لجريدة عمان:
2025-06-26@23:44:18 GMT

معضلة اليوم التالي

تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT

لوزير خارجية سلطنة عُمان معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي تصريح لافت ومتقدم ويتناغم بشكل أو بآخر مع آمال وتطلعات الشعوب العربية والفلسطينيين بشكل خاص.. تصريح معالي السيد جاء بعد سؤال حول اليوم التالي في غزة؟ وقال: إن سلطنة عمان تؤمن بأن فلسطين هي للفلسطينيين، أولًا وثانيًا وثالثًا وأخيرًا. ويرى بأنه لا حاجة لإرسال قوات خارجية إلى غزة أو لغير غزة وأن فلسطين فيها من الكفاءات والقدرات والإمكانيات التي تمكنها من إدارة أراضيها.

اليوم التالي، يكاد يكون أكثر الجمل تداولًا منذ انطلاق العدوان الإسرائيلي على غزة، وهو كالعديد من المصطلحات الجديدة التي أدخلتها غزة إلى قواميس العالم. عمليا يأتي اليوم التالي بعد حدث جلل أو تغيير جوهري أو بعد كارثة أو تحول استراتيجي، وهو اليوم الذي تعود فيه الأمور إلى سابقها وهو في الحقيقة قد يشكل مشكلة عويصة غير محسوبة يقع فيها الكثيرون. وغالباً ما يتم ترسيم الخطط بالتفصيل الدقيق والممل أيضًا، إلا أن التنفيذ غالبًا لا يكون ضمن الخطط أو يتم التغافل عنه أو نسيانه أو حتى يؤكل لجهات أخرى غير التي نفذت العملية أو المهمة، وتلك معضلة بحد ذاتها يقع فيها الكثيرون: أفرادا أو مؤسسات أو منظمات وحتى دول. معضلة اليوم التالي تقع دائمًا بعد كل مغامرة غير محسوبة النتائج أو قد تأتي لعمل يأتي غفلة أو بشكل مفاجئ، وأذكر في هذا الصدد تلك المعضلة التي وقعت فيها أمريكا عندما غزت العراق عام ٢٠٠٣ معتقدين أن العراقيين سيستقبلونهم بالورود، إذ لم تكن قد وضعت خطط لما بعد الحرب، لذلك كانت متخبطة في القرارات التي اتخذتها مثل تسريح الجيش العراقي أو قانون اجتزاز البعث وإدارة الدولة عن طريق مغامر أمريكي وكانت كارثية على العراق والمنطقة بأجمعها.

في حرب الإبادة على غزة يفترض أن يكون اليوم التالي اليوم الذي يأتي بعد وقف المذابح والمجازر والإبادة الإسرائيلية في حق أهل غزة. ونظرًا إلى سهولة شن الحرب والمجازر، إلا أن التساؤل الذي بات يطرح ماذا بعد تلك المجازر؟

تتمثل معضلة اليوم التالي وتتمحور حول الوضع السياسي لإدارة غزة ومستقبل حماس. ما بين المجتمع الدولي بشكل وإسرائيل وداعميها وعلى رأسهم أمريكا تصورات وخطط وبرامج.

العدو الصهيوني وكعادته يبدو أنه لا يوجد في قاموسه اليوم التالي وإن كان يتحدث به بعض الأحيان لكن ذلك لم يكن إلا ذر الرماد في العيون، وفي الحقيقة هو يبيت ليس فقط لضم غزة وحدها ولكن الضفة الغربية وربما أجزاء من دول عربية أخرى وذلك ما يظهر على فترات من خلال التصريحات أو مؤخرًا نشرة بعض الخرائط التي تضم أجزاء كبيرة من الدول العربية ويتم ترويج ما يسمى بإسرائيل الكبرى وقد يبدو ذلك يتناغم مع وصول ترامب إلى البيت الأبيض وربما بتحريض ودعم منه ومؤيديه الأشرار. أنتوني بلينكن وزير خارجية أمريكا يصف خطة اليوم بأنها «أسرع طريقة لإنهاء الحرب على غزة»، وقال: «عمِلنا على خطة اليوم التالي لحرب غزة مع عدد من الشركاء».

وتقوم هذه الخطة بحسب ما تريده أمريكا بأن تنطلق من وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة بين إسرائيل وحركة «حماس»، دون التطرق إلى نهاية الحرب بشكل كامل أو عودة النازحين، وانسحاب الجيش الإسرائيلي، مع التركيز على إيجاد بديل لحكم «حماس»، وهو الجانب المخفي من الخطة، التي تهدف إلى إزاحة حماس من غزة ومن المشهد الفلسطيني بشكل عام وتسعى إلى عودة السلطة الفلسطينية لحكم القطاع. كل ذلك تحت عنوان: «لا مكان لـ(حماس) في حكم غزة»، بينما تتضمن السيناريوهات المطروحة عودةَ السلطة الفلسطينية إلى حكم القطاع، أو تسليمَ الحكم لحكومة تكنوقراط، أو حتى الإشراف المصري المشترك مع قوة سلام دولية. بينما يصرح الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بأنه سيفتح الجحيم في الشرق الأوسط ما لم يطلق سراح الرهائن. هكذا بدون أي شوط أو مقدمات.

أين الدول العربية من كل هذا؟ للإجابة على هذا السؤال قد لا نحتاج إلى تفكير وبحث واستخلاص، فالعرب وللأسف لم يقدموا شيئا وارتضوا أن يتقمصوا الدور الوظيفي الذي أوكل لهم. واليوم التالي لدى بعض العرب، هو ما يتم تداوله عن قوات عربية تُرسل لغزة لضبط الأمن ومن ذلك ما يتسرب بموافقة بعض دول الخليج العربي على ابتعاث قوات لضبط الأمن في القطاع. رغم أن بعض المسؤولين العرب صرحوا بأنه ليس من مهمتهم تنظيف ما تخلفه إسرائيل من دمار. فيما أعلنت وسائل إعلام عبرية عن دولة خليجية صاغت خطة لإدارة قطاع غزة بعد انسحاب إسرائيل تتضمن إنشاء مجلس انتقالي يضم ٢٠ عضوا.

واعتبر معالي السيد بدر البوسعيدي بأن الدول المحبة لفلسطين والسلام تستطيع أن تساعد الفلسطينيين عبر تمويل وتوفير الإمكانيات وعبر القيام بعمل دبلوماسي وسياسي كبير. وأكد قائلا: محصلة القول النهائية هي أن فلسطين للفلسطينيين، وأن الحل الأمثل لهذه القضية هو الحل القائم على إرادة الشعب الفلسطيني وعلى قواعد الشرعية الدولية التي حددت في الكثير من قرارات مجلس الأمن وفي مبادرة السلام العربي.

معضلة الغرب بقيادة أمريكا ما زالت تسيطر على عقليته نظرية الاستعلاء ولا ينظر للعرب إلا باحتقار وبأنهم شعوب لا تستطيع تدبير أنفسهم وإن تركوا هكذا فإنهم قد يشكلون خطراً على الحضارة الإنسانية، لذلك لابد من حكمهم مباشرة باحتلال أراضيهم أو غير مباشر بواسطة عملاء، فهم بالأحرى لا يستطيعون رسم سياسة مستقبلية لحكم غزة، لذلك تم الترويج لنظرية اليوم التالي وقد شارك بعض العرب للأمانة، في ترسيخ هذه النظرية إدراكاً منهم بأن ما يسمى بالمجتمع الدولي هو منبع الإنسانية والأخلاق والتعاون الذي يهدف إلى إرساء السلم والأمن الدولي ومساندة الشعوب المقهورة. لكن في الحقيقة حرب غزة وقبلها الكثير كشفت الغرب بأكمله وكشفت كذلك مدى التواطؤ من البعض فيما يتعرض له الفلسطينيون. الغرب ما زال تهيمن عليه عقلية المنتصر والمتفوق، ينظر لنا نحن العرب بأننا لم نتجاوز سن الرشد. ويحتاج من يأخذ بأيدينا ويرشدنا.

بينما يقف العرب كعادتهم مختلفين لا يقدمون حلولا وإن قدموا لا مجيب لهم. كلنا يدرك أن المسؤولين العرب لا يملكون غير التنظير والتصريحات، لكن هذا التنظير العربي يحتاج إلى أفعال تترجم على أرض الواقع، والخوف كل الخوف من أن هذه التصريحات فقط تطلق للاستهلاك الإعلامي وتمرير أجندات أخرى من تحت الطاولات. ومن مفارقات القدر والعجائب أن تطالب دول عربية السلطة الفلسطينية بالإصلاح والديمقراطية ومحاربة الفساد والمشاركة المجتمعية.

الخروج من ذلك المأزق ومن تلك المعضلة يتطلب الكثير من العمل والمصداقية وإحقاق الحق والمساواة بين أبناء البشر والبعد كل البعد عن محاباة إسرائيل كدولة فوق القانون، يجب أن يعود الغرب إلى رشده ويتبنى القيم الإنسانية وحقوق الإنسان كما هي واردة في دساتيره وكما هي شعاراته. أما نحن العرب فتلك حكاية أخرى.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الیوم التالی

إقرأ أيضاً:

الحرارة أعلى من معدلاتها والجو صحو بشكل عام

دمشق-سانا

تميل درجات الحرارة للارتفاع قليلاً وتصبح أعلى من معدلاتها بنحو 2 إلى ‌‏4 درجات مئوية، نتيجة تأثر البلاد بامتداد المنخفض الموسمي ‏الهندي السطحي المترافق بتيارات جنوبية غربية في طبقات الجو العليا.‏

وتوقعت المديرية العامة للأرصاد الجوية في نشرتها الصباحية أن يكون الجو صيفياً ‏حاراً نسبياً، وصحواً بشكل عام، ولطيفاً على المرتفعات الجبلية، وتكون نسبة الرطوبة مرتفعة على المناطق الغربية.

وتكون الرياح غربية إلى جنوبية غربية في المناطق الغربية، بينما تكون غربية إلى شمالية غربية على باقي المناطق، بين الخفيفة والمعتدلة، مع هبات ‏نشطة أحياناً تتجاوز سرعتها الـ 45 كيلومتراً في الساعة نهاراً، تثير الغبار في المناطق الداخلية، والبحر خفيف ارتفاع الموج .

غداً.. توالي درجات الحرارة ارتفاعها في أغلب المناطق، وتصبح أعلى من معدلاتها بنحو 3 إلى 6 درجات مئوية، ويكون الجو صيفياً حاراً وصحواً بشكل عام، وسديمياً مغبراً شديد الحرارة في المناطق الشرقية والجزيرة والبادية، ويكون معتدلاً ليلاً بشكل عام، ولطيفاً على المرتفعات الجبلية، ونسبة الرطوبة مرتفعة على المناطق الغربية.

درجات الحرارة المتوقعة لأيام ….‏

الثلاثاء‏ الأربعاءالخميس
دمشق35 / 2036 / 2137 / 22
القنيطرة34 / 1634 / 1735 / 18
درعا35 / 1935 / 2036 / 20
السويداء32 / 1832 / 1933 / 19
حمص35 / 1936 / 1937 / 20
حماة38 / 2039 / 2040 / 20
الحسكة42 / 2643 / 2744 / 29
اللاذقية33 / 2433 / 2533 / 25
طرطوس30 / 2130 / 2230 / 21
‏حلب38 / 2640 / 2641 / 26
إدلب33 / 2134 / 2235 / 22
دير الزور42 / 2843 / 2944 / 29
الرقة41 / 2342 / 2343 / 24
الأرصاد الجوية الحرارة 2025-06-24sebaسابق بعد إغلاقها مؤقتاً لعدة أيام… إعادة افتتاح الممرات الجوية السورية انظر ايضاًالحرارة لارتفاع وأجواء سديمية في المناطق الشرقية والجزيرة والبادية

دمشق-سانا تميل درجات الحرارة للارتفاع تدريجياً لتصبح أعلى من معدلاتها بنحو 2 إلى 3 درجات …

آخر الأخبار 2025-06-24الحرارة أعلى من معدلاتها والجو صحو بشكل عام 2025-06-24بعد إغلاقها مؤقتاً لعدة أيام… إعادة افتتاح الممرات الجوية السورية 2025-06-24بعد إعلان وقفٍ لإطلاق النار بين إسرائيل وإيران.. انخفاض أسعار الذهب عالمياً 2025-06-24باكستان تدين بشدة تفجير كنيسة مار إلياس في سوريا 2025-06-24استمرت 12 يوماً… ترامب يعلن التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب بين إسرائيل وإيران 2025-06-24مد شبكات توتر كهربائي هوائي جديدة في عدد من المناطق بالسويداء 2025-06-24المجلس العالمي للتسامح والسلام يعرب عن تعازيه بضحايا تفجير كنيسة مار إلياس في سوريا 2025-06-24مطار دمشق يستقبل حجاجاً من جرحى وزارة الدفاع السورية 2025-06-24السكاف وبدر يناقشان سُبل تعزيز كفاءة الأداء الإداري في وزارة النقل السورية 2025-06-24وزارة المالية السورية تحدد مواعيد صرف الرواتب والأجور للجهات العامة

صور من سورية منوعات “آبل”: الذكاء الاصطناعي يفتقر للتفكير العميق 2025-06-22 اليابان: تطبيق إلكتروني جديد يتنبأ بالسكري 2025-06-22فرص عمل وزارة التجارة الداخلية تنظم مسابقة لاختيار مشرفي مخابز في اللاذقية 2025-02-12 جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • كنو: مستعدون لمواجهة باتشوكا.. وظهرنا بشكل جيد
  • وزير الداخلية السوري السيد أنس خطاب: في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات نُجدّد في وزارة الداخلية التزامنا بمواجهة هذه الآفة التي تهدّد الأمن المجتمعي وسلامة شبابنا وبلادنا، وزارة الداخلية تواصل بحزم وعزم تنفيذ حملات مكثفة لضبط شبكات التهريب والترويج وضرب أ
  • الصين ترغب بـربط الزر الأول بشكل صحيح في العلاقة مع أمريكا
  • نائب يرهن تعديل قانون الانتخابات بعودة البرلمان لجلساته بشكل طبيعي
  • ترامب: إسرائيل ضُربت بشكل كبير ولا سيما بالصواريخ الباليستية
  • ترامب – هل يكون السودان التالي ؟!
  • خطة بن غفير لــ "ليوم التالي" في المواجهة مع إيران.. ما هو هدف تل أبيب التالي؟
  • انخفاض كبير في أسعار الذهب اليوم .. وعيار 21 يتراجع بشكل مفاجئ
  • دهوك تسجل أكثر من 785 ألف ناخب بشكل بيومتري
  • الحرارة أعلى من معدلاتها والجو صحو بشكل عام