لعبت مصر منذ اشتعال فتيل الحرب في غزة في أكتوبر 2023 دورا فاعلا ضمن محاولات دولية لوقف الحرب في غزة والتخفيف من وطأة الحرب، بالدفع نحو إيصال المساعدات الإنسانية رغم تعنت الجانب الإسرائيلي أمام جميع المحاولات الدولية.

الرئيس عبدالفتاح السيسي لعب دورا مهما مع الأجهزة المعنية لمتابعة المفاوضات التي تمت، والتحرك على المستويات الخارجية، للتوصل إلى وقف إطلاق النار الحالي، بداية من الدعوة لمؤتمر القاهرة الدولي للسلام الذي تحت رئاسته والذي حضره ممثلو 34 دولة في 21 أكتوبر 2023 أي بعد أسبوعين فقط من اندلاع الحرب.

7 أكتوبر 2023

منذ تنفيذ عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023، كانت قضية غزة الشغل الشاغل للرئيس السيسي، حيث وجّه الرئيس بتكثيف الاتصالات المصرية لاحتواء الموقف ومنع المزيد من التصعيد بين الطرفين.

كما تلقى الرئيس السيسي، اتصالًا هاتفيًا من قادة العالم وبينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، والملك عبدالله الثاني بن الحسين، ملك الأردن، وشارل ميشيل رئيس المجلس الأوروبي، والرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، والمستشار الألماني أولاف شولتز، لبحث الجهود الرامية لوقف التصعيد الراهن بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

9 أكتوبر 2023

بعد 48 ساعة من عملية طوفان الأقصى توالت الاتصالات الدولية والإقليمية بين الرئيس السيسي وعدد من قادة العالم شملت الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات، وكيم جين بيو رئيس الجمعية الوطنية بكوريا الجنوبية، وكارل نيهامر مستشار النمسا، والرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس، وأنطونيو جوتيريش، سكرتير عام الأمم المتحدة، والأمير محمد بن سلمان، ولي عهد السعودية رئيس مجلس الوزراء، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

كما تلقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، اتصالًا هاتفيًا من الشيخ تميم بن حمد آل ثان، أمير دولة قطر، والسلطان هيثم بن طارق سلطان عمان، وأورسولا فون ديرلاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، ومارك روته، رئيس وزراء هولندا، وأنطونيو جوتيريش، سكرتير عام الأمم المتحدة، والرئيس الروسي، حيث تناولت الاتصالات تبادل الرؤى لكيفية وقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين والأسرى وإيصال المساعدات.

وطيلة 15 شهرا هي عمر الحرب على غزة، لم تتوقف الاتصالات بين الرئيس السيسي وقادة العالم والتي كان آخرها تلقيه اتصالا من الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن الذي أشاد بدور مصر التاريخي في حل النزاعات في منطقة الشرق الأوسط، وذلك عقب التوصل لقرار وقف إطلاق النار.

لقاءات الرئيس السيسي

شهدت القاهرة منذ الأسبوع الأول للحرب حراكا متصلا في ضوء المحاولات الرامية لوقف الحرب، حيث استقبل الرئيس السيسي قادة العالم، ووصل القاهرة عقب اشتعال الحرب بساعات أنطونيو تاياني، نائب رئيس الوزراء وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي، ثم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وأنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي والأمين العام أنطونيو جوتيرش، وقادة دول الاتحاد الأوروبي والقادة العرب، وشهدت المباحثات توحيدا للموقف الدولي الرامي لضرورة وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات وتبادل المحتجزين والأسرى، والسعي لإحلال السلام في المنطقة.

موقف مصري حاسم

في 15 أكتوبر 2023 ترأس الرئيس السيسي اجتماعا لمجلس الأمن القومي، والذي أصدر عددا من القرارات، أهمها مواصلة الاتصالات مع الشركاء الدوليين والإقليميين من أجل خفض التصعيد ووقف استهداف المدنيين، وتكثيف الاتصالات مع المنظمات الدولية الإغاثية والإقليمية من أجل إيصال المساعدات المطلوبة، والتشديد على أنّه لا حل للقضية الفلسطينية سوى حل الدولتين، مع رفض واستهجان سياسة التهجير أو محاولات تصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار، وإبراز استعداد مصر لبذل أي جهد من أجل التهدئة وإطلاق واستئناف عملية حقيقية للسلام، مع تأكيد أنّ أمن مصر القومي خطًا أحمر ولا تهاون في حمايته، وتوجيه مصر دعوة لاستضافة قمة إقليمية دولية من أجل تناول تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية.

قمة القاهرة للسلام

في 21 أكتوبر 2023، استضافت مصر قمة القاهرة للسلام، والتي أكد الرئيس السيسي في كلمته بها إدانة مصر بوضوح كامل، استهداف أو قتل أو ترويع المدنيين المسالمين ورفض التصعيد العسكري بما يؤجج الصراع في المنطقة، مع التشديد على وقوف مصر تهجير الفلسطينين من الضفة الغربية وقطاع غزة، ورفض سياسة العقاب الجماعي للفلسطينيين في غزة.

قمة الرياض نوفمبر 2023

شارك الرئيس السيسي في القمة العربية الإسلامية الاستثنائية المشتركة في الرياض، والتي أوضح فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي الدور المصري وأدانت الحرب على غزة واستهداف وقتل وترويع جميع المدنيين من الجانبين، وجميع الأعمال المنافية للقانون الدولي والإنساني.

وخلال نحو عام و3 أشهر استمر الرئيس السيسي في الدفع نحو إنجاح المفاوضات في مراحلها كافة، كما بذل الرئيس السيسي والقيادة السياسية جهودا كبيرة نحو الحيلولة دون اتساع رقعة الصراع في المنطقة، وتهجير الفلسطينيين والتمسك بحل الدولتين وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة الحرب على غزة السيسي جهود مصر غزة جهود مصر في وقف الحرب وقف إطلاق النار الرئیس السیسی أکتوبر 2023 من أجل

إقرأ أيضاً:

السيسي بذكرى حرب أكتوبر: سلام مصر مع إسرائيل نموذج يحتذى به

أشاد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في كلمة له اليوم الاثنين باتفاق السلام بين مصر وإسرائيل واعتبره "نموذجا تاريخيا يحتذى به"، كما أشاد بالجيش المصري ودوره في "التنمية وحماية الحدود"، كذلك أشاد بالرئيس الأميركي دونالد ترامب "لمبادرته لوقف إطلاق النار في غزة".

وفي كلمة مسجلة له بمناسبة الذكرى الـ52 لانتصارات 6 أكتوبر/تشرين الأول عام 1963، قال السيسي "لقد خاضت مصر وإسرائيل حروبا ونزاعات عسكرية ضارية، دفع فيها الطرفان أثمانا فادحة من الدم والدمار، وكان للعداء أن يستمر ويتجذر لولا بصيرة الرئيس أنور السادات وحكمة القيادات الإسرائيلية آنذاك والوساطة الأميركية، التي مهدت الطريق نحو سلام عادل وشجاع أنهى دوامة الانتقام وكسر جدار العداء وفتح صفحة جديدة من التاريخ".

وأضاف "إن السلام كي يكتب له البقاء لا بد من أن يشيّد على دعائم العدالة والإنصاف لا أن يفرض فرضا أو يملى إملاء. فالتجربة المصرية فى السلام مع إسرائيل لم تكن مجرد اتفاق بل كانت تأسيسا لسلام عادل رسخ الاستقرار وأثبت أن الإنصاف هو السبيل الوحيد للسلام الدائم. إنها نموذج تاريخي يحتذى به في صناعة السلام الحقيقي".

وحسب ما جاء في خطاب السيسي، فإن "المصالحة لا المواجهة هي السبيل الوحيد لبناء مستقبل آمن لأبنائنا"، كما أشاد بالدور الأميركي مشددا على "أهمية الحفاظ على منظومة السلام التي أرستها الولايات المتحدة منذ سبعينيات القرن الماضي والتي شكلت إطارا إستراتيجيا للاستقرار الإقليمي. وتوسيع نطاق هذه المنظومة لن يكون إلا بتعزيز ركائزها على أساس من العدل، وضمان حقوق شعوب المنطقة في الحياة، والتعاون بما ينهي الصراعات ويطلق طاقات التكامل والرخاء والازدهار في ربوع المنطقة".

وعن الأوضاع الراهنة في المنطقة، قال الرئيس المصري في كلمته إن "الأوضاع الإقليمية لم تعد تتحمل التراخي، والظروف التي نعيشها تتطلب منا أن نكون على قدر المسؤولية، وأن نستلهم من روح أكتوبر ما يعيننا على تجاوز التحديات، بل والتقدم إلى الأمام".

إعلان

وتابع" نؤمن إيمانا راسخا بأن السلام الحقيقي في الشرق الأوسط لن يتحقق إلا بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وفقا لمرجعيات الشرعية الدولية وبما يعيد الحقوق إلى أصحابها. إن السلام الذي يفرض بالقوة لا يولد إلا احتقانا، أما السلام الذي يبنى على العدل فهو الذي يثمر تطبيعا حقيقيا وتعايشا مستداما بين الشعوب".

الإشادة بترامب

وعن المفاوضات بشأن قطاع غزة، قال السيسي "في هذا السياق لا يسعني إلا أن أوجه التحية والتقدير إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب على مبادرته التي تسعى لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بعد عامين من الحرب والإبادة، والقتل والدمار".

وأضاف "إن وقف إطلاق النار، وعودة الأسرى والمحتجزين، وإعادة إعمار غزة وبدء مسار سلمي سياسي يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية والاعتراف بها، تعني أننا نسير في الطريق الصحيح نحو السلام الدائم والاستقرار الراسخ وهو ما نصبو إليه جميعا".

وأوضح "أننا نعمل بكل جد وإخلاص على بناء دولة قوية عصرية ومتقدمة، تعبر عن وزن مصر الحقيقي، وعن قيمتها الحضارية والإنسانية، في عالم لا يعترف إلا بالأقوياء. نبني مؤسسات راسخة ونطلق مشاريع تنموية عملاقة ونعيد رسم ملامح المستقبل لتكون مصر كما يجب أن تكون؛ رائدة ومتقدمة ومؤثرة".

وختم السيسي خطابه المسجل موجها حديثه إلى الشعب المصري "شعب مصر العظيم، أطمئنكم إلى أن جيش مصر قائم على رسالته في حماية بلده والحفاظ على حدودها، ولا يهاب التحديات، جيش وطني من صلب هذا الشعب العظيم، وأبناؤه يحملون أرواحهم على أكفّهم ويقفون كالسد المنيع أمام كل الصعاب والتهديدات".

التنمية والحدود

 وأمس الأحد ترأس السيسي اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة في إطار احتفالات مصر والقوات المسلحة بذكرى انتصارات أكتوبر/تشرين الأول.

وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية، في بيان له، إن الاجتماع تناول عددا من الموضوعات في ضوء ما تشهده الساحتان الدولية والإقليمية من متغيرات ومدى ارتباط ذلك بالأمن القومي المصري.

وأضاف المتحدث أن وزير الدفاع المصري عبد المجيد صقر استعرض عددا من الموضوعات المرتبطة بمهام القوات المسلحة، وما تقوم به من أدوار لحماية حدود الدولة، فضلا عن دورها في التعاون مع كل الوزارات والمؤسسات لدعم خطط التنمية المستدامة التي تنفذها الدولة المصرية بكافة المجالات.

وذكر المتحدث أن السيسي وجّه التحية في ختام الاجتماع لأرواح "شهداء الوطن الأبرار"، مؤكدا أن روح نصر أكتوبر ستظل راسخة في وجدان الشعب المصري جيلا بعد جيل، مشددا على أن "ما ينعم به الوطن من ازدهار ما كان يأتي لولا تضحيات أبطال ملحمة العبور الذين سطّروا بتضحياتهم أسمى آيات إنكار الذات من أجل عزة الوطن وكرامته".

ووفقا لما نقلته وكالة الأنباء المصرية الرسمية، قال السيسي إن "القوات المسلحة ساهمت مساهمة ضخمة في التنمية داخل الدولة المصرية على مدار السنوات العشر أو الـ12 الماضية"، مشيرا إلى أن "كل ذلك جرى تنفيذه في الوقت الذي تتحمل فيه القوات المسلحة مسؤولية حماية الحدود على مختلف الاتجاهات بفاعلية وقوة وهدوء".

وفي 6 أكتوبر/تشرين الأول 1973، شنت مصر حربا لاسترداد أراضيها في سيناء والتي كانت تحتلها إسرائيل منذ 1967، ونجحت في استردادها بالحرب ثم بالمفاوضات والتحكيم الدولي.

وتشهد الحدود المصرية توترات في جبهات عدة، لا سيما في الشرق مع استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

مقالات مشابهة

  • الخارجية: الرئيس السيسي وجه بتوفير كافة الدعم مع المرشح المصري خالد العناني
  • 7 أكتوبر.. حرب مستمرة وضحايا مفقودون وجهود دولية لوقف الإبادة والمجاعة
  • السيسي بذكرى حرب أكتوبر: سلام مصر مع إسرائيل نموذج يحتذى به
  • رئيس البرلمان العربي يهنئ الرئيس السيسي والشعب المصري بذكرى انتصارات أكتوبر
  • رئيس الأركان الإسرائيلي: عودة الحرب مرهونة بفشل الجهود السياسية
  • رئيس هيئة النيابة الإدارية يهنئ الرئيس السيسي والقوات المسلحة بذكرى انتصارات أكتوبر
  • قرقاش: كل الأنظار على غزة اليوم
  • رئيس البرلمان العربي يهنئ الرئيس السيسي والشعب المصري بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة
  • في ظل مرحلة تاريخية دقيقة.. الرئيس السيسي يؤكد الموقف الثابت لمصر: سلام عادل وشامل هو الحل
  • الرئيس السيسي: الأمن والاستقرار لن يتحققا إلا من خلال سلام عادل وشامل