سليمان المعمري شخصية العام الثقافية
تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT
الدكتور خالد البلوشي وأحمد الرحبي يحققان جائزة مسابقة النادي الثقافي للترجمة مناصفة بينهما
احتفى النادي الثقافي بالكاتب والإعلامي سليمان المعمري "شخصية عام 2024 الثقافية"، في حفل ختام موسمه الثقافي لعام 2024 الذي رعاه سعادة السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافة بمقر النادي في القرم، بحضور لفيف من الأدباء والمثقفين والمهتمين.
وألقى الدكتور محمد بن علي البلوشي رئيس مجلس إدارة النادي الثقافي في كلمة أوضح فيها بأن النادي الثقافي يمثل جسرًا متينًا يشد أواصر الحاضر بجذور الماضي، ويمتد نحو آفاق المستقبل الواعد، مشيدًا بأعمدة الفكر النير، والرؤى التي تشع بنورها في فضاءات الإبداع ومسارات المعرفة.
مبينا أن النادي سعى عبر فعاليات العام الماضي إلى اختراق المألوف وكسر النمطية، ليصبح منصة حيوية تحتفي بالعقل المتسائل والروح المتأملة والحالمة، مؤكدا أن النادي حرص على أن يكون منبرًا يتقاطع فيه التراث مع الحداثة، منطلقًا من "رؤية عُمان 2040" التي تضع الثقافة في صلب التنمية المستدامة.
وأشار البلوشي إلى أن النادي الثقافي رسخ دوره الريادي في إبراز الهوية الثقافية العُمانية، عبر الحوار والتفاهم، كما أن فعالياته لم تكن مجرد أنشطة مؤقتة، بل تجليات مستمرة لرؤى فلسفية ترى في الثقافة أداة لبناء الأوطان، وجسرًا للتفاهم بين الشعوب.
من جانبها ألقت الدكتورة منى بنت حبراس السليمية عضوة مجلس إدارة النادي الثقافي كلمة عن شخصية العام الثقافية أوضحت فيها أن الكاتب والإعلامي سليمان المعمري استطاع تشكيل علامة ملفتة في الأدب والإعلام، يجمع فيهما بين الإبداع والالتزام، وبين الحسّ الأدبي الراقي والرسالة الثقافية العميقة. ففي مجال الأدب، أصدر أعمالا قصصية وروائية جمعت بين اللغة الرشيقة والعمق السردي، متناولا بأسلوب مميز وساخر - في كثير من الأحيان - قضايا الإنسان وتناقضاته بلغةٍ تكشف المفارقات، وتجمع المتفرقات. وفي مجال الإعلام كان المعمري صوتًا يُمثل الثقافة العمانية في أوضح صورها من خلال برامجه الإذاعية، التي قدّم عبرها محتوى ثقافيًا مميزًا، كما أتاح برامجه لتكون منصةً للكُتّاب والمثقفين، والكبار والصغار، لإيصال أصواتهم إلى الجمهور. وكان عمله جسرًا يربط بين الكلمة والناس، ويعكس من خلاله القيم الثقافية العمانية بأناقة ورؤية واضحة، يظهر ذلك جليا من خلال برامجه الإذاعية الثقافية المختلفة، وبرنامجه الثقافي المتلفز "ضفاف".
وبينت السليمية أن دور المعمري لم يقتصر على الإبداع الشخصي فقط، بل امتد ليشمل دعم الحركة الثقافية في عُمان، فقد كان من الأوائل الذين آمنوا بضرورة تشجيع الشباب وإبراز مواهبهم الأدبية، وكانت مراجعاته وأعماله التحريرية وراء العديد من الإصدارات العمانية، إذ حظي بثقة الكاتب المتحقق قبل المبتدئ، كما كان لآرائه وتوجيهاته تأثير في المشهد الثقافي المحلي.
وعن مسيرته العملية أشارت السليمية إلى أن سليمان المعمري شغل العديد من المناصب الثقافية، أبرزها رئاسته لقسم البرامج الثقافية بإذاعة سلطنة عُمان، كما رأس الجمعية العمانية للكتّاب والأدباء في الفترة ما بين عامَي 2008-2010، ورأس أسرة كتاب القصة في سلطنة عمان في الفترة ما بين عامَي 2007-2009، وأسهم في إطلاق مبادراتٍ ثقافية ومشاريع أدبية عززت من مكانة القصة فنا أدبيا رفيعا. موضحة أن سليمان المعمري عُرف برؤيته الناقدة الحادة، التي جسّدها أحيانا في مقالاته الصحفية والإعلامية، حيث ينحاز دائمًا إلى القيم الإنسانية الكبرى، وجسّدها كثيرا في تفاعلاته اليومية مع المشهد الثقافي.
وتم تقديم عرض مرئي بمشاركة كتاب وأدباء من عدة دول شاطروا المعمري مسيرته الأدبية وعايشوا لحظات جمعتهم به، وأشادوا بعلاقتهم به، وأسلوبه الأدبي وتعامله الراقي، كما تناولوا مقتطفات وومضات من أوقات جمعتهم به، ومواقف خالدة في أذهانهم، وسردوا مشاعرهم بحب وصدق تجاه الكاتب وأعماله ومسيرته الأدبية، وصحبتهم معه.
بعد ذلك توجهت الأنظار إلى مسابقة النادي الثقافي للترجمة لعام 2024م، حيث أعلن صالح بن سالم العلوي عضو لجنة تقييم عن منح الجائزة مناصفة للدكتور خالد بن محمد البلوشي عن عمله "سلسلة ترحال عبر قصص مترجمة" في 3 أجزاء، ولأحمد بن محمد الرحبي عن ترجمته لسيرة "بين الناس". مبينا أن الترجمات المقدمة في المسابقة جاءت على مستوى عال من التميز والإبداع، وأظهرت عمقًا لغويًّا، وبراعة في نقل النصوص بروحها الأصلية ومعانيها الدقيقة.
وحول عملية تقييم الأعمال أوضح العلوي بأن لجنة التحكيم وجدت صعوبة في عملية المفاضلة بينها، نظرًا للتقارب الكبير في الجودة والإبداع، الذي اتسمت به المشاركات مما عكس عمق التزام المشاركين وإتقانهم لفن الترجمة.
وتم تقديم عرض مرئي عن فعاليات وأنشطة النادي الثقافي للموسم الثقافي لعام 2024م، كما تضمن الحفل فقرتين موسيقيتين.
وقام سعادة السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافة بتكريم الكاتب والإعلامي سليمان المعمري شخصية العام الثقافية المؤثرة لعام 2024م، وتكريم لجنة تحكيم مسابقة النادي الثقافي للترجمة والفائزين بها. بعدها توجه راعي الحفل برفقة الحضور إلى مرسم النادي الثقافي، وافتتح سعادة السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافة معرض "مشكاة" للفنون التشكيلية، بمشاركة 30 فنانًا تشكيليًا من أبرز الفنانين العُمانيين.
وتناول المعرض نماذج من أعمال التصوير الضوئي، والنحت، والرسم الزيتي، والأعمال التركيبية، والخط العربي، ما يُضفي على المعرض تنوعًا فنيًّا يعكس غنى التجربة التشكيلية في سلطنة عُمان.
ويأتي المعرض ضمن إطار مبادرات النادي الثقافي التي يدعم من خلالها الفنون التشكيلية، إيمانًا منه بأهمية الفن في تعزيز الهوية الثقافية وإثراء المشهد الفني العُماني، وتشجيع الإبداع الفني كوسيلة لتعزيز التواصل بين الأجيال المختلفة، وإتاحة الفرصة أمام الفنانين لعرض أعمالهم والتفاعل مع الجمهور.
ويهدف إلى إبراز هذه القيم الجمالية وربطها بالواقع المعاصر من خلال رؤى فنية حديثة تعكس تأثير الفن الإسلامي على الإبداع التشكيلي المعاصر، كما يشكل فرصة لتسليط الضوء على أهمية الفنون التشكيلية في حياتنا اليومية، إذ تُسهم في تعزيز الذائقة الجمالية، وتنمية الخيال، وإيجاد بيئة ثقافية مُلهمة تشجع على الحوار وتبادل الأفكار.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: النادی الثقافی أن النادی
إقرأ أيضاً:
التنوع الثقافي لدى الشباب الرياضي
موضوع التنوع الثقافي مرتبط بشكل مباشر بمستوى التربية التي يتلقها النشء والشباب داخل الأسرة بالدرجة الأولى، ومن خلال الاحتكاك والاختلاط بالمحيط الذي يتعامل معه، ومنه المحيط الرياضي، ويعزز ذلك من التعليم الإيماني الديني الذي ينشأ عليه الشباب، والتعليم بكل مراحله الأساسي والثانوي والجامعي، وفي مجتمعنا اليمني حتما سوف نستبعد أي فكرة للتنوع الثقافي الديني، لأن شعب الإيمان لا يدين ولا يعترف ولا يؤمن إلا بدين خاتم المرسلين الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لذلك فإننا سوف نتحدث عن ثقافة متداولة بين الشباب من باب التنوع في السلوكيات المكتسبة من الأسرة والمجتمع، والعمل والتعليم، وهذا التنوع بالتأكيد له تأثير إيجابي وسلبي، لكن ايجابياته أكثر بكثير نتيجة لارتباطه بدين التسامح والسلام والمحبة الإسلام الذي جاء به خاتم الأنبياء والمرسلين رسول الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
لماذا الحديث في هذا الموضوع؟ لأن العالم في تاريخ 29/ يوليو 2025م، وخلافاً للعام الماضي يحتفلون باليوم العالمي للتنوع الثقافي ومحاربة التمييز العنصري، وأنا أرى أننا نحن أحق بأن نذكر بالتنوع الثقافي وأثره الإيجابي، وأن نتطرق إلى التمييز العنصري الذي نبذه الإسلام مع صعود المؤذن بلال بن رباح على المنبر لدعوة الناس للصلاة، فهو أول مؤذن في الإسلام رغم أنه كان عبدا لبني جمح، وبعد إسلامه أصبح من سادة القوم، وهذا لأن الإسلام ينبذ التمييز العنصري، من يحتفلون باليوم العالمي للتنوع الثقافي، يضيفون حواراً بين الثقافات المختلفة، وهذا شيء لا مفر منه في عالمنا المنفتح والذي أصبح قرية واحدة نتيجة للتطور التكنولوجي والتنوع في وسائل التواصل المختلفة، لكن مع الأخذ بالحيطة والحذر الشديد من تضييع ثقافتنا الدينية وهويتنا الإيمانية في خضم الثقافات والسلوكيات الغربية غير الحميدة، لذا وجب على الأسرة والمدرسة والجامعة والأندية، الحرص على تنظيم المحاضرات الثقافية التي تحصن الشباب الرياضي من ثقافة الانحدار والضياع والتشتت الفكري البعيد عن تقوى الله واكتساب مرضاته، وخلق مجتمع متسامح متماسك يسود بداخله العدل والمساواة، وتختفي من صفوفه العنصرية والعصبية والولاءات القبلية التي تمزق النسيج الاجتماعي، وتخلق طبقات مجتمعية فقيرة وطبقات متوسطة وطبقات فائقة الثراء والعبث والتفاخر بالممتلكات العقارية والأرصدة المالية، بحيث لم يعد قادراً على توفير أبسط مقومات العيش الكريم «الخبز» نتيجة لحصار وعدوان وصراع مصدره السلطة.
مما لا شك فيه أن التنوع الثقافي المرتبط بهويتنا الإيمانية، ومحاربة التمييز والتعصب هما مصدر من مصادر التطور والتقدم والازدهار الذي يطمح إلى تحقيقه المجتمع، لأن تنوع الثقافة وفهم ثقافة الآخرين من خلال تعلم لغاتهم ومعرفة أسلوبهم في الحياة دون تقليدهم والانجرار إلى سلوكياتهم غير السوية، وإنما من باب المعرفة واتقاء شرهم ومعرفة الطرق والوسائل التي تمكننا من التعامل معهم وصدهم عن التدخل في شؤوننا، وتسيير أمورنا، لأن تنوع الثقافات يكسب الشباب مهارات جديدة، ويخلق لهم فضاء من التبادل العلمي والفكري والمعرفي، ويمنحهم مجالاً أوسع للابتكار والاختراع والإبداع، يسمح بنشر ثقافة دين التسامح والإيمان المطلق بالله وبرسوله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ويسلط الضوء على سلوكيات أمة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لذلك فنحن أحق بإنشاء يوم عالمي للتنوع الثقافي مبني على هويتنا الإيمانية، وذلك ما نتمنى أن يتم عبر بحث علمي يتناول التنوع الثقافي وأهميته في نشر سيرة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، تتم المشاركة به في المؤتمر الدولي الثالث للرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم في شهر سبتمبر من العام الجاري.