"دفعت زكاة مالي لشخص ثم اكتشفت أنه غني".. عالم أزهري يُجيب
تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT
قال الدكتور عطية لاشين أستاذ الفقة المقارن بجامعة الأزهر على سؤالًا حول حكم الزكاة إذا دُفعت لشخص يظنه المزكي فقيرًا، ثم تبيّن لاحقًا أنه غني، أجاب لاشين موضحًا الآراء الفقهية المختلفة حول هذا الأمر، مستشهدًا بالقرآن الكريم والسنة النبوية.
الزكاة.. عبادة مالية واجبة
أشار لاشين إلى أن الزكاة هي أحد أركان الإسلام وأحد مظاهر التكافل الاجتماعي التي تمنع تكدس الثروات وتُحقق العدالة بين المسلمين.
أوضح لاشين أن الفقهاء انقسموا إلى رأيين بشأن احتساب الزكاة المدفوعة لشخص ظنه المزكي فقيرًا ثم تبين غناه:
1. الرأي الأول (الراجح): يرى أن الزكاة تُحسب صحيحة ولا يجب على المزكي إعادة إخراجها، هذا هو رأي أبي عبيد وأبي حنيفة، ورواية راجحة عند الحنابلة.
الأدلة على هذا الرأي:
قول الله تعالى: "يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم".
حديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما أعطى رجلين قويين قادرين على الكسب من الزكاة وقال: "إن شئتما أعطيتكما منها، ولا حظ فيها لغني ولا لقوي مكتسب".
قصة الرجل الذي تصدق على غني، وقال له النبي: "أما صدقتك فقد قبلت".
2. الرأي الثاني: يرى أنه يجب إعادة إخراج الزكاة لفقراء حقيقيين، ولكن هذا الرأي أقل ترجيحًا.
نصيحة للمزكين
اختتم لاشين إجابته بدعوة المزكين إلى التدقيق والتحري عند إعطاء الزكاة، حتى تصل لمستحقيها الحقيقيين، ولا تضيع حقوق الفقراء بسبب جشع بعض الناس.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الزكاة لاشين الفقهاء
إقرأ أيضاً:
هل يجوز تعليق الدعاء على المشيئة؟.. الأزهر يحذر من خطأ نهى عنه النبي
أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر الشريف، أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى المسلم عن تعليق الدعاء على المشيئة، مستشهدًا بحديثه الشريف: «إذا دعا أحدكم فليعزم المسألة ولا يقولن اللهم إن شئت فاعطني فإنه لا مستكره له»، وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، ليعزم المسألة فإنه لا مستكره له».
هل يجوز تعليق الدعاء على المشيئة؟وأوضح رئيس جامعة الأزهر، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الجمعة، أن تعليق الدعاء على المشيئة أمر مرفوض وكَرِهَه العلماء، لأن يقين المؤمن الثابت أن الله سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء، ويعطي من يشاء، ويمنع من يشاء، ويغني ويعز ويذل بمشيئته المطلقة، فلا أحد يكره الله على شيء.
حكم تعليق الدعاء على المشيئةوبيّن رئيس جامعة الأزهر أن المسلم إذا دعا الله فعليه أن يجزم في الدعاء، فلا يقول: "اللهم ارزقني إن شئت" أو "اللهم استرني إن شئت"، لأن هذا التعليق يُشعر ـ في ظاهره ـ كأن الداعي مستغنٍ عن مطلوبه أو مستغنٍ عمن يطلب منه، وهذا من العبث الذي لا وجه له، ولذلك نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم.
وتوقف العلماء ـ كما أوضح الدكتور سلامة داود ـ أمام حديث نبوي شريف ورد في مسند الإمام أحمد، يظهر في ظاهره أنه يعارض هذا الأصل، وهو دعاء النبي صلى الله عليه وسلم عند ذكره خروج ثلاثة من أهل الجنة، قال في الثالث منهم: «اللهم إن شئت جعلته عليًا، اللهم إن شئت جعلته عليًا، اللهم إن شئت جعلته عليًا»، فكان الخارج هو سيدنا علي رضي الله عنه، وهذا التعليق على المشيئة استدعى بحث العلماء، لأنه يبدو مخالفًا لحديث عزم المسألة.
هل تجوز الزكاة لقريبتي إذا كان زوجها لا يوفر احتياجات البيت؟.. الإفتاء توضح الفئات المستحقة
حكم شراء سلعة لشخص ثم بيعها له بسعر أعلى.. أمين الإفتاء: لا يجوز شرعا في حالة واحدة
ما مقدار الزكاة على شهادة البنك بقيمة 300 ألف جنيه؟.. أمين الإفتاء يجيب
حكم مشاركة المرأة الحائض في الغسل ودفن والدتها.. الإفتاء تجيب
وفسّر العلماء ذلك بأن التعليق على المشيئة الذي نُهي عنه سببه أنه قد يُفهَم على أنه استغناء عن المطلوب أو عن فضل الله، وهذا الظن لا يرد مطلقًا على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي هو في أعلى مراتب العبودية والخضوع لله، ولا يُتَصوَّر في حقه أدنى استغناء، ولذلك كان ذلك من خصوصياته النبوية التي لا تُقاس عليها الأمة.
وأكد رئيس جامعة الأزهر أن تعليق الدعاء على المشيئة جائز للنبي صلى الله عليه وسلم لارتفاع مقامه، لكنه غير جائز لغيره من المؤمنين، لأن غيره قد يقع في مظنة الاستغناء التي من أجلها نُهي الناس عن هذا الأسلوب.
وأوضح رئيس جامعة الأزهر أن مقاصد الشريعة في هذا الباب تهدف إلى ترسيخ اليقين الكامل بالله والإلحاح في الدعاء دون تردد أو تعليق.