كم تدفع الدول العربية رواتب لموظفيها في عام 2025؟
تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT
شهدت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تداعيات واسعة نتيجة ارتفاع أسعار الفائدة العالمية وانخفاض قيمة العملات، مما أدى إلى ضغوط تضخمية أثرت على حياة السكان، خاصة مع استمرار التعافي من جائحة كورونا، والتأثر بالغزو الروسي لأوكرانيا والعدوان الإسرائيلي على غزة.
وأدى ذلك إلى تباطؤ النمو الاقتصادي خلال العامين الماضيين، مما انعكس سلبا على التوظيف والأجور، وفقا للبنك الدولي، بالإضافة إلى تأثيره على موازنات الدول العربية لعام 2025.
تشكّل كتلة الرواتب والأجور جزءا كبيرا من موازنات الدول العربية، حيث تبلغ في السعودية 43.6% من المصروفات بقيمة 561 مليار ريال سعودي (حوالي 149.6 مليار دولار)، وفي الجزائر تصل إلى 5843 مليار دينار جزائري (حوالي 43 مليار دولار)، بنسبة 34.79% من الميزانية.
في هذا التقرير للجزيرة نت، نستعرض حجم الرواتب والأجور في القطاع العام بعدد من الدول العربية لعام 2025، ونسبة تأثيرها على الموازنات العامة والتنمية الاقتصادية.
ولكن قبل الدخول في التفاصيل سنتحدث أولا عن:
الوضع الاقتصادي في المنطقة العربية عام 2025أدت الصدمات الإقليمية والعالمية التي ضربت المنطقة خلال السنوات الماضية إلى زيادة عدد العاطلين عن العمل بأكثر من 5 ملايين شخص، وهو ما يزيد عن مستويات البطالة المرتفعة بالفعل، التي ميّزت المنطقة حتى قبل انتشار جائحة كورونا، وفقا لـ"منتدى البحوث الاقتصادية".
ومع الصدمات السلبية، ينخفض الطلب على العمالة، مما يؤدي إلى توازن غير مرغوب فيه بين ارتفاع معدلات البطالة وانخفاض الرواتب والأجور الحقيقية، ويُعد تحسين مرونة الأجور الحقيقية أحد السبل للحد من الأعباء المعيشية التي تواجه الأسر.
إعلانورغم الأزمات المتكررة في المنطقة، يتوقع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي أن تسجل معظم اقتصادات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ارتفاعا في النمو الاقتصادي خلال عام 2025، ومع ذلك، ستظل التحديات البنيوية وعدم الاستقرار السياسي والتوترات الجيوسياسية عقبات رئيسية أمام تحقيق التنمية المستدامة.
زيادة البطالة وضعف الأجوريتوقع البنك الدولي أن يرتفع النمو الإجمالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى 3.8% في عام 2025، مقارنة بـ2.2% في عام 2024.
ومع ذلك، لم ينعكس هذا النمو على توفير وظائف كافية أو تحسين الأجور، ومن المتوقع أن يظل معدل البطالة بين الشباب أعلى من 24%، وهو ما يشكل تهديدا مستمرا للاستقرار الاجتماعي.
ضعف الموازنات العامة وارتفاع التضخمتشهد الموازنات العامة لدول المنطقة ضغوطا مستمرة، حيث أدى انخفاض عائدات النفط في عام 2024 إلى تضييق الفوائض في اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي.
ومن المتوقع أن تواجه الدول النامية المصدرة للنفط عجزا ماليا بنسبة 5.5% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2025، فيما تستمر البلدان المستوردة للنفط في مواجهة عجز مالي وعجز في الحساب الجاري، مع ارتفاع الدين العام، وفقا للبنك الدولي.
من المتوقع أن يرتفع التضخم قليلا إلى 2.7% في عام 2025، مع تباين بين دول المنطقة: 2% في دول مجلس التعاون الخليجي، و4.9% في الاقتصادات النامية، وضغوط تضخمية شديدة في دول مثل اليمن (20.7%) ومصر (17.2%). وهذا التضخم سيؤدي إلى تآكل القوة الشرائية للأسر، مما يعمّق الفجوات الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة.
أهمية زيادة الرواتب والأجور في تنشيط الاقتصادوفقا لمنصة "إنفستوبيديا"، تؤثر زيادة الرواتب بشكل مباشر وإيجابي على الاقتصاد عبر عدة محاور:
تحسين مستوى المعيشة: تساعد الزيادة في الرواتب على توفير دخل كافٍ للعاملين لتغطية تكاليف المعيشة المتزايدة، مما يعزز جودة حياتهم. خفض معدلات الفقر: مع زيادة الرواتب، تستطيع العديد من الأسر ذات الدخل المحدود تجاوز خط الفقر، مما يحسن استقرارها المالي والاجتماعي. تقليص الدعم الحكومي: تؤدي الرواتب المرتفعة إلى تقليل الحاجة إلى المساعدات المالية التي تقدمها الحكومات، مما يخفف عبء الإنفاق العام. رفع الإنتاجية والمعنويات: تؤدي الأجور المرتفعة إلى تحسين معنويات العمال، ما يحفزهم على العمل بكفاءة أكبر وزيادة إنتاجيتهم، خاصة لدى العمال ذوي الرواتب المنخفضة. زيادة استقرار الموظفين: تحسين الرواتب يقلل انتقال الموظفين إلى وظائف أخرى، خاصة للقطاع الخاص، مما يخفض التكاليف المرتبطة بالتوظيف والتدريب. تعزيز النمو الاقتصادي: توفر الرواتب المرتفعة سيولة مالية أكبر، ما يؤدي إلى زيادة الاستهلاك وتنشيط التجارة والصناعة، وبالتالي تحقيق نمو اقتصادي مستدام. إعلان كم تبلغ قيمة كتلة الأجور والرواتب في موازنات الدول العربية عام 2025؟تشكّل كتلة الرواتب والأجور نسبة كبيرة من معظم موازنات الدول العربية لعام 2025 كما أسلفنا، وفيما يلي قائمة بأبرز 9 دول عربية في حجم الرواتب التي تقدمها لموظفيها في موازنة عام 2025:
1- مصر
الموازنة العامة 2024-2025: 6.4 تريليونات جنيه (135.4 مليار دولار). قيمة الرواتب والأجور: 575 مليار جنيه (12 مليار دولار). نسبة الرواتب من الموازنة: 8.86%. متوسط الرواتب الشهرية: 13244 جنيه (428.59 دولارا) دخل الفرد من الناتج المحلي الإجمالي: 21.61 ألف دولار سنويا.2- السعودية
الموازنة العامة 2025: 1,285 مليار ريال سعودي (342.6 مليار دولار). قيمة الرواتب والأجور: 561 مليار ريال سعودي (149.4 مليار دولار). نسبة الرواتب من الموازنة: 43.6%. متوسط الرواتب الشهرية: 10000 ريال (2666 دولارا). دخل الفرد من الناتج المحلي الإجمالي: 65.88 ألف دولار سنويا.3- المغرب
الموازنة العامة 2025: 721 مليار درهم (72.1 مليار دولار). قيمة الرواتب والأجور: 180 مليار درهم (18 مليار دولار). نسبة الرواتب من الموازنة: 25%. متوسط الرواتب الشهرية: 5000-10000 درهم (500-1000 دولار). دخل الفرد من الناتج المحلي الإجمالي: 11.1 ألف دولار سنويا. ملاحظة: من المتوقع أن ترتفع الرواتب في القطاع العام إلى 192.8 مليار درهم (19.1 مليار دولار) بحلول عام 2026.4- الجزائر
الموازنة العامة 2025: 16.700 مليار دينار (128 مليار دولار). قيمة الرواتب والأجور: 5.843 مليارات دينار (43 مليار دولار). نسبة الرواتب من الموازنة: 34.79%. متوسط الرواتب الشهرية: 30 ألفا – 60 ألف دينار (220-440 دولارا). دخل الفرد من الناتج المحلي الإجمالي: 18.34 ألف دولار سنويا.5- قطر
الموازنة العامة 2025: 210.2 مليارات ريال قطري (57.6 مليار دولار). قيمة الرواتب والأجور: 67.5 مليار ريال (18.5 مليار دولار). نسبة الرواتب من الموازنة: 32.1%. متوسط الرواتب الشهرية: 15800 ريال (4340 دولارا). دخل الفرد من الناتج المحلي الإجمالي: 118.76 ألف دولار سنويا. ملاحظة: تختلف الرواتب بشكل كبير بين القطاعات، مع مزايا إضافية مثل بدلات السكن والنقل. إعلان6- الكويت
الموازنة العامة 2025/2024: 24.5 مليار دينار كويتي (79.4 مليار دولار). قيمة الرواتب والأجور: 9.89 مليارات دينار (32 مليار دولار). نسبة الرواتب من الموازنة: 40.2%. متوسط الرواتب الشهرية: 1000-3000 دينار (3243-9730 دولارا). دخل الفرد من الناتج المحلي الإجمالي: 51.29 ألف دولار سنويا.7- سلطنة عمان
الموازنة العامة 2025: 11.8 مليار ريال عماني (30.6 مليار دولار). نسبة الرواتب من الموازنة: 42% من الإنفاق الاجتماعي. متوسط الرواتب الشهرية: 450-2200 ريال (1169-5718 دولارا). دخل الفرد من الناتج المحلي الإجمالي: 42.36 ألف دولار سنويا.8- الإمارات
الموازنة العامة 2025: 71.5 مليار درهم (19.5 مليار دولار) مع موازنات محلية للإمارات. قيمة الرواتب والأجور: 26% من إجمالي النفقات في بعض الإمارات (مثل دبي). متوسط الرواتب الشهرية: 12000-20000 درهم (3267-5445 دولارا). دخل الفرد من الناتج المحلي الإجمالي: 82 ألف دولار سنويا. ملاحظة: تختلف الرواتب حسب القطاع، وتشهد دبي وأبو ظبي مستويات معيشة مرتفعة وبيئات عمل تنافسية.9- الأردن
الموازنة العامة 2025: 12.51 مليار دينار (17.62 مليار دولار). قيمة الرواتب والأجور: 6.63 مليارات دينار (9.3 مليارات دولار). نسبة الرواتب من الموازنة: 60%. متوسط الرواتب الشهرية: 600-800 دينار (850-1130 دولارا). دخل الفرد من الناتج المحلي الإجمالي: 11.38 ألف دولار سنويا. ملاحظة: تشكّل الرواتب جزءا كبيرا من النفقات الجارية وتشمل مخصصات التقاعد المدني والعسكري.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الموازنة العامة 2025 ألف دولار سنویا من المتوقع أن ملیار دولار ملیار دینار ملیار ریال ملیار درهم فی عام 2025
إقرأ أيضاً:
حرائق الغابات والعواصف والزلازل تكبد العالم أضرارا بقيمة 131 مليار دولار خلال نصف 2025
تسببت الكوارث الطبيعية، بما في ذلك حرائق الغابات والعواصف والزلازل، في أضرار بقيمة 131 مليار دولار حول العالم، خلال النصف الأول من عام 2025، بحسب تحليل أجرته شركة إعادة التأمين الألمانية « ميونيخ ري ».
ووفقا للتحليل، فإن هذا الرقم يعد ثاني أعلى إجمالي خسائر يتم تسجيله خلال نصف أول من العام، منذ عام 1980.
وتسببت حرائق الغابات في كاليفورنيا وحدها في أضرار تقدر بنحو 53 مليار دولار في يناير الماضي، ما يجعلها كارثة الحريق الأعلى تكلفة على الإطلاق، وفقا لـ »ميونيخ ري ».
وبصفة عامة، كانت الولايات المتحدة الأكثر تضررا من الكوارث الطبيعية، حيث تسببت العواصف والأعاصير الشديدة في خسائر إجمالية بلغت 92 مليار دولار، وهو ما يمثل 70 في المائة من الأضرار العالمية، فيما كان الحدث الأكثر فتكا هو الزلزال الذي هز ميانمار في 28 مارس الماضي، والذي أودى بحياة 4500 شخص.
وبحسب خبراء « ميونخ ري »، فإن الكوارث الطبيعية المرتبطة بالطقس أصبحت أكثر تواترا وشدة بفعل الاحتباس الحراري.
ونجت أوربا من كوارث كبرى، حيث تكبدت خسائر متواضعة نسبيا بلغت نحو 5 مليارات دولار.
ومع ذلك، حذر كبير خبراء المناخ في « ميونخ ري »، توبياس غريم، من التراخي، قائلا « لقد كان من حسن الحظ أن أوربا تجنبت كوارث مناخية كبيرة في النصف الأول من العام ».
وكان أحد الاستثناءات هو الانهيار الأرضي الذي وقع، في ماي الماضي، في كانتون فالي السويسري، حيث طمر انهيار جليدي من الصخور والجليد قرية (بلاتن) ودمر 130 منزلا، متسببا في أضرار تقدر بنحو 500 مليون دولار.
وذكرت « ميونخ ري » أن ذوبان الجليد الدائم في جبال الألب بسبب تغير المناخ، يزيد من المخاطر الجيولوجية في المناطق الجبلية.
ومن بين إجمالي الأضرار البالغة 131 مليار دولار، بلغت قيمة الأموال التي شملها التأمين 80 مليار دولار، وكلاهما أعلى بكثير من المتوسط المسجل في العقود الأخيرة، والذي قدرته الشركة، بعد احتساب متغيرات التضخم، بنحو 79 مليار دولار. وكان الاستثناء هنا هو عام 2011، الذي شهد زلزال وتسونامي اليابان بخسائر إجمالية أعلى مقارنة بمتوسط النصف الأول من العقود الثلاثة الماضية.
(وكالات)
كلمات دلالية الزلازل العالم الفيضانات تحليل حرائق الغابات خسائر