بغداد وواشنطن بعد الزلزال السوري: إعادة تشكيل العلاقة
تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT
17 يناير، 2025
بغداد/المسلة: ترى تحليلات بأن من المرجح ان يبدأ التواصل العراقي مع ادارة البيت الابيض الجديدة، ليتجاوز القضايا الثنائية التقليدية، الى التركيز على أزمات المنطقة، وخصوصًا الوضع في سوريا.
ومثل هذه التحركات المستقبلية تأتي في سياق تصاعد التحديات الأمنية والسياسية في المنطقة، لتؤكد مكانة العراق كفاعل محوري في الملفات الإقليمية، ورغبة واشنطن في تعزيز شراكتها مع بغداد لمواجهة التحديات المشتركة.
و برز العراق كشريك رئيسي في الجهود الدولية والإقليمية لمعالجة الأزمة السورية، انطلاقًا من رؤيته التي تركز على دعم استقرار سوريا وشعبها.
و يُدرك العراق أن الحدود الطويلة المشتركة مع سوريا تجعل من المستحيل تجاهل تداعيات الأزمة السورية على أمنه واستقراره.
وبحسب تحليل الخبراء، فإن بغداد تمتلك موقعًا جيوسياسيًا يتيح لها لعب دور فاعل في التوصل إلى حلول مستدامة، خصوصًا في ظل التزامها بمبادئ احترام سيادة الدول ودعم خيارات الشعوب.
وكانت زيارة بلينكن الى بغداد، جددت التأكيد على دعم التحالف الدولي لأمن العراق واستقراره، مشددة على أهمية التنسيق العراقي-الأمريكي في معالجة التحديات الأمنية، خصوصًا تلك المرتبطة بمكافحة الإرهاب. فالعراق، الذي خاض معارك ضارية ضد تنظيم “داعش”، يظل في صدارة الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى القضاء على الإرهاب. ويعكس ذلك التزام واشنطن المستمر بتقديم الدعم العسكري والتدريب للقوات العراقية، بما يعزز قدرتها على مواجهة المخاطر المستمرة.
و أكدت بغداد مرارًا استعدادها لدعم سوريا في إعادة بناء مؤسساتها السياسية والاجتماعية، بما يضمن احترام التنوع العرقي والطائفي. ويرى العراق أن استقرار سوريا لن يتحقق إلا عبر مسار سياسي شامل يُشرك جميع الأطراف ويُجنب الحلول الأحادية.
و هذه الرؤية تتماشى مع التوجه الدولي والإقليمي الذي يهدف إلى إحلال السلام في سوريا من خلال دعم انتقال سياسي مستدام.
و على صعيد العلاقات الثنائية، فان المتوقع، العمل على تعزيز الشراكة بين بغداد وواشنطن في حقبة ترامب في إطار اتفاقية الإطار الاستراتيجي، وسوف تتجاوز العلاقة مرحلة التعاون الأمني لتشمل جوانب اقتصادية وتنموية، لكن ذلك مشروط بانتقال العراق الى المحور الامريكي وترك المحور الايراني.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
حكايات المحاصصة التي حوّلت الدبلوماسية إلى دار مزاد حزبي مغلق وفاسد
30 يوليو، 2025
بغداد/المسلة: ارتفعت الأصوات الغاضبة من عمق الوجع الوطني بعد إعلان قائمة تعيين 112 سفيراً دفعة واحدة، وسط صمت حكومي مريب يراوح بين التجاهل والتبرير، ما ألقى بظلال قاتمة على صورة الدولة العراقية في أعين مواطنيها، وجعل من سفاراتها بوابات للغضب أكثر من كونها نوافذ للتمثيل الحضاري.
وانفجرت مواقع التواصل الاجتماعي بسيل من الانتقادات، حيث غردت الناشطة زهراء العتابي: “هل سقطت العدالة على بوابات السفراء؟”، بينما كتب الصحفي ناصر العكيدي: “كأن العراق أصبح مقاولة سياسية تتقاسمها الأطراف برؤوس أموال من دم الشهداء”.
وتصدّر وسم #سفراء_الصفقات الترند العراقي خلال الساعات الماضية، مترافقاً مع تسريبات تفيد بتورط بعض الأسماء في ملفات فساد أو أقرباء واصدقاء ومعارف وانجال الطبقة السياسية.
واستنكرت لجنة الشهداء النيابية وجود أسماء مرتبطة بأجهزة النظام السابق في قائمة السفراء، معتبرة أن ذلك “طعنة في خاصرة العدالة، واحتقاراً لدماء الذين واجهوا الجلاد يوماً دون سلاح سوى الإيمان بالوطن”. وعبّرت اللجنة في مؤتمرها الصحفي عن رفضها لما سمته بـ”الصفقات الدبلوماسية”، مطالبة بمراجعة عاجلة وشاملة لكل الأسماء وإعادة الملف إلى هيئة المساءلة والعدالة.
ووجّه مواطنون تساؤلاتهم إلى الحكومة عن المعايير التي أُعتمدت في التعيينات، في وقت تشير فيه الإحصائيات إلى أن نسبة البطالة بين حملة الشهادات العليا في العراق بلغت 27% بحسب الجهاز المركزي للإحصاء، ما يزيد من حدة السخط الشعبي إزاء توزيع المناصب على أبناء النخب وأقارب المتنفذين.
وأكد محلل سياسي في بغداد أن “المؤسسات العراقية تُفرّغ من مضمونها الحقيقي حين تتحول المواقع السيادية إلى غنائم شخصية”، مضيفاً: “ما يجري هو قتل للثقة بين الدولة وشعبها، ولن تنفع الابتسامات الرسمية حين تنقلب السفارات إلى عناوين للذل لا للكرامة”.
واعتبر الناشط محمد رحيم أن “ما من دولة في العالم تعين أكثر من مئة سفير دفعة واحدة، إلا إذا كانت تسعى لشراء الصمت الخارجي لا لبناء العلاقات الدولية”، متسائلاً: “من سيمثلني في الخارج؟ ابن وزير أم ابن شهيد؟”.
وأبدى كثير من العراقيين خيبة عميقة، حيث لم يظهر أي تفسير رسمي واضح، ولا نُشرت السير الذاتية أو شهادات الخبرة للسفراء المعينين، ما يجعل القرار برمّته محاطاً بضباب الشك والإحباط، كأنما يراد للتمثيل الخارجي أن يتحول إلى مرآة داخلية لفساد الداخل.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts