عندما يصلّي الكاثوليّك إلى مريم العذراء والقديسين، الَّذين في السّماء، متشفّعين بهم، فأنّهم بذلك لا يتخطّوا المسيح، كما لا يُنكرون كونه الشَّفيع والوسيط الوحيد بين الله والنَّاس. إنَّ الكنيسة وهي الجسد السّرّيّ ليسوع المسيح الواحد تؤمن بمبدأ الشّراكة فيما بين أعضائها، يقول القديس بولس الرّسول في الجسد الواحد: “إذا تألم القديس عضو تألّمت معه سائر الأعضاء”.

هذه الشراكة تمتد أيضًا  فيما هو قداسة، فبمقدار ما يتقدس العضو يضفي قداسة بدوره على سائر الأعضاء. فالتّشفّع بسائر القديسين وعلى رأسهم العذراء مريم يأتي في سياق علاقتهم الحميميّة بشخص يسوع المسيح، وهو بذاته يهبهم هذه النّعمة؛ إنّها أضواء في طريق الإنسان ليبلغ إلى كمال الإنسان في يسوع المسيح بوصفه المثال الحقيقيّ للإنسان الذي يجب فينا أن يكون.

يشهد القديس يعقوب عن هذه الشَّفاعة، فيقول:”طلبة البار تقتدر كثيرًا في فعلها ” (يع 5: 16). فكم بالحريّ تكون صلاة العذراء مريم الكلّيّة القداسة، والمنزهة عن أيّ خطيئة! ألاَّ تتشفّع فينا عند الرّبّ يسوع بحكم أنها والدة الله؟ ألم تتشفّع قبلًا في عرس قانا الجليل، أولى معجزات ابنها، فتحوّل الموقف من الحرج إلى ملء الفرح، حيث تحوّل الماء إلى خمر؟ إننا بهذا المعنى نأتي إلي الرّبّ يسوع من خلال أمه، كما أتى هو أوّلًا إلينا من خلالها. (يو 2:2-11).

كما يطلب القديس بولس من المؤمنين رفقائه أن يشفعوا له بصلاتهم من أجله: ” أخيرًا أيها الإخوة صلوا لأجلنا لكي تجري كلمة الرب وتتمجد “(2 تس/ 1-3). وأيضًا في رسالته إلى أهل رومية: ” فأطلب إليكم أيها الإخوة بربنا يسوع المسيح وبمحبة الروح أن تجاهدوا معي في الصلوات من أجلي إلى الله ” ( رو 15: 30).

إنّ سفر الرؤيا، يوضّح لنا أيضًا كيف أن القديسين في السّماء يشفعون لنا أمام عرش المسيح الحمل، وهم حاملون مجامر البَخور بأيديهم، إنه لمن الواضح جدًا في التّقليد المسيحيّ للآباء الأوائل سعيهم بشغف لطلب شفاعتهم. كتب القديس يوحنّا الذّهبيّ الفم في القرن الرّابع كثيرًا عن إستجابة الله للشهداء والقديسين. فما بالنا باستجابته لوالدة الإله العذراء مريم. إنّ شفاعة القديسين وعلى رأسهم والدة الله، الكلّيّة القداسة أمرٌ خصّه الآباء على مرّ العصور، الأمر الذي يعكس مدى فهمه للوحي فيما يخصّ الشّفاعة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أقباط

إقرأ أيضاً:

الأنبا صموئيل يترأس القداس الإلهي بدير الشهيد أبي سيفين الأثرى

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

صلي الأنبا صموئيل أسقف إيبارشية طموه للأقباط الأرثوذكس، القداس الالهي، اليوم الأحد ، بدير الشهيد أبي سيفين الأثرى، وشاركه الصلاة عدد من كهنة الإيبارشية .

واحتفلت إيبارشية طموه، مساء أمس، بعيد شفيعها الشهيد أبي سيفين بديره الأثرى بطموه، وذلك بمناسبة تذكار نقل رفات الشهيد أبي سفين إلى كنيسته بمصر القديمة، الذي تحتفل به الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم.

بدأت الاحتفالات بصلاة العشية، بحضور الأنبا صموئيل أسقف الإيبارشية، تلاها تطييب رفات الشهيد، شاركه الصلاة عدد من الآباء كهنة الإيبارشية، وأعداد كبيرة من شعب الإيبارشية.

يذكر أن دير أبي سيفين بطموه أنشئ في القرن الخامس الميلادي حيث نمت الرهبنة به على يد القديس ببنوده.

 

 

 

 

 

مقالات مشابهة

  • الأنبا صموئيل يترأس القداس الإلهي بدير الشهيد أبي سيفين الأثرى
  • أبرز الانشطة الرعوية بكنيسة السيدة العذراء مريم والبابا كيرلس
  • عودة: على حكماء هذا البلد أن يتفقوا على مبادىء واضحة وتفاسير موضوعية لكل ما يختلف عليه اللبنانيون
  • تحت رعاية وحضور الأنبا عمانوئيل مؤتمر إيمان ونور الإيبارشي
  • ظهرتا معها في فيديو «العيدية».. تعرف على ابنتي حنان ترك
  • حلقة خاصة لـ«مانشيت» من غار حراء حول معجزة نزول الوحي
  • مطران اللاتين يحتفل مع الفرنسيسكان بعيد القديس أنطوني بالإسكندرية
  • بطريرك الأقباط الكاثوليك يترأس قداس المناولة بكنيسة قلب يسوع
  • بطريرك الأقباط الكاثوليك يترأس قداس المناولة الاحتفالية بكنيسة قلب يسوع
  • 27 ألف جنيه إيرادات فيلم فاصل من اللحظات اللذيذة في يوم واحد