غزيون لترامب: نحن نعيش جحيما بالفعل
تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT
قالت صحيفة نيويورك تايمز إن تهديد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بفتح أبواب الجحيم في الشرق الأوسط إذا لم يُفرج عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة قبل تنصيبه بأقل من أسبوعين، أصاب القطاع الفلسطيني بالدهشة وجعلهم يتساءلون: "إذا لم يكن هذا هو الجحيم، فما الجحيم إذن؟
وكان ترامب قد كتب منشورا على وسائل التواصل الاجتماعي، توعد فيه المسؤولين عن مقتل الأسير الأميركي الإسرائيلي عمر نيوترا -الذي كان يعتقد سابقا أنه على قيد الحياة في غزة- بأنه سيكون هناك "جحيم سيدفعون ثمنه" إذا لم يُفرج عن بقية الأسرى قبل تنصيبه في 20 يناير/كانون الثاني الجاري.
وهدد أولئك المسؤولين بأنهم سيتلقون "ضربات أشد من أي ضربات تلقاها شخص في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية الطويل والحافل"، وأضاف "أطلقوا سراح الأسرى الآن".
الوضع جحيم بالفعلوأشارت نيويورك تايمز في تقرير صحفي إلى أن ما يقرب من مليوني فلسطيني يعيشون، منذ أكثر من عام، في غزة بلا مأوى، ويعانون نقصا حادا في الغذاء والدواء، وتحت تهديد دائم من الغارات الجوية الإسرائيلية.
وتحدثت الصحيفة إلى مواطن فلسطيني يدعى علاء عصام (33 عاما) من دير البلح، وسط غزة، الذي قال "لا أظن أنه (ترامب) يفهم الوضع هنا، إنه جحيم بالفعل".
إعلانولفتت إلى أن المفاوضات الرامية لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) لم تحرز تقدما كبيرا، تاركة المدنيين في غزة عالقين في مرمى النيران دون أمل يذكر في المستقبل.
وقال عصام "نحن نتعرض للقتل منذ 15 شهرا. ولقد عانينا من فصليْ شتاء قارسين في الخيام، وصيفين قائظين أفسدا طعامنا. وتعرضنا للمجاعة، ومات الناس جوعا، هذا بخلاف القصف الوحشي المتواصل في كل مكان".
وأبدى أكرم السطري (47 عاما)، وهو مترجم مستقل من خان يونس جنوبي قطاع غزة، استغرابه من أن ترامب "لا يدري أن غزة محرومة من كل أشكال الحياة، وأنه يظن أن باستطاعته أن يزيد إلى هذا الجحيم جحيما في الوقت الذي لم تدخر إسرائيل جهدا في تحويل حياة الغزيين إلى ما هو أبشع من الجحيم".
وتابع قائلا "نحن نشاهد كلنا القنابل تتساقط فوق رؤوسنا يوميا، ونعيش واقعا مزريا وأشد فتكا وتدميرا من الجحيم ذاته".
وفي حين أن معظم سكان غزة يلقون المسؤولية الكبرى على إسرائيل عن القتل والدمار من حولهم، فإن الصحيفة تزعم أن الكثيرين يحمّلون حماس جزءا منها أيضا. فقد نقلت عن عبد العزيز سعيد (33 عاما) من دير البلح أن حركة حماس رغم أنها تقول إن إنهاء الحرب من أولوياتها "إلا أنها لا تتصرف في هذا الاتجاه".
صفقة موقوتةوذكرت الصحيفة الأميركية أن ترامب تحدث إلى الصحفيين يوم الثلاثاء، وقال لهم "لا أريد أن أضر بالمفاوضات" المتعلقة بتبادل الأسرى، والاتفاق على وقف لإطلاق النار.
وتوقعَت أن ينضم كبير مبعوثي ترامب الخاص بالشرق الأوسط، ستيفن ويتكوف، إلى تلك المحادثات في العاصمة القطرية الدوحة في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
لكنها قالت إن ترامب كان واضحا في إطلاق وعيده بأن عواقب وخيمة ستحدث إذا رفضت حماس الإفراج عن 100 أسير إسرائيلي متبقين لديها – ثلثهم على الأقل يُفترض أنهم ماتوا- منذ الهجوم الذي شنته على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
إعلانوأكد الرئيس المنتخب أنه "لن يكون الأمر جيدا، بصراحة، لأي شخص…وإذا لم تُنجز الصفقة قبل أن أتولى مهام منصبي"، في 20 يناير/كانون الثاني الحالي، "فإن أبواب الجحيم ستُفتح في الشرق الأوسط".
وأوضحت نيويورك تايمز في تقريرها أن أصداء تصريحاته تلك ترددت الأربعاء في جميع أرجاء غزة، والتي فهمها بعض المدنيين أنها تعني أن الفلسطينيين هم من سيعاقبون وليس إسرائيل إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن الأسرى بحلول موعد تنصيب ترامب.
تاريخ لا يبشر بخيروأعرب العديد من سكان غزة الذين التقتهم الصحيفة، الأربعاء، عن خشيتهم من استمرار ترامب في تبني السياسات المؤيدة لإسرائيل مثلما فعل في ولايته الأولى ما بين عامي 2017 و2021.
ووفقا للصحيفة، فقد نقل ترامب في تلك الفترة السفارة الأميركية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس المحتلة، كما اعترف بسيادتها على مرتفعات الجولان التي احتلتها من سوريا عام 1967.
كما ينتاب الفلسطينيين والعرب في المنطقة القلق من أن ترامب لن يمنع إسرائيل من ضم المزيد من أراضي الضفة الغربية واحتلال أجزاء من غزة على الأقل، بحسب التقرير الصحفي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات إذا لم فی غزة
إقرأ أيضاً:
بشارة بحبح أكاديمي مقدسي في الدائرة السياسية لترامب
بشارة بحبح أكاديمي وناشط سياسي أميركي من أصل فلسطيني، ولد في القدس عام 1958. تابع دراسته الجامعية في الولايات المتحدة وحصل على الدكتوراة من جامعة هارفارد.
بعد تجربة مهنية قصيرة بالقدس انتقل بشارة بحبح إلى أميركا وانخرط في العمل الأكاديمي والسياسي، فكان له دور كبير في حشد أصوات الناخبين العرب لدعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وأصبح أحد المقربين من دائرته الخاصة.
يؤمن بشارة بحبح بإمكانية "تحقيق السلام" في الشرق الأوسط عبر "الحوار والتواصل مع كل الأطراف المعنية بالموضوع"، وتقول بعض المصادر الصحفية إنه أسهم في عقد مفاوضات مباشرة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والإدارة الأميركية عام 2025.
المولد والنشأةولد بشارة بحبح عام 1958 في البلدة القديمة بمدينة القدس من أب مقدسي وأم تنحدر من عائلة ثرية في مدينة يافا، داخل الخط الأخضر.
كانت عائلته تعيش في القدس لكنها اضطرت عام 1948، في خضم النكبة التي تلت إعلان قيام إسرائيل، للنزوح إلى الأردن.
ويرتبط نزوح عائلة بحبح خارج فلسطين بشكل وثيق بحادث تفجير قنبلة في فندق الملك داود في القدس عام 1946، والذي أسفر عن سقوط 71 قتيلا بينهم 41 فلسطينيا.
كان والد بشارة بحبح يملك محلا للحلاقة في ذلك الفندق الفاخر، وكان في عمله يوم الانفجار ونجا بأعجوبة بعدما اضطر للقفز من الطابق الثاني قبل لحظات من العملية، التي كانت وراءها عناصر من عصابة الأرغون الصهيوينة التي كان يقودها مناحيم بيغن.
إعلانأمضى والدا بشارة بحبح عامين في مخيم للاجئين الفلسطينيين بمدينة الزرقاء وسط الأردن، وهناك وُلدت إحدى أخواته.
يعرّف بشارة بحبح نفسه بأنه لاجئ وابن لاجئين، ويقول إن حياته في القدس اتسمت بالفقر وعدم الاستقرار، لذلك صمّم على أن يجنب أولاده العيش في ظروف مماثلة.
وعن ظروف تنشئته، قال بشارة بحبح في تصريحات صحفية "كنا تسعة أفراد في غرفة نوم واحدة، بلا ماء أو كهرباء. أتذكر طفولتي وأنا أدرس تحت ضوء فانوس. كما أتذكر عندما كانت مياه الأمطار تتسرب عبر السقف، والغرفة مليئة بالدلاء لجمعها".
كان بشارة بحبح يحمل بطاقة الهوية الزرقاء، التي تمنحها عادة سلطات الاحتلال لسكان القدس المحتلة، وفي عام 2009 سحبها منه الاحتلال بحجة أنه لم يعد مقيما بشكل دائم في القدس.
لا يزال بشارة يحتفظ ببطاقة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، والتي تبين حصص الطعام الشهرية التي كانت عائلته تتلقاها بمخيم الزرقاء ثم في البلدة القديمة بالقدس.
تابع بشارة بحبح دراسته في القدس إلى غاية 1976 حين سافر إلى الولايات المتحدة الأميركية بعد حصوله على منحة دراسية من جامعة بريغهام يونغ في ولاية يوتا.
واصل بشارة بحبح دراسته الجامعية وتخصص في العلوم السياسية والاقتصاد بجامعة هارفارد، ومنها حصل على الماجستير عام 1981، ثم الدكتوراه عام 1983 في قضايا الأمن الإقليمي.
الحياة المهنية والأكاديميةعاد بشارة بحبح إلى القدس عام 1983، وفي بداية مشواره المهني عمل بين عامي 1983 و1984 رئيس تحرير الطبعتين العربية والإنجليزية من صحيفة "الفجر"، التي كانت تصدر في القدس الشرقية بين عامي 1972 و1993 وكانت مقربة من منظمة التحرير الفلسطينية.
عاد لاحقا إلى الولايات المتحدة وبدأ مسارا في العمل الأكاديمي، إذ درّس في جامعة هارفارد، وكان مديرا مشاركا لمعهد الشرق الأوسط التابع لتلك الجامعة العريقة.
إعلانإلى جانب ذلك كان بشارة بحبح، خبيرا ماليا مختصا في إدارة الثروات والديون والضرائب، وألف في هذا المجال كتابا بعنوان "إدارة الثروات في أي سوق" (2009) يعتبر دليلا شاملا يرشد الأفراد إلى سبل حماية أصولهم المالية وبناء ثرواتهم لمواجهة أي تقلبات.
وقبل ذلك، ألف بشارة بحبح، بالاشتراك مع لينا بتلر، كتابا بعنوان "إسرائيل وأميركا اللاتينية: العلاقة العسكرية" (1986) سلط فيه الضوء على خلفيات التعاون العسكري بين إسرائيل وعدد من بلدان أميركا اللاتينية.
يعتبر بشارة بحبح أن بوصلته في حياته هي خدمة القضية الفلسطينية من موقع كونه مواطنا فلسطينيا وأميركيا، وبما حققه من نجاحات في المجال الأكاديمي والاقتصادي. وكانت أولى تحركاته من خلال العضوية في الوفد الفلسطيني إلى محادثات السلام متعددة الأطراف حول ضبط الأسلحة والأمن الإقليمي، وذلك في أعقاب التوقيع على اتفاقية أوسلو عام 1993.
انخرط بشارة بحبح في الحياة السياسية الأميركية وتقلب بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وذلك على خلفية مواقف كل حزب من القضية الفلسطينية.
يقول بشارة إنه صوت عام 2016 للمرشح الجمهوري دونالد ترامب، بسبب استيائه من مواقف الرئيس الديمقراطي آنذاك باراك أوباما الذي لم يقدم في نظره أي شيء للفلسطينيين.
أما في انتخابات 2020 فقد صوّت للمرشح الديمقراطي جو بايدن بسبب اعتراف ترامب بالقدس "عاصمة لإسرائيل" ونقل السفارة الأميركية إليها، وكذا اعترافه "بسيادة إسرائيل" على مرتفعات الجولان السوري المحتل.
وفي انتخابات 2024، عاد بشارة بحبح ليصوّت مجددا لترامب بعد "خيبة الأمل الكبيرة" في صفوف الفلسطينيين من سياسات بايدن، وخاصة من العدوان الإسرائيلي على غزة بعد عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
إعلان دعم ترامبلم يكتف بحبح بالتصويت لترامب، بل كان له دور كبير في حشد أصوات الناخبين الأميركيين من أصل عربي، ولذلك أنشأ عام 2024 منظمة "العرب الأميركيون من أجل ترامب"، في خطوة احتجاجية على مواقف بايدن الداعمة بشكل مطلق لإسرائيل في حربها على قطاع غزة.
ويبرر دعمه لترامب بعاملين أساسيين: الوعود بتحقيق وقف الحرب في غزة وتحقيق سلام دائم في المنطقة. ويرى أنه حقق الوعد الأول عندما ضغط بقوة من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في يناير/كانون الثاني 2025.
يؤكد بشارة بحبح أنه على اتصال مع بعض مستشاري الرئيس دونالد ترامب، وعلى الصعيد العربي يقول إنه التقى في شهر ديسمبر/كانون الأول 2024 بثلاثة قادة عرب في الشرق الأوسط في إطار المساعي الدولية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة.
إمكانية السلام
لكن موقف بحبح تغير نسبيا من الرئيس ترامب عندما أعلن الأخير في فبراير/شباط عن خطط أميركية للاستيلاء على قطاع غزة بعد ترحيل سكانه إلى دول الجوار وتحويله إلى وجهة سياحية دولية سماها "ريفييرا الشرق الأوسط".
وعلى إثر ذلك، بادر بشارة بحبح إلى تغيير اسم المنظمة التي أسسها عام 2024 دعما لترامب إلى "العرب الأميركيون من أجل السلام"، إيمانا منه أن فرص تحقيق السلام في الولاية الثانية لترامب ممكنة.
وبحكم معرفته بدواليب العمل السياسي في الولايات المتحدة وآليات صنع القرار فيها، يرى بشارة بحبح أن مفتاح حل القضية الفلسطينية يوجد في أيدي اليهود الأميركيين، وأنه لا بد من فتح قنوات حوار معهم للتوصل إلى التسوية المنشودة.
واتساقًا مع سعيه للسلام من خلال الحوار مع كافة الأطراف المعنية بالموضوع، رجحت مصادر مختلفة أن بشارة بحبح لعب دورا في التواصل بين حركة حماس والإدارة الأميركية للإفراج عن الجندي الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر في 12 مايو/أيار 2025.
إعلانوكان عيدان ألكسندر أسيرا لدى كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- منذ عملية طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.