ود مدني ..عودة إلى حضن أهلها وصمود الأرض الطيبة!
تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT
إن فوكس
نجيب عبدالرحيم
[email protected]
إن عودة مدينة ود مدني إلى أحضان أهلها ليست مجرد حدث عابر، بل هي شاهد على قوة هذه الأرض الطيبة وأصالة أهلها، الذين تأسسوا على التقوى والإيمان العميق. فمنذ القدم، كانت ود مدني مهدًا للعلم والذكر، وساحةً للروحانية والتربية الصوفية التي غرست في أبنائها قيم الصمود والثبات.
لقد أوقد مؤسس مدينة ودمدني حاضرة ولاية الجزيرة الشيخ محمد مدني السني، حفيد القاضي العادل دشين، وحفيد الشيخ محمد الهميم ود عبد الصادق، نار القرآن في هذه المدينة، فامتدت جذوة العلم والتقوى في كل بيت وزاوية. ومن حلقات تدريس الرسالة ومختصر الشيخ خليل، إلى إشراقات حكم ابن عطاء الله السكندري، ومن قراءة موالد الدرديري والفاسي والبرزنجي، كانت ود مدني دائمًا في كنف الرعاية الروحية، وعادت وصبرت على ما أصابها التي حصنتها من أهوال الزمن، وحفظت أهلها من إستمرار بطش الطغاة وأوباش الجن**جويد البرابرة المتعطشين للدماء لا بسلم منهم بشر ولا حجر ولا حيوان..
إن هذا الصمود والصبر على المصائب لم يكن مجرد مقاومة مادية، بل هو امتداد لإرث طويل من الإيمان بالحق والعدل، وارتباط وثيق بمبادئ الحرية والسلام والعدالة. فود مدني ليست مجرد مدينة، بل رمز للثبات في وجه الظلم، والاستمرار في بناء سودانٍ جديدٍ، يقوم على الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان والاقتصاص من الظالمين.
مدينة ودمدني أرض المحنة والمحية وحاضرة ولاية الجزيرة الرئة التي يتنفس منها السودان محور إقتصاد وتضم أكبر مشروع مروي عـلــــي نطــاق العـالــم وعنوانها الوعي والثقافة والرياضة وساحة مثلى لتنافس الأفكار والرؤى والمشاريع بالتي هي أحسن يعكر صفوها التنمر والعنف بكل أشكاله ولم تكن في يوما من الأيام ار ض الجزيرة الخضراء ساحة حرب وسرحاً لإراقة الدماء.
إن نور القرآن، وأنفاس الذكر، وأرواح الصالحين، ستظل سياجًا يحمي ود مدني وأهلها، حتى تنبثق شمس الحرية والكرامة على كل ربوع السودان.
الجنرال برهان القائد العام للجيش السوداني .. نقطتين وسطرين جديدين
هل قمتم بالقبض على الجنود الذين قاموا بتصفية المتهمين بالتعاون مع الد**عم السريع وهل سيكون ابوعاقلة كيكل (الخاشي بصرفتين) من ضمنهم ؟
هل قمت بالقبض على قادة الفرقة الأولى مشاة .
الله أكبر الله ولله الحمد ولا نامت أعين الجبناء والعملاء والخونة
التحية لكل لجان المقاومة السودانية وتحية خاصة للجان مقاومة مدني (اسود الجزيرة) وتحية خاصة للمناضل عبدالفتاح الفرنساوي لن تكونوا لوحدكم .. لقاح لنصر قادم .. وغدا نعود وحتما نعود وتعود (ديسمبر) وترفع راية السلام
اللهم ارحم أهلنا في ولاية الجزيرة وإقليم دارفور وكل شبر في السودان وكن لهم عونا ومعيناً.
المجد والخلود لشهداء
لك الله يا وطني فغداً ستشرق شمسك
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: ود مدنی
إقرأ أيضاً:
نظرة بعين أخرى.. الإنسان قبل الاسم والقبيلة
إسماعيل بن شهاب البلوشي
منذ أن خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان وجعله خليفة في الأرض، ارتبطت هويته الأولى بكونه "إنسانًا" قبل أن تُلصق به أسماء أو تُرسم حوله حدود أو تُنزل عليه أديان ومذاهب وجنسيات. وحين نجرّد البشر جميعًا من هذه التصنيفات، يبقى الأصل واحدًا: بشرية مشتركة تبدأ من آدم وتتفرع إلى أمم وشعوب وقبائل، لكن حقيقتها أنها تعود إلى جوهر واحد.
هذا الإدراك البسيط -أن الإنسان هو أولًا إنسان- كفيل بأن يغيّر الكثير من مفاهيمنا الراسخة. لكن، ما إن يبدأ الفرد أو الأمة بالاعتقاد بأنهم مختلفون عن غيرهم أو متميزون بامتياز إلهي مطلق، حتى تبدأ العثرات التاريخية وتتوالى الانكسارات.
العرب بين الشعور بالخصوصية والوقوع في المطبات التاريخية
الأمة العربية، ومن بعدها الأمة الإسلامية، وقعت منذ قرون في مطبات متكررة جعلت تاريخها أشبه بسلسلة من النهوض والانكسار. والسبب -في رأيي- هو تضخيم الفكرة القائلة بأنها "الأمة المختارة"، أو أن الله عز وجل خصّها دون غيرها بالتكريم والجنة والخطاب المباشر.
هذا الاستحسان الذاتي ولّد شعورًا خطيرًا: أن العمل لم يعد ضروريًا، وأن مجرد الانتماء يكفي. فتحولت الرسالة السماوية من دين عمل وجهد وإعمار للأرض إلى دين شعارات وقشور. وغاب عن الأذهان أن الإسلام -كما جاء به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم- كان دين حركة وعمل وفعل، لا دين جدل وفرقة وتشدد.
ومن هنا تبنّى المتعصبون والمتشددون فكرة أن هذه الأمة في تقاطع دائم مع البشرية، وأنها معزولة عن العالم، بينما الحقيقة أنها جزء أصيل من هذا العالم، تشعر كما يشعر الآخرون، وتنجح وتفشل كما ينجح الآخرون ويفشلون.
القراءة الكاملة للإنسانية في القرآن
من يقرأ القرآن الكريم قراءة شمولية، سيجد أن الخطاب موجّه للبشرية جمعاء. وخير شاهد على ذلك سورة الزلزلة التي هي بهذا الوضوح: {إذا زلزلت الأرض زلزالها * وأخرجت الأرض أثقالها * وقال الإنسان ما لها * يومئذ تحدث أخبارها بأن ربك أوحى لها * يومئذ يصدر الناس أشتاتًا ليروا أعمالهم * فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره} صدق الله العلي العظيم.
هذه السورة وحدها تكفي كدراسة متكاملة لبيان أن الحساب والثواب والعقاب مرتبط بالإنسان -أي إنسان- وليس بفئة أو عرق أو مذهب. الجميع مخاطب، والجميع محاسب، والجميع مشمول برحمة الله وعدله.
القبول قبل الاختلاف
لذلك، على الأمة العربية والإسلامية أن تعيد التفكير في موقعها بين الأمم، وألا تظن أنها مختلفة عن البشر اختلافًا جوهريًا. الاختلاف الحقيقي هو في مقدار العمل، في الإبداع، في الصدق، في الإخلاص، وفي إعمار الأرض.
علينا أن نقبل أنفسنا أولًا: ألواننا، أشكالنا، أعمارنا، تنوعنا، قبل أن نتحدث عن قبول الآخرين. فالبشرية ليست نسخًا متطابقة، وإنما لوحة ملونة عظيمة أرادها الله كذلك لحكمة.
كما أن كثرة الممنوعات والتحريمات الشكلية لن تصنع إنسانًا كاملًا، بل ستقوده إلى وهم الكمال دون جوهره. الكمال يتحقق بالعمل، بالصدق، بالعدل، وبالمشاركة الإنسانية لا بالانعزال أو بادعاء الأفضلية.
العودة إلى الجوهر الإنساني
إن إعادة القراءة التاريخية، وإعادة التفسير الإنساني للرسالات السماوية، ليست ترفًا فكريًا، بل ضرورة وجودية. فالبشرية اليوم تواجه تحديات مشتركة: الفقر، الحروب، التغير المناخي، الظلم الاجتماعي، وكلها لا تفرق بين عربي وأعجمي، بين مسلم وغير مسلم.
إذا كان الإسلام قد جاء ليكون رحمة للعالمين، فإن أعظم خيانة لهذه الرسالة أن نحصرها في جماعة ضيقة أو مذهب أو جنسية. ولو أدرك المسلمون هذه الحقيقة، لما كانوا في عزلة فكرية، ولما ظلوا يتنازعون على الفروع وينسون الأصول.
وأخيرًا.. إن المطلوب اليوم أن نعيد ترتيب أولوياتنا: أن نفكر كجزء من البشرية، لا كأمة متفردة. أن نقرأ القرآن بعيون الإنسانية لا بعيون العصبية. أن نفهم أن "من يعمل مثقال ذرة خيرًا يره" تعني كل إنسان، أيًا كان لونه أو لغته أو دينه.
حينها فقط يمكن أن ينهض العرب والمسلمون من مطبات التاريخ المتكررة، ويتحولوا من أمة شعارات إلى أمة عمل، ومن أمة ترفع الأصوات إلى أمة تصنع الأفعال. فالله سبحانه وتعالى لا يميز إلا بالعمل، ولا يكافئ إلا بما قدمت الأيدي، أما الأسماء والشعارات والقبائل فهي تفاصيل عابرة أمام عدل الخالق عز وجل.
رابط مختصر