كشفت صحيفة «وول ستريت» الأمريكية عن أنّ حماس أصبح لديها سنوار آخر يقود المعارك ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، وهو شقيق «السنوار» الأصغر محمد، الذي يعمل على إعادة بناء الفصائل الفلسطينية من جديد.

وكانت إسرائيل اغتالت رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وزعيمها يحيى السنوار العام الماضي بعد قتال ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في حي تل السلطان جنوبي قطاع غزة، بينما تشن إسرائيل حربًا طاحنة ضد الفلسطينيين في قطاع غزة وتفرض حصارًا قاسيًا منذ نحو 15 شهرًا.

ظهور جيل جديد من عناصر الفصائل الفلسطينية

وتابعت «وول ستريت» أنّ الهجمات الإسرائيلية والإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل، أدت إلى ظهور جيل جديد من الفلسطينيين الذين انضموا موخرًا إلى الفصائل الفلسطينية، كما استطاعوا من خلال الذخائر غير المنفجرة التي يمكن إعادة تصنيعها في قنابل، وهي طريقة حماس لمواصلة القتال ضد الاحتلال الإسرائيلي.

ووكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن الأسبوع الماضي مقتل 10 جنود في منطقة بيت حانون شمالي غزة، كما أطلقت الفصائل الفلسطينية حوالي 20 صاروخًا على إسرائيل في الأسبوعين الماضيين.

حماس تستعيد قوتها

استعادة حماس قوتها من جديد سيشكل تحديًا للاحتلال الإسرائيلي فبعد الاستمرار في القتال ضدهم لـ15 شهرًا، تعود الفصائل مرة أخرى، وتجبر إسرائيل إلى العودة للمناطق التي «سوتها بالأرض».

وقال عميد متقاعد في جيش الاحتلال الإسرائيلي، إنّ تل أبيب في وضع حيث وتيرة إعادة بناء حماس نفسها أعلى من وتيرة القضاء عليها من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.. فمحمد السنوار يدير كل شيء، نقلًا عن «وول ستريت».

من هو محمد السنوار؟

وأكملت الصحيفة الأمريكية، أنّ محمد السنوار يبلغ من العمر 50 عامًا، وكان لفترة طويلة قريبًا من شقيقه الأكبر، الذي كان أكبر منه بـ10 سنوات، ومثله كمثل يحيى السنوار، انضم إلى حماس في سن مبكرة، وكان قريبًا من رئيس الجناح المسلح للحركة، محمد ضيف.

وقال مسؤول إسرائيلي كبير من القيادة الجنوبية التي تدير المعركة في غزة: «نحن نعمل بجد للعثور عليه».

وأكد جيش الاحتلال الإسرائيلي أنّ حماس جندت مئات عديدة من الناس في الأشهر القليلة الماضية وأنّ إعادة بناء قوتها كان يحدث في جميع أنحاء غزة، مع التركيز على الشمال، وهي الحدود مع مستوطنات غلاف غزة الإسرائيلية.

ولفتت الصحيفة إلى أنّ عناصر الفصائل الفلسطينية الجدد، رغم قلة خبرتهم، يشنون هجمات خاطفة في خلايا صغيرة مكونة من بضعة أشخاص فقط، وهم يستخدمون البنادق والأسلحة المضادة للدبابات التي تتطلب القليل من التدريب العسكري.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حماس الفصائل الفلسطينية إسرائيل جيش الاحتلال الإسرائيلي محمد السنوار جیش الاحتلال الإسرائیلی الفصائل الفلسطینیة

إقرأ أيضاً:

ماذا وراء تهديد إسرائيل بـضغط عسكري حقيقي في غزة؟

رغم مرور 22 شهرا على الحرب، فإن إسرائيل صعّدت على المستويين السياسي والعسكري من نبرة تهديدها لقطاع غزة، بعد تمسك المقاومة بمطالبها لإبرام صفقة تفضي إلى وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

وفي وقت كثفت فيه المقاومة عملياتها وكمائنها المركبة على الأرض، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إيفي دفرين إن المؤسسة العسكرية ستقدم خططا للمستوى السياسي لاستمرار القتال في غزة.

ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصادر أن العملية العسكرية في غزة ستنتقل إلى مرحلة "أكثر تصعيدا إذا لم يحدث تقدم في المفاوضات".

كما نقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله إن الجيش سيعمل على إيجاد "تهديد عسكري حقيقي في مناطق معينة، أملا أن يدفع ذلك نحو التوصل إلى صفقة جزئية".

وأشارت الصحيفة إلى أنه من المحتمل أن التنسيق يجري حاليا وراء الكواليس بين إسرائيل والولايات المتحدة بهدف زيادة الضغط على حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

مأزق مزدوج

ويخفي هذا التوجه الجديد مأزقا سياسيا وعسكريا إسرائيليا في قطاع غزة يترجم بتعميق التجويع وزيادة وتيرة القتل، وفق الخبير في الشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى.

وحسب حديث مصطفى لبرنامج "مسار الأحداث"، فإنه لا يوجد في جعبة جيش الاحتلال من الناحية الإستراتيجية ما يمكن استخدامه لإجبار حركة حماس على القبول بالشروط الإسرائيلية في المفاوضات.

وشكلت عملية "عربات جدعون" -التي أطلقها جيش الاحتلال في مايو/أيار الماضي- أقصى تهديد عسكري حقيقي لحماس، إذ كانت ذروة عمليات جيش الاحتلال خلال الحرب، التي ينظر إليها المجتمع الإسرائيلي بأنها أصبحت عبثية.

واستبعد الباحث في الشؤون السياسية سعيد زياد نجاح إسرائيل في إخضاع المقاومة عبر أي تهديد عسكري جديد، مستدلا بالكمائن ضد جيش الاحتلال في بيت حانون شمالا ورفح جنوبا.

وحسب زياد، فإن استمرار سقوط القتلى والجرحى الإسرائيليين في رفح وبيت حانون "دلالة راسخة على استعصاء العمل العسكري في هزيمة قطاع غزة".

إعلان

وبناء على ذلك، فإن انتهاء العمليات العسكرية الإسرائيلية الكبرى قاب قوسين أو أدنى، في حين يبقى الهدف الإسرائيلي الأسمى تصفية القضية الفلسطينية عبر رفع شعار القضاء على المقاومة ونزع سلاحها وفرض حكم عسكري على القطاع ثم تهجير سكانه.

ضوء أخضر أميركي

لكن المقاومة بدأت قراءة المتغيرات الميدانية، بعدما بات جيش الاحتلال يميل للاندفاع أكثر بما يحقق له احتلالا مباشرا للأرض وفرض حصار مطبق، كما يقول الخبير العسكري أحمد الشريفي.

وتحاول إسرائيل فرض واقعين على المقاومة الأول: "تفاوض تحت النار"، والآخر: "تفاوض تحت الحصار" عبر عمليات استطلاع متقدم -حسب الشريفي- ضمن هدف لم يعد تكتيكيا، وإنما في إطار إستراتيجية إدارة الأزمة.

وبناء على هذا الوضع الميداني، بات واضحا ارتفاع وتيرة عمليات المقاومة إثر تغير في الأهداف تبناه جيش الاحتلال، الذي يريد السيطرة على محاور متعددة لإسكات قدرة حماس على المشاغلة والمواجهة.

لكن استهداف المقاومة وحدات الاستطلاع يعني أنها "لم تؤمّن قاعدة بيانات وبنك أهداف جديدا"، مرجحا إطاحة عمليات المقاومة بإستراتيجية إسرائيل القائمة على الاحتلال والحصار.

وأعرب الشريفي عن قناعته بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعطى الضوء الأخضر لإنعاش جيش الاحتلال -الذي يعاني ضعفا وانهيار معنويا- من قبل الولايات المتحدة لإدامة زخم المعركة حتى تحقيق الأهداف الإسرائيلية والأميركية في غزة.

في المقابل، رأى المحلل الإستراتيجي في الحزب الجمهوري الأميركي أدولفو فرانكو في الهجمات الفلسطينية على القوات الإسرائيلية أنها بمنزلة "تقوية لحكومة بنيامين نتنياهو"، إذ تظهر أن هناك حربا لم تنتهِ، وضرورة القضاء على حماس وطرد قياداتها إلى الخارج.

وحسب فرانكو، فإن حماس تريد تجميع عناصرها وترتيب صفوفها والعودة إلى الحرب، مرجحا في نهاية المطاف التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار مع ضمانات أمنية إسرائيلية.

وكان ترامب قال -في أحدث تصريحاته- إنه "لا يعلم ما الذي سيحدث في غزة"، مطالبا إسرائيل باتخاذ قرار بشأن الخطوات التالية، في حين قال نتنياهو -المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب إبادة جماعية في غزة- إنه سيواصل التفاوض ويتقدم في القتال من أجل القضاء على حماس وتحرير الأسرى.

مقالات مشابهة

  • ماذا وراء تهديد إسرائيل بـضغط عسكري حقيقي في غزة؟
  • قراءة في الواقع الإسرائيلي
  • كاتب إسرائيلي يحذّر: السنوار قد ينتصر من قبره ويجرنا إلى الهزيمة!
  • كاتب إسرائيلي: السنوار قد يهزم إسرائيل حتى من قبره ويجرنا للهزيمة
  • كيف تعاطت المقاومة الفلسطينية مع التهديدات الإسرائيلية الأميركية؟
  • نائب بولندي ينتقد موقف بلاده من جريمة الابادة التي ترتكبها “إسرائيل” في غزة
  • رد حركة الفصائل الفلسطينية “إيجابي”.. نتنياهو يطلب من وفد التفاوض في قطر العودة إلى إسرائيل للتشاور حول “قرارات مصيرية”
  • ويتكوف: سحبنا فريق التفاوض من الدوحة بعد رد حركة الفصائل الفلسطينية وندرس خيارات بديلة لإعادة الرهائن من غزة
  • «أشعر بالاشمئزاز».. نائبة أمريكية تنتقد منع الاحتلال الإسرائيلي وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة
  • أول تعليق من إدارة ترامب على اعتزام ماكرون الاعتراف بالدولة الفلسطينية