شاهد.. فنان ينحت حجارة غزة ويوثق مآسي الحرب ويحافظ على الذاكرة الوطنية
تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT
غزة- كانت مجرد حجارة عندما أمسكها الفنان النحات الستيني رمضان أحمد ليحولها إلى لوحة فنية تنبض بالحياة، وتجسد الواقع المأساوي لأكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة يواجهون للعام الثاني على التوالي حرب إبادة إسرائيلية، خطفت أرواح الآلاف منهم، ودمرت منازلهم ومساجدهم وكنائسهم وكل مقومات حياتهم، وشردتهم في الخيام ومراكز الإيواء.
تأثر أحمد (64 عاما) كثيرا بهذه الحرب، وناله منها نصيب من فقد الأحبة وتدمير منزله ومقتنيات أثرية وتاريخية كان يحتويها متحفه الشخصي، وخاض مع أسرته تجربة مريرة من التشرد والنزوح، إثر الاجتياح الإسرائيلي البري الواسع لمدينة خان يونس في جنوب القطاع.
هذا الفنان ينحدر من أسرة لاجئة من قرية بربرة المدمرة إبان النكبة في العام 1948، ورغم ضراوة الحرب على غزة وما لحق بها من إبادة طاولت البشر والشجر والحجر، فإنها لم تنل من إيمانه بحتمية العودة إلى فلسطين التاريخية، ويقول للجزيرة نت بينما كان منشغلا في نحت قطعة صخرية جديدة بين يديه: "لن نرحل ولن نهجر أرضنا مهما قتلوا ودمروا".
وينظر أحمد لما يقوم به من نحت على الصخور على أنه "مقاومة على جبهة الفن"، وبرأيه فإن مقاومة الاحتلال ليست فقط بالسلاح، وكل فلسطيني في مكانه وتخصصه يمكنه أن يقاوم ويعبر عن قضيته وهموم شعبه.
وخلال شهور الحرب نجح الفنان أحمد في نحت مجموعة كبيرة من الصخور التي تشكل لوحة فنية كبيرة أراد منها أن تكون تجسيدا لما تعرض إليه الغزيون من معاناة ومجازر.
ويظهر في هذه اللوحة السياج الأمني الإسرائيلي الذي يفصل القطاع عن الداخل المحتل، وكان منطلقا لدبابات وجرافات الاحتلال في الاجتياح البري للقطاع عقب اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول عام 2023.
إعلانوانتشرت على رقعة خشبية كبيرة الكثير من القطع الصخرية المنحوتة التي تشكل فسيفساء هذه اللوحة، يختصرها أحمد بأنها تمثل "غزة في زمن الحرب". وأمسك بين يديه قطعة من بين عشرات القطع المماثلة نحتها على شكل خيمة، التي باتت بسبب النزوح القسري مأوى لمئات آلاف النازحين الغزيين.
وفي حين ظهر خلف السياج الأمني مجسم لـ "كنيس يهودي" قائم وسليم ويعلوه الشمعدان، حرص أحمد على إظهار الصورة المقابلة لدور العبادة في غزة، التي لم تسلم من القصف والتدمير، وقد نحت مجسمين لمسجد وكنيسة أصابهما حرق وتدمير جراء استهدافهما من آلة الحرب الإسرائيلية.
ويقول أحمد إن هذه اللوحة تظهر صنوف المعاناة المختلفة التي تعصف بالغزيين منذ اندلاع الحرب، وبينما الدبابات تجتاح أراضيهم، تحاصرهم الزوارق الحربية من جهة البحر، ولا تكاد الطائرات الحربية بأنواعها تغادر أجواء القطاع، وكلها تتشارك في ارتكاب الجرائم المروعة.
وكان لهذا الواقع المرير أثره على التفاصيل الدقيقة في حياة الغزيين، الذين باتت الغالبية منهم تعتمد في معيشتها على المساعدات الإغاثية الشحيحة التي تسمح قوات الاحتلال بإدخالها، وقد انتشرت "التكايا الخيرية" في مناطق انتشار الخيام ومراكز الإيواء لتوفير الطعام المجاني.
وفي جانب من اللوحة ظهر مجسم لعربة يجرها حيوان، وآخر لعربة بدائية تسير على 3 عجلات يطلق عليها شعبيا "توكتوك"، باتت هي وسيلة المواصلات المتاحة بالنسبة للغزيين في تنقلاتهم اليومية، حيث اختفت إلى حد كبير السيارات سواء بسبب تدمير أعداد كبيرة منها، أو جراء أزمة الوقود.
"نحن شعب محب للحياة والسلام" ويتابع أحمد: "لسنا دعاة دم وقتل وتدمير، ومن حقنا العيش بأمن وحرية وسلام كما باقي شعوب العام".
إعلانويشير هذا اللاجئ الفلسطيني إلى مفتاح منزل قديم منذ ما قبل وقوع النكبة، وتحتفظ بمثله عائلات لاجئة كرمز على تمسكها بحق العودة، ويقول: "آباؤنا وأجدانا وأهالينا شردوا من منازلنا وأراضينا في فلسطين التاريخية، والآن يرتكب الاحتلال الجرائم ضدنا في غزة ولكننا لن نسمح بتكرار النكبة ولن نهاجر للخارج وسنبقى صامدون هنا في غزة حتى العودة إلى بربرة وحيفا ويافا وعكا وكل مدننا وبلداتنا وقرانا المهجرة".
ويركز أحمد في منحوتاته على تجسيد معالم دينية وتاريخية على امتداد مساحة الجغرافية الفلسطينية، وفيما يقول إنه فقد خلال الاجتياح الإسرائيلي لمدينة خان يونس الكثير من القطع والمقتنيات الأثرية، فإنه نجح في إنقاذ قطع ومنحوتات من تحت الأنقاض، أبرزها لقبة الصخرة المشرفة وكنيسة القيامة في القدس الشريف، والمسجد العمري الكبير في مدينة غزة ويعود تاريخه لمئات السنين وقد تعرض للتدمير الكلي، وقلعة برقوق في مدينة خان يونس ولحق بها دمار كبير.
"ستبقى مآذن وقباب مساجدنا، وكنائسنا ومعالمنا، شامخة راسخة في الأذهان والذاكرة جيلا من بعد جيل، وبسواعدنا سنعيد بناء ما دمره الاحتلال"، يقولها الفنان أحمد بإصرار، بينما كان ممسكا ببندقية عثمانية قديمة يعود تاريخها لنحو 500 عام.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
شاهد بالصور والفيديو.. عروس فنان الثورة السودانية تخطف الأضواء على مواقع التواصل بإطلالتها الجميلة في ليلة زفافهما والجمهور: (صدق عريسها عندما وصفهها ببدر البدور)
اهتمت مواقع التواصل الاجتماعي السودانية, بتفاصيل حفل زفاف الفنان الشاب أحمد أمين, الذي أقيم بالعاصمة المصرية القاهرة, قبل أيام.
وبحسب رسد ومتابعة محرر موقع النيلين, فقد خطفت عروس المطرب أحمد أمين, الملقب بفنان الثورة السودانية, الأضواء بإطلالتها الجميلة في ليلة زفافهما.
عدد من صفحات مواقع التواصل الاجتماعي خصوصاً فيسبوك, نشرت مقاطع فيديو من حفل الزفاف, ومن إستعدادات العروس لليلة العمر.
ووفقاً لمتابعات محرر موقع النيلين, لردود أفعال الجمهور خصوصاً الجنس اللطيف, فقد تغزل المتابعات في العروس وكتبت إحداهن: (صدق عريسها عندما وصفها ببدر البدور)
محمد عثمان _ النيلين
إنضم لقناة النيلين على واتسابPromotion Content
أعشاب ونباتات رجيم وأنظمة غذائية لحوم وأسماك
2025/12/12 فيسبوك X لينكدإن واتساب تيلقرام مشاركة عبر البريد طباعة مقالات ذات صلة شاهد بالصور.. فنان الثورة السودانية يكمل مراسم زفافه بالقاهرة2025/12/12 روضة الحاج: يا بلادي أنا بالبابِ وفي كفي الأناشيدُ التي كنتِ تحبينَ2025/12/12 ???? توضيح من شيخ الأمين: أنا أصدق بقال وأجد نفسي معه في حيرة من هذا الجو المليء بالدسائس والأكاذيب والزيف2025/12/12 أرملة المذيع الراحل محمد محمود حسكا تصل القاهرة لتلقي العزاء وتوجه رسالة لكل من يطلبه دين أو أمانة (تصلك لحدي عندك) وتكشف عن مكان العزاء بمصر2025/12/11 شاهد بالصور والفيديو.. عشرات السودانيين بالقاهرة يشيعون المذيع الراحل محمد محمود لمثواه الأخير2025/12/11 شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تشعل مواقع التواصل وتستعرض بجسمها في وصلة رقص فاضحة داخل منزلها2025/12/11شاهد أيضاً إغلاق رياضية شاهد بالفيديو.. لاعب المنتخب البحريني: (الجمهور السوداني فاكهة البطولة وأكثر من 20 ألف مشجع حرصوا على مساندة منتخبهم رغم مغادرته البطولة) 2025/12/11الحقوق محفوظة النيلين 2025بنود الاستخدامسياسة الخصوصيةروابطة مهمة فيسبوك X ماسنجر ماسنجر واتساب إغلاق البحث عن: فيسبوك إغلاق بحث عن