هذا النوع من «العصافير» لن ينقرض أبدًا، ففى كل بيئة عمل، غالبًا ما نجد الموظف «العصفورة» الذى يعرف كل شىء عن الجميع، هذا الشخص دائمًا يتحرك بكل أريحية داخل مؤسسة العمل، يُراقب الأحداث المتلاحقة أولًا بأول، ويجمع الأسرار «الطازة» عن زملائه ومراقبة سير دولاب العمل، ويبث تفاصيل تلك الأسرار فى كل اتجاه، كأنه وكالة أنباء متنقلة!!
> ازاى تكتشف عصافير هذا الزمان؟! أجاوبك زى ما هقولك كده: دعونا نتفق أن الموظف «العصفورة» يتم اختياره من قِبل رئيسه فى العمل على أسس معينة، حيث لديه مواصفات محفوظة ومسجلة لكل زملائه، فهو شخص ظريف، خفيف الظل، ابن نُكتة، يتمتع بالعفوية، ويُجيد فن استدراج زملائه لإفشاء أسرارهم، والسعى والبحث دائمًا عن توافر المعلومات لديهم وسرعة توصيل تلك المعلومات فى التو واللحظة إلى مديره -ولى نعمته- الذى يقوم الأخير بفلترة تلك المعلومات فى الحال، واستخلاص حقيقة ما يدور داخل مؤسسته التى يترأسها!!
دعونا نتفق أيضًا أن الشخص «العصفورة» لايقدم خدمات التجسس على زملائه إلا بمقابل، فهو يتمتع ببعض المميزات مثل الحضور والانصراف بدون قيود، والحصول على أعلى درجات التقييم الوظيفى، وطبعًا المكافآت والحوافز، والمثير للدهشة أن شخص «العصفورة» يقنع الجميع من حوله، أنه أقوى شخص داخل بيئة العمل، باعتباره الشخصية المؤثرة على قرارات أصحاب السُلطة والفرمانات الانتقامية!!
فمن خلال خبرتنا المُباشرة داخل بيئات العمل المختلفة على مدار سنوات طويلة، اكتشافنا أن «عصافير النار» كما نسميهم لديهم عبارة شهيرة ألا وهى «عيب عليك»!! فهى عبارة نسمعها دائمًا من الشخص «العصفورة» بعدما تذيع له سرًا على الرغم إنك حذرته بأن ما قلته سرًا، إلا انه بمجرد سماعك تلك العبارة الكاشفة، فلا تقلق فإن سرك خلال دقائق سيكون على ألسنة زملائك فى المؤسسة، على طريقة ميكروفون فضائح الشيخ «حسنى» فى فيلم «الكيت كات»!!
> خلاصة الكلام: الشخص «العصفورة» أصبح للأسف لفظ سيئ للغاية، فالعديد من المُديرين «الضعفاء» وغير الواثقين من أنفسهم، يستخدمون «العصافير» لنقل أخبار الموظفين لديهم، فى صفقة سرية غير متكافئة، تجلب المزايا المادية والوظيفية لـ«العصفور» الطائر بين أروقة ومكاتب زملائه العاملين للتجسس عليهم، وتكمن مهمته الأساسية سُرعة الإبلاغ الفورى لــ«البيه المدير»، مع بعض «التحابيش الذونبجية» الساخنة التى قد تؤثر على المدير المتلقى وتزويده بشُحنة انفعالية تنعكس أثرها مباشرة على الضحية المُستهدفة!!
> ختامًا: هذا النوع من «عصافير النار» سيظل ينمو ويترعرع ويعتلى المناصب إلى أن يأتى دوره فى القيادة، فيجد نفسه خارج حسابات رؤسائه لأنه خاوى الفكر وعديم الضمير، ولا يملك أدنى درجات الذكاء ولا ذرة من فن القيادة فيسقط فى أول إختبار، لأنه عاش طيلة حياته متنقلًا بين فروع أشجار الذنوب والنميمة.
آَخِر شَوْكَشَة
للفساد ثلاثة أوجه: وجه فى النور، ووجه فى الظلام، ووجه خفى يُحظر الإقتراب منه!
المحافظون ثلاثة: محافظ ميدانى، ومحافظ إعلامى، ومحافظ على لقمة العيش!.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: محمد زكى فيلم الكيت كات درجات الذكاء
إقرأ أيضاً:
6000 شخص حول العالم يجيبون: من هو الإنسان “الرائع”؟
صراحة نيوز- كشفت دراسة دولية جديدة عن وجود توافق عالمي حول معنى أن يكون الشخص “رائعًا”، على الرغم من اختلاف الخلفيات الثقافية بين الدول.
وشملت الدراسة، التي أجريت بين عامي 2018 و2022، نحو 6000 مشارك من بلدان متعددة، بينها الولايات المتحدة وأستراليا وألمانيا والهند والمكسيك ونيجيريا وكوريا الجنوبية وغيرها، حيث طُلب من المشاركين تحديد شخصيات “رائعة” و”غير رائعة”، وتقييم صفاتهم وسلوكياتهم.
وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين يُنظر إليهم على أنهم “رائعون” يشتركون في سمات شخصية معينة، منها: الانفتاح، الشغف بالمغامرة، حب المتعة، الاستقلالية، والقوة. في المقابل، ارتبطت صفة “الطيبة” بسمات مثل الالتزام، التقاليد، الدفء، والأمان.
وقال الباحث المشارك في الدراسة كالب وارن: “لكي يُنظر إلى الشخص على أنه رائع، يجب أن يكون محبوبا أو مثيرا للإعجاب، لكنه لا يُشترط أن يكون بالضرورة تقليدياً أو جيدًا بالمعنى الأخلاقي المتعارف عليه”.
من جانبه، أوضح الباحث الرئيسي الدكتور تود بيزوتي أن مفهوم “الرائع” تطوّر عبر الزمن، وبدأ ظهوره من ثقافات فرعية، مثل موسيقى الجاز في أربعينيات القرن الماضي، قبل أن يتحول إلى مفهوم واسع يحمل قيمة تجارية في مجالات مثل الأزياء والموسيقى والسينما.
وأكدت الدراسة أن السعي للظهور بمظهر “رائع” أصبح سلوكًا عالميًا، ينعكس في طريقة تصرف الأفراد، واختيارهم لملابسهم وأماكن تسوقهم، وهو ما يستهلك الكثير من الوقت والمال.
ورأى الباحثون أن هذه الرغبة لا تقتصر على التميز الفردي، بل ترتبط أيضا بسمات تدفع نحو الإبداع والتغيير، مشيرين إلى أن العالم اليوم يفضل السمات غير التقليدية أكثر من أي وقت مضى، ما يساعد في فهم بعض التحولات الثقافية والاجتماعية المعاصرة.
وقد نُشرت نتائج الدراسة في مجلة *علم النفس التجريبي: العام (Journal of Experimental Psychology: General)*.