بوابة الوفد:
2025-06-03@10:39:04 GMT

المسئولية والجزاء.. وضوابطهما القانونية

تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT

أبدى المشرع اهتمامًا وأهمية قصوى، أعطاها للحفاظ على مكانة وكرامة الوظيفة العامة، لما تكفله الدولة للقائمين بها فى رعاية مصالح الشعب، وأيضا تكفل حقوقهم وحمايتهم من أجل القيام بأداء هذه الواجبات، وعلى هذا تبنى نصا دستوريا فى الحفاظ على تلك المكانة، فقد كرس لها المادة رقم (١٤) من الدستور على أن «الوظائف العامة حق المواطنين على أساس الكفاءة، دون محاباة أو وساطة، وتكليف للقائمين بها لخدمة الشعب.

..»، وتطبيقا لذلك أصبح للقائمين عليها إدارتها وحمايتها وهى تستقطب اهتمام الدولة، بسن قوانين الخدمة المدنية واللوائح الإدارية، التى تنظم سير العمل بين الأفراد سواءً كانوا رؤساء أو مرؤوسين، فى المرافق العامة للدولة ومنشآتها الاقتصادية، لأن الغاية من ذلك هى تحقيق المصلحة العامة، وصيانة المجتمع وحماية الأفراد والمنشآت، ودون وقوع ضرر لهما أو للوظيفة العامة، لأن الأصل فى القانون الإدارى هو مراقبة مسلك الأفراد القائمين على الوظائف فى الدولة وتوفير الضمانات القانونية لهم، وهذا ما تواترت عليه وأقرته أحكام محاكم مجلس الدولة والإدارية العليا.
إن الظواهر الطبيعية فى تحديد المسئولية والجزاء، بأن تكون نابعة من قوة سلطة قادرة على تطبيق اللوائح والقوانين، التى تشرف على الهيئات وتنظم المسئوليات لحماية المنشآت وتطبيق ما تقره من جزاءات، حيث إن «السلطة والمسئولية» وجهان لعملة واحدة، وبالتالى يجب أن تتوافر صفات «العبقرية النابغة» فى المدير الكفء العظيم الشأن، الذى يمتاز بشدة الذكاء وله القدرة على الإبداع والابتكار فى مجال علمه وعمله، لكى يتحمل المسئولية عن نشاطه ونشاط غيره من العاملين، ويكون حريصا على مراقبة نشاط الأفراد وكفاءة العمل والإنتاج والوصول به إلى أعلى ربحية... إلى جانب تجنب حدوث خلل محتمل الوقوع فى المنشأة أو حتى بين الافراد، وإذا كان الموظف ليس له سلطة إصدار القرارات على قطاع بعينه، فى مؤسسة من مؤسسات الدولة ذات النفع العام، تنتفى مسئوليته عن هذا القطاع وما يترتب عليه من عقوبة أو جزاء، حيث لا تتوافر فيه شروط السلطة من خلال سيطرته على الأفراد، وبالتالى تسقط جميع أنواع الجزاءات التى وقعت عليه، وإذا قام رئيسه المباشر برفع عريضة جزاء ضده، إلى من هو أعلى منه فى التسلسل الوظيفى وليكن الرئيس الإدارى الأعلى، يكون الرئيس المباشر قد انحرف عن الحق واتهم موظفا بريئا، غير مسئول عن أخطاء الآخرين وهم زملاؤه فى العمل، لأنه فى الأصل ليس له سلطة عليهم، وقد حظر المشرع الإدارى توقيع عقوبة على موظف لا تربطه علاقة عمل بمكان آخر خارج نطاق مسئوليته الوظيفية، لأنه يمارس صلاحياته وأعماله الوظيفية فى مكان آخر معلوم فى ذات المنشأ، واختصاص مسئوليته يتحدد على الوحدة التى يديرها.
يبدو لنا بأن هناك غرابة من تعنت المدير الأعلى، فى توقيع عقوبة الجزاء على موظف لم يرتكب جريرة تؤخذ عليه خارج نطاق مسئوليته، فأين الضمير الأخلاقى والحياء الادارى وحدود سلطة شرعية الجزاء التأديبى، فى إلباس موظف برىء حادثا قد وقع خطأ بفعل زملائه الآخرين، دون أن يكون له دخل فى إحداثه، فكيف يتم إنزال هذا البرئ منزلة زميله المخطئ مرتكب هذا الجرم، الذى يتحدد اقترافه فى نطاق مسئولية أفراد المجموعة الذين تمتلكهم خطيئة هذا الحادث الذى ارتكبوه، وتتعدد أسباب تفسير خطأ المدير الأعلى فى تحميل الموظف مسئولية أمر لم يصدر عنه، ولم يكن شريكا فى وقوع الحادث، وما الغرض من قصد الرئيس الأعلى فى أن يتحمل موظف برىء المسئولية دون سلطة له، وفى الغالب تكون هذه الأعمال من قبل الرؤساء الأعلى فى العمل يحتمل فيها الغموض والإبهام ولها أكثر من تفسير، إما أن يكون هناك مصالح مع الشركاء الفعليين فى وقوع الحادث، ويريد إبعادهم عن موضع المسئولية من أجل تعزيز مصالحه، لأن الخطأ الذى وقع منهم يؤخذ فى نطاق المسئولية الجماعية، أو اعتبارات شخصية أو قد تكون أسبابا أخرى صعبة التفسير.... على العموم كل أفعال الرؤساء فى العمل إذا كانت بهذا الشكل فى تحميل الأبرياء أخطاء الآخرين، يكون هذا السلوك المتعسف والمتعنت منهم يتنافى مع الحيدة والشفافية والتجرد، والسعى فى انتهاك حقوق إنسان آخر مظلوم، ويكون القرار الجزائى الذى اتخذ ضده شابه عيب شديد الجسامة هبط به إلى حد العدم، لأنه بنى على باطل من غش أو تدليس، وعلى ذلك يجب على الرئيس الأعلى الذى يتولى رئاسة مجلس إدارة المنشأة، بأن يستمع إلى كل صاحب شكوى يريد تقديم له مظلمته، ويجب عليه أيضا أن لا يهمله أو يتجاهله ولا يقرر عليه العقوبة، حتى يستخدم حقه القانونى فى الدفاع، وأن يستمع إلى أقواله لكى ينير له الطريق لمعرفة الحق من الباطل، من هنا يستحيل إقرار عقوبة الجزاء عليه غيابيا دون الاستماع إليه، وإلا يعتبر إهدارا كاملا لكافة الحقوق التى أقرها الدستور، وأهمها حقه فى الدفاع عن نفسه، وأنا أهيب بصاحب كل حق أو مظلمة بأن يتمسك بحقه لكى يرفع الظلم الذى وقع عليه، وهناك طرق شرعية كافية لعودة حقه المسلوب إليه، سواءً كان عن طريق تقديم شكوى إلى الوزير المختص، أو استخدام حقه فى اللجوء إلى القضاء العادل، الذى تؤكده دولة القانون وشريعة الحق والعدل التى تسود فى الأرض وعلى أساسها تبنى «الجمهورية الجديدة»، التى أرسى دعائم لبنتها «الرئيس عبدالفتاح السيسى» تحيا مصر.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الوظيفة العامة

إقرأ أيضاً:

بشرى سارة| تقسيط المخالفات المرورية دون فوائد.. ورئيس محكمة يعلق

في خطوة تعكس روح التعاون بين مؤسسات الدولة، وتستهدف دعم الأسر المصرية في مواجهة أعباء الحياة، تم توقيع بروتوكول تعاون بين بنك مصر والنيابة العامة لتقسيط قيمة المخالفات المرورية لحاملي بطاقات الائتمان الصادرة عن البنك، دون أي فوائد أو مصاريف إدارية. هذه المبادرة تأتي كجزء من جهود الدولة لتقديم حلول عملية وميسّرة للمواطنين، خصوصًا في فترات ذروة الإنفاق.

تعاون غير مسبوق يخفف العبء عن المواطنين

وأشاد المستشار محمود خليل، رئيس محكمة استئناف الإسكندرية، بهذه الخطوة واعتبرها مبادرة إيجابية تهدف إلى التيسير على المواطنين وتخفيف الأعباء المالية الناتجة عن المخالفات المرورية، مؤكدًا أن هذا التعاون يعكس حرص النيابة العامة على تحديث آليات العمل واتباع وسائل مبتكرة تسهم في تحقيق العدالة الناجزة.

وأوضح خليل أن هذه الشراكة تتيح للمواطنين فرصة تسوية أوضاعهم القانونية دون أن يتكبدوا أعباء مالية إضافية، وهو ما يساهم في رفع جزء من الضغط المادي عن كاهل الأسر المصرية.

متابعة دقيقة وتنفيذ فعّال

وأشار المستشار خليل إلى أن النيابة العامة تتابع تنفيذ هذا البروتوكول عن كثب، لضمان تطبيقه بالشكل الأمثل وتحقيق الأهداف المرجوة منه. وأكد على أن هذه المبادرة لا تقتصر على تقديم تسهيلات مالية فقط، بل تمثل نقلة نوعية في طريقة تعامل المؤسسات الحكومية مع المواطن، وتعكس توجه الدولة نحو رقمنة الخدمات وتبسيط الإجراءات.

جزء من استراتيجية التحول الرقمي

وأضاف خليل أن هذا البروتوكول يمثل أحد أوجه التحول الرقمي الذي تسعى الدولة إلى تحقيقه، ويعزز مبدأ الشراكة الفعالة بين القطاعين الحكومي والمصرفي. كما شدد على أهمية التوعية المجتمعية بهذا النظام الجديد لضمان استفادة أكبر عدد ممكن من المواطنين، مع ضرورة الالتزام بسداد الأقساط في مواعيدها لتجنب أي تبعات قانونية.

تعاون من أجل المواطن

يأتي هذا التعاون بين بنك مصر والنيابة العامة كخطوة رائدة نحو توفير حلول مالية ذكية ومتكاملة، تخفف العبء عن المواطن وتعزز من كفاءة الأداء الحكومي. وفي وقت تتزايد فيه التحديات الاقتصادية،وبذلك يمثل هذا البروتوكول نموذجًا يُحتذى به في دعم المواطن وتحقيق العدالة بتكلفة أقل وجهد أيسر.

طباعة شارك الأعباء المالية المواطنين البروتوكول بنك مصر الإسكندرية

مقالات مشابهة

  • محافظ أسوان: لا تهاون في الحفاظ على أراضي الدولة والتصدى بحزم لكافة التعديات
  • عبء العادات
  • بشرى سارة| تقسيط المخالفات المرورية دون فوائد.. ورئيس محكمة يعلق
  • التنمية الاجتماعية تحتفل باليوم العالمي لمتلازمة داون بشمال الباطنة
  • الحكماء.. والفضائح العائلية
  • إسرائيل وحربها الممنهجة
  • النقيب محمد مختار دوشان كان من المجموعة التى تحركت من كرري الى سلاح المدرعات
  • 4.76 % عائد «صح»
  • ربطه على النخلة وخلص عليه.. إيداع المتهم بقتل عامل تلقيح النخيل بالشرقية بمستشفى الأمراض النفسية
  • وكيل تعليم سوهاج: معاينة مقر مدرسة صلاح سالم الإعدادية بنين بعد الحريق