اليوم 24:
2025-07-27@23:52:30 GMT

ذكرى تقديم وثيقة الاستقلال

تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT

يخلد الشعب المغربي يوم 11 يناير من كل سنة ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال التي تعتبر مرجعا سياسيا وتاريخيا لإحدى المحطات البارزة في تاريخ الكفاح الوطني المغربي ضد المستعمر الفرنسي من أجل الحرية والاستقلال وتذكرنا هنا المقولة الشهيرة لزعيم النضال الدولي نلسون منديلا « الحرية لا توهب، بل تنتزع بالنضال والتضحيات »
وقد شكلت هذه الوثيقة منعطفا تاريخيا في مسار الكفاح الوطني المغربي بعد توقف المقاومة المسلحة التي قادها زعماء مثل محمد بن عبد الكريم الخطابي وموحى أوحمو الزياني وغيرهما.

حيث بدأت مرحلة الكفاح السياسي خلال ثلاثينيات القرن الماضي بزعامة قادة الحركة الوطنية وعلى رأسهم الزعيم الراحل علال الفاسي والأستاذ محمد بن الحسن الوزاني. انتهى الأمر بذلك إلى ميلاد وتأسيس حزب الاستقلال سنة 1944 الذي حمل المشعل ومن تم دعا إلى المبادرة الكبرى التي كانت بمثابة مغامرة في ظل الأوضاع الصعبة التي عاشها المغرب حيث القبضة الحديدية للاستعمار الفرنسي والاسباني والاستغلال لثروات البلاد ومحاولة طمس الهوية الوطنية.
إن ما يجعل وثيقة المطالبة بالاستقلال وثيقة التاريخ والحاضر والمستقبل بل وثيقة الذاكرة الوطنية المغربية الخالدة هو جوهرها ومحتواها القوي والمعبر عن إرادة وطموح المغاربة في التحرر من التبعية الاستعمارية والتمتع بالاستقلال وبالسيادة الوطنية الكاملة.
وقد تضمنت الوثيقة الذهبية الخالدة:
‒ إنهاء نظام الحماية المفروض على المغرب.
‒ الاعتراف بسيادة المغرب الكاملة تحت قيادة الملك محمد الخامس.
‒ إقامة نظام ديمقراطي يحترم حقوق المواطنين والمواطنات.
وتأتي وثيقة المطالبة بالاستقلال في ظل الحراك الوطني الذي قاده حزب الاستقلال ونخبة من الوطنيين وكانت بمثابة نداء وطني ودولي من أجل الحرية والاستقلال الكامل للمغرب ووضع حد لنظام الحماية. وقد خلدت مقولة الزعيم الراحل علال الفاسي التي قال فيها « الاستقلال حق طبيعي لكل أمة تناضل من أجل حريتها وكرامتها ». هذه المبادرة التي استنفرت قوات الاحتلال فقامت بنفي العديد من الزعماء الوطنيين وبالكثير من الاعتقالات في حق الوطنيين.
يمكن القول أن هذا الحدث التاريخي كان بمثابة نقطة فاصلة بين مرحلتين كبيرتين من تاريخ المغرب خلال القرن العشرين. حيث كان حدث تقديم الوثيقة بمثابة بداية العد العكسي لإنهاء الاستعمار بالمغرب الذي لم يعمر بعده طويلا. إذ أنه بعد اثنى عشر سنة أي سنة 1956 كان المغرب على موعد مع الاستقلال الذي يعتبر تتويجا مستحقا لنضال وكفاح المغاربة قاطبة تحت قيادة المغفور له جلالة الملك محمد الخامس الذي قال « لست سعيدا لأنني استرجعت العرش وإنما لكوني حملت لواء الحرية والاستقلال وحققت كرامة شعبي » وقد كان رفيقه في النضال آنذاك المغفور له ولي العهد جلالة الملك الحسن الثاني.
إن الاحتفال بذكرى تقديم وثيقة الاستقلال مناسبة للرجوع بالذاكرة المغربية إلى محطة كبيرة في تاريخه السياسي المعاصر، من أجل الحفاظ على الهوية المغربية التي كانت بمثابة المنارة التي عملت على تقوية الروح الوطنية لدى المغاربة من أجل تعزيز الكفاح ضد الاستعمار. وكانت الدافع الرئيسي لتوطيد وتقوية العلاقة بين الملك والشعب في مواجهة الاستعمار وإرغامه على التفاوض والانسحاب.
إن هذه الذكرى بمثابة استحضار لقيم الوطنية والتضحية لدى المغاربة. ودرس في الوطنية لكل الأجيال المتعاقبة من أجل فهم ومعرفة التاريخ المجيد للمغرب والمغاربة. والتي تعتبر عبرة يجب اقتباسها من أجل السير على منوال الآباء والأجداد في وطنيتهم وتضحياتهم وغيرتهم على الوطن. ومن أجل مواصلة المسير في الشطر المتعلق بالهدف الثاني من الوثيقة الذي يدعو إلى الديمقراطية من خلال بناء دولة الحق والقانون ودولة المؤسسات.
إن هذه الملحمة الوطنية، وعرفانا لوطنية وتضحيات المغاربة، تلزم كل المغاربة بمواصلة البناء، بناء مغرب اليوم ومغرب الغد، مغرب الأمجاد والسمو والازدهار في ظل عهد جلالة الملك محمد السادس حفاظا على المكتسبات السياسية والاقتصادية وحفاظا على المنجزات الدبلوماسية والدولية فالموقع الجيواستراتيجي للمغرب يؤهله أن تكون له كلمته على المستوى القاري والإقليمي والدولي.

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: من أجل

إقرأ أيضاً:

"البيجيدي" يعلن تضامنه مع البقالي ويطالب المغرب بالتدخل "الفوري" لإطلاق سراحه

أعلنت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، في بلاغ صحفي نشرته اليوم، الأحد، تضامنها « الكامل » مع الإعلامي والمواطن المغربي محمد البقالي، الذي اعتقله جيش الاحتلال الإسرائيلي ليلة أمس، السبت، إلى جانب نشطاء سلميين من جنسيات ودول مختلفة، كانوا على متن السفينة « حنظلة » المتوجهة إلى قطاع غزة، مطالبة السلطات المغربية « بالتدخل الفوري لإطلاق سراحه ».

واستنكرت أمانة حزب « المصباح »، في البلاغ الذي حمل توقيع ادريس الأزمي، النائب الأول للأمين العام،  « قرصنة السفينة الإنسانية والسلمية من طرف قرصان البحر الصهاينة في المياه الدولية »، معتبرة ذلك « مخالفة صريحة لكل القوانين الدولية ذات الصلة، وتحديا صارخا للنظام العالمي ».

وتأسف الحزب من أن العملية « لاقت كسابقاتها صمتا مطبقا للمجتمع الدولي »، مشددا على أن ذلك « ما يشجع الكيان الصهيوني على مواصلة تصرفاته ووحشيته غير مبال بالقوانين والمواثيق والمؤسسات الدولية »، مما يهدد ويقوض السلم والأمن الدوليين.

وكان أسطول الحرية قد أعلن، مساء أمس السبت، أن الجيش الإسرائيلي قام باقتحام السفينة « حنظلة » التابعة له، التي يوجد على متنها 19 ناشطا دوليا من جنسيات متعددة، إلى جانب البقالي ومصور صحفي أمريكي، وذلك بينما كانت تبحر في المياه الدولية في طريقها نحو غزة.

وعقب ذلك نشر مصطفى البقالي تدوينة في صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، قال فيها إن شقيقه، محمد البقالي، الصحافي المغربي، ومراسل قناة الجزيرة « كان ضمن من اختطفتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي، في عملية قرصنة غير قانونية بالمياه الدولية، بينما كان يؤدي واجبه المهني والإنساني في تغطية رحلة سفينة حنظلة ».

كما انتشر مقطع فيديو آخر، قام محمد البقالي بتصويره قبل انطلاق السفينة وأوصى بنشره في حالة اعتراضها، يطالب فيه المغرب والمنظمات الحقوقية والإنسانية للتدخل لدى الاحتلال للإفراج عنه وعن النشطاء المتواجدين معه.

كلمات دلالية إسرائيل ابن كيران العدالة والتنمية حنظلة غزة محمد البقالي

مقالات مشابهة

  • مثقفون ونشطاء مغاربة يدعون لوقف الإبادة ومراجعة التطبيع
  • محمد أبو العينين: الشعب لديه وعي بكل المخططات التي تدار ضد الدولة
  • "البيجيدي" يعلن تضامنه مع البقالي ويطالب المغرب بالتدخل "الفوري" لإطلاق سراحه
  • ذكرى وفاة يوسف شاهين‎.. ‎‏ المخرج المتمرد الذي ألهم أجيالا ‏من السينمائيين والنقاد
  • ذكرى ميلاد أسامة أنور عكاشة.. فيلسوف الدراما الذي غيّر ‏وجه الشاشة المصرية
  • عاجل | الوكالة الوطنية للأمن في هولندا: إدراج إسرائيل لأول مرة على قائمة الدول التي تشكل تهديدا للبلاد
  • القيادة تهنئ رئيسي المالديف وليبيريا بـ”ذكرى يوم الاستقلال”
  • القيادة تهنئ رئيس جمهورية المالديف بذكرى يوم الاستقلال لبلاده
  • المغرب الذي سيحتضن “كان” 2025 ومونديال 2030 يحتل المرتبة 96 عالميا في سرعة الانترت الثابت
  • علي بوعبيد ينتقد صمت ممثل الجالية اليهودية إزاء مأساة غزة ويصفه بـ "الصمت المتواطئ"