لماذا يتشفع الكاثوليك بالعذراء والقديسين بينما الوحي الإلهي يعلمهم أن الشفيع والوسيط واحد هو المسيح؟
تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT
عندما يصلّي الكاثوليّك إلى مريم العذراء والقديسين، الَّذين في السّماء، متشفّعين بهم، فأنّهم بذلك لا يتخطّوا المسيح، كما لا يُنكرون كونه الشَّفيع والوسيط الوحيد بين الله والنَّاس. إنَّ الكنيسة وهي الجسد السّرّيّ ليسوع المسيح الواحد تؤمن بمبدأ الشّراكة فيما بين أعضائها، يقول القديس بولس الرّسول في الجسد الواحد: “إذا تألم القديس عضو تألّمت معه سائر الأعضاء”.
يشهد القديس يعقوب عن هذه الشَّفاعة، فيقول:”طلبة البار تقتدر كثيرًا في فعلها ” (يع 5: 16). فكم بالحريّ تكون صلاة العذراء مريم الكلّيّة القداسة، والمنزهة عن أيّ خطيئة! ألاَّ تتشفّع فينا عند الرّبّ يسوع بحكم أنها والدة الله؟ ألم تتشفّع قبلًا في عرس قانا الجليل، أولى معجزات ابنها، فتحوّل الموقف من الحرج إلى ملء الفرح، حيث تحوّل الماء إلى خمر؟ إننا بهذا المعنى نأتي إلي الرّبّ يسوع من خلال أمه، كما أتى هو أوّلًا إلينا من خلالها. (يو 2:2-11).
كما يطلب القديس بولس من المؤمنين رفقائه أن يشفعوا له بصلاتهم من أجله: ” أخيرًا أيها الإخوة صلوا لأجلنا لكي تجري كلمة الرب وتتمجد “(2 تس/ 1-3). وأيضًا في رسالته إلى أهل رومية: ” فأطلب إليكم أيها الإخوة بربنا يسوع المسيح وبمحبة الروح أن تجاهدوا معي في الصلوات من أجلي إلى الله ” ( رو 15: 30).
إنّ سفر الرؤيا، يوضّح لنا أيضًا كيف أن القديسين في السّماء يشفعون لنا أمام عرش المسيح الحمل، وهم حاملون مجامر البَخور بأيديهم، إنه لمن الواضح جدًا في التّقليد المسيحيّ للآباء الأوائل سعيهم بشغف لطلب شفاعتهم. كتب القديس يوحنّا الذّهبيّ الفم في القرن الرّابع كثيرًا عن إستجابة الله للشهداء والقديسين. فما بالنا باستجابته لوالدة الإله العذراء مريم. إنّ شفاعة القديسين وعلى رأسهم والدة الله، الكلّيّة القداسة أمرٌ خصّه الآباء على مرّ العصور، الأمر الذي يعكس مدى فهمه للوحي فيما يخصّ الشّفاعة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أقباط
إقرأ أيضاً:
لماذا نحتفل بـ عاشوراء؟.. وحكم عدم صومه
لماذا نحتفل بعاشوراء؟ يحتفل المسلمون في جميع أنحاء العالم، في العاشر من محرم كل عام بـ «يوم عاشوراء»، والذي يوافق هذا العام يوم السبت 5 يوليو الجاري، باعتباره اليوم الذي نجا الله فيه موسى عليه السلام وجماعته، وأغرق فرعون وقومه الظالمين.
وكانت دار الإفتاء قالت إن صيام عاشوراء يكفر ذنوب السنة التي قبله، كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم، مؤكدة أنه يستحب صيام تاسوعاء، اليوم التاسع من شهر المحرم.
وأضافت في فتوى لها، أنه يستحب صيام تاسوعاء وعاشوراء وكذلك الحادي عشر من شهر المحرم، وذلك لما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا كان العام المقبل -إن شاء الله -صمنا اليوم التاسع"، وقوله: "خالفوا اليهود صوموا يومًا قبله ويومًا بعده".
وأوضحت الفتوى أن تكفير الذنوب بصيام عاشوراء المراد به الذنوب الصغائر، وهى ذنوب سنة ماضية أو آتية إن وقعت من الصائم، فإن لم تكن صغائر خفف من الكبائر، فإن لم تكن كبائر رفعت الدرجات، أما الكبائر فلا تكفرها إلا التوبة النصوح، وقيل يكفرها الحج المبرور، لعموم الحديث المتفق عليه "من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه".
وذكرت أنه روي في الصحيحين عن ابن عباس - رضي الله عنهما – أنه سئل عن صوم يوم عاشوراء فقال: "ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - صام يومًا يتحرى فضله على الأيام إلا هذا اليوم – يعني: يوم عاشوراء- وهذا الشهر، يعني: رمضان".
وأكدت فتوى دار الإفتاء أن يوم عاشوراء له فضيلة عظيمة، وحرمة قديمة، وصومه لفضله كان معروفًا بين الأنبياء عليهم السلام، وقد صامه نوح وموسى - عليهما السلام، وروى إبراهيم الهجري عن أبي عياض عن أبي هريرة - رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «يوم عاشوراء كانت تصومه الأنبياء، فصوموه أنتم».
وذكرت الإفتاء، أن تقديم صيام يوم تاسوعاء على عاشوراء له حِكَمٌ ذكرها العلماء؛ منها أن المراد منه مخالفة اليهود في اقتصارهم على العاشر، الاحتياط في صوم العاشر خشية نقص الهلال ووقوع غلط، فيكون التاسع في العدد هو العاشر في نفس الأمر.
لماذا نحتفل بعاشوراءقال الشيخ أحمد ممدوح، أمين عام الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن يوم عاشوراء يوم من أيام الله وورد الاحتفال به على شكل مخصوص وكذلك صومه، وكان محل اهتمام من المسلمين وغيرهم.
وأضاف ممدوح خلال فيديو منشور عبر موقع الفيديوهات “يوتيوب”، أن البعض يعترضون على الاحتفال بيوم عاشوراء لأنه اليوم الذى قتل فيه سيدنا الحسين عليه السلام، لافتا إلى أن هذا الكلام ليس صحيحا. فبالرغم من صحة الواقعة وقتل الحسين فى هذا اليوم، ولكن الشرع لم يطلب منا أن نقيم المآتم فى ذكرى وفاة أولياء الله الصالحين والمرسلين والأنبياء.
وأشار إلى أننا نحتفل بالمعانى الدينية فى يوم عاشوراء وليس بموت سيدنا الحسين، كما أننا نحتفل بمولد النبى، حيث إنه كان نعمة كبرى للعالم، وقدومه إلى هذه الدنيا، كما أن النبى مات يوم أن ولد، فالاحتفال ليس بوفاته ولكن بقدومه إلى الدنيا.