لبنان ٢٤:
2025-07-06@05:42:32 GMT

استشارات التأليف نحو استعجال حكومة تكنوقراط

تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT

بدت الإطلالة الرسمية والسياسية الأولى للرئيس المكلف تأليف أولى حكومات العهد الجديد نواف سلام أمام الرأي العام اللبناني والدولي مكملة تماماً لأدبيات والتزامات خطاب القسم .

وتنظر أوساط سياسية مؤيدة لتكليف نواف سلام إلى مضمون بيانه من زاوية محاكاته للأولويات الأشد الحاحاً للبنان وادراكه طبيعة التحديات التي ستلقى على حكومته بحيث تشبه أولى حكومات ما بعد الطائف الذي خصصه سلام في بيان بحيّز مهم للغاية.

ولذا بدت المعطيات التي عكستها هذه الأوساط مساء أمس ميّالة إلى الايجابيات وتوقع إنطلاقة مبشرة لعملية تأليف الحكومة، عقب الاجتماع الثلاثي الذي ضم الرؤساء جوزف عون ونبيه بري ونواف سلام في قصر بعبدا والذي تبعه اجتماع ثنائي مطول بين عون وسلام جرى خلاله الاتفاق على العناوين العريضة لاستعجال تشكيل الحكومة ومنع تنامي أي اشكالات قد تهدّد إقلاع العهد والحكومة بزخم منتظر داخلياً وخارجياً، ثم الجولة التقليدية التي قام بها الرئيس المكلف على رؤساء الحكومة السابقين وسمع خلالها تشجيعاً كبيراً واشادة بالتوجهات التي تضمنها بيان التكليف. ولكن هذه الانطباعات اصطدمت مساء أمس بمعلومات ترددت عن اتجاه "حزب الله" الى مقاطعة استشارات التأليف، ولكن أوساطا قريبة منه قالت إن لا موقف نهائياً بعد حيال المشاركة في الاستشارات، فيما تترقب الجهات المعنية المواقف النيابية التي ستعلن اليوم وغداً في الاستشارات النيابية غير الملزمة التي سيجريها الرئيس سلام في مجلس النواب لبلورة ما بدا اتجاهاً قوياً لدى الرئيسين عون وسلام الى حكومة تكنوقراط بالكامل تراعي التمثيل النيابي الشامل. وأما في ما يتصل بالموقف النهائي للثنائي الشيعي من المشاركة أو عدمها في الحكومة، فإن الأمر لن يتبلور بسرعة قبل تقدم المشاورات التي سيشرع في إجرائها سلام فور إنتهاء الاستشارات في المجلس مع اتجاهه الواضح إلى عدم استهلاك وقت طويل لإنجاز التشكيلة الحكومية.
وتوقفت مصادر سياسية مطلعة عبر«اللواء» عند توافق الرئيسين عون وسلام عند رفضهما إقصاء أي مكوِّن أو كسره وبددا هواجس المكون الشيعي، مشيرة إلى أن هذا الاطمئنان المشترك كفيل بأن يرتب الوضع خصوصا بعد مواقف مرتفعة السقف من هذا المكون وهناك ترقب لتلقفه الموقف. 
ولفتت هذه المصادر إلى أن سياسة اليد الممدودة عكسها الرئيس المكلف من قصر بعبدا.
وأوضحت أن الموقف من عدم كسر أحد عبر عنه رئيس الجمهورية أمام المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، مشيرة إلى أن رئيس الجمهورية تجنب أي حديث عن شكل الحكومة الذي يرغب في قيامها كحكومة العهد الأولى وأكد أهمية إتمام التأليف بأسرع وقت كي  يتمكن العهد من الانطلاق، كما يرغب في أن يشارك فيها الجميع.
واعتبرت أن تشكيل  الحكومة من دون أي تباطؤ ووضع العراقيل  هو المطلوب. 
ولفتت إلى أن المسألة لا تتصل بميل إلى حكومة معينة أو تركيبة محددة إنما بمشاركة جميع المكونات.
اما أوساط مراقبة فقالت ان الحكومة لن تكون فضفاضة ويتعاون الرئيسان عون وسلام في تأليفها وفقا للدستور، ولذلك سيتشاوران للإتفاق على شكلها وليسا في وارد تجاوز الأصول.
وعن صيغة الحكومة، يجري التركيز على فصل النيابة عن الوزارة، وتأليف حكومة من 24 وزيراً اخصائياً ولا ينتمون الى الاحزاب، وصيغة اخرى من 30 وزيراً بينهم 6 وزراء سياسيين.
وكتبت" الديار": تبدو اجواء كل من الرئيسين عون وسلام ، متطابقة الى حد كبير لجهة كيفية التعامل مع المرحلة المقبلة، وهو ما اصر الاثنان على ايصاله لمن يعنيهم الامر سواء في تصريحاتهم العلنية، او خلال اللقاءات والاتصالات المغلقة، فانه من الجدير للاهتمام التوقف عند 3 نقاط بارزة في كلمة الرئيس المكلف، ابرزها:
-جاء خطابه منسجما مع التطلعات التي عبر عنها خطاب القسم بشكل واضح، لجهة اعادة بناء الدولة، تنفيذ القرارات الدولية، استعادة القانون موقعه.
-تاكيده على رغبته في التعامل مع الجميع، في حديثه عن « اليدين المدودتين» وتحديدا للثنائي الشيعي، في حال كان يعتبر ان هناك من يحاول اقصاءه.

-غياب اي اشارة الى ملف الانتخابات النيابية وقانون الانتخاب.

وكتبت" الديار": تتقاطع مصادر مواكبة للاتصالات الجارية، على انه من مصلحة الثنائي المشاركة في الحكومة، خصوصا انه يملك بعضا من خيوط اللعبة التي مارسها مع انتخاب رئيس الجمهورية، وهو ما يجعل من المستحيل على اي حكومة ان تسير من دونه، للحفاظ على التوازنات داخلها، ولتلافي حصول» ازمة حكم»، وهنا التحدي الاساس امام الثنائي، بعيدا عن الحصص، في عملية اعادة ترميم علاقاته مع حلفائه و»شدشدة» التعاون معهم داخل مجلس الوزراء.
وابدت المصادر اعتقادها، بان اتجاه الامور لا يدل على ان البلاد تتجه الى ازمة حكم، نتيجة حرص حزب الله على الاستقرار العام واهتمامه باعادة اعمار ما تهدم، بالاضافة الى ان اجواء الساعات الاخيرة والمواقف الصادرة عن الرئيسين، ايجابية وتدعو الى «الاطمئنان»، آملة ان يكون ما حصل بمثابة غيمة صيف ومرت، خصوصا ان زيارة وفد المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الى بعبدا تصب في هذا الاتجاه، حيث سمع كلاما واضحا من عون مفاده انه «لا يمكن لمكون ان ينكسر وغيره ألا ينكسر، فإذا انكسر مكون، ينكسر لبنان بأسره».
وختمت الاوساط بان المعطيات المتوافرة حتى الساعة، تؤكد على رغبة جامعة من كافة الاطراف للمشاركة في الحكومة الجديدة، التي يرجح ان تكون من 24 وزيرا، حيث تمثل كل كتلة من 5 نواب بوزير، على ان يتم اختيارهم من اصحاب الكفاءة والاختصاص، من قبل الاطراف والاحزاب السياسية، والابرز على هذا الصعيد هو توجه كل من رئيس الجمهورية جوزاف عون والحكومة نواف سلام الى عدم حصولهما على حصص وزارية، في سابقة ستكون الاولى منذ تطبيق دستور الجمهورية الثانية، حيث اعتاد الرؤساء على ان تكون لديهم كتلة وزارية ونيابية.

وبرز حرص سلام في بيانه على تقديم إعادة الإعمار كأولوية اساسية معلناً أنها "ليست مجرد وعد بل إلتزام"، وقرن ذلك بالتشديد الموازي على "التنفيذ الكامل للقرار 1701 وكل بنود إتفاق وقف إطلاق النار، وفرض الانسحاب الكامل للعدو من آخر شبر محتل من  الأراضي اللبنانية". وقال "إن هذا يقتضي العمل أيضاً على بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها بواسطة قواها الذاتية، كما جاء حرفياً ونص عليه إتفاق الطائف". ولفت إلى "أن الأساس في الإصلاحات السياسية هو العمل على تنفيذ أحكام الطائف التي لم تنفذ بعد، وعلى تصحيح ما نفذ منه خلافاً لنصه أو روحه، وعلى سد ثغراته. وهذا لا يتحقق من دون العمل على تطبيق اللامركزية الإدارية الموسعة، ومن دون سلطة قضائية مستقلة ومؤسسات أمنية فاعلة". ورداً على بعض الهواجس التي أثيرت بالأمس، قال: "إنني بفطرتي وتكويني وممارستي السياسية لست من أهل الإقصاء بل من أهل الوحدة. ولست من أهل الاستبعاد بل من أهل التفاهم والشراكة الوطنية. ويداي الإثنتان ممدودتان إلى الجميع للإنطلاق سوياً في مهمة الإنقاذ والإصلاح وإعادة الإعمار". وتوجه إلى الشباب بالقول "إن لبنان الذي سنعمل لأجله هو لبنان الذي يحتضنكم لتعيشوا فيه بأمان". 
الرئيس المكلف سلام، جال على رؤساء الحكومات السابقين والتقى تباعاً الرؤساء نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة، تمام سلام، ويجري الاستشارات النيابية غير الملزمة اليوم للكتل النيابية وغداً للنواب المستقلين في مبنى مجلس النواب. وأوضح سلام أنه سيستمع إلى النواب اليوم "وعندما يكون لدي تصور فساشاركه مع الإعلام للرأي العام ونحن في عهد جديد ونريد له انطلاقة سريعة".

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: رئیس الجمهوریة الرئیس المکلف سلام فی على ان إلى أن من أهل

إقرأ أيضاً:

مرحلة إعادة التشكل الداخلي.. طريق النضج وسلام الروح

يمرّ الإنسان خلال مسيرة حياته بمحطات فارقة، من أكثرها عمقًا ما يُعرف نفسيًا بـ «مرحلة إعادة التشكّل الداخلي». هي تلك اللحظة التي ينسحب فيها المرء من صخب العالم، ويختار العزلة عن الضجيج؛ لا لأنّه ضعيف، بل لأنه بلغ من النضج حدًا يدفعه للتأمل، لإعادة ترتيب ذاته من الداخل، لاستيعاب ما مرّ به من مشاعر وتجارب.

إنها فترة صمت داخلي، مرهقة نعم، لكنها ضرورية. تبني فيك وضوح الرؤية، وتمنحك قوة حقيقية في مواجهة الحياة. احترام هذه المرحلة، وعدم استعجال الخروج منها، هما أول خطوة نحو الوعي والنضج الحقيقي.

وفي خضم هذا الصمت، لا تستهِن بأثرك الطيّب، فقد تكون نورًا لأحدهم دون أن تعلم. ربما ألقيت كلمة استقرت في أعماق قلب، فكانت نقطة تحول لا تُنسى. ربما قدمت نصحًا صادقًا غيّر حياة إنسان إلى الأفضل. قد تزرع بذرة خير وتمضي ناسيا، لكنها تنبت شجرة يستظل بها المارّون، ويأكل من ثمارها العابرون.

كن خيّرًا بقولك وفعلك، ولا تحقر من المعروف شيئًا، فأنت لا تدري أي دربٍ تُضيء، وأي روح تبني، وأي أثر تترك. طوبى لمن كان مصدرًا أصيلا للخير، يبني الإنسان لأجل الإنسان.

وهكذا هي الحياة. ليست كل الجراح تُداوى باعتذار، ولا كل الخطايا يُكفّر عنها بكلمة. البعض لن يعتذر، ولن يقرّ بما فعل، ولا بأس، لأن قيمتك لا تُقاس بأفعالهم. كل تجربة، سواء أكانت مؤلمة أو مبهجة، ساهمت في بنائك كما أنت اليوم. الغفران ليس لأجلهم، بل لوجه الله ولسلامك الداخلي.

الاستياء لا يؤذي إلا قلبك، فدع عنك ما لا يُصلح روحك، وركز على ذاتك، طوّرها، وكن مع من يمنحك دعمًا لا يُشترى. تذكّر دومًا: قيمتك لا تُحدّد بأحكام الآخرين، فامضِ قدمًا، وتعلّم من دروس الحياة.

ولأننا بشر، فمن الطبيعي أن نختلف، أن نعيش كما نرى نحن، لا كما يفرضه غيرنا. لا شأن لأحد بك، كما لا شأن لك بأحد، ما دمت لا تؤذي ولا تُؤذى. خذ خير الناس، وادفع شرك، لكن لا تُجبَر على ما لا يليق بك.

ولا تتدخل فيما لا ترى صورته كاملة. أنت لا ترى المشهد من كل الزوايا، ترى فقط من نافذتك، ومن نافذتك فقط. دع عنك إصدار الأحكام، ولا تفرض قناعاتك على من يسلك طريقًا غير طريقك.

ترفّق، فالكل لديه روح، والكل قادر على الإيذاء، فلا تتوهّم أنك محصّن. أنت هش، مجرد إنسان، عظيم حين تبقى إنسانًا، ولا شيء إن فقدت هذه الإنسانية بل «حين تُصبح التجارب أثقالًا لا دروسًا...».

ثمة لحظة حاسمة في حياة كل إنسان، تأتي دون موعد، لا يسبقها نذير، لكنها تترك في القلب أثرًا لا يُمحى. لحظة تُدرك فيها أن كل الطرق التي اضطررت إلى تركها بعدما استُنزفت في عبورها، لم تكن دروبًا نحو النضج كما كنت تُوهم نفسك، بل كانت محطات استنزاف متتالية جرّدتك من شيء لا يُعوّض: شغفك بالحياة.

تُدرك فجأة أن المعارك التي خُضتها بكل ما فيك من طيبة، والتي حاولت أن تبرر قسوتها بأنها كانت سبيلًا للنضج، لم تكن سوى محطات نزفٍ داخلي، أفقدتك الكثير من خِفّة روحك. كل من اتكأت عليهم في لحظة ضعف، ثم أداروا ظهورهم، كانوا يهدّون في داخلك شيئًا عزيزًا اسمه «الثقة». وكل أولئك الذين كنت تواسيهم ليلًا، ظانين أنك مادة خام للأمل، لم ينتبهوا يومًا لليالٍ كنت فيها الأحوج لمن يربت على قلبك.

تمر بك الأيام، وتوهم نفسك أن كل ما حدث صار من الماضي، وأن الألم قد هدأ، وأن النضج قد حلّ محلّ الضعف. لكن الحقيقة التي لا تُقال كثيرًا، هي أنك لم تنضج كما كنت تظن، بل تهشّمت بصمت. صرت تخاف من المحاولة حتى لو رأيت النجاح ماثلًا أمامك، صرت ترتاب من الناس، حتى لو رأيت قلوبهم ممتلئة محبةً تجاهك.

وفي لحظة إدراك مريرة، تجد نفسك وقد تحوّلت إلى كتلة من الخوف، بها شظايا إنسان كان يظن أن الأيام ستصقله، فإذا بها تتركه حطامًا، يحاول لملمة نفسه في كل مرة، لكنه يزداد تفتتًا.

ليست كل التجارب دروسًا، وليست كل النهايات نضجًا. أحيانًا، ما نظنه «نضج الأيام» هو فقط بقايا شخصٍ كان يثق، كان يحاول، وكان يحب الحياة... ثم لم يعد.

مقالات مشابهة

  • ترامب وسلام القوة!
  • أطراف من "سلام جوبا" تطالب بإشراك الوساطة.. خلافات توزيع السلطة تؤجل اكتمال الحكومة
  • رئيس الحكومة اللبنانية يطالب بتوقيف المشاركين بالاستعراض المسلح في العاصمة بيروت
  • الاتحاد الأوروبي يمدد مهام بعثة “يوبام” في ليبيا حتى يونيو 2027 بميزانية 52 مليون يورو
  • الرئيس الشرع: الهوية التي نطلقها اليوم تعبر عن سوريا التي لا تقبل التجزئة ولا التقسيم الواحدة الموحدة
  • الرئيس الشرع: الهوية تعبر عن بناء الإنسان السوري وترمم الهوية السورية التي ألفت الهجرة بحثاً عن الأمن والمستقبل الواعد، فنعيد إليها ثقتها وكرامتها وموقعها الطبيعي في الداخل والخارج
  • الرئيس الشرع: شعبنا العظيم إن الهوية التي نطلقها اليوم تعبر عن سوريا التي لا تقبل التجزئة ولا التقسيم، سوريا الواحدة الموحدة، وإن التنوع الثقافي والعرقي عامل إغناء وإثراء لا فرقة أو تنازع
  • مرحلة إعادة التشكل الداخلي.. طريق النضج وسلام الروح
  • هذه الرتب التي قلدها الرئيس تبون
  • نائب:حكومة البارزاني تكذب بالتزاماتها تجاه مطالب الحكومة الاتحادية