تنصيب ترامب داخل الكابيتول ومغردون: حتى الطبيعة تحاول عرقلة وصوله للحكم
تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT
وجاء نقل موقع الحفل بسبب موجة البرد القارس التي تضرب العاصمة واشنطن، إذ من المتوقع أن تصل درجات الحرارة إلى 11 درجة مئوية تحت الصفر.
وتكتسب هذه الخطوة أهمية خاصة في ضوء حادثة تاريخية مؤلمة عام 1841 عندما أدى إلقاء الرئيس وليام هاريسون أطول خطاب تنصيب في ظروف مناخية مماثلة إلى إصابته بالتهاب رئوي أدى إلى وفاته بعد شهر واحد من توليه منصبه، وتعد هذه الحادثة درسا تاريخيا دفع المسؤولين لتجنب تكرارها.
وبحسب المصادر الرسمية، سيقام حفل التنصيب في قاعة "كابيتول روتوندا"، مع تقليص عدد الحضور بشكل كبير من 200 ألف شخص إلى 700 شخص فقط.
ويأتي هذا القرار متماشيا مع السابقة التاريخية في عام 1985 خلال الولاية الثانية للرئيس الأسبق رونالد ريغان عندما اضطرت السلطات لنقل الاحتفالات إلى الداخل بسبب انخفاض درجات الحرارة إلى 7 درجات مئوية تحت الصفر.
وفي سياق متصل، اتخذت السلطات الأمنية إجراءات مشددة لتأمين الحدث، إذ تعاونت قوات الخدمة السرية مع شرطة الكابيتول وشرطة العاصمة في إقامة تحصينات أمنية محكمة حول البيت الأبيض ومبنى الكابيتول وجزء من مسار العرض.
وتضمنت الإجراءات نصب سياج يمتد على مساحة 48 كيلومترا لمنع أي محاولات للدخول أو التسلق، مع نشر قناصة على أسطح المباني وفرق أمنية على الأرض، إضافة إلى استخدام المسيّرات في السماء.
إعلانوتباينت آراء المغردين بشأن القرار المفاجئ بنقل حفل التنصيب، وانقسمت التعليقات بين مؤيد ومعارض للخطوة، وهذا ما استعرضته حلقة 2025/1/19 من برنامج "شبكات".
وبحسب رأي المغرد علي، فإن هذا "هو أهم يوم في حياة ترامب، وأهم نصر له، وزهوته أمام أعدائه تحولت بسبب الطقس البارد الى يوم أقل بهجة"، وأكمل موضحا "وكأنه حتى الطبيعة تحاول عرقلة وصوله للبيت الأبيض".
وفي السياق نفسه، يرى الناشط رامي أبو عساف أن الحدث يكتسب أهمية خاصة، فغرد قائلا "العالم على أعتاب زمن ترامب، الجميع يريد ولاءه والجميع يريد رضاه، ومن الطبيعي أن ترى أهم الشخصيات المؤثرة في العالم تحضر حفل تنصيبه وتتهافت لكسب رضاه".
في المقابل، اتخذت صاحبة الحساب يارا منحى مختلفا في تحليل القرار، وغردت "شكله ترامب خايف تنعاد قصة الاغتيالات إللي صارتله قبل هالمرة لهيك فضل إنو يعملها داخل الكابيتول وبعدد محدود من الحضور".
أما الناشط محمد عبد الله فرأى أن القرار يأتي في سياق التحدي، وغرد متسائلا "هو هيلاقيه من إغلاق منصة التيك توك، ولا الحداد العام، وقت التنصيب وغيرو حفل التنصيب؟"، وأكمل التغريدة موضحا أن "ترامب كايدهم بجد".
ووفقا لتقارير، فإن حفل تنصيب ترامب سيحضره أهم أقطاب التكنولوجيا في العالم، وفي مقدمتهم إيلون ماسك ومارك زوكربيرغ وجيف بيزوس والرئيس التنفيذي لآبل والرئيس التنفيذي لتيك توك الذي حظر اليوم في الولايات المتحدة.
وسيحضر الحفل أيضا الرؤساء السابقون باراك أوباما وجورج بوش وبيل كلينتون وزعماء غربيون مؤيدون لترامب، مثل جورجيا ميلوني ورئيس الأرجنتين، في حين ستغيب كل من ميشيل أوباما ونانسي بيلوسي.
19/1/2025المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
فرحات: الولايات الأمريكية تتجه لحصار الإخوان و تجريدهم من أدوات النفوذ والاختراق
قال اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر وأستاذ العلوم السياسية، إن قرار ولاية فلوريدا الأمريكية تصنيف جماعة الإخوان ومجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية «كير» كمنظمتين إرهابيتين أجنبيتين يمثل تحولا استراتيجيا بالغ الدلالة في إدراك المؤسسات الأمريكية لطبيعة هذا التنظيم وأدواره العابرة للحدود، مؤكدا أن هذه الخطوة تأتي استكمالا لمسار بدأ بقوة الشهر الماضي بعدما أعلن حاكم تكساس جريج أبوت التصنيف نفسه، بما يعكس تغيرا نوعيا في الرؤية الأمريكية تجاه الإخوان و شبكاتها المنتشرة داخل الولايات المتحدة.
وأضاف فرحات في بيان له اليوم، أن هذا القرار لا يمكن عزله عن التحولات المتصاعدة داخل الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة، حيث باتت دوائر صنع القرار أكثر وعيا بطرق تغلغل جماعة الإخوان التي تعمل تحت لافتات تبدو مدنية، بينما تمارس عمليا دورا مزدوجا يشمل تبييض خطاب الجماعة وتوفير حاضنة سياسية وإعلامية لتمرير أجنداتها داخل المجتمع الأمريكي، وهو ما أثار انتقادات واسعة من تيارات سياسية وأمنية داخل واشنطن.
وأوضح نائب رئيس حزب المؤتمر أن ولاية فلوريدا تعد من أكثر الولايات حساسية تجاه قضايا الأمن القومي الداخلي، ومن ثم فإن خطوتها الأخيرة تتجاوز البعد الرمزي لتشكل ضغطا مباشرا على المؤسسات الفيدرالية للنظر بجدية في إعادة تقييم وضع الجماعة، خاصة مع توسع الأدلة حول ارتباطات الإخوان بشبكات تمويل، وأنشطة تستهدف التأثير على السياسة الأمريكية تحت مظلة منظمات مثل “كير”، التي كانت تسوق نفسها لسنوات باعتبارها ممثلا للجاليات المسلمة في الولايات المتحدة، بينما تكشف الوثائق والتحقيقات عن دورها الأيديولوجي والتنظيمي المرتبط مباشرة بمشروع الجماعة.
وأشار فرحات إلى أن القرار يعد صفعة قوية لمحاولات الإخوان التحرك في الخارج بعد أن فقدوا قواعدهم في المنطقة العربية، ويؤكد أن العالم بدأ ينظر بواقعية إلى خطورة خطاب التحريض والاختراق الذي تبنته الجماعة منذ تأسيسها، مستغلة الهجرة، والعمل الأهلي، والعمل الحقوقي، كستار لتمرير أفكارها وزرع شبكات تأثير تتعارض مع السيادة الوطنية للدول.
وأكد أن هذا التحول الأمريكي سيشجع دولا أخرى داخل أوروبا وخارجها لاتخاذ خطوات مماثلة، خاصة أن العديد من الأجهزة في الغرب تجري منذ شهور مراجعات موسعة حول التعامل مع الجماعة بعد تزايد المخاوف من ارتباطها بالخطاب المتطرف وتوظيفها الأزمات الإقليمية لصناعة حضور سياسي موازي خارج إطار الدول، مشددا على أن المراجعات الدولية الجارية تمثل انتصارا لرؤية مصر التي حذرت مرارا من خطورة هذا التنظيم على الأمن الإقليمي والدولي.
ولفت أستاذ العلوم السياسية إلي أن القرار يمثل رسالة قوية للمجتمع الدولي بضرورة التحرك المشترك لوقف تمدد الجماعات المتطرفة، وتجفيف منابع التمويل، وكشف الشبكات الإعلامية والحقوقية التي تعمل كواجهة لتبرير خطاب التطرف، بما يضمن حماية الأمن والاستقرار العالميين.