ادعت رئيسة وزراء بريطانيا السابقة ليز تراس، أن "الإسلامية" أثرت على موقف حزب العمال من "الإنتهاكات الجنسية"، واصفة النواب المستقلين المؤيدين لغزة في مجلس العموم البريطاني بأنهم "نواب إسلاميون".

وجاء في تقرير لموقع "ميدل إيست آي" أن تصريحات تراس تأتي وسط الجدال الذي أحدثه الملياردير الأمريكي ومستشار الرئيس المنتخب دونالد ترامب، إيلون ماسك، حول عصابات الإستغلال الجنسي قبل أكثر من عقد.

 

وأكد التقرير أن "تراس حاولت ربط حزب العمال وفشله في معالجة هذه المشكلة التي كشف عنها في عدد من بلدات شمال بريطانيا".

وقالت رئيس الوزراء السابقة التي تولت المنصب لمدة شهرين فقط عام 2022 وخسرت مقعدها النيابي في انتخابات يوليو/ تموز 2024، في مقابلة مع "ذي بيتر كورماك شو": "نعرف أن هناك أيديولوجية إسلامية وأصبحت قوية في السياسة البريطانية"، في إشارة لما أطلق عليها "عصابات الإستغلال الجنسي" التي غمرت النقاش السياسي البريطاني في الأسابيع الماضية. 

وأضافت تراس "لقد شاهدنا انتخاب أربع نواب إسلاميين". 

وزعمت تراس أن الشرطة فشلت في إدانة أي من المتهمين بالإنتهاكات بسبب ما يطلق عليها "الكياسة السياسية"، وزعمت أن أعضاء "المجالس المحلية الذي يتمتعون بسلطة سياسية قاموا عن قصد بالتستر وساعدوا على ما حدث". 


وعلى مدى العقدين الماضيين تمت محاكمة وإدانة بريطانيين من أصل أسيوي ومسلمين بسبب جرائم جنسية، بما فيها الإغتصاب، وفي عدد من الحالات التي حظيت باهتمام عام. وهو ما أطلقت عليه الحكومة البريطانية ظاهرة "عصابات الإسقاط". 

ومع أن البريطانيين من أصول باكستانية لا يمثلون إلا نسبة قليلة جدا من حالات الإنتهاكات الجنسية في بريطانيا، إلا أن الإعلام وساسة مثل تراس يهولون دورهم تحقيقا لأغراض سياسية. وبسبب هذا السرد الذي حمل المسلمين، خطأ المسؤولية، تأذى الكثير من الأبرياء المسلمين وسجن بعضهم ظلما بل وقتلوا في السنوات الأخيرة بسبب هذا وتحميل المسلمين من أصول باكستانية مسؤولية الفضائح المذهلة للإنتهاكات الجنسية. 

ونقل التقرير عن  النائب المستقل شوكت أدم قوله إن "هذا الخطاب الانقسامي لن يحدد من نحن ومن أكون". واعتبر تصريحات تراس بأنها "غير مهمة"، ولكنه حث الساسة على "استخدام لغة دقيقة في هذا العالم المستقطب".  

وقد تم انتخاب أربعة نواب مستقلين في الانتخابات البرلمانية التي عقدت في تموز/ يوليو 2024 وكلهم تبنوا برامج مؤيدة لفلسطين، لكن أيا منهم لم يصف نفسه بالإسلامي. وهؤلاء النواب بالإضافة لأدم، عدنان حسين وأيوب خان وإقبال محمد وكلهم أعضاء في تحالف النواب المستقلين إلى جانب زعيم العمال السابق جيرمي كوربن.
 وقد خاض كوربن حملته الإنتخابية كمستقل وعلى برنامج لدعم فلسطين، وأخبر حسين الموقع إنه دعم تحقيقا في الإنتهاكات الجنسية "الشريرة" ودعا إلى "معاقبة قاسية" للجناة و"جعلهم عبرة لمن لا يعتبر".


 وقالت تراس في المقابلة إن "الإسلامية" "أثرت على حزب العمال لأنهم لم يريدوا  خسارة الأصوات، خسارة الإنتخابات"، مضيفة "لذا، أصبح لدينا مزيج من كل هذه الأشياء المختلفة التي تحدث، مما يخلق تفكيرا جماعيا يعمي عن الأشياء التي تجري" أو "يمكنك القول إنه أسوأ من العمى. يمكنك القول إنه إهمال متعمد"، حسبما قالت.

 وعلق النائب المستقل أدم أن تراس كان عليها أن تتحلى بـ "المسؤولية" و "علينا العمل معا واللجوء إلى الوصم لا يساعد"، كما قال.

 وفي مقابلتها ذهبت تراس بعيدا، عندما اقترحت أن الإسلامية مرتبطة بـ "بتطرف التغير المناخي".

وقالت: "إن الأيديولوجية الإسلامية، وإيديولوجية صفر أو التطرف في مجال تغير المناخ، وليس من المستغرب أن تتحول غريتا ثونبرج من متطرفة بشأن تغير المناخ أو أزمة المناخ، كما تسميها، إلى متطرفة بشأن إسرائيل". وعارضت ثونبرج، التي اشتهرت في عام 2019 كناشطة مناخية، قصف إسرائيل المستمر لغزة. 

وأضافت تراس: "هناك أيديولوجية هنا أصبحت أكثر هيمنة ليس فقط في الحكومة البريطانية، بل وأيضا في منظمات مثل هيئة الإذاعة البريطانية، التي تبين مؤخرا أنها تنشر أعدادا هائلة من المقالات المعادية لإسرائيل، وهي متحيزة للغاية". 


في عام 2024، أنتج المحامي تريفور أسرسن تقريرا حظي بتغطية إعلامية واسعة النطاق هاجم فيه تغطية هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) للحرب على غزة، واتهمها بالتحيز ضد "إسرائيل". 

واعتبرت الدراسة أن "بي بي سي" كانت ميالة في 14 مرة لاتهام "إسرائيل" بالإبادة أكثر من اتهامها حماس وهو "شكل من التحيز يدعو للقلق". 

انتقد محرر الشؤون الدولية في "بي بي سي"، جيرمي بوين نتائج التقرير بأنها "معيبة بشكل عميق".

 واستعانت تراس، بشركة أسيرسن بداية الأسبوع لتوجيه خطاب "وقف وكف" إلى رئيس الوزراء كير ستارمر، متهمة إياه بالإدلاء بتعليقات "كاذبة ومضللة" خلال حملة الانتخابات العامة لعام 2024.

وقد تبنت شركة المحاماة، التي يقع مقرها الرئيسي في لندن وأكبر مكتب لها في تل أبيب، عددا من القضايا المؤيدة لـ"إسرائيل" في بريطانيا على مدى السنوات القليلة الماضية.

 وبصفتها رئيسة للوزراء، أعلنت الميزانية المصغرة لترس في أيلول/ سبتمبر 2022 عن تخفيضات ضريبية غير ممولة بقيمة 45 مليار جنيه إسترليني، مما أدى إلى حالة من الذعر في الأسواق المالية. 

وبعد أقل من أسبوعين، استقالت تراس من رئاسة الوزراء، ثم فقدت مقعدها كعضو في البرلمان في انتخابات 2024، واعتبرت بعدها أنها "ضحية مؤامرة".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية بريطانيا ليز تراس حزب العمال لندن بريطانيا لندن الإسلاميين حزب العمال ليز تراس المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب العمال

إقرأ أيضاً:

منذ أشهر .. مصادر بريطانية: مستشار ستارمر يعمل سرًا على خطة الاعتراف بفلسطين

نقلت صحيفة "التايمز" عن مصادر بريطانية قولها إن مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر كان يعمل على خطة للاعتراف بدولة فلسطينية منذ أشهر.

وأوردت "التايمز" نقلًا عن وزير بريطاني أن ستارمر أراد تطبيق خطة الاعتراف بدولة فلسطينية "في وقت يُحدث فارقًا في حياة الفلسطينيين".

وأردف مصدر حكومي بريطاني أن إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نية بلاده الاعتراف بدولة فلسطينية، دفع الأمور إلى ذروتها.

فيما ذكر المصدر أن كثيرين يرون أن خطوة ستارمر "أقل من المطلوب ومتأخرة جدًا".

عباس: نريد دولة فلسطينية غير مسلحة

يأتي ذلك فيما قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في تصريح له: "نريد دولة فلسطين غير مسلحة، بما في ذلك قطاع غزة".

وأضاف عباس، بحسب وسائل إعلام فلسطينية: "نستعد للذهاب إلى الانتخابات العامة، التي لن تشمل القوى السياسية والأفراد الذين لا يلتزمون ببرنامج منظمة التحرير والشرعية الدولية".

وذكر عباس: "الانتخابات لن تشمل مَن لا يعترف بمبدأ الدولة الواحدة، والقانون الواحد، والسلاح الشرعي الواحد".

غارة إسرائيلية تستهدف الهلال الأحمر في خان يونس

في سياق متصل، قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن أحد موظفيها قُتل وأُصيب ثلاثة آخرون في غارة إسرائيلية استهدفت مقرها في خان يونس جنوب قطاع غزة.

وبحسب بيان الجمعية: "قُتل أحد موظفي جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وأُصيب ثلاثة آخرون، بعد أن استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي مقر الجمعية في خان يونس، ما أدى إلى اندلاع حريق في الطابق الأول من المبنى".

ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة

وخلال ذلك، ذكرت مصادر طبية في مستشفيات غزة أن 62 شهيدًا ارتقوا بنيران جيش الاحتلال منذ فجر السبت، بينهم 38 من مُنتظري المساعدات.

طباعة شارك مصدر بريطاني الوزراء الاعتراف دولة فلسطينية

مقالات مشابهة

  • الكونغرس يقر تعيين مقدمة برامج سابقة في أبرز منصب قضائي بواشنطن
  • منذ أشهر .. مصادر بريطانية: مستشار ستارمر يعمل سرًا على خطة الاعتراف بفلسطين
  • التصعيد اليمني … مواجهة مع خطوط الإمداد الإقليمية لـ إسرائيل
  • فيديو عفوي لـ أبو خلف وزوجته البريطانية
  • المستشار الإعلامي السابق لوزير جيش الاحتلال: الحرب حوّلت “إسرائيل” إلى شرير العالم وعزلتها 
  • الأزهر يحذر من منشورات تزعم توظيف عمال بالمعاهد المقامة بالجهود الذاتية
  • سمو نائب الأمير يهنئ رئيسة الاتحاد السويسري
  • سمو الأمير يهنئ رئيسة الاتحاد السويسري
  • مباحثات مصرية بريطانية لدفع جهود وقف إطلاق النار في غزة
  • طبيبة بريطانية عائدة من غزة: شهدت موت 60 طفلا جوعا