سبعة عشر سائقا مصريا لقوا حتفهم خلال الأسبوعين الماضيين على معبري قسطل وأرقين المصريين مع السودان، بسبب ارتفاع درجات الحرارة ونفاذ طعامهم وفساد أدويتهم بحسب مصادر تحدثت إليهم بي بي سي في نقابة سائقي الشحن المصريين.

كمال أبو رية سائق شاحنة، من بين هؤلاء، توفي قبل أسبوع بعد تسلمه وظيفته الجديدة بأيام على الحدود المصرية السودانية.

تقول آية ابنته إن أبيها كان يعمل سائقا طوال خمسة و عشرين عاما لتوصيل منتجات أحد مساحيق تنظيف الملابس بين محافظات مصر، قبل أن يصل سن التقاعد.

وتضيف آية أن أبيها كان يشكو من انسداد في الشريان التاجي، لكنه اضطر لقبول عرض وجده مغريا للعمل كسائق شاحنة على الحدود المصرية السودانية بعدما تخطى سنه السبعين عاما بعام، بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة.

فسدت أدوية كمال بعدما ذاب الثلج المحفوظ بها بسبب درجات حرارة تخطت الأربعين درجة و نسبة رطوبة مرتفعة، لم يمتلك كمال في شاحنته ثلاجة لتبريد أدويته، ونفذ طعامه ومياهه، بحسب ابنته.

وورى جثمان كمال الثرى في منطقة وادي حلفا السودانية، حيث عثر عليه أحد السائقين العائدين من السودان ميتا وجثمانه بادئا في التحلل.

“الحرب في السودان منذ أبريل/ نيسان الماضي سبب من الأسباب لكنه ليس الوحيد”، هكذا فسّر خالد القناوي، رئيس مؤسسة سائقي مصر، لـبي بي سي، وفيات السائقين، مضيفا أن غياب الخدمات الطبية ومنافذ بيع الغذاء والمياه يجعل تكدس مئات سائقي الشاحنات على معبري قسطل وأرقين جحيما لا يطاق.

يرى القناوي أن المسؤولين في المعابر لا يبلغون الإدارات الحكومية في أسوان و القاهرة بما يرونه من تكدس وظروف صعبة يشهدها السائقون منذ ما يزيد على الشهرين، في ظل محاولاتهم الوفاء باحتياجاتهم الأساسية للبقاء على قيد الحياة بالجهود الذاتية.

وحصلت بي بي سي على تصاريح الدفن لعدد من المتوفين والتي بينت أن أسباب الوفاة من بينها جلطات في الدماغ والقلب وجلطات حرارية.

وتراوحت أعمار السائقين المتوفين ما بين 46 و71 عاما وكان يعاني معظمهم من أمراض مزمنة كالقلب و الضغط و السكر، حسبما قال مصدر في نقابة سائقي الشاحنات المصريين ل بي بي سي.

سائقون تحدثوا لـبي بي سي من معبري قسطل وأرقين يقولون إنهم في نقطة قاتلة في قلب الصحراء، يشترون المياه والغذاء بأسعار باهظة من بائعين قادمين من أسوان كل ثلاثة أيام، بالكاد يتواصلون مع 4 عربات للإسعاف موزعة على المعبرين، ولا يجدون أي مساعدة حكومية أو من أي منظمات إغاثية مثل مقر الصليب الأحمر المعني بالأساس بمساعدة السودانيين الفارين.

“نحن نموت ببطء”، هكذا يضيف أحد السائقين، “نشتري رغيف الخبز بخمسة جنيهات” (نحو ربع دولار أمريكي) ولوح الثلج بثمانين جنيها، أي بقرابة الثلاثة دولارات، و يتساءل: “لماذا لا تتوفر لنا سيارات لبيع الأغذية والمشروبات كتلك التابعة لمبادرة الرئيس المصري الموجودة في ميادين القاهرة والمحافظات الكبرى”.

ويعتبر سائق آخر أن إعطاء الأولوية لسيارات النقل الأصغر حجما من الشاحنات للمرور إلى السودان بالتنسيق مع المخلصين الجمركيين، يزيد من التكدس و يصعب من ظروف انتظارهم، ويقول: “لا يوجد مسجد ولا دورات مياه ولا متجر لبيع أي أغذية ولا تتوفر أي خدمات طبية، نريد أن نعود إلى أبنائنا سالمين”.

إغلاق المعبرين ليس شيئا سهلا، هكذا قال محمد أبو العباس رئيس النقابة العامة للعاملين بالنقل و المواصلات مؤكدا أنه تواصل مع بداية الأسبوع الثاني لمأساة وفاة السائقين، مع وزير القوى العاملة المصري الذي قام بدوره بتوفير المياه و سيارة إسعاف و خدمة طبية للسائقين في معبر أرقين، خطوة يراها أبو العباس غير كافية مع استمرار معاناة السائقين

يلقي أبو العباس باللائمة على التعامل الروتيني من قبل الموظفين في معبري قسطل وأرقين والذي يجعل مرور الشاحنات إلى الجانب السوداني بطيئا ما يزيد من التكدس.

يضيف أبو العباس أنه سجل شكوى عن الأمر لدى مجلس الوزراء، وأنه في انتظار استجابة أخرى من وزارة الخارجية.

و يقول مسؤول في نقابة سائقي النقل البري لبي بي سي إن النقابة وفرت كمية من علاجات مرض السكري للسائقين، كما تسعى إلى إنجاز أوراق السائقين المتوفين من أجل مساعدة أسرهم للحصول على معاشاتهم.

وسجلت التجارة الحدودية بين مصر والسودان العام الماضي ما يزيد على مليار ونصف المليار دولار.

ويعلق المئات من سائقي الشحن المصريين على الحدود المصرية السودانية منذ ما يزيد على الشهرين، وقد أرسل بعضهم رسائل استغاثة يطلبون من المسئولين المصريين مساعدتهم للعودة للأراضي المصرية.

حاولنا التواصل مع وزارة النقل المصرية، ف أفاد أحد المصادر في اقتضاب أن مشكلة التكدس سببها الجانب السوداني الذي لا يسمح بمرور عدد كاف من الشاحنات إليه، رافضا ذكر المزيد من التفاصيل عن آلية حل هذه الأزمة التي تهدد مئات السائقين المصريين، الذاهبين إلى آخر حدود مصر من أجل لقمة العيش.

كما تواصلنا أيضا مع المتحدث الرسمي لوزارة الصحة المصرية الدكتور حسام عبد الغفار الذي أكد أن حالات الوفاة حدثت في منطقة حدودية محايدة بين مصر والسودان لا تقع تحت اختصاص السلطات الصحية المصرية، و أن تصاريح دفن جثث المتوفين صدرت من أجل تسليمهم لذويهم في مصر ودفنهم، مؤكدا عدم وجود مشكلة في الإمدادات الطبية داخل معبري قسطل وأرقين.

بي بي سي عربي

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: أبو العباس بی بی سی ما یزید

إقرأ أيضاً:

شاهد.. مائدة إفطار جماعي بفناء مدرسة ببورسعيد لتعليم الطالبات احترام العيش والملح

قامت ايمان الزغبي مديرة مدرسة أم المؤمنين في بورسعيد، بتنظيم مائدة إفطار في فناء المدرسة جمعت عليها جميع الطالبات ليتناولن معا وجبة الافطار صباح اليوم لتعطيهم درس “العيش والملح”

حيث حرصت مديرة المدرسة خلال فعالية “الإفطار الجماعية” للطالبات على توجيه رسالة للطالبات قالت خلالها : العيش والملح مع بعض له أصول .. فطالما أكلتوا مع بعض عيش وملح مينفعش تضايقوا بعض أو تخونوا بعض أو تتنمروا على بعض .

من جانبها أشادت الدكتورة هالة عبد السلام، رئيس الإدارة المركزية للتعليم العام بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، بالفكرة التي ابتكرتها مديرة مدرسة أم المؤمنين ببورسعيد، مؤكدة أنها أرست لدى الطالبات قيمة وخلق وبمشهد بسيط، مشددة على ضرورة الاهتمام بالتربية قبل التعليم

وأخيرا قالت الدكتورة هالة عبد السلام أناشد جميع المعلمين و اولياء الامور : علموا أولادكم العيش والملح

وقد حظيت الفكرة بتفاعل العديد من المتابعون على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك ، حيث قالت سوزان يوسف : فكرة جميلة جدا و الاجمل المعنى

وقالت هالة حامد : فكرة رائعة ما أروع معناها الجميل

وقال رائد حسين : فكره جميله وبترسخ معني اجمل بالتوفيق والنجاح دائما

وقال ممدوح التابعي : فكرة رائعة وتربية على القيم ورجوع الى الاصول والمبادئ التي تربينا عليها

وعلى جانب آخر ، قام محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني بزيارة مفاجئة لعدد ثلاث مدارس بمختلف المراحل التعليمية بإدارة الحوامدية التعليمية بمحافظة الجيزة؛ للوقوف على انتظام الدراسة داخل الفصول وتحقيق بيئة تعليمية آمنة ومستقرة تساهم في تحسين جودة العملية التعليمية.

ورافق الوزير خلال جولته، الدكتور أحمد المحمدي مساعد الوزير للتخطيط الاستراتيجي والمتابعة.

واستهل الوزير جولته التفقدية بزيارة مدرسة "عمر بن الخطاب الرسمية لغات" بإدارة الحوامدية التعليمية، والتي تضم عدد ٢٧٦٩ طالبًا وطالبة، حيث حرص الوزير على التأكد من انتظام الطلاب في الفصول الدراسية ونسب حضورهم، والاطمئنان على مستوى طلاب الصفوف الأولى فى القرائية، مشيدًا بدور المعلمين فى إجادة الطلاب فى القراءة.

كما حرص وزير التربية والتعليم والتعليم الفني على الالتقاء المباشر بالطلاب والمعلمين، للوقوف على أبرز التحديات والاحتياجات، مستمعًا لآرائهم ومقترحاتهم حول أهم التحديات التي واجهتهم منذ بداية العام الدراسي، مؤكدا حرصه التام على تقديم كافة سبل الدعم للمعلمين.

وعقب ذلك، توجه الوزير لمدرسة "الحوامدية الإعدادية بنين" والتى تضم عدد ٢٠٢٩ طالبًا، واطلع عن كثب على مدى التزام الطلاب بالحضور، وأجرى حوارًا أبويًا معهم حول أمنياتهم وتطلعاتهم ومدى استفادتهم خلال العام الدراسي الحالي.

ثم توجه الوزير لمدرسة "الشهيد محمود إبراهيم عبد الجواد الابتدائية" والتى تضم عدد ٢١٩٠ طالبًا وطالبة، وشملت الجولة المرور على الفصول والمعامل، حيث حرص الوزير على التأكد من نسب انتظام الطلاب بالفصول، كما حرص على متابعة مستوى الطلاب فى القرائية.

وفي ختام جولته، أشاد الوزير بانتظام العملية التعليمية، مشيدًا بجهود الإدارات التعليمية والمديريات التعليمية في الحفاظ على انضباط المدارس وتوفير بيئة تعليمية مناسبة للطلاب، مؤكدا أن الوزارة لن تتوانى عن تقديم كافة سبل الدعم للمعلمين والطلاب في كافة المدارس على مستوى الجمهورية لتطوير المنظومة التعليمية، مثمنا جهودهم لضبط العملية التعليمية خلال العام الدراسي الحالي.

طباعة شارك مديرة مدرسة ايمان الزغبي بورسعيد العيش والملح التربية والتعليم التعليم

مقالات مشابهة

  • قدميها مع الأرز أو العيش.. طريقة عمل الكبدة بالردة
  • خلاف على سعر قطعة ذهب ينتهي بإطلاق نار
  • أطباء بلا حدود: النظام الصحي في جنوب السودان يشهد انهيارًا كاملًا
  • لحظة تاريخية وآمال كبيرة.. تفاصيل اجتماع الوزراء العرب تمهيداً لقمة بغداد
  • «طرق دبي» تدمج خدمات ترخيص السائقين من 33 إلى 15 خدمة
  • لقمةُ الشعبِ في قمّة الذلّ
  • آراس أيدين ينفصل عن مسلسل قلب أسود.. هل تنتهي شخصية نوح بالموت؟
  • أسباب إشعال سائقي الشاحنات الكبيرة أضواء الخطر
  • شروط التقديم في المدارس المصرية اليابانية 2026.. التسجيل ينتهي بهذا الموعد
  • شاهد.. مائدة إفطار جماعي بفناء مدرسة ببورسعيد لتعليم الطالبات احترام العيش والملح