يمانيون../
أوضح مراقبون أن دول العدوان قد استخدمت كل إمكانياتها في عدوانها على اليمن ومن الأساليب التي استخدمها العدوان محاولة إفشال تماسك الجبهة الداخلية من خلال السعي إلى شق الصف الوطني ودفع الأموال للعملاء والمرتزقة لمحاولة إثارة الفوضى وبث الدعايات المغرضة والتصريحات المدسوسة والأخبار المغلوطة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لإضعاف وإفشال الجبهة الداخلية ومن ثم انهيار الجبهات الداخلية والخارجية وكل هذه المخططات كان مصيرها الفشل…
مشيرين إلى عدد من العوامل الرئيسية التي تسهم في تماسك الجبهة الداخلية في سياق الاستطلاع الآتي .

. نتابع:

البداية مع الكاتب والمحلل السياسي محمد حسن زيد حيث يقول: إن معركتنا اليوم هي معركة إعلامية قبل أن تكون عسكرية وان الخرق الإعلامي الذي قامت به قناة الجزيرة (إذاعة البي بي سي) فاحتلت الصدارة ووصلت إلى كل بيت عربي استطاعت به احتكار التأثير على الجمهور وخلق قناعات معينة أدت إلى تغيير أنظمة سياسية من الداخل دون حروب.
وقال زيد : لدينا عشرات آلاف المقاتلين لكن إن تم إقناعهم ان المعركة منتهية انهزموا بلا قتال، لكن إن تم إقناعهم ان المعركة ضرورية وأخلاقية فسيحققون النصر الساحق لأن أساليب العدو واهية ولا تقوم إلا على المكائد والأكاذيب.
وأضاف: إزاء كل ما سبق ينبغي أن يدرك الجميع أن تماسك الجبهة الداخلية يتطلب تحمل المسؤولية وادراك خطورة المرحلة ومواجهة التحديات بحزم انطلاقا من المسؤولية الدينية فالساعة ساعة جد لا تهاون فيها.
شتى المجالات:
الناشطة والثقافية رجاء المؤيد تقول من ناحيتها : إن من أهم العوامل التي تحافظ على تماسك الجبهة الداخلية أولا: هدى الله والاهتمام بنشر الهدى في المجتمع اليمني خصوصا والإسلامي عامة بل وللناس كافة، وذلك من خلال الاهتمام بكتاب الله والثقافة القرآنية الذي أمر الله تعالى بتعلم القرآن وتدبر آياته وفهمها عن طريق تعلم كل علم يساعد في فهم القرآن كتعلم اللغة العربية وعلومها كالنحو مثلا وباقي العلوم، لأن القرآن نزل بلسان عربي مبين، واما لغتنا الدارجة والعامية فإنها أصبحت هجيناً من عدة لغات وثقافات وذلك عبر الاهتمام بالمناهج التعليمية في المدارس والجامعات ومراكز تعليم القرآن .
وتابعت المؤيد: يجب ألا نكتفي بحفظ المصحف فقط، فالحفظ دون تدبر لا ينفع أبدا وإنما تشجيع الحفظ مع الفهم، وأن يكون القرآن دستورنا واقعا ليس مجرد شكليات، أي نستمد القوانين والأحكام من القرآن الذي فيه كل الحلول لمشاكلنا ودوائنا (ما فرطنا في الكتاب من شيء) وبهذا الهدى والقرآن يستقيم حال الناس وتهذب وتزكى النفوس وتصل إلى تقوى الله، فيزداد الناس هدى (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآَتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ) محمد- (17).
وقالت المؤيد إن العدل أساس وعامل مهم في تعزيز صمود الجبهة الداخلية وترسيخ المحبة بين الناس والدولة وان العدل في كل شيء والمساواة بين أفراد الشعب اليمني في تلبية احتياجاتهم الضرورية والمشاريع الخدمية للناس كافة شمالا وجنوبا شرقا وغربا ولكل أبناء الوطن انصارا وغير انصار، يؤدي إلى وحدة الساحات وتماسكها.
وبينت أن الإحسان وتعزيز هذه الصفة الحميدة بين الناس من خلال تشجيع وزيادة المبادرات المجتمعية لبناء البلاد سواء في عمل مشاريع خدمية تخدم المجتمع أو على المستوى الشخصي الفردي، اقصد كما كان في السابق في مجتمعنا الذي كان الناس يفزعون لعون بعضهم بعضا سواء في البناء أو الترميم أو النظافة أو في المناسبات سواءً كانت أفراحا أو أتراحاً، أما في زمننا الحاضر وخاصة في المدن الكبيرة والعاصمة فإنه أصبح الغالب من الناس لا يعرف بعضهم بعضا ولا يعرف الجار جاره .
موضحة أن معالجة القضايا والمشاكل الاجتماعية والعصبيات التي تؤدي إلى الاختلاف والتنازع كمظاهر العصبية الجاهلية والحزبية والمذهبية ونشر ثقافة الأخوة الإيمانية والمحبة (إنما المؤمنون أخوة) وثقافة تركيز العداوة ضد الكفار واليهود وتولي المؤمنين (أشداء على الكفار رحماء بينهم) ضرورة لا غنى عنها.
وأشارت إلى أهمية الإعداد لمواجهة الأعداء (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم)، مبينة أن الإعداد ليس فقط عسكريا بل على كل الصعد تربويا، وثقافيا أمنيا وعسكريا لردع كل عدو ظاهر وباطن كما يحصل من كشف خلايا التجسس.
وقالت إن محاربة الفساد بكل صوره وأوجهه، الفساد الأخلاقي والفساد الاقتصادي والفساد السياسي والفساد الاجتماعي والثقافي ضرورة حتمية، لأنه يهدم النفسيات والأوطان كالسوس الذي ينخر في الحبوب، ولأن الفساد سبب هلاك الأمم.
وأكدت في حديثها على أهمية نشر المبادئ والأخلاق الإيمانية وتعزيزها بين أفراد المجتمع والتشجيع على تأديتها كتيسير الزواج للشباب والتخفيف في العادات المستوردة في الأعراس التي تحتاج إلى ملايين تنفق في ليلة واحدة، ومحاربة الفحش في القول والعمل.
المرحلة خطيرة :
من جانبه يقول الإعلامي يحيى الرازحي : بعد أن فشل التحالف الشيطاني السعودي الإماراتي طوال أكثر من تسع سنوات من العدوان في إركاع الشعب اليمني، دخل ثلاثي الشهر أمريكا وبريطانيا وكيان العدو الإسرائيلي في حرب مباشرة مع قواتنا المسلحة وشعبنا اليمني العظيم، نتيجة لفشل أذيالهم في تحقيق أي نصر، وفي هذه المرحلة الحساسة من عمر العدوان الذي يأتي بالتزامن مع دخول قواتنا المسلحة عامها الأول في المواجهة مع ثلاثي الشهر نصرة لغزة، يتطلب ذلك منا نحن أبناء شعب الإيمان والحكمة الصمود والتماسك خصوصا الجبهة الداخلية التي طالما راهن عليها العدوان لاستهداف الداخل اليمني.
وقال الرازحي : نحن جميعاً نعرف أن دول العدوان قد استخدمت كل إمكانياتها في عدوانها على اليمن ومن الأساليب التي استخدمها العدوان محاولة إفشال تماسك الجبهة الداخلية من خلال السعي إلى شق الصف الوطني ودفع الأموال للعملاء والمرتزقة لمحاولة إثارة الفوضى وبث الدعايات المغرضة والتصريحات المدسوسة والأخبار المغلوطة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لإضعاف وإفشال الجبهة الداخلية ومن ثم انهيار الجبهات الداخلية والخارجية وكل هذه المخططات كان مصيرها الفشل.
مبينا: اليوم نجد أن الوعي الكبير الذي يتحلى به أبناء يمن الإيمان والحكمة والخروج المشرف في مختلف الساحات نصرة لغزة أوصل رسالة لكل الأعداء مفادها إنكم قد فشلتم في استهداف أبناء يمن الإيمان والحكمة.
وأوضح الرازحي أن من العوامل التي تُسهم في الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية وتعزيز الصمود الوطني، هو الإيمان بالله والثقة المطلقة به، مع الرجوع إليه واليقين بأنه ناصر للمستضعفين الذين يدافعون عن دينهم، كما جاء في قوله تعالى: (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم).
وتابع قائلا : إن الوحدة تعدّ ركيزة أساسية لتحقيق النصر، كما قال الله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا)، وحذر من التنازع بقوله: (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم).
وأشار إلى أن استشعار المسؤولية تجاه الوطن وتحملها بجدية واهتمام، والعمل الدؤوب على تغيير واقع الأمة الإسلامية والخروج بها من دائرة الذل والقهر والهوان، عامل حاسم في تحقيق التماسك الوطني، كما أن دعم الجبهات بكل الإمكانيات والصمود المستمر يمثلان حجر الزاوية لضمان الأمن والاستقرار، فهذه المرحلة تتطلب التضحيات لتوفير الطمأنينة والسكينة، والتأكيد على أن أبناء الأنصار هم حقاً أهل الحكمة والإيمان.
وأكد الرازحي أهمية التصدي لممارسات العملاء الذين يسعون للتفكيك والإرجاف ونشر الخوف، مع تعزيز الوعي الشعبي تجاه مخططاتهم وأكاذيبهم، وتقديمهم للعدالة، ورفض السماح لهم بالتعايش في مجتمع يسعون لتدميره على كافة المستويات.
فيما اكتفى أمين عام مجلس الشورى القاضي علي عبدالمغني بالقول إن خطوة صرف المرتبات شهريا وإقامة العدل هما أساس تماسك الجبهة الداخلية.

الثورة / أسماء البزاز

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: تماسک الجبهة الداخلیة من خلال التی ت

إقرأ أيضاً:

التهافت على المال

الله عز وجل لما خلق البشرية جعل بينهم الرحمة والمودة والإنسانية واللطف، فلا يمكن أن تستقيم الحياة إذا انتفت الأخلاق السامية والرحمة بين البشر والتعاون فيما بينهم، لابد أن يكون مبدؤنا في عمارة الأرض هو التكاتف وخدمة الناس كل بما أعطاه الله، وأن تكون نظرتنا تشاركية في المغنم والمغرم ، الحياة لن تدوم والآيات القرآنية والأحاديث النبوية والكتب السماوية قد دلت على ذلك؛ بل وزهدت في الدنيا المؤقتة وأنها طريق إلى الجنة والحياة الأبدية ،

ولما خلق الله الدنيا جعل المال والبنون زينتها، قال الله تعالى {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا} المال هو عصب الحياة وهو من أسباب الرفعة في الدنيا ومع تكاثر المعاملات المالية أصبح الناس رأس ماليين الكل يفكر كيف ينمي ثروته سواء بتجارة أو بوظيفة مرموقة وهذا محمود،

ولكن غير المحمود عندما ينتقل حب المال إلى نفوسنا ويقتل الإنسانية والرحمة ويكون هو المحرك الأساس في التعامل والتواصل مع الناس، فلا نتحدث إلا بالمال ولا نعمل إلا لأجل المال ولا نتواصل إلا لأجل المال؛ بل حتى وصل بعضهم إلى بيع دينه ووطنه لأجل المال ،

فعندما يتَشرب قلبه بتلك الأرصدة البنكية قد يصل إلى مرحلة أن يتجرأ على أكل المال الحرام من ربا وتعاملات مشبوهة والكذب والتدليس وأخذ أموال الناس بغير حق والاستيلاء على حقوق اليتيم ويبيع وطنه بترويج المخدرات ، لأن منتهى غايته أن يصل إلى الدراهم والدنانير ويكنزها ولايفكر أنها سوف تغمسه في النار عند وضع الموازين بالقسط ، والبعض قد يكون أخذ المال بالحلال ولكن أصبح قلبه معلقاً بالدراهم وهي المحرك له،

فتمل الجلوس معه فلا يتكلم إلا عن كيفية كسب ذلك المال وماهي الطرق التجارية والأسهم التي ترفع من أرصدته البنكية ومحور تفكيره واهتمامه في الدنيا ، وعندما تنظر ماذا قدم للأخرة تجده محروماً لم يقدم إلا القليل لم يكفل يتيماً ولم يقضِ حاجة مسكين ولم يطعم جائعاً! صدأ قلبه عن الإنفاق فهو يرى أن ذلك ينقص من ماله ، عندما تحدث قضايا مجتمعية وتحتاج إلى من يتبنى الوقوف لحل تلك القضايا ينقسم الناس إلى قسمين قسم يتلذذ بالعمل ويجعل هدفه كيف يكون مساهماً في حل تلك القضية التي أرقت الناس فيقضي ليله ونهاره في التفكير في الحلول المنطقية وبكل احترافية يبتغي بذلك الأجر والمثوبة مع مايتقاضاه من أجور دنيوية إن تيسرت ولكن هدفه الرئيس هو قضاء حوائج الناس ،

وقسم آخر يفكر بماسيجنيه من تلك الأعمال فهمه كم سوف أحصل عليه من حفنة مال؟ ولا يعمل إلا إذا أخذ ويعطي بقدر ما أخذ لا تهمه تلك القضية حلت أم لا فمنتهى مراده كم ارتفع الرصيد البنكي فهؤلاء المساكين لم يذوقوا طعم الحياة الحقيقية فقد أعمى الله أبصارهم عن فعل الخير ، إن أعمال الخير إذا خالطها حب المال والتعلق به فسدت النية ،

فلا نجعل المال هو منتهى علاقاتنا وإنسانيتنا فنتقاطع ونتدابر ونتباغض فكم من أخ فارق أخاه لأجل حفنة مال وكم من زوج فارق زوجته لأجل الاختلاف على المال وكم من صديق فارق صديقه ودخلوا المحاكم لأجل المال وكم من أولاد اختلفوا مع والدهم لأجل المال وكم من أسر تقاطعت لأجل الميراث من الأموال وكم وكم أمثلة لاتعد ولاتحصى وهذه الفتنة التي تصدأ منها القلوب عظم رسول الله ﷺ شأنها، فقال:( إن لكل أمة فتنة وإن فتنة أمتي المال)،

ولذلك كان ﷺلا يخشى على أصحابه الفقر،( ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى أن تفتح عليكم الدنيا فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم )،

وفي الختام تأمل قصة قارون عندما رزقه الله سعة وكثرة من المال والرزق الوفير حتى فاضت خزائنه وكانت مفاتيحها يحملها المجموعة من الأشداء فطغى وبغى وتجبر على قومه وربما حرمهم من حقوقهم في ذلك المال ونصحه قومه بتمتع بالمال في الدنيا ولاينس الآخرة فإنها خير وأبقى ولكن غرته تلك النعمة فلم يستجب ونسبها إلى نفسه وعلمه ولم يسمع لنداء قومه وافتتن الناس به وتمنوا مكانه فعاقبه الله وخسف به و بداره الأرض فهي سنة كونية لاتبديل لخلق الله فمن طغى وتجبر في الأرض على عباد الله فلن يتركه الله سدى، اللهم لاتجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا واجعل الجنة هي دارنا وقرارنا برحمتك يا أرحم الراحمين .

مقالات مشابهة

  • اليمن يحسم المعركة .. انكسار أمريكي وتصدّع صهيوني في وجه الصمود اليمني
  • الرئيس الشرع: نلتقي اليوم على ثرى حلب الشهباء هذه المدينة التي ما انحنت لريح ولا خضعت لعاصفة بل كانت القلعة وكانت الجدار وكانت الشاهد على الصمود
  • التهافت على المال
  • إبراهيم عثمان: (أحلام الناس.. كوابيسهم)!
  • في يمن الصمود:قصص نجاح على طريق ثورة تحقيق الاكتفاء الذاتي على هدى الله
  • أمين عام حزب الله: اليمن قدم نموذجا في الصمود أمام العدوان الأمريكي والاسرائيلي
  • ما الذي يفعله فينا عجزنا تجاه أطفال غزة؟
  • الجبهة الشعبية: اليمن الشجاع يُقدّم نموذجاً ملهماً في الانتصار لفلسطين وغزة
  • الجبهة الشعبية: اليمن يُقدّم نموذجاً ملهماً في الانتصار لفلسطين وغزة
  • الجبهة الداخلية: صمام أمان الاستقلال ومستقبل الأردن