بوابة الوفد:
2025-06-07@01:22:01 GMT

سجل ذكرياتنا عبر العدسة

تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT

فى زيارتى الحالية إلى كندا، أتجول فى الحدائق مع أفراد أسرتى ونتوقف من حين لآخر لنلتقط بكاميرا الموبايل صورا عالية الجودة.

ألفيتنى أسترجع الذكريات التى كانت فيها صورنا بالأبيض والأسود، صورًا تلتقط لحظات الحياة فى زواياها الخافتة، مشوشة أحيانًا، ومتوسطة الجودة فى معظمها. كانت تلك الصور توثّق المناسبات الخاصة، والرحلات المدرسية، والأعياد، وحفلات الزفاف، فتجسّد الحياة بتدرجاتها الرمادية، رغم بساطتها.

ومع ذلك، كانت تحمل فى طياتها قوة هائلة، قوة فى توثيق المشاعر والذكريات التى لا تُنسى، وتُعتبر كنوزًا ثمينة تحفظ بعناية فى ألبومات نفتحها بحذر، وكأنها سجلات تاريخية تُستعرض بكل إجلال ووقار.

ثم جاء التصوير الفورى ليغيّر المشهد تمامًا. مع ظهور كاميرات «بولارويد» التى بدت ثورية فى ذلك الوقت، أصبحت اللحظات تُلتقط وتُعرض فورًا. لم نعد ننتظر أيامًا لرؤية صورنا، بل كانت تظهر أمامنا فى الحال، نابضة بالحياة وبالألوان، قادرة على التقاط اللحظة وقت حدوثها.

ومع مرور الزمن، تطوّر التصوير ليصبح تجربة رقمية بالكامل. لم تعد الصور تُحفظ فى الألبومات التقليدية بل أصبحت تُلتقط وتُشارك فورًا عبر الهواتف الذكية. ولعل أكثر ما أدهشنى هو ظهور الذكاء الاصطناعى فى التصوير، الذى لم يعد يقتصر على تعديل الصور، بل أصبح قادرًا على خلق صور جديدة بالكامل من الصفر—كأنما أصبح الواحد منّا علاء الدين يأمر جنى الذكاء الاصطناعى أن يبتكر عوالم جديدة، وهو أمر لم يكن ليُتصور فى طفولتى. لقد غيّرت الفلاتر الرقمية وبرامج التعرّف على الوجوه والخوارزميات من الطريقة التى نرى بها العالم.

اليوم، أحمل كاميرا فى جيبى طوال الوقت، لكنها أكثر من مجرد أداة لالتقاط الصور. أصبحت امتدادًا لحياتى الاجتماعية، وفنى، وذكرياتى. لا يزال نفس الشعور بالتعجيل اللحظى الذى بدأ مع صور بولارويد يعيش فى عالم التصوير الرقمى، مع القوة التى تضاعفها وسائل التواصل الاجتماعى. اليوم، نحن جميعًا مصورون، سواء استخدمنا كاميرات متطورة أو تطبيقات بسيطة لالتقاط اللحظات. ومع ذلك، لا يزال التقاط الصورة ينتهى بنفس النتيجة: إنه يتيح لنا إيقاف الزمن، واحتجاز لحظة من حياتنا، وتجميدها فى ثلاجة العالم الرقمى كى نراها فى المستقبل.

بينما أتأمل صور طفولتى بالأبيض والأسود، أدرك حجم التغيير الذى طرأ على أساليب التصوير. من صور نُلتقط بعناية إلى الصور الفورية، ثم إلى الصور الرقمية التى يولّدها الذكاء الاصطناعى، تواصلت رحلة تطور الطريقة التى نلتقط بها العالم من حولنا. التصوير إذًا ليس مجرد أداة أو تقنية لتوثيق اللحظات، بل هو رحلة دائمة فى عمق الذاكرة،؛ مرآة نرى فيها ملامح تطوّرنا وتغيّرنا، وسيلة لاختزان الماضى والتفاعل معه، لتظل تلك اللحظات حيّة فى أذهاننا، تذكّرنا بمن كنّا وكيف أصبحنا.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: كندا لحظات الحياة الذكريات

إقرأ أيضاً:

لقطات نادرة من مكة: لحظات استقبال المحمل وكسوة الكعبة

خاص 

استعرضت مجموعة من الصور النادرة مشاهد تاريخية من مكة المكرمة تعود للقرن الماضي، توثق لحظات مهيبة من استقبال المحمل وكسوة الكعبة المشرفة.

وتُظهر إحدى الصور المحمل وهو يعبر أزقة مكة على سكة حديد الحجاز محملاً بالهدايا والكسوة، بينما تجمع الأهالي لاستقباله في أجواء روحانية.

كما استعرضت صورة أخرى لحظة استقبال الكسوة الجديدة القادمة من مصر وسط حضور رسمي وشعبي لافت، فيما توثق صورة ثالثة منظرًا بانوراميًا للحرم المكي والمباني التاريخية التي كانت تحيط به قبل التوسعات الحديثة.

مقالات مشابهة

  • شاهد| هيونداي فينيو VENUE موديل 2025
  • تفاصيل اللحظات الأخيرة لأستاذ جامعي سعودي قتله عامل توصيل مصري
  • «أول ليالي العيد».. فيلم فاصل من اللحظات اللذيذة يعود لتصدر التريند
  • إنعاش القرى اقتصاديا
  • الصور الأولى من حفل زفاف المطرب محمد شاهين والمنتجة رشا الظنحاني
  • وفد الأقباط الإنجيلين يقدم التهنئة لمحافظ أسوان بمناسبة عيد الأضحى المبارك
  • الصور الأولى لـ يسرا من فيلم "الست لما"
  • نجت من الموت مرتين.. اللحظات الأخيرة في حياة الراحلة سميحة أيوب
  • جامعة حلوان تفتح باب التقدم لمسابقة DAAD
  • لقطات نادرة من مكة: لحظات استقبال المحمل وكسوة الكعبة