تأكيدات عربية ودولية على ضرورة تنفيذ اتفاق الهدنة في غزة
تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT
عواصم (الاتحاد، وكالات)
أخبار ذات صلةرحبت العديد من دول العالم باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس، الذي أعلنت عنه قطر أمس الأول، ويدخل حيز التنفيذ الأحد المقبل.
وأكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، أمس، أهمية تنفيذ اتفاق إيقاف إطلاق النار في القطاع وضمان سريانه بمراحله المختلفة، قائلاً إن القاهرة ستواصل جهودها لتنفيذ الالتزامات في الاتفاق بالتنسيق الكامل مع قطر والولايات المتحدة.
وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية السفير تميم خلاف، في بيان، أن ذلك جاء خلال اتصال هاتفي بين الوزير عبد العاطي ونظيره البريطاني ديفيد لامي، تناول المستجدات المرتبطة بالأوضاع في غزة.
وأوضح البيان أن عبد العاطي أطلع لامي على الجهود الحثيثة التي اضطلعت بها مصر مع قطر والولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى، وعودة الهدوء المستدام؛ لتحقيق إيقاف دائم لإطلاق النار.
وأشار إلى أهمية تكثيف نفاذ المساعدات الإنسانية خلال المرحلة المقبلة على نطاق واسع في أنحاء القطاع كافة، وإعادة تأهيل المستشفيات والمراكز الصحية، وعودة النازحين لإنهاء المعاناة الإنسانية داخل غزة.
بدورها، رحبت كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأميركي، باتفاق وقف إطلاق النار، معربةً عن اعتقادها بأنه يمكن أن يؤسس لحل الدولتين.
وبحسب بيان صادر عن البيت الأبيض: «أعرب الرئيس جو بايدن وهاريس عن ارتياحهما للعودة المرتقبة للأسرى الأميركيين إلى ديارهم كجزء من الاتفاق الذي تم التوصل إليه».
وقالت هاريس إن اتفاق وقف إطلاق النار من شأنه أن يوفر للفلسطينيين في قطاع غزة المساعدة التي يحتاجون إليها.
وأضافت: «رغم أنه لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به، فإنني أعتقد أن هذا الاتفاق يمكن أن يشكل الأساس لحل الدولتين الذي من شأنه أن يوفر مستقبلاً أكثر سلاماً للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني».
بدوره، صرح وزير الدفاع لويد أوستن بأن بلاده ترحب باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بعد أشهر من الاتصالات والجهود الدبلوماسية مع مصر وقطر.
وبحسب بيان لوزارة الدفاع الأميركية، قال أوستن إن «الاتفاق سيخلق أملاً جديداً للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني بعد الأحداث التي أعقبت السابع من أكتوبر 2023».
بدوره، قال رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو، إن الاتفاق يعد تطوراً إيجابياً للأسرى الإسرائيليين وأهاليهم، وكذلك للفلسطينيين بقطاع غزة.
بدوره، قال المستشار الألماني أولاف شولتس: «وقف إطلاق النار هذا يعطي فرصة لإنهاء الحرب بصورة دائمة، وتحسين الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة».
أما رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، فأكد أن التركيز يجب أن ينصب على كيفية تأمين مستقبل أفضل ودائم للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني على أساس حل الدولتين.
وفي إيطاليا، قال بيان لرئاسة الوزراء: «ترحب إيطاليا بالاتفاق على وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين، وتهنئ مصر وقطر والولايات المتحدة على هذا النجاح بعد عملية تفاوض طويلة».
ومن جانبه، قال رئيس الوزراء الأيرلندي سيمون هاريس إنه يأمل أن تستغل جميع الأطراف هذه الفرصة لتنفيذ التزاماتها بشكل كامل.
ورحبت وزارة الخارجية السلوفينية بوقف إطلاق النار، وأشارت إلى أن ذلك من شأنه أن يسمح بوصول المساعدات الإنسانية اللازمة للقطاع.
من ناحيته، رحب رئيس الوزراء الهولندي ديك شوف بالاتفاق، قائلاً إنه «تطور مهم».
بدوره، قال الرئيس الكولومبي غوستاغو بيترو عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي: «خبر جيد للإنسانية».
وأضاف: «كم هو جميل فرح الأطفال، وكم هي ذات أهمية دموع وضحكات فرح الأطفال من أجل الحياة والسلام».
فيما اعتبر الرئيس البرازيلي لويز إيناتشو لولا دا سيلفا أن وقف إطلاق النار «مبشر من أجل حل دائم».
ورحبت وزارة الخارجية الهندية بالاتفاق، مشيرةً إلى أن «الهند دعت باستمرار إلى إطلاق سراح جميع الرهائن، ووقف إطلاق النار، والعودة إلى مسار الحوار والدبلوماسية».
كما رحب كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني هاياشي يوشيماسا بالاتفاق، معتبراً أنه «خطوة مهمة نحو تحسين الظروف الإنسانية في غزة وتهدئة الوضع».
81 قتيلاً و188 مصاباً بقصف إسرائيلي
أعلنت السلطات الصحية في غزة، أمس، مقتل 81 فلسطينياً وإصابة 188 آخرين جراء قصف إسرائيلي عنيف على مختلف مناطق القطاع.
وقالت السلطات الصحية، في بيان صحفي، إن «الاحتلال ارتكب 8 مجازر ضد العائلات الفلسطينية، ما أسفر عن استشهاد 81 شخصاً وإصابة 188 آخرين، وذلك بعد الإعلان عن التوصل إلى اتفاق لإيقاف إطلاق النار يبدأ الأحد المقبل».
وأضافت أن «عدداً من الضحايا ما زال تحت الركام، وفي الطرق ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم بسبب تكثيف الطائرات الإسرائيلية قصفها على القطاع».
وأوضحت أنه بذلك ترتفع حصيلة العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 46788 قتيلاً و110453 مصاباً.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: غزة قطاع غزة فلسطين إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار رئیس الوزراء قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
الديون الخطر الصامت الذي يهدد استقرار الأُسر.. ومختصون يؤكدون لـ"الرؤية" ضرورة تحقيق التوازن بين استرداد الحقوق وصون كرامة المدين
◄ مطالبات بإيجاد حلول ميسرة للسداد والتفرقة بين المتعثرين والمتلاعبين
◄ الشامسية: غياب التخطيط المالي من أبرز أسباب تراكم الديون
◄ العذالي: النظرة المجتمعية السائدة تجاه المدين قاسية وتزيد من أعبائه النفسية
◄ السناني: يجب توفير أدوات قانونية تمكّن المدين من السداد دون تهديد استقراره الاجتماعي والنفسي
الرؤية- سارة العبرية
اتفق عدد من المواطنين والمختصين على أنَّ تصاعد أعباء الديون الشخصية لا ينعكس فقط على الحسابات المصرفية؛ بل يترك ندوبًا نفسية واجتماعية عميقة، قد تبدأ بالقلق وتنتهي بانهيار استقرار الأسرة وفقدان الثقة بالنفس. وأكدوا -في تصريحات لـ"الرؤية"- أنَّ غياب التوازن القانوني وضعف الوعي المالي، وتضييق فرص التسوية، عوامل تُفاقم أزمة المدين وتستدعي مُراجعة عاجلة للمنظومة التشريعية والداعمة.
وقالت حمدة بنت سعيد الشامسية كاتبة ومستشارة مالية ومُؤسسة شركة إيسار للاستشارات المالية والإدارية، إنَّ من أبرز الأخطاء المالية التي يقع فيها الأفراد، والتي تؤدي إلى تراكم ديون يصعب سدادها، اعتماد الشباب على القروض الشخصية لتغطية نفقات استهلاكية مثل الزواج أو السفر أو شراء السيارات، مشيرة إلى أنَّ بعض الأفراد يلجؤون إلى الإنفاق العاطفي أو الاندفاعي كوسيلة للهروب من الضغط النفسي أو التوتر، وأنَّ غياب التخطيط المالي يُعد من أبرز الأسباب؛ كما إن الأشخاص الذين يمتلكون خطة مالية واضحة للدخل والمصروفات قلة قليلة ممن التقت بهم، وأن عدداً كبيراً من المواطنين يعتمدون على مصادر تمويل متعددة، مثل القروض وبطاقات الائتمان، ما يؤدي إلى تراكم الأعباء عليهم ويجعل عملية المتابعة والسداد أكثر تعقيدًا.
وعن العلاقة بين الدَّين والصحة النفسية، ذكرت الشامسية أنَّ العديد من الدراسات الحديثة تُؤكد وجود ارتباط مباشر بين تراكم الديون وتدهور الصحة النفسية، موضحة أنَّ أبرز هذه التأثيرات تشمل انخفاض تقدير الذات، والشعور بالذنب والخجل، والقلق المزمن؛ بل قد تصل إلى اضطرابات جسدية مثل الصداع ومشاكل النوم والقلب والهضم، كما أنَّ الضغوط المالية تؤدي كذلك إلى توتر العلاقات الزوجية والعائلية، وقد تُؤثر على الأداء المهني والاجتماعي، وأنَّ تخفيف أعباء الديون يُسهم في تحسين القدرات المعرفية واتخاذ القرارات بشكل أفضل، بحسب ما أثبتته الدراسات الحديثة.
وفيما يتعلق باستعادة السيطرة المالية، أكدت الشامسية أنَّ الطريق ليس مسدودًا كما يظن البعض؛ فالحلول مُمكنة إذا ما تمَّ اتباع خطة واضحة تشمل تحديد أنواع الديون وترتيب أولويات السداد وتخصيص مبلغ شهري ثابت، إلى جانب تعديل نمط الحياة وخفض الإنفاق غير الضروري، مؤكدة أن الدعم النفسي يشكل عنصرًا أساسيًا في معالجة المشكلة، وأن مجال المالية السلوكية الذي تعمل فيه يجمع بين المبادئ المالية وعلم النفس، من خلال تطبيق العلاج السلوكي المعرفي لإعادة برمجة المعتقدات السلبية حول المال، وتقليل مشاعر العجز والعار".
كما نصحت بأهمية الحصول على دعم عائلي أو مهني من مستشارين ماليين ونفسيين لتعزيز الإحساس بالمسؤولية وتجاوز العزلة، مؤكدة أهمية دمج الجانب النفسي في خُطط التعافي المالي.
وفي تقييمها للوعي المالي في سلطنة عُمان، ذكرت الشامسية أن مسحًا أجراه المركز الوطني للإحصاء والمعلومات كشف أن ثمانية من كل عشرة عُمانيين يؤمنون بأهمية الادخار، لكن 82% يعزون عجزهم عن الادخار إلى تدني الدخل أو أعباء الديون، لافتة إلى أن هذا التفاوت بين القناعة والسلوك يعكس حاجة المجتمع إلى وعي عملي وسلوكي، وأنَّ 4 فقط من كل 10 أشخاص يسجلون دخلهم ونفقاتهم، وهو ما يُشير إلى قصور في تطبيق المهارات المالية الأساسية.
من جانبه، أوضح حمد بن عبدالله العذالي مدير مدرسة خاصة، أنَّه مرَّ بتجربة صعبة مع الديون أثرت على حياته النفسية والاجتماعية، مشيرا إلى أنَّ الديون ليست مجرد التزامات مالية؛ بل شعور ثقيل يلازم الإنسان صباحًا ومساءً، ويقيّد قراراته اليومية.
وقال إنِّه وضع خطة بسيطة لإعادة ترتيب التزاماته، وبدأ بسداد ديونه تدريجيًا حسب الأولويات، مع الحرص على الحفاظ على توازنه النفسي والتواصل مع أشخاص مقرّبين ممن يثق بهم، مؤكدًا أنَّ الدعم العاطفي كان له أثر كبير في تخفيف العبء، وأن التجربة رغم أنها كانت مريرة إلا أنها منحته وعياً أعمق بأهمية الإدارة المالية والرضا بما يمتلك، بعيدًا عن الانسياق وراء الضغوط الاجتماعية.
وعن أسباب الاستدانة، قال العذالي إنها متعددة ولا يمكن حصرها في عامل واحد، لافتًا إلى أن بعضها يعود إلى ظروف طارئة خارجة عن الإرادة، مثل المرض أو فقدان مصدر الدخل، بينما يرتبط البعض الآخر بضعف الوعي المالي، والخلط بين الرغبة والحاجة، أو الانجراف خلف الضغوط والمظاهر الاجتماعية، كما أنَّ العروض التسويقية المُستمرة للقروض والتسهيلات تُغري كثيرين دون أن يخططوا لكيفية السداد أو لتأثيرها على المدى البعيد.
وانتقد العذالي النظرة المجتمعية السائدة تجاه من يعانون من الديون، مشيرًا إلى أنَّ المجتمع غالبًا ما يصدر أحكامًا قاسية على المدين، ويتعامل معه كمن أخطأ أو تهوّر دون محاولة لفهم أسبابه، منوهاً إلى أن هذه النظرة تزيد من العبء النفسي وتدفع البعض إلى الانعزال أو حتى اتخاذ قرارات خاطئة للهروب من الواقع.
ونصح من يمرّون بتجربة الديون، قائلاً: "لا تنظر إلى نفسك نظرة دونية، ولا تسمح للديون أن تسلبك ثقتك بنفسك أو إيمانك بقدراتك، واجه الأمر بهدوء، وابدأ بخطوة بسيطة، لا تتردد في طلب المُساعدة، وتذكّر أنَّ المقارنة بالآخرين لا تخدمك، فلكل إنسان رحلته وظروفه.
وقال خميس بن مسلم البوسعيدي إنِّه حصل على قرض مالي بهدف بدء حياة جديدة، ولمقابلة تكاليف الزواج الأساسية وتمويل أولى خطواته في عالم التجارة، سعيًا منه لتحقيق الاستقرار الأسري والنمو المهني والمالي على المدى البعيد، موضحا أنَّ قراره بالاقتراض جاء بعد دراسة مستفيضة للخيارات المتاحة، مدفوعًا بإيمان راسخ بأهمية الاستثمار في المستقبل الشخصي، وأنَّ ما كان يسعى إليه هو حياة كريمة ومستقرة.
وعن آثار الدين على حالته النفسية والجسدية، أشار البوسعيدي إلى أن ضغوط الحياة وارتفاع التكاليف حالا دون وفائه بجميع الالتزامات كما كان يأمل، ما أدى إلى تراكم الأعباء المالية والنفسية بشكل كبير، مضيفا أنه بدأ يعاني من الإرهاق المستمر والتفكير المفرط، مما أثر على توازنه العام وأدى إلى إصابته بارتفاع في ضغط الدم، وأنَّ ذلك انعكس سلبًا على صحته النفسية والجسدية معًا.
وفي وصفه لأصعب المواقف التي مر بها، كشف البوسعيدي أن أقسى لحظة في حياته كانت عندما زُجّ به في السجن بسبب تراكم الديون، مشيراً إلى أن السجن لم يكن السجن الألم الأكبر، بل كان عندما شاهده أطفاله أثناء القبض عليه ونظراتهم المنكسرة. وأوضح أن ديونه كانت نتيجة ظروف خارجة عن إرادته، ومع مرور الوقت تضاعفت حتى بات غير قادر على سدادها.
وعن نظرة المجتمع، أشار البوسعيدي إلى أنَّ كثيرًا من الناس ينظرون للمدين كأنَّه فاشل أو متهور أو غير مسؤول، مؤكدًا أنَّ هذه النظرة تُضاعف من العبء النفسي وتزيد من العزلة، رغم أن الدين في أحيان كثيرة ليس خيارًا بل ضرورة قاسية فرضتها الحياة. وفيما يتعلق بالقرارات المالية التي سيتجنبها، قال البوسعيدي: إنه لو عاد به الزمن لتجنب الاقتراض دون خطة واقعية للسداد، والاندفاع في مشروع دون دراسة كافية، والاعتماد على وعود الآخرين، والخوف من الاعتراف بالعجز، والسعي خلف المظاهر بدلًا من الواقعية.
وطالب البوسعيدي المؤسسات المالية والاجتماعية بأن تفرق بين المتعثر والمتلاعب، ومعاملة الأول بإنصاف ورحمة، وتوفير حلول واقعية وجداول سداد ميسّرة، وإنشاء جهات تُنصت بدل أن تُجرّم، مطالباً الجهات المسؤولة بحماية أسر المتعثرين، وعدم تحميل الزوجة والأطفال ذنبًا لا علاقة لهم به.
من جهته، قال المحامي نصر بن حمود السناني إن عملية تنفيذ الأحكام تُعد أساسية لضمان تحقيق العدالة وحماية حقوق الدائنين، إلا أنَّ الواقع العملي كشف عن تحديات قانونية تُلقي بظلالها السلبية على المدينين، وخاصة من كانت نيتهم حسنة، موضحا أن أبرز هذه التحديات تتمثل في غياب التوازن بين طرفي العلاقة، ما قد يؤدي إلى إفلاس المدين بسبب ديون بسيطة، تُفضي به في بعض الأحيان إلى السجن، رغم أنّ هذا الحبس قد لا يُحقق فائدة فعلية للدائن؛ بل يُفاقم من المشكلة.
وأشار إلى أنَّ العديد من المدينين لا يتهربون من السداد، وإنما تعترضهم صعوبات مالية طارئة، كالإصابة بمرض أو فقدان مصدر الدخل، مما يجعلهم غير قادرين على الوفاء بالتزاماتهم، مؤكداً أن المطلوب هو توفير أدوات قانونية تمكّن المدين من السداد دون المساس باستقراره النفسي أو الاجتماعي، وليس تقييد حقوق الدائن.
وبيّن السناني أن من أبرز الثغرات القانونية الاعتماد على وسائل إلكترونية لإبلاغ المدين بوجود تنفيذ ضده، مثل رقم الهاتف أو البريد الإلكتروني، أو حتى النشر في الصحف اليومية، وهي وسائل قد لا تضمن تحقق العلم الفعلي، مما يُؤدي إلى تصعيد الإجراءات دون علمه، وقد يُفاجأ بإلقاء القبض عليه دون سابق إنذار، مضيفا أن القانون وإن كان قد أعفى المدين المعسر من الحبس، إلا أنه وضع شروطًا صارمة لإثبات الإعسار، مما يجعل الوصول إلى هذا الإعفاء أمرًا معقدًا وغير ميسّر للكثيرين.
وفيما يتعلق بتجاوزات بعض الجهات الدائنة أو شركات التحصيل، أوضح السناني أن بعض هذه الجهات تطالب بمبالغ تتجاوز أصل الدين، وتستغل جهل المدين بالقانون عبر تقديم مستندات أو اتفاقات مجحفة، بل قد تلجأ إلى التلاعب بالأرقام، أو تأخير المطالبة عمدًا لزيادة الفوائد المُتراكمة، لافتا إلى أنَّ بعض العقود تتضمن شروطًا تعسفية تُفرض على المدين دون منحه الوقت الكافي لفهم بنودها، مستغلين حاجة المدين أو اضطراره، ما يضعه في موقف تفاوضي ضعيف، كما أنَّ هناك ممارسات أخرى تُخالف القانون بشكل صريح، مثل التهديد بالتشهير أو إفشاء معلومات عن ديون المدين لأطراف خارجية، وهو ما يُعد انتهاكًا للخصوصية، ويُفاقم حالته النفسية ويضر بسمعته.
وقال السناني إن القانون العُماني يوفّر حماية لكرامة المدين وأسرته، مشيرًا إلى أنه لا يجوز التنفيذ على المنزل الذي يسكن فيه المدين مع عائلته، ولا على الحاجات الأساسية كالملابس والفراش، مبينا أن هناك حالات قانونية يمكن أن تُخفف فيها الأحكام إذا توافر ما يُعرف بالظروف المخففة أو "نظرة إلى ميسرة"، والتي تتيح إمهال المدين لفترة زمنية لسداد ما عليه. كما أشار إلى وجود مساحة قانونية للتسوية والصلح في مختلف مراحل المطالبة، سواء كانت ودية أو قضائية أو تنفيذية.
وأكد أن للقضاة دورًا مهمًا في مراعاة ظروف المدين، من خلال السلطة التقديرية التي تُخول لهم تخفيف الأثر القانوني على الطرف الأضعف، خاصة إذا كان سبب العجز ناتجًا عن ظروف قهرية مثل الفصل من العمل أو الإفلاس، مشددا على أن القوانين تحتاج إلى مراجعة دورية لتواكب الواقع المتغير، وأن الغاية من التنفيذ هي استيفاء الحق وليس الحبس أو تقييد الحرية فقط.