النعرات المختلفة من حزبيه وعقديه وجهويه وقبليه، وكل المجالات حتى تختلف القلوب، واذا اختلفت تمكن منها الأعداء وسخرها لتحقيق أهدافهم.
الحرب على الهوية الإيمانية تستهدف العقول والأفئدة والقلوب وهي خطط شيطانية لاتقف أبدا ولا تتوقف، فاستهداف العقول في تفكيرها الذي يريد أن يحرفها عن مسار النهج السوي في التفكر في النفس، والمخلوقات، والكون، والحيوان والجماد وبدلا من ذلك التفكر في ذات الله، والتفكير في الشهوات، والشبهات مما يجعل العقل خاويا تميل به الأهواء إلى كل الاتجاهات ويسيطر عليه الآخرون بشبهاتهم الكاذبة ودعاويهم المزيفة.
وفي الأفئدة حيث منطلقات العواطف من الرحمة والرأفة وغيرها.
وفي القلوب التي هي محط نظر الله وفي سلامتها سلامة الجسم وبقية الحواس، وكما يقول العلاقة المجتهد المرحوم أبو بكر بن على المشهور العدني ـ ان الناس يكررون عبارة ((ان العقل السليم في الجسم السليم ،وهي مقولة غير دقيقة وصوابها ـ ان الجسم السليم في القلب السليم وذلك مصداق لقول الحق سبحانه وتعالى ((الامن اتى الله بقلب سليم)) وقول الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم ((ان الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم وأموالكم ولكن (انما) ينظر إلى قلوبكم وأشار بأصبعه إلى صدره، وأعمالكم))، وفي الحديث الآخر((ان الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ،انما ينظر إلى أعمالكم وقلوبكم)).
الحرب على الهوية الإيمانية اليمانية لأنها اليوم تشكل العائق الوحيد أمام تغلغل الهويات الأخرى مثل الكفر والنفاق وهما مشاريع يراهن عليها أعداء الإسلام والمسلمين حتى يكتمل ويتحقق لهم السيطرة الكاملة وتستمر أكبر فترة ممكنة.
وقد بين الله سبحانه وتعالي لنا خطورة ما يراد لنا وحذرنا من اتباعهم فيما يريدون فقد حذرنا من المشركين فقال سبحانه وتعالي ((ولايزالون يقاتلونكم حتي يردوكم عن دينكم ان استطاعوا ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون))البقره-217-ولم يقتصر الأمر على المشركين بل اخبرنا وحذرنا من أهل الكتاب أيضا فقال سبحانه وتعالي((يأيها الذين ءامنوا ان تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين ))ال عمران -100.
ولما كان الكافرون يلتقون مع المشركين واهل الكتاب في سعيهم لابعاد المؤمنين عن هويتهم ومصدر عزهم فقد حذرنا الله منهم قال سبحانه وتعالي((يأيها الذين ءامنوا ان تطيعوا الذين كفروا يردوكم علي اعقابكم فتنقلبوا خاسرين ))ال عمران -149-.
الهوية الإيمانية تشكل الحصانة الأكبر والاهم والأعظم للتحرر من التبعية وهي أيضا الأساس لتحقيق التنمية والتطور والرقي في كافة المجالات لأنها تبني الإنسان وتغرس في وجدانه وإحساسه وشعوره العزة والكرامة وعدم الخضوع والخنوع والاستسلام الا لله سبحانه وتعالي.
ويكمن الفرق بين الحرب العسكرية والحرب الفكرية التي تستهدف الهوية الإيمانية ان الحرب العسكرية تحسم في ساحات المواجهة اما الحرب على الهوية الإيمانية فساحات المواجهة فيها لا حصر لها وضحاياها كل أفراد المجتمع ولا تستثني أحدا؛ ويؤدي نجاح الأعداء فيها إلى هدم الأسرة والمجتمع والقبيلة والدولة لانها تعتمد علي هدم الأخلاق والمبادئ والقيم وتجعل الإنسان يعيش لذاته متمحورا حول شهواته وملذاته متناسيا واجبات الخلافة التي خلقه الله وأناط به القيام بها قال تعالي ((واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الأرض خليفة)).
الحرب على الهوية الإيمانية تسخر اليوم كل الإمكانيات الهائلة وتستخدمها من اجل تحطيم عرى الإيمان؛ فيعملون جاهدين علي نشر كل مظاهر الفاحشة والرذيلة والانحطاط والفساد الأخلاقي ودعم كل التوجهات المخالفة للدين الإسلامي بين المسلمين وبأموال وثروات المسلمين بعد ان تم السيطرة والتحكم في معظم الأنظمة وتحويلها من حماية الإسلام والدعوة اليه ونشر قيمه ومبادئه إلى نشر كل القيم والأخلاق التي تتنافى مع تعاليمه ومبادئه .
صحيح ان الأنظمة اليوم تعمل لصالح المشاريع المناقضة للإسلام لكن كل الإحصائيات توكد انه الأكثر انتشارا في كل دول العالم رغم الحرب الإجرامية التي تستهدف الإسلام والمسلمين لأنه محفوظ بحفظ الله ولأنه يلبي كل احتياجات الإنسانية جمعاء فكرا وروحا وعقيدة وسلوكا.
الهوية الإيمانية لا تقر الظلم والطغيان والفساد والإجرام لذلك فقد اجتمعوا على محاربته والقضاء عليه وعلى كل مؤمن بالإسلام عقيدة وشريعة، ولا ادل على ذلك من هذه الحرب الإجرامية التي تريد إبادة المستضعفين على أرض غزة وفلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن وايران وكل محور المقاومة الذي رفض كل الإغراءات الكبيرة والكثيرة وهو سلوك يستمد من سيرة النبي الأعظم القدوة والأسوة حينما رفض كل العروض المغرية مقابل ان يترك الدعوة إلى الإسلام فقال((والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على ان اترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو اهلك دونه)).
الإجرام والطغيان يراهن على إمكانياته المادية الكبيرة يريد ان يحسم الأمر لصالحه لكن إرادة الله وعونه ونصره وتأييده لعباده وأوليائه لا يقف أمامها شيء قال سبحانه وتعالي ((لن يضروكم الا اذى وان يقاتلوكم يولوكم الادبارثم لاينصرون)).ال عمران -111.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

للأنظمة العميلة.. انتظروا إنا منتظرون! 

لنسلم بحقيقة أن أمريكا والكيان الصهيوني مارسا ويمارسان في المنطقة أبشع الحروب وأشنع الجرائم بما يمثل أكبر إبادة جماعية في التاريخ البشري، ليس فقط في غزة، بل وفي الحروب الأخرى..

يؤكد ذلك هذا الاستمرار للبلطجة الأمريكية ربطاً بالكيان الصهيوني في المنطقة بما لم يعد يحدث ولا مثيل له في عالم اليوم، بل وفي التاريخ البشري..

ومع ذلك يعنينا التوقف عند أن أكبر انتصار لأمريكا والكيان هو انتصار بدون حرب وليس انتصاراً بالقوة ولأسباب معلومة، ولكن الأهم هو الخافية منها والخفية وذلك حدث في الحالة السورية..

في الواقع أمريكا والكيان لم ينتصرا في غزة ولا في لبنان بالقوة مقارنة بالحالة السورية، والدليل اللجوء إلى ما تعرف باتفاقات إيقاف الحرب، بل إن استمرار الجرائم في غزة ومواصلة الحرب على لبنان مخالف لاتفاقات وقف الحرب هو ذاته يؤكد عدم انتصار أمريكا وربيبتها مقارنة بالحالة السورية، ويكفي أن هذا أجبر أمريكا ـ أساساً ـ على اتفاقية تجمع بين اللا حرب والحرب معاً..

حزب الله في لبنان مثلاً قال إن الحزب قد يفكّر في القبول بتسليم سلاحه للدولة والجيش اللبناني ولكن بعد الانسحاب الكامل لإسرائيل من كل الأرض اللبنانية وذلك يعني بعد اتفاق إنهاء الحرب من طرف إسرائيل وبعد تنفيذ قرار مجلس الأمن في هذا الشأن..

ولهذا فالحكومة اللبنانية التي رئيسها متطرف ضد حزب الله بمستوى إسرائيل اضطر إلى حوار مباشر ـ كان محرماً ومجرماً ـ مع إسرائيل للتفاوض حول تنفيذ وقف الحرب وانسحاب إسرائيل من كل أراضي لبنان لتحقيق ما اشترطه حزب الله حتى يقل التفكير في مسألة تسليم سلاحه..

و لهذا فمقارنة ما يجري تجاه غزة ولبنان يؤكد أن أمريكا وإسرائيل لم يحققا انتصاراً كما هو في سوريا “وبدون حرب”..

لا أحد ينكر أن الدمار والإبادة الجماعية بغزة تمثّل خسارة كبيرة وتضحيات أكبر، کما لا أنكر أن الضربة المزدوجة لحزب الله مما حدث بسوريا وبالعدوان الأمريكي الإسرائيلي، أضعف حزب الله بأي سقف، ولكن الطريقة التي تتعامل بها أمريكا مع غزة ومع لبنان تؤكد عدم الانتصار عسكرياً وعدم تحقيق الأهداف الإسرائيلية للحرب، والأنظمة العربية العميلة ـ وليس فقط المتواطئة ـ باتت جبهة الحرب الأمريكية الإسرائيلية الأسوأ..

في ظل ذلك وفي ظل كل ما يعتمل أراهن أن المقاومة ومحور المقاومة سيظلان بقدر ما يستمر الاحتلال، ومن يعتقد أو يصدق بأن انتقال النظام السعودي المطبع مع إسرائيل منذ تأسيسه إلى التطبيع العلني سيكون بمثابة نهاية أو انتهاء للمقاومة ومحور المقاومة مخطئ وسيثبت الزمن أن علنية وإعلان النظام السعودي للتطبيع مع هذا الكيان سيبث ويبعث روحاً جديدة وغير مسبوقة لدى المقاومة ومحور المقاومة وسيحدث مفاجأة فوق توقعات الاستعمار الأمريكي الإمبريالي وفق كل قدرات العمالة والعملاء كأنظمة أو تيارات أو غير ذلك..

دعوا أمريكا بنتانتها و” نتنها” يتحدثون عن شرق أوسط جديد وتغيير خارطة هذا الشرق ونتوقف هنا عند نقطين:

الأولى: إن أزمنة إبادة وتهجير الشعوب- كما حدث في أمريكا وأستراليا أو فنزويلا ودول أخرى ولّت وانتهت ولم يعد تكرارها بالإمكان..

الثانية: هو إن أمريكا والكيان اللقيط مارسا إبادة جماعية غير مسبوقة في غزة ودماراً شاملاً وكاملاً، وما استحال فقط هو التهجير، ومثل ذلك في جنوب لبنان وهذا يؤكد أن المقاومة ومحور المقاومة متجذرة في الأرض والمستقبل لها بالتأكيد وكل الشعوب ستنحاز لفلسطين والمقاومة، وكل الأنظمة العميلة هي حتماً إلى تهاوٍ وتساقط، والواضح في المشهد العالمي أن أمريكا التي لا زالت قوية ولكنها لم تعد أمريكا كهيمنة أو قطبية واحدة وهذا يعزز حقيقة أن المستقبل هو للمقاومة ولمحور المقاومة فوق كل العمالات والحملات الهوجاء..

إذاً الإمبراطورية الأمريكية تتآكل ولم تعد تنكر هذا التآكل الواضح، فالأنظمة العميلة لأمريكا والصهيونية قابلة للسقوط والانهيار الشامل في أيام أو حتى ساعات وسيصبح ما يسمى الشرق الأوسط الجديد مجرد إدانة تاريخية لكل العملاء والأنظمة العميلة، فانتظروا إنا منتظرون!!.

مقالات مشابهة

  • حكم الدين في عدم الإنجاب.. أزهري: الشخص الذي يرفض النعمة عليه الذهاب لطبيب نفسي
  • رقية رفعت: الفوز بالمسابقة العالمية للقرآن اصطفاء إلهي.. وأشكر الرئيس السيسي
  • السيّد: هل تكفي الدولارات القليلة التي تحال على القطاع العام ليومين في لبنان ؟
  • علي جمعة يوضح الفرق بين القلب والفؤاد..فتعرف عليه
  • على صلة بحزب الله وايران.. اليكم آخر المعلومات عن ناقلة النفط التي احتجزتها أميركا في الكاريبي
  • مناقشة تعزيز الأنشطة المدرسية والهوية الإيمانية في الرجم بالمحويت
  • وضعتني في موقف صعب لا أحسد عليه.. حماتي قررت مصيري
  • فضل التسبيح والتحميد والتكبير بعد الصلوات.. داوم عليه وترى تغييرا فى حياتك
  • للأنظمة العميلة.. انتظروا إنا منتظرون! 
  • اليمن.. عقدة الجغرافيا التي قصمت ظهر الهيمنة: تفكيك خيوط المؤامرة الكبرى