عندما يتحول الحرم الجامعي إلى قاعة محكمة: واقع لا يليق بالتعليم العالي
تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT
#سواليف
عندما يتحول #الحرم_الجامعي إلى #قاعة_محكمة: واقع لا يليق بالتعليم العالي
بقلم : ا .د. عزام عنانزة
في مشهد يدمي القلب، نجد أساتذة الجامعات، تلك العقول التي كان يُفترض أن تقود نهضة المجتمع وترتقي بوعيه، يتحولون إلى زوار دائمين للمحاكم ومكاتب المحامين. كيف لأكاديميين أفنوا حياتهم في خدمة العلم والمعرفة أن يجدوا أنفسهم محاصرين في أروقة القضاء، بدلاً من قاعات المحاضرات والمختبرات؟ هذا الواقع المؤلم يدفعنا للتساؤل: أين الخلل؟ ومن يتحمل المسؤولية؟
إن الجامعات كانت دائمًا منارات للعلم، فضاءات للبحث والتطوير، وملاذًا لمن يسعون إلى تغيير الواقع نحو الأفضل.
هل يعقل أن تصبح النزاعات داخل الحرم الجامعي جزءًا من المشهد المعتاد؟ هل هذا هو النموذج الذي نقدمه للأجيال القادمة؟ بدلًا من أن تكون الجامعة مصدر إلهام، أصبحت مكانًا لتصفية الحسابات وتكريس الانقسامات.
الطريف – إن جاز التعبير – أن بعض هذه القضايا تكشف عن حجم التناقض بين المبادئ التي نُعلمها لطلابنا والممارسات التي تحدث على أرض الواقع. نتحدث عن العدالة، الشفافية، والنزاهة، بينما الواقع يفضح غياب هذه القيم في ممارساتنا اليومية.
الأدهى من ذلك، أن هذه الممارسات لا تؤثر فقط على الأساتذة أنفسهم، بل تطال سمعة الجامعة، مخرجاتها الأكاديمية، وثقة المجتمع بها. كيف يمكن أن نطلب من الطلاب احترام مؤسساتهم الأكاديمية وهم يشاهدون أساتذتهم يُقاضون إداراتهم للحصول على حقوقهم؟
ربما يكون من المضحك المبكي أن الحرم الجامعي، الذي يُفترض أن يكون بيئة للتعليم والابتكار، أصبح محطة انتقالية بين قاعة التدريس والمحكمة. هذا الواقع لا يليق بالمؤسسات التعليمية التي كانت يومًا مفخرة للأوطان.
لكن لنكن واقعيين، المشكلة ليست فقط في الأطراف المتنازعة. إنها منظومة كاملة تحتاج إلى إعادة نظر. القوانين الجامعية التي تفتقر إلى الوضوح، السياسات الإدارية التي تفتقد إلى الحكمة، والعلاقات الجامعية التي تفتقر إلى الاحترام والتقدير، كلها عوامل أدت إلى هذا الانحدار.
نحن بحاجة إلى وقفة جادة. إصلاح جذري يعيد للجامعات مكانتها الحقيقية. إعادة تعريف دور الجامعات كفضاءات للبحث، التعليم، وحل المشكلات، وليس فضاءات لتصدير النزاعات إلى المحاكم.
وإلى أن يحدث ذلك، يبقى السؤال المؤلم معلقًا: كيف لعقول بحجم أساتذتنا أن تُستهلك في معارك لا تليق بمكانتهم ولا بمكانة مؤسساتهم؟ والله عيب… هذا واقع لا يليق لا بالأستاذ ولا بالجامعة، ولا بالرسالة التي خُلق التعليم العالي لأجلها.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف الحرم الجامعي قاعة محكمة الحرم الجامعی لا یلیق
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يتحول إلى فخ.. هجمات تنتحل صفة ChatGPT تستهدف الملايين
حذرت شركة الأمن السيبراني الروسية كاسبرسكي Kaspersky، من ارتفاع ملحوظ في الهجمات الإلكترونية التي تستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي والتطبيقات الإنتاجية كوسيلة لخداع المستخدمين.
وأشارت كاسبرسكي إلى أن عدد الهجمات التي انتحلت اسم ChatGPT ارتفع بنسبة 115% في الأشهر الأولى من عام 2025 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
ووفقا للتقرير، استهدفت هذه الهجمات أكثر من 8500 شركة صغيرة ومتوسطة في مختلف أنحاء العالم، حيث استخدمت ملفات ضارة تم تمويهها لتبدو وكأنها تطبيقات شهيرة مثل Zoom وMicrosoft Office وChatGPT وDeepSeek.
برامج ضارة تتنكر في هيئة تطبيقات مألوفةراقبت كاسبرسكي أكثر من 4000 ملف ضار ومزعج فريد استخدم في هذه الهجمات، حيث تعتمد الأساليب المستخدمة على استغلال شهرة هذه الأدوات لتحقيق الانتشار السريع، خاصة في فترات الإقبال الكبير على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وقال خبير الأمن السيبراني في كاسبرسكي، فاسيلي كوليسنيكوف: “كلما زادت شهرة التطبيق أو الأداة، زاد احتمال أن يصادف المستخدم حزمة مزيفة عبر الإنترنت”.
ارتفاع في استخدام Zoom وGoogle Drive وTeams كطعمكشفت كاسبرسكي عن زيادة بنسبة 13% في عدد الملفات الخبيثة التي انتحلت تطبيق Zoom، وزيادة بنسبة 12% لتطبيق Google Drive، في حين شهد Microsoft Teams قفزة كبيرة بنسبة 100%.
كما كانت تطبيقات Microsoft الأخرى أهدافا متكررة، مثل Outlook وPowerPoint بنسبة 16% لكل منهما، وExcel بنسبة 12%، وWord بنسبة 9%.
أشارت كاسبرسكي إلى أن هذه الهجمات تتنوع بين برمجيات تحميل ضارة Downloaders وأحصنة طروادة Trojans وبرمجيات الإعلانات Adware، إلى جانب حملات تصيد تستهدف الوصول إلى بيانات الدخول الخاصة بالخدمات المصرفية أو حسابات البريد الإلكتروني أو منصات التسليم.
توصيات للوقايةنصحت الشركة المؤسسات بوضع سياسات واضحة لاعتماد البرمجيات، وتحديد قواعد وصول دقيقة للملفات والخدمات السحابية، بالإضافة إلى إجراء نسخ احتياطية منتظمة.
وأكد كوليسنيكوف: “ينبغي دائما التحقق من تهجئة روابط المواقع والبريد الإلكتروني المشبوه، فقد تكون هذه الروابط وسيلة لتحميل برمجيات ضارة أو للوصول إلى معلومات حساسة”.