19 أغسطس، 2023

بغداد/المسلة الحدث: يحاول تحالف بريكس اقناع الدول النفطية بالدخول إلى نظام بريكس العالمي المنافس لنظام سويفت الأمريكي، مما يضع الدولار الأمريكي في موقف صعب.

وتحالف “بريكس” هو مصطلح يشير إلى مجموعة من الدول الناشئة الكبيرة والاقتصادات الصاعدة، والتي تتضمن البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا.

تشكل هذه الدول مجموعة تحالف استراتيجي واقتصادي يهدف إلى تعزيز التعاون وتبادل المصالح بينها. تمثل هذه الدول معًا نصف سكان العالم وتشكل حوالي 22% من الناتج الإجمالي العالمي.

وتأسس بريكس رسميًا في العام 2011، حيث كانت الدول الأعضاء تعتبر أن هناك حاجة لإصلاحات هيكلية في النظام الاقتصادي والسياسي العالمي، وأنها يمكن أن تلعب دورًا أكبر في تشكيل القرارات العالمية.

وقدمت 23 دولة طلبات رسمية للانضمام إلى منظمة بريكس بينها 8 دول عربية، وهي الجزائر والأرجنتين وبنغلاديش والبحرين وبيلاروس وبوليفيا وفنزويلا وفيتنام وكوبا وهندوراس ومصر وإندونيسيا وإيران وكازاخستان والكويت والمغرب ونيجيريا وفلسطين والسعودية والسنغال وتايلاند والإمارات وإثيوبيا.

وقال رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية محمد العرابي، ان مصر ستشارك في قمة بريكس الثلاثاء المقبل التي ستعقد في جنوب إفريقيا، وستتقدم بطلب للانضمام إلى المنظمة حيث تعول على دعم روسيا في هذا الأمر.

وقبل ايام، أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اتصالا هاتفيا مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وناقش الرئيسان إمكانية حصول طهران على عضوية مجموعة بريكس.

وفي العراق، توجد رغبة حقيقية للخلاص من الهيمنة الأمريكية على الاقتصاد العراقي. لكن هناك احتمال في ان الولايات المتحدة المهينة على العراق، سوف تعرقل انضمامه الى بريكس.

وقالت مجلة وتشر غورو المعنية بالشؤون الاقتصادية، ان تحالف بريكس يحاول إقناع العراق، الكويت، إيران، الإمارات والسعودية بالدخول إلى التحالف مؤكدة أنه في حال موافقة بغداد على استخدام نظام بريكس فإن باقي الدول المنتجة للنفط ستتبع خطاه.

وفي أغسطس الجاري، ستعقد قمة بريكس في جنوب أفريقيا ومن المتوقع أن يوقع العراق اتفاقية تستخدم بموجبها نظام بريكس، الأمر الذي سيدفع بباقي الدول المنتجة للنفط في المنطقة إلى اتباع خطى العراق.

وفي حال استخدام العراق نظام بريكس فإن الدولار الأمريكي سيتعرض للضربة الأكبر في تاريخه.

ما هو تكتل بريكس؟
بريكس هو مختصر للحروف الأولى باللغة الإنجليزية للدول المكونة المكونة للمنظمة وهي: البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، وعقدت أول قمة بين رؤساء الدول الأربع المؤسسة في يكاترينبورغ، روسيا في يونيو/حزيران 2009، حيث تضمنت الإعلان عن تأسيس نظام عالمي ثنائي القطبية، ويعد التكتل صاحب أسرع نمو اقتصادي في العالم، حيث تسهم دول بريكس بنحو 22% من إجمالي الناتج العالمي، وتحتل قرابة 26% من مساحة الأراضي في العالم.

وعقدت أول لقاء على المستوى الأعلى لزعماء دول بركس في يوليو/تموز عام 2008،   في جزيرة هوكايدو اليابانية حيث اجتمعت آنذاك قمة الثماني الكبرى، وشارك في قمة بركس رئيس روسيا فلاديمير بوتين ورئيس جمهورية الصين الشعبية هو جين تاو ورئيس وزراء الهند مانموهان سينغ ورئيس البرازيل لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.

واتفق رؤساء الدول على مواصلة التنسيق في أكثر القضايا الاقتصادية العالمية آنية، بما فيها التعاون في المجال المالي وحل المسألة الغذائية.. وانضمت دولة جنوب أفريقيا إلى المجموعة عام 2010، فأصبحت تسمى بريكس بدلاً من بريك سابقا.

واقترحت الصين بدء عملية توسيع مجموعة بريكس، حيث انضم إلى مشاورات بريكس بلس ممثلون عن الأرجنتين ومصر وإندونيسيا وكازاخستان ونيجيريا والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والسنغال وتايلاند، وهي الدول التي تعتبر أعضاء محتملين في بريكس.

اعداد محمد الخفاجي

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: نظام بریکس

إقرأ أيضاً:

الهوة الطبقية تنهش مجتمع العراق

11 مايو، 2025

بغداد/المسلة: ارتفعت التحذيرات الدولية من عمق الهوة الطبقية في المجتمع العراقي، بعدما أظهرت دراسة حديثة لمنظمة “باكس” الهولندية أن المشاكل الاقتصادية باتت أكثر ما يقلق العراقيين، في بلد يواجه تعافياً هشّاً من تبعات الحرب، ويتأرجح بين عودة النازحين، وتقليص المساعدات الدولية، وتفاقم معدلات البطالة، لا سيما بين فئة الشباب.

وأكّدت الدراسة، التي نُشرت على موقع “ريليف ويب”، أن العراق ما زال يراوح عند مفترق طرق، فيما يخص أمنه المجتمعي واقتصاده الانتقالي، مع تضاؤل فرص العمل بشكل غير مسبوق حتى لحملة الشهادات العليا، وغياب سياسات حقيقية لتعزيز القطاع الخاص، بينما يعتمد الاقتصاد كلياً على عائدات النفط المتقلبة، الأمر الذي يفاقم هشاشة الوضع المعيشي لملايين العراقيين.

وأوضحت المنظمة أن ما يزيد عن مليون عراقي ما زالوا في مخيمات النزوح، معظمهم في إقليم كردستان، وأن عودة الأيزيديين والنازحين من “الهول” السوري تبدو بعيدة المنال، في ظل غياب الأمن، واستمرار الوصم، وانعدام الخدمات، ونقص حاد في جهود إعادة الإعمار، ما يجعل من عودتهم ضرباً من التمني.

وتزامن ذلك مع تقليصات ضخمة في المساعدات الإنسانية، بعد القرار الأميركي الصادر في 20 كانون الثاني 2025 بتجميد كل المساعدات الخارجية لمدة 90 يوماً، والذي نتج عنه إنهاء 83% من برامج الدعم الأميركي، ما أثّر بشكل مباشر على مشاريع إعادة تأهيل ودمج النازحين، وترك مئات الآلاف بلا خدمات أساسية.

وارتفعت معدلات تعاطي المخدرات، والجرائم الإلكترونية البسيطة كوسيلة للكسب غير المشروع، نتيجة تزايد الإحباط الاجتماعي، خاصة بين فئة الشباب التي حرمت من التعليم خلال سنوات حكم تنظيم داعش، ولم تجد بعد التحرير من يحتضن طاقاتها أو يعيد تأهيلها لدخول سوق العمل.

وتمخّض التقرير عن توصيات عاجلة بضرورة تطبيق حلول اقتصادية مستدامة، على رأسها تعزيز الاستثمار الأجنبي، وتنشيط القطاع الخاص، وتوفير برامج تأهيل شاملة للنازحين، مع ضرورة النظر لملف الإدمان على المخدرات كقضية صحية لا أمنية، تتطلب إنشاء مراكز علاجية لا حملات عقابية.

واستدعى التقرير ظلالاً من وقائع قريبة، حيث شهد العراق مشهداً مشابهاً عام 2018، حين اندلعت احتجاجات عنيفة في البصرة بسبب انعدام فرص العمل وسوء الخدمات، وسط حرارة تجاوزت الـ50 درجة مئوية، وأدت في حينها إلى سقوط قتلى وجرحى بعد اقتحام متظاهرين مقار حكومية وحزبية.

وواجه العراق بعد 2003 تحولات متسارعة أدت إلى خلخلة في بنيته الاجتماعية والاقتصادية، إذ انخفضت معدلات التوظيف في القطاع العام، بينما فشلت الحكومات المتعاقبة في تفعيل القطاع الخاص أو توفير حماية اجتماعية للفئات المهمشة.

وارتفعت وفق تقديرات البنك الدولي بطالة الشباب العراقي إلى أكثر من 25%، فيما بلغت نسبة الفقر أكثر من 30%، مع تفاوت حاد في توزيع الثروات، خاصة في المدن التي شهدت دماراً بسبب الحرب على تنظيم داعش، من نينوى إلى الأنبار.

واختتم التقرير بدعوة للانتباه إلى أن فشل الحكومة العراقية في معالجة الأزمة الاقتصادية لا يهدد فقط مستقبل التنمية، بل يهيئ الأرض لعودة التوترات والانفجارات الاجتماعية في أي لحظة.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • اعتراف ايراني: التهريب مستمر الى العراق بعيدا عن الإحصاءات الجمركية
  • العمال الكردستاني يسلم السلاح ويحل نفسه اليوم
  • العثور على جثة الصحفي الأمريكي المختطف في سوريا أوستن تايس
  • الهوة الطبقية تنهش مجتمع العراق
  • خور عبد الله: بين الجغرافيا والسيادة والخذلان السياسي
  • أحلام العرب في نظام عالمي يتشكل .. حديث بلا مرتكزات
  • الأسترالي أرنولد يصل إلى بغداد لقيادة منتخب العراق
  • مستشار حكومي: التعاون الاقتصادي محور مطروح على طاولة القمة العربية
  • ماأسباب انخفاض الدولار في العراق؟
  • انتخابات العراق تحت وطأة الإنفاق المنفلت