قال خبير إسرائيلي إن الحرب على غزة ستتوقف عمليا، ولن يتمكن الجيش الإسرائيلي من استئنافها بعد اليوم السابع من الشروع بوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى ضمن المرحلة الأولى من الصفقة التي من المحتمل أن يتم توقيعها بين إسرائيل وحماس.

وأرجع إيال عوفر -الخبير في شؤون حماس بحسب ما وصفته صحيفة معاريف الإسرائيلية- ذلك إلى أن الصفقة المحتملة ستسمح لنحو مليون نازح من أبناء غزة وشمالها إلى العودة إلى ديارهم من المناطق التي نزحوا إليها من الجنوب، مشيرا إلى أن عودة هؤلاء ستضع عقبات أمام جيش الاحتلال لاستئناف الحرب بعد نهاية المرحلة الأولى التي تستمر لستين يوما على الأقل حسب ما يتم التفاوض عليه الآن.

ورغم أن كل التفاصيل التي نشرت عن الصفقة المحتملة تظل غير مؤكدة إلا أن عوفر ركز على بند مهم قد يجعل من الصعب تنفيذ الجزء الثاني من الاتفاق الذي طال انتظاره، كما سيمنع عمليا استمرار القتال ضد حماس.

عودة النازحين

ولفت الخبير الإسرائيلي إلى أنه وفقا لتسريب وثيقة "مبادئ تبادل المختطفين والأسرى واستعادة الهدوء المستدام" بتاريخ 27 مايو/أيار 2024، والتي هي أساس المناقشات الآن في الدوحة، فإن المادة 3 تنص على عودة النازحين إلى أماكن إقامتهم في اليوم السابع من الصفقة.

إعلان

ويشرح عوفر هذا الوضع بالقول "أدى بداية فصل الشتاء إلى تدمير كبير في الخيام التي بنيت معظمها منذ عدة أشهر، وجعلت الأمطار والفيضانات والتسرب حياة الكثير من الناس بائسة، وباتوا يريدون العودة إلى ديارهم، حتى لو تم تدمير جزء من منازلهم.

ويرى أنه على عكس من الصور العديدة التي تظهر الدمار الكبير في غزة، فإن الوضع في وسط وغرب مدينة غزة سيسمح لمئات الآلاف من الأشخاص بالعودة إلى المدينة والسكن في المباني، حتى لو تم تدمير بعض جدرانها، لأن العودة إلى مكان يوجد فيه سقف حقيقي فوق رؤوسهم هو أفضل بكثير لهم من الخيام التي تدمر جزء كبير منها بسبب الرياح والأمطار في فصل الشتاء.

وأضاف أنه من الواضح في اليوم السابع من الصفقة سنرى قوافل ضخمة تضم أكثر من مليون شخص تشق طريقها شمالا، عبر محور نتساريم، الذي تسيطر عليه القوات الإسرائيلية، إلى مدينة غزة. ومن بينهم عشرات الآلاف من أعضاء حماس، ومطلب إسرائيل الوحيد هو عدم تحرك هؤلاء بسلاحهم.

ويزعم إيال عوفر في هذا السياق أن هناك الآلاف من مخابئ الأسلحة لا زالت موجودة في مدينة غزة، وتنتظر العائدين من الجنوب.

ويفترض الخبير الإسرائيلي أنه بالنسبة لحماس، فإذا نجحت في الحصول على مطلب إعادة النازحين في بداية الاتفاق، فإن دافعيتها ستتراجع لتطبيق الجزء الثاني منه مع استمرار احتفاظهم بالأسرى الإسرائيليين.

ويحاول تعزيز وجهة نظره بتفنيد الموقف الذي تعبر عنه الحكومة الإسرائيلية بأنها ستستأنف القتال فورا بعد المرحلة الأولى إذا لم تفرج حماس عن جميع الأسرى، ويقول مستدلا بالخبير في حرب المدن العقيد جون سبنسر: "أي صفقة تنطوي على عودة النازحين إلى المناطق المأهولة بالسكان التي تسيطر عليها حماس ودون استبدالها تعني أن الحرب في هذه المناطق قد انتهت. كل حرب هي عمل سياسي، وإسرائيل لا تملك القدرة السياسية لإعادة إجلاء هؤلاء السكان إذا دعت الحاجة إلى تجديد الحرب".

إعلان إصرار العودة للقتال

ويمضي الخبير الإسرائيلي في شرح فكرته التي تقوم أساسا على أن جيش الاحتلال لن ينجح في الحرب إلا إذا اعتمد على سياسة التهجير والتجويع (خطة الجنرالات)، ويقول "إذا درسنا أهمية التفاصيل، فسوف نفهم أنه بعد عودة النازحين إلى ديارهم، فإن الإصرار الإسرائيلي الصريح الوحيد على العودة إلى القتال لا معنى له، لثلاثة أسباب".

ويتمثل السبب الأول هو أن وجود 1.5 مليون شخص في مدينة غزة المزدحمة، سيخلق ظروفا تقييدية تجعل القتال في المدن مستحيلا، فقد زعم الجيش الإسرائيلي بإجلائهم حتى يتمكن من القتال.

أما السبب الثاني، فهو حاجة الجيش الإسرائيلي إلى الامتناع عن إلحاق الأذى بالمدنيين، وتزويدهم بما لا يقل عن خمسة أضعاف عدد القوافل الإنسانية إلى شمال قطاع غزة، والمطالبة بتوقف إنساني متكرر لغرض توزيع المساعدات، بما يتطلبه ذلك من الحاجة إلى البدء في إعادة تأهيل البنية التحتية في مدينة غزة وإصلاح الأضرار التي لحقت بالعديد من المنازل التي تضررت، وهذا يعني حسب عوفر أن المنطقة أصبحت بيئة يستحيل القتال فيها بالنسبة للجيش الإسرائيلي.

أما السبب الثالث حسب الخبير الإسرائيلي فهو أن إصرار إسرائيل على التهديد بالعودة إلى القتال في ظل هذه الظروف وترك أجزاء من طريق نتساريم بين يديها يصبح بلا معنى، بل سيشكل عبئا على قوات الاحتلال.

ويختم إيال عوفر مقاله، بالقول "في الواقع، مع تنفيذ الأسبوع الأول من المرحلة الأولى من الاتفاق، ستنتهي الحرب".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الخبیر الإسرائیلی المرحلة الأولى عودة النازحین العودة إلى من الصفقة مدینة غزة

إقرأ أيضاً:

مدير مستشفى العودة بغزة: مهددون بكارثة محققة في حال استمر الوضع لأيام

 

الثورة نت/

حذر مدير مستشفى العودة شمالي قطاع غزة، الطبيب محمد صالحة صالحة، من أن الخطورة الحقيقية تكمن في استمرار الوضع الحالي لأيام، وزيادة توافد الجرحى والمصابين.

وقال: “في حال استمر الوضع لأيام، فإن المستشفى سيواجه خطورة في العجز بالمستلزمات الطبية، ما يُنذر بكارثة محققة”.

وأكد أن الغارات في محيط المستشفى لم تتوقف طوال الليل، ما أدى إلى حدوث دمار هائل بأقسامه.

وقال صالحة لوكالة “صفا” الفلسطينية، اليوم الأحد:”قمنا على إثر القصف بعمل صيانة سريعة تتناسب مع تقديم الخدمة الطبية الطارئة للجرحى والمصابين”.

وأضاف أن الاستهدافات المتكررة والانتشار الواسع للطيران المسيّر “كواد كوبتر”، التي تطلق النيران والقنابل على كل متحرك بمحيط المستشفى، يحول دون تقديم الخدمة الطبية وإسعاف الجرحى في أماكن الاستهداف والشوارع القريبة من المشفى.

وأوضح أن غالبية الإصابات التي وصلت المستشفى تُصنف أنها بليغة وخطيرة، ويتم التعامل معها بما يتوفر من معدات وأدوية قد لا تسعف في إنقاذ حياة المصاب.

وتابع “ما يزيد العبء داخل المستشفى عدم قدرة الأشخاص على مغادرتها، لأن الإصابات التي تم التعامل معها ومن المفترض خروجها من المشفى لا تتمكن من ذلك، بسبب وجود الطيران المسيّر ومحاصرة المستشفى”.

وأشار إلى أن أي تحرك خارج أسوار المستشفى سيؤدي إلى إزهاق أرواح المواطنين، مضيفًا “نحن كإدارة المستشفى لم نسمح لأحد بالخروج، ولن نغامر بحياة الجرحى والأشخاص الذين لا يحتاجون إلى تدخلات طبية”.

وشدد على أن المستشفى لم يتلق منذ ما يقارب 40 يومًا، امدادات وقود من منظمة الصحة العالمية، ولم يحصل على جرعة دواء واحدة منذ ما يزيد عن 80 يومًا، بسبب الحصار ومنع الاحتلال إدخال المستلزمات الطبية لمشافي القطاع.

وأضاف “نحن في مستشفى العودة على رأس عملنا، ولن نتركه، وسنستمر في تقديم الرعاية الطبية ولو بالحد الأدنى لأبناء شعبنا، من أجل إبقاء شيء من الأمان للمواطنين، وإفشال مخطط التهجير”.

وتابع “اتخذنا الإجراءات اللازمة لتأمين سلامة الأطباء والمرضى والمرافقين، لكن الاحتلال سيستمر بعنجهيته واستهداف المستشفى بشكل مباشر”.

وأشار صالحة إلى أنه وجه نداء استغاثة لمنظمة الصحة العالمية والمؤسسات الدولية منذ بدء العدوان على شمالي القطاع، لكن المنظمة عاجزة عن تقديم خدماتها وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية، بسبب سياسة العدو الصهيوني.

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي يعاقب 3 جنود رفضوا القتال في غزة
  • مقتل جندي إسرائيلي في حدث أمني صعب بغزة
  • إعلام إسرائيلي: انقسام حاد داخل الحكومة الإسرائيلية بشأن الصفقة وإنهاء الحرب
  • ضابط إسرائيلي: ليس واضحا عن أي نوع من النصر نتحدث
  • مدير مستشفى العودة بغزة: مهددون بكارثة محققة في حال استمر الوضع لأيام
  • ‏رويترز نقلا عن مسؤول إسرائيلي كبير: لا يوجد تقدم يُذكر في محادثات غزة التي تتضمن إنهاء الحرب
  • الإرهاق يضرب الجيش الإسرائيلي.. 11 جنديا يرفضون القتال في غزة
  • اجتماع إسرائيلي حاسم بشأن الصفقة وبن غفير يطلب عودة الوفد المفاوض
  • اجتماع أمني إسرائيلي اليوم للبت في الصفقة وضغوط دولية للتوصل لاتفاق
  • نقص الإمدادات يهدد عمل سيارات إسعاف مستشفى العودة بغزة