موندويس: البقاء على قيد الحياة بغزة علامة واضحة على المقاومة
تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT
سلّط مقال رأي بموقع موندويس الأميركي الضوء على معاناة الغزية حنان (27 عاما) مع موسم المطر، ومحاولتها حماية أطفالها الثلاثة من البرد في خيمتهم البالية، التي اضطروا إليها بعد أن دمر الجيش الإسرائيلي منزلهم.
وأكد الموقع أنه مع حلول موسم الشتاء، أصبح مجرد البقاء على قيد الحياة في غزة علامة واضحة على المقاومة، وتحديا عسيرا فيه مصاعب تفوق الخيال، إذ تحاول العائلات جمع الماء المنهمر في أوان قديمة لاستخدامه، وينام الأطفال مضطرين على الأرض الباردة، وراح ضحية ذلك 8 أطفال على الأقل حتى الآن.
وفي إحدى الليالي الماطرة، زار كاتب المقال عماد محمود خيمة أخته حنان، التي جلست في الزاوية محتضنة إبراهيم (9 أعوام) وندى (6 أعوام) وعدنان (4 أعوام) لتدفئتهم بينما كانت العاصفة تشتد، وقطع الصمت وصوت المطر سؤال الطفل إبراهيم: "ماما، هل سيدوم المطر طوال الليل؟"، لتجيبه حنان مبتسمة بهدوء: "المطر لا يدوم إلى الأبد يا حبيبي، وهو يسقي الأرض لتصبح خضراء".
ونقل محمود بعدها سؤال ابنة أخته التي تحمل في يدها دمية من القماش البالي: "ماما، هل ستخضر الأرض هنا أيضا؟"، فالتفتت إليها حنان بتردد قبل أن تجيب: "نعم يا حبيبتي، ستخضر يوما ما".
إعلانوبعد مرور بعض الوقت، ومحاولات حنان اليائسة لسد الثغرات بسطح الخيمة، طلب إبراهيم من أمه أن تشعل النار للتدفئة، وجاءه الرد بأن المطر قوي جدا، ولكن الكاتب فهم حقيقة أن الوقود غير متوفر، وأن الخيار الوحيد أمام الأطفال هو التحمل، وهي حال كثير من العوائل في غزة.
ولكن، حسب الكاتب، صممت الأم على توفير مصدر دفء لأطفالها، ففتشت في أغراضها ووجدت كمية صغيرة من الدقيق، وخلطته مع الماء والملح، ثم جعلته أقراصا وطبخته على قطعة من المعدن فوق موقد قديم بالكاد يعمل، وحينما أعطت الخبز لأطفالها أضاءت السعادة وجوههم.
ووصف الكاتب المشهد بأنه "معجزة" ولحظة دفء نادرة ذكّرت الصغار بمنزلهم، إذ كانت حنان تخبز لهم الخبز كل يوم على الإفطار، وقاطع جو السعادة اللحظي هتاف عدنان وهو يتناول قطعته: "ماما، طعمه مثل طعم الخبز الذي كنا نأكله مع بابا!"، وانتقل بذلك فكر الأم لزوجها فادي الذي خطفته القوات الإسرائيلية في بداية الحرب.
ولفت المقال إلى أن العائلة هي من بين 1.9 مليون فلسطيني نازح فقدوا منازلهم بسبب الحرب، ويعيش مئات الآلاف منهم في ملاجئ مؤقتة لا تقيهم برد الشتاء، حيث يتسرب المطر من كل جانب جاعلا الحياة شبه مستحيلة.
وعندما هدأت العاصفة التف الجميع حول حنان، وأخذت تروي لهم قصصا عن منزلهم لإلهائهم عن البرد، وتحدثت عن شجرة الزيتون التي كانت تظلل الفناء، وعن الحقل الذي كان فادي يزرع فيه القمح، وبعد أن نام الأطفال نظر محمود إلى أخته وهي تجلس بصمت وتحدق في سقف الخيمة، وقال إنه رأى في عينيها بصيصا من الأمل لنفسها ولأطفالها رغم كل شيء.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
ما هي علامة قبول الطاعة؟.. عالم أزهري يجيب
قال الدكتور أحمد الرخ، الأستاذ بجامعة الأزهر، إن أعظم ما يشغل قلب المؤمن بعد موسم الطاعة هو سؤال: هل قُبل عملي أم لا؟ مشيرًا إلى أن هذا التساؤل كان شغل كبار الصحابة والتابعين بعد كل عبادة يؤدونها.
أوضح خلال تصريح، بمثال لسيدنا عبد الله بن عمر، حين مرّ عليه سائل فأمر ولده بإعطائه دينارًا، فلما أعطاه قال له: "تقبّل الله منك يا أبتاه"، فبكى ابن عمر بشدة وقال: "لو علمت أن الله تقبل مني سجدة واحدة أو درهماً واحداً، ما كان غائب أحب إلي من الموت".
أكد الدكتور الرخ أن علامة قبول العمل هي دوام الطاعة، مستشهدًا بقوله تعالى: "واعبد ربك حتى يأتيك اليقين"، وقوله: "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون"، مشيرًا إلى أن المؤمن يُطلب منه الثبات حتى يأتيه الموت وهو على العبادة.
كما أشار إلى حديث النبي ﷺ: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث..."، مبينًا أن العمل لا ينقطع إلا بالموت، ما يعني أن حياة المؤمن كلها عبادة، سواء كانت قليلة أو كثيرة، طالما واظب عليها.
وتابع: "الخوف من عدم القبول لا يعني القنوط، بل يستوجب دوام الدعاء والتعلق برحمة الله، فكما أن الله وفّقك للطاعة، فهو قادر على قبولها، لكن لا تتكل على الرجاء وحده، بل اجتهد واستمر".