قال طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، إن تغيرات طرأت على مفاوضات وفق إطلاق النار في قطاع غزة، موضحا أن الممانعة التي يبديها وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسليل سموتريتش، ستتمحور حول المعارضة قولًا وليس فعلًا، خاصة أن نتنياهو أصبح يتمتع بأغلبية في الكنيست ويستطيع الحفاظ على حكومته دون سموتريتش.

مؤشرات إيجابية

وأضاف «البرديسي»، خلال مداخلة بقناة «إكسترا نيوز»، أن كل الإشارات إيجابية وتؤكد قرب الوصول إلى الاتفاق، مشيرًا إلى أن المفاوضات الجارية هي الثامنة منذ بدء الحرب في قطاع غزة، ولكن في المرات السابقة كان نتنياهو يتراجع عن إبرام الاتفاق.

ترامب كلمة السر

وأوضح خبير العلاقات الدولية، أنه خلافًا للمرات السابقة، فإن التفاؤل الكبير حول نجاح المفاوضات هو ضغط الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لإنجاح الصفقة، خاصة مع اقتراب موعد تنصيبه في 20 يناير الجاري.

ولفت «البرديسي» إلى أن جي دي فانس، نائب ترامب، أكد أن الأخير الرئيس الأمريكي المنتخب يمارس ضغوطًا لـ«وقف إطلاق النار».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائيلي وقف إطلاق النار قطاع غزة مفاوضات وقف إطلاق النار

إقرأ أيضاً:

غارديان: نتنياهو قبل وقف إطلاق النار لكن الحذر واجب

رغم مشاهد الفرح والارتياح بإعلان وقف إطلاق النار الجديد بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، لا يزال كثيرون ينظرون إلى الاتفاق بحذر بسبب التجارب السابقة التي انتهت سريعا بجولات عنف مدمرة.

ويرى الكاتب بن ريف -في مقال له بصحيفة غارديان البريطانية- أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يوقع هذا الاتفاق بدافع الإيمان بالسلام أو احتراما لحقوق الفلسطينيين، بل بدافع المصلحة الذاتية البحتة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2واشنطن تايمز: طلب مثير للجدل أطاح بالاتفاق بين سوريا وإسرائيلlist 2 of 2فورين بوليسي: وقف إطلاق النار يبعث الأمل برغم الدمار الرهيبend of list

يُذكر أن نتنياهو مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

تهم فساد

وأشار الكاتب إلى أن الرجل الذي يواجه محاكمة داخل إسرائيل بتهم فساد خطيرة، يسعى إلى البقاء في السلطة بأي ثمن، حتى لو كلفه ذلك تغيير تحالفاته أو سياساته جذريا، مؤكدا أن نتنياهو بارع في التلاعب بالخطاب السياسي، وغالبا ما يُبقي خياراته مفتوحة.

ونبه بن ريف إلى أن نتنياهو يروج للاتفاق الجديد على أنه خطوة نحو إنهاء الحرب، ولكنه في الوقت نفسه، يقسم بنوده إلى مراحل تتيح له التنصل من التزاماته لاحقا، وقد بدأ مقربون منه بالفعل بالتقليل من أهمية أي "مرحلة ثانية"، مؤكدين أن الاتفاق لا يتعدى كونه اتفاقا لإطلاق سراح الأسرى.

وقال الكاتب إن الاتفاق السيئ قد يكون أفضل من عدم وجود اتفاق على الإطلاق، مشيرا إلى أن وجود الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير على رأس مستقبل غزة، يعني أن هذا بلا شك كان اتفاقا سيئا، ولكن ما يثير القلق بشكل خاص هو التغيير في الخطاب الرسمي.

مرحلة أولى فقط؟

وأوضح الكاتب أن الخطاب الرسمي يوحي بأن الأمور قد تسير نحو الأسوأ، لأن إعلان ترامب مساء الأربعاء الماضي، يقول إن ما تم الاتفاق عليه هو "المرحلة الأولى" فقط، وهي عبارة تذكر باتفاق يناير/كانون الثاني الذي صاغته إسرائيل بطريقة تمهد لاستئناف الحرب بعد الإفراج عن عدد من الرهائن.

إعلان

وعلى مدى سنوات -كما يقول الكاتب- عمل نتنياهو على تقويض أي مسار نحو إقامة دولة فلسطينية، وعزز علاقاته مع التيارات الدينية المتطرفة لضمان بقائه السياسي، ومع تدهور شعبيته إلى أدنى مستوياتها، وقيام هجمات الـ7 من أكتوبر/تشرين الأول 2023، لجأ إلى شن حرب مدمرة على غزة دون أهداف واضحة، على أمل استعادة هيبته داخليا.

والآن مع فشل خططه لتفريغ غزة من سكانها، وتزايد عزلة إسرائيل دوليا، عاد نتنياهو إلى تغيير تكتيكاته -كما يرى الكاتب- وبات يرى في وقف إطلاق النار، مع اقتراب موعد الانتخابات، وسيلة لتصوير نفسه كصانع سلام، إلى جانب ترامب الذي يروج له كوسيط رئيسي في الاتفاق.

نتنياهو بات يعتقد أن بإمكانه كسب المزيد من إعلان "نصر شامل" في غزة وركوب موجة إعادة انتخابه، أكثر مما سيحققه من استمرار الحرب

ويبدو أن نتنياهو بات يعتقد أن بإمكانه كسب المزيد من إعلان "نصر شامل" في غزة وركوب موجة إعادة انتخابه، أكثر مما سيحققه من استمرار الحرب، وإذا خسر الجناح المتطرف في ائتلافه فقد يتمكن من تشكيل تحالف جديد مع شركاء قدامى تحت شعار "المسؤولية الوطنية"، حسب الكاتب.

ورغم أن الاتفاق يبعث على الأمل، فإن الكاتب يحذر من تكرار سيناريو الاتفاقات السابقة التي انهارت سريعا، مشددا على ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته، لا في ضمان تنفيذ الاتفاق فقط، بل في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة، خاصة في الضفة الغربية، حيث يتواصل تهجير الفلسطينيين دون رادع.

وخلص بن ريف إلى أن مجرد وقف الحرب لا يكفي، بل يجب أن تكون المحاسبة والعدالة وإعادة إعمار غزة، وتحرير الفلسطينيين من الاحتلال، أهدافا أساسية، لا مجرد شعارات تنسى بعد التقاط الصور الرسمية.

مقالات مشابهة

  • احذروا من نتنياهو فهو لم يوقع الاتفاق إلا لمصلحة شخصية
  • خبير علاقات دولية: مصر تثبت ريادتها في قيادة جهود السلام بالشرق الأوسط
  • لماذا دعا الرئيس السيسي «ترامب» لحضور توقيع اتفاق وقف إطلاق النار؟.. خبير سياسي يجيب |فيديو
  • خبير علاقات دولية: صفقة تبادل الرهائن جزء من المرحلة الأولى لخطة ترامب
  • خبير علاقات دولية: مصر تحفر اسمها في التاريخ برعاية القضية الفلسطينية
  • غارديان: نتنياهو قبل وقف إطلاق النار لكن الحذر واجب
  • الرئيس الأمريكي: قادة حماس أقوياء وأذكياء ومفاوضون بارعون
  • مهندس صفقة شاليط: هكذا أفشل نتنياهو الصفقة قبل عام
  • ما الأبعاد الإستراتيجية العسكرية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة؟
  • مصادر: ضمانات ترامب الشخصية مهدت لوقف إطلاق النار في غزة