الإيكونوميست: ترامب بدأ بإعادة تشكيل الشرق الأوسط حتى قبل وقف إطلاق النار بغزة
تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT
شددت مجلة "الإيكونوميست" على أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بدأ في إعادة تشكيل الشرق الأوسط حتى قبل وقف إطلاق النار في قطاع غزة، موضحة أن ترامب كان له دور مؤثر في دفع إسرائيل إلى الموافقة على الهدنة في لبنان.
وأشارت المجلة إلى أن صفقة وقف إطلاق النار في قطاع غزة ستعزز سلطة ترامب على الدولة العربية التي ساعدت في التوسط وعلى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حسب قولها.
وأضافت المجلة أن ترامب يواجه في ولايته الثانية المقبلة أسئلة أكثر تعقيدا تتعلق بالشرق الأوسط، ومن أبرزها: من الذي يجب أن يحكم غزة بعد الحرب؟ وما إذا كان ينبغي تمكين اليمين المتطرف في "إسرائيل" أو تقييده لتحقيق صفقة كبرى مع السعودية؟
وبحسب المجلة، فإن صفقة تطبيع العلاقات بين السعودية ودولة الاحتلال الإسرائيلي قد يكون لها فائدة إضافية تتمثل في إنشاء مجموعة أقوى من دول الشرق الأوسط المعارضة لإيران.
ولفتت إلى أن أجندة الإسرائيليين اليمينيين "تظل طموحة"، حيث يحلمون بإعادة بناء المستوطنات في قطاع غزة وضم الضفة الغربية المحتلة. وأوضحت أنهم متفائلون بالتوغلات الإسرائيلية الأخيرة في لبنان وسوريا، مضيفة أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لم يتعهد بالتخلي عن سياسة الضم إلى الأبد.
وبيّنت "الإيكونوميست" أن مشروع إسرائيل التوسعي يحظى بدعم من داخل مجموعة مستشاري ترامب، ومن بينهم السفير الأمريكي إلى إسرائيل مايك هاكابي. وقالت إن لدى العديد من مستشاري ترامب المقربين خططا طموحة للدبلوماسية الإقليمية، لكن السماح لإسرائيل بضم الضفة الغربية المحتلة قد يُفسد هذه الخطط ويؤدي إلى صراع متجدد مع الفلسطينيين.
وأوضحت المجلة أن السعودية تبقى عاملا رئيسيا في هذه المعادلة، مشيرة إلى أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان حريص على التوصل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، لكنه يواجه تحديات داخلية عديدة، من بينها معارضة أفراد من العائلة الحاكمة ورجال الدين، إضافة إلى 19 مليون مواطن مقارنة بمليون فقط في الإمارات.
وأوضحت المجلة أن "البعض بدأ يتذمر من برنامج محمد بن سلمان الاقتصادي، مما يزيد من الضغوط عليه"، حسب تعبيرها.
وأكدت أن أي اتفاق لإقامة علاقات دبلوماسية بين "إسرائيل" والسعودية يجب أن يتجاوز مسألة استبعاد الضم، حيث يريد السعوديون التزاما إسرائيليا موثوقا به بإقامة الدولة الفلسطينية، لافتة إلى أن تحقيق هذا الهدف يتطلب إعادة ضبط السياسة الإسرائيلية الحالية.
وفيما يتعلق بقطاع غزة، ذكرت المجلة إلى أن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" فقدت قيادتها العليا خلال الحرب، لكنها لم تجد صعوبة في العثور على المزيد من الدعم رغم الظروف الصعبة التي يعيشها سكان القطاع. وأضافت أن "المسؤولين السعوديين أعربوا عن رغبتهم في مساعدة الفلسطينيين، لكنهم يريدون إبعاد حركة حماس عن السلطة".
وزعمت المجلة أن قطر، التي وصفتها بأنها "صديقة لحماس"، تشعر بالقلق من العواقب الدبلوماسية لدعم الحركة، خاصة مع عودة ترامب إلى منصبه، معتبرة أن "حماس قد تواجه صعوبة في الاستمرار بممارسة السلطة في غزة بعد الحرب، ولكن في الوقت نفسه، لا توجد بدائل سهلة لحكم القطاع".
وختمت المجلة بالتأكيد على أن الاتفاق السعودي-الإسرائيلي المحتمل قد يكون هدفًا واقعيًا خلال السنوات الأربع المقبلة، ولكنه لن يُرغم السعوديين على تقديم تنازلات كبرى.
وأضافت أن القضية الفلسطينية "ما زالت قادرة على إثارة العنف والاضطرابات في المنطقة"، وأن "تحقيق السلام الدائم في غزة والتسوية العادلة للقضية الفلسطينية قد يمنحان ترامب الفرصة لتحقيق الصفقة التي يطمح إليها وربما الحل الوحيد للصراع في الشرق الأوسط".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية ترامب الشرق الأوسط غزة الاحتلال السعودية الشرق الأوسط السعودية غزة الاحتلال ترامب صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشرق الأوسط المجلة أن إلى أن
إقرأ أيضاً:
قيادي بـ«مستقبل وطن»: التزام تل أبيب وطهران بوقف إطلاق النار ضرورة ملحة
أكد المهندس ياسر الحفناوي، القيادي بحزب مستقبل وطن، أن التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل يمثل تهديدا بالغ الخطورة على أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط، محذرا من أن استمرار هذا الصراع قد يدفع الإقليم نحو موجة جديدة من الفوضى والعنف لا تُحمد عقباها، مشددا على ضرورة التزام الطرفين بوقف إطلاق النار بشكل فوري ودائم، والاستجابة لصوت العقل الذي نادت به مصر مرارا، عبر دعواتها لخفض التصعيد وبدء مرحلة جديدة من الحوار السياسي الشامل.
وقال «الحفناوي»، إن الموقف المصري منذ بداية الأزمة عبر عن إدراك عميق لتداعيات هذا التصعيد على مجمل القضايا الإقليمية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي تظل جوهر الصراع في المنطقة، موضحا أن مصر لم تدخر جهدا في التواصل مع كافة الأطراف الإقليمية والدولية لوقف التصعيد المتبادل بين طهران وتل أبيب، وتأكيدها الدائم أن الحلول العسكرية لن تجلب إلا المزيد من الدمار، وأن الطريق الوحيد لتجنيب الشعوب ويلات الحروب هو طاولة المفاوضات والاحتكام للحلول الدبلوماسية.
وأشار «الحفناوي»، إلى أن أي تهدئة لا يجب أن تكون سطحية أو مؤقتة، بل يجب أن تُبنى على رؤية شاملة تتضمن، في الأساس، إنهاء المأساة في قطاع غزة، ووقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على المدنيين الفلسطينيين، وضمان النفاذ الكامل والفوري للمساعدات الإنسانية إلى القطاع المنكوب، قائلا: "من غير المنطقي أن يتحدث العالم عن خفض التصعيد في الخليج أو حدود لبنان وسوريا بينما الأطفال يموتون جوعا وقصفا في غزة، تحت أعين المجتمع الدولي".
وأضاف القيادي بحزب مستقبل وطن، أن مصر تواصل التنسيق مع الشركاء الدوليين، وعلى رأسهم الدول الأوروبية والولايات المتحدة، لحشد دعم حقيقي لوقف إطلاق النار في جميع بؤر التوتر، مع ضرورة إطلاق مسار تفاوضي حقيقي لحل جذري للقضية الفلسطينية، من خلال تنفيذ حل الدولتين، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية، بما يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وشدد« الحفناوي»، على أن مصر كانت وستظل ركيزة الاستقرار في المنطقة، وصوت العقل في زمن الصراع، مشددا على أن السلام لن يتحقق طالما ظلت العدالة غائبة، وحقوق الشعب الفلسطيني مهدرة، ومؤسسات القانون الدولي عاجزة عن وقف آلة الحرب والانتهاكات الإسرائيلية.