الاحتلال يواصل رفض وصول المساعدات إلى غزة
تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT
البلاد – واس
أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل رفض الجهود التي تقودها الأمم المتحدة للوصول إلى الفلسطينيين بالمساعدات الحيوية في قطاع غزة.
وفي آخر تحديث أصدره، دعا المكتب السلطات الإسرائيلية مجددًا إلى تمكين توصيل المساعدات المنقذة للحياة إلى الناس في جميع أنحاء القطاع، بأمان وسرعة وعلى نطاق واسع، وذلك مع استمرار الكارثة الإنسانية في غزة.
وأفاد المكتب أوتشا بأنه يوم الأحد الماضي، سهلت السلطات الإسرائيلية 7 حركات من أصل 22 حركة إنسانية مخططة من قبل الأمم المتحدة، فيما تم رفض 6 منها بشكل مباشر، وإعاقة 5 مهمات، وألغيت 4 بسبب التحديات الأمنية واللوجستية.
وحذر مكتب أوتشا من أن الأعمال العدائية المستمرة وأوامر الإخلاء تستمر في تهجير المدنيين في جميع أنحاء القطاع، مجددا التأكيد بضرورة حماية المدنيين، سواء غادروا أو بقوا، والسماح بأمان للفارين، وتمكينهم من العودة طواعية عندما يسمح الوضع بهذا.
وأضاف المكتب أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أصدر أمر إخلاء جديدًا لسكان حي المفتي في النصيرات بوسط غزة، مبينًا أن 4100 شخص تأثروا بهذا التوجيه الأخير.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 35 فلسطينيًا، خلال حملة دهم وتفتيش، طالت مناطق متفرقة بالضفة الغربية.
وأفاد نادي الأسير الفلسطيني، بأن الاعتقالات تركزت في نابلس، سفليت، جنين، طولكرم والخليل، ومن بين المعتقلين أشقاء وأسرى سابقون، ترافق ذلك مع مداهمة عدد من المنازل والاعتداء على سكانها.
وفي ذات السياق، هدمت جرافات الاحتلال منشآت تجارية في بلدة الجيب شمال القدس المحتلة، في إطار حرب الاحتلال المتواصلة على الوجود الفلسطيني بالمدينة المقدسة.
من جهة ثانية، استشهد أربعة فلسطينيين وأصيب عدد آخر بجروح مختلفة، في غارة جوية إسرائيلية، استهدفت منزلًا في حي الدرج بمدينة غزة.
وأفادت مصادر طبية فلسطينية، بارتفاع عدد الشهداء في القصف الإسرائيلي المستمر على القطاع منذ فجر اليوم إلى 24 شهيدًا وعشرات الجرحى، بينهم أطفال ونساء.
وفي الضفة الغربية، أصيب عدد من طلاب المدارس بالاختناق، خلال اقتحام قوات الاحتلال بلدة خضر جنوب مدينة بيت لحم، وسط إطلاق قنابل الغاز تجاه الفلسطينيين.
كما استشهد 12 فلسطينيًا وأصيب عدد آخر بجروح مختلفة، في قصف إسرائيلي اليوم، استهدف منزلين في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وأفادت مصادر طبية فلسطينية، باستشهاد عشرة فلسطينيين من عائلة واحدة، في غارة إسرائيلية على منزل بمدينة خان يونس، كما انتشلت الطواقم الطبية سيدة وطفلتها، جراء قصف إسرائيلي على منزل في بلدة عبسان الكبيرة شرق المدينة، ترافق ذلك مع قصف مدفعي وجوي مكثّف طال مناطق متفرقة في القطاع.
وكذلك استشهد تسعة فلسطينيين وأصيب عدد آخر بجروح مختلفة، بينهم أطفال ونساء، في قصف جوي إسرائيلي، استهدف منزلاً وخيامًا للنازحين بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، ترافق ذلك مع قصف مدفعي وجوي مكثف طال مناطق متفرقة في القطاع، وعمليات نسف وتدمير واسعة لمنازل وممتلكات الفلسطينيين في مدينة رفح.
وفي الضفة الغربية، اقتحمت قوات الاحتلال مناطق متفرقة من مدن سلفيت، جنين، نابلس، ومخيم قلنديا شمال القدس المحتلة، كما اعتقلت شاباً من بلدة عنبتا بمدينة طولكرم، تخلل ذلك مواجهات، ومداهمة عدد من المنازل والاعتداء على سكانها.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: مناطق متفرقة ذلک مع
إقرأ أيضاً:
من الرصيف العائم إلى حكم العشائر والفقاعات.. فشل للاحتلال بملف المساعدات في غزة
منذ شن الاحتلال عدوانه على قطاع غزة، في تشرين أول/أكتوبر 2023، سعى إلى التحكم بالمساعدات الإنسانية، وكيفية دخولها إلى القطاع، بعد فرض حصار كامل وتجويع على السكان.
واتخذ الاحتلال من ملف المساعدات الإنسانية والغذاء في القطاع، سلاحا، من أجل كسر الفلسطينيين، فضلا عن خلق واقع يجعله يتحكم بحياة السكان، ويخضعهم في ظل رفضهم الاحتلال.
وسعى الاحتلال على مدار شهور العدوان، إلى القيام بعدة مشاريع، فشلت جميعا، في تحقيق ما يهدف إليه، من السيطرة المباشرة على المساعدات وإخضاع الفلسطينيين بالسير وراء مشاريعه للاحتلال العسكري لغزة.
ونستعرض في التقرير التالي، أبرز المشاريع التي فشلت الاحتلال فيها بفرض سيطرته على القطاع من بوابة المساعدات:
الرصيف العائم:
عقب حصار خانق وتجويع وحشي مارسه الاحتلال على سكان قطاع غزة، وخاصة شمال قطاع غزة، خرج الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، في آذار/مارس 2024 بخطة لإيصال المساعدات الغذائية إلى قطاع غزة، عبر البحر، من قبل رصيف عائم تبنيه البحرية الأمريكية قبالة ساحل غزة.
وتقضي الخطة، بنقل المساعدات من جزيرة قبرص، بحرا، عبر سفن، إلى الرصيف العائم الأمريكي، ثم تقوم سفن أخرى بنقله إلى لسان أرضي أقيم في البحر على شاطئ غزة قبالة محور نيتساريم، وتسليمها إلى شاحنات لتدخل إلى شمال القطاع المحاصر والمعزول بالكامل فيه حينه.
وفي أيار/مايو، بدأت مشاكل الرصيف البحري الأمريكي بالظهور، وبسبب الأمواج العالية انفصلت أجزاؤه عن الهيكل، وانجرفت باتجاه شاطئ عسقلان في الداخل المحتل.
وتكرر انفاصل الرصيف العائم مرارا، وتعرض لدمار جسيم، نتيجة الأموال العالية، والأحوال الجوية، ولم يدخل من المساعدات سوى القليل، واضطرت الولايات المتحدة في نهاية المطاف لتفكيك الرصيف العائم، وإنهاء المشروع برمته.
حكم العشائر
عقب الموجة الأولى من العدوان على غزة، خرج وزير حرب الاحتلال المقال يؤآف غالانت، بفكرة سيطرة مجموعات عشائرية على غزة، من أجل التحكم بالمساعدات.
وكانت فكرة غالانت، تقضي بتقسيم غزة وخاصة شمال القطاع، إلى مناطق ونواح، توكل كل واحد لعشيرة معينة، للسيطرة على المكان وتوليها بنفسها مسألة المساعدات.
وزعم غالانت أن هناك عشائر بغزة، معروفة لدى الجيش والشاباك، ستقوم بإدارة الحياة المدنية لفترة مؤقتة، لاستبعاد السلطة تماما من المشهد، وهزيمة حماس وفق قولهم، وسيقوم الاحتلال بعملية تدريب وتمكين لهذه العشائر في المناطق المحددة.
لكن فكرة العشائر فشلت في أول اختبار لها، بعد إدخال وفد أممي، إلى شمال قطاع غزة، وعقد اجتماع مع المخاتير، من أجل تسليمهم ملف توزيع المساعدات والتعاون، معهم، والذين بدورهم رفضوا الفكرة، واًصروا على أن الشرطة الفلسطينية في القطاع هي الجهة المخولة بتأمين المساعدات، ولا يمكنهم أن يكونوا بديلا عنها، إضافة إلى إصدار العشائر الفلسطينية في غزة بيانات ترفض فيه أي تعاون مع الاحتلال وتأكد على حق الفلسطينيين في المقاومة، وضرورة وجود الشرطة لتأمين المساعدات.
الفقاعات الإنسانية:
عقب فشل المحاولات السابقة، خرج غالانت بفكرة أخرى، أطلق عليها اسم الفقاعات الإنسانية، وتعتمد على تقسيم غزة لمئات المربعات الأمنية، التي يحمل كل منها رقما.
وتقوم خطة غالانت على الهجوم على هذه المناطق، والسيطرة عليها بالكامل واحتلالها، ثم العمل على تدريب متعاونين من الاحتلال، وتسليمهم المناطق، تكون هذه الجهات موالية للاحتلال وتتعاون مع جهات دولية.
ولا يقصر دور هذه العناصر المسلحة على الحكم المدني والسيطرة على المناطق، بل مساعدة جيش الاحتلال، في مواجهة المقاومة الفلسطينية والتخلص من مناصريها، وبقاء جيش الاحتلال في المناطق كذلك وتزويد القوات المتعاونة بكافة الوسائل التي تساعد على تشكيل ما وصفه بحكومة بديلة.
لكن خطة غالانت فشلت، مع تصاعد خلافاته مع نتنياهو، بشأن العمليات العسكرية التي فشلت في غزة، خاصة بعد فشل الهجوم على خانيونس ورفح وعدم استعادة الأسرى الذين زعم الاحتلال أن العمليات هناك لأجل استعادتهم.
الأنزالات الجوية:
في ظل تفاقم عملية التجويع التي مارسها الاحتلال، على مناطق غزة، خاصة شمال القطاع، خرجت الولايات المتحدة، بفكرة إنزال المساعدات الجوية، عن طريق الجو، بالتعاون مع عدد من الدول العربية.
وبدأت عمليات الإنزال الجوي، في أواخر شباط/فبراير 2024، بالتنسيق مع قوات الاحتلال، وألقيت المساعدات عبر مظلات ضخمة، وكان تحمل أطعمة جاهزة جنوب وشمال القطاع.
واستخدمت طائرات شحن عسكري كبيرة، محملة بطرود من المساعدات، لكن العملية تعرضت لإشكاليات كبيرة، منها فشل الكثير من عمليات الإنزال في وصول المساعدات إلى القطاع، وسقوطها في الأراضي المحتلة عام 1948، ومواقع سيطرة قوات الاحتلال.
كما سقطت الكثير من المظلات في عمق بحر قطاع غزة، وأتلفتها مياه البحر، فضلا عن عدم قدرة الغزيين على الوصول إليها وإطلاق النار عليهم من زوارق الاحتلال، وانجراف المساعدات إلى شواطئ الاحتلال.
كما تسببت عدة عمليات إنزال في استشهاد الكثير من الفلسطينيين، بعد سقوطها عليهم وإصابة آخرين، كما سقطت طرود دون مظلات بعد تمزقها، إضافة إلى قلة كميات المساعدات التي ألقيت على غزة ولم تساهم في حل عملية التجويع التي تسبب بها الاحتلال.