د. أحمد بن علي العمري
قال تعالى في محكم كتابه الكريم "وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1) فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (2) فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (3) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (4) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (5) إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6) وَإِنَّهُ عَلَىٰ ذَٰلِكَ لَشَهِيدٌ (7) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8) أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (9) وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (10) إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ".
سلطنة عُمان البلد الضارب مجده في جذور التاريخ، بلد العراقة والتنوع الثقافي والتاريخي البلد الذي يفتخر بأصالته وموروثه، البلد الذي يحافظ بكل فخر على الأصالة والعادات والتقاليد ويزهو بها، بلد السيفين الذين يتوسطهما الخنجر العُماني، عندما يُقيم مهرجانًا للخيل العربية الأصيلة على ميدان العاديات؛ وهو اسم على مسمى في مدينة العاديات بولاية السيب بمحافظة مسقط؛ فهو مفخرة لكل عُماني وزهو وسمو لأبناء السلطنة جميعًا من مسندم إلى الباطنة بشمالها وجنوبها، إلى مسقط والى البريمي وإلى الظاهرة وإلى الداخلية والشرقية بشمالها وجنوبها مرورًا بالوسطى ووصولا إلى محافظة ظفار.
نعم كلنا فخورون وكلنا نعتز ونتباهى بهذه الأصالة وهذه الحضارة التي نتميز بها ولله الحمد والمنة. ونتقدم جميعًا وبدون استثناء بالشكر والعرفان إلى المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- قائد النهضة المتجددة بكل حكمة واقتدار، الذي تفضل مشكورًا بإعادة هذه المناسبة إلى الوجدان العُماني، وإلى نفسية كل مواطن.
إن إقامة المهرجان السلطاني لسباق الخيل بتاريخ 7 يناير، تتزامن في مع الاحتفالات بذكرى الحادي عشر من يناير المجيد، يوم تولي جلالة السلطان مقاليد الحكم في البلاد. وبهذه المناسبة تكتمل السنة الخامسة للنهضة المتجددة التي أعادت رسم منهاج الدولة؛ ابتداءً من إعادة الهيكل الإداري للدولة إلى اعادة تشكيل مجلسي الدولة والشورى، وإصدار العديد من القوانين.
ولنعد إلى الاحتفال السنوي للخيل السلطانية بالرعاية الكريمة المباركة من لدن المقام السامي- حفظه الله ورعاه- فقد كان حفلًا رائعًا في كل مكوناته، ولقد شدني كثيرًا في لوحة مؤثرة الأطفال من ذوي الإعاقة ومتلازمة داون الذين لوّحوا للمقام السامي بكل براءة وطُهر، ليرُد عليهم المقام السامي بيده الحانية ويحييهم بطريقة لم يحي بها أحدًا غيرهم.
إنها حالة إنسانية ووجدانية تُذرف لها الدموع، وتُبكي كل من له قلب يخشع وللأمانة لا أستثني نفسي منها.
لقد كان العُمانيون والعُمانيات على صهوة الصافنات الجياد في قمة العلو والفخر والزهو والمجد والتبجيل؛ فالله درهم.
الحفل لم يخلُ من الصولجان، وهي لعبة الملوك والأمراء وربما من أشد المعجبين بها في وقتنا الحاضر الملك تشارلز ملك بريطانيا العظمى. وحتى لعبة السلة على ظهر الخيل لم يغفلها المهرجان، ليأتي شوط الصافنات الذي أتاح المجال لخيول المواطنين الأكثر تصنيفًا.
وحيث إننا كعرب وبدو وتاريخنا يرتبط بالصحراء والبداوة، فقد كان لسفينة الصحراء الدور البارز في هذا المهرجان السنوي؛ فالهجن دورها المحفوظ، فقد برزت منذ قدوم الموكب الميمون وكانت أول من استقبله وشاركت في كل الفعاليات حتى النهاية.
وفي الأخير.. اختُتم المهرجان بالشوط الخامس وهو شوط العاديات؛ وهو الشوط الذي يُمنح فيه من يظفر بالسباق، الكأس الأغلى على الإطلاق؛ وهو كأس حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه.
حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
مهرجان كان.. أزيد من 300 سينمائيّ يرفضون الإبادة في غزة
وقع أزيد من 300 نجم سينمائي عالمي، على بيان، نشرته صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية، ومجلة “فرايتي” الأمريكية، ينددون فيه بـ”صمت” المجتمع الثقافي على “الإبادة الجماعية” في غزة.
وجاء ذلك، عشية، إفتتاح مهرجان كان السينمائي، اليوم الثلاثاء، والذي سيعرف عرض فيلم وثائقي، للمصورة الصحافية الفلسطينية فاطمة حسونة (25 عاماً)، بعنوان “ضع روحك على كفك وامشِ”، من توقيع الإيرانية سبيده فارسي.
ودعا الموقعون على البيان، ومنهم أسماء مرموقة مثل المخرج الإسباني بيدرو ألمودوفار والحائز على جائزة “السعفة الذهبية”، إلى التحرك “من أجل جميع أولئك الذين يموتون في ظل اللامبالاة”.
وقد نددوا في رسالتهم بمقتل المصورة الصحافية الفلسطينية فاطمة حسونة. والتي استشهدت مع عشرة من أفراد عائلتها في قصف إسرائيلي على منزلهم في شمال غزة. بعد يوم واحد فقط من إعلان عرض فيلمها في مهرجان كان.
وضمّت اللائحة أيضاً المخرج البريطاني جوناثان غليزر، الفائز بجائزة أوسكار هذا العام عن فيلمه “The Zone of Interest”. إلى جانب النجم الأميركي مارك روفالو. والممثل الإسباني خافيير بارديم، والممثلات الفرنسيات، أديل أكزاركوبولوس وليلى بختي.
وجاء في البيان، الذي وقع عليه حوالي 380 فنانا: “نحن الفنانون والممثلون في عالم الثقافة. لا يمكننا أن نظل صامتين بينما تُرتكب إبادة جماعية في غزة”.
وتضمن البيان، نعيا، للصحفية الفلسطينية فاطمة حسونة، التي قتلت في قصف إسرائيلي في منتصف أفريل. وكانت بطلة فيلم وثائقي سيُعرض في إطار مهرجان كان السينمائي.
وتساءل الموقعون في البيان: “لماذا يبدو أن السينما، التي تُعتبر مصدرًا للأعمال الاجتماعية والملتزمة. تتجاهل الرعب الحقيقي والمعاناة التي يتعرض لها زملاؤنا؟”
أفلام حرب… لكن لا مكان لغزةرغم تخصيص برمجة خاصة تحت عنوان “يوم أوكرانيا” ضمن المهرجان، تتضمن فيلمين عن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وفيلما ثالثا من الخطوط الأمامية للحرب. لم يخصص المهرجان برنامجا مماثلا لغزة، رغم الإبادة الإسرائيلية المتواصلة منذ سنة ونصف.
ومع ذلك، سيعرض الفيلم الوثائقي عن حسونة “تكريما لذكراها”، وفق ما أكد منظمو المهرجان. كما يعرض أيضا فيلم روائي للمخرجين الفلسطينيين عرب وطرزان نصار. تدور أحداثه في غزة عام 2007، ضمن أحد الأقسام الموازية.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور