اختفاء أربعة سائقي شاحنات مغاربة في منطقة مضطربة بين بوركينا فاسو والنيجر
تاريخ النشر: 20th, January 2025 GMT
تداولت مصادر متطابقة، انباء عن فقدان أثر أربعة سائقي شاحنات مغاربة منذ يوم السبت الماضي، حيث كانوا في طريق يربط شمال شرق بوركينا فاسو بغرب النيجر.
وتفيد المعلومات الواردة من سفارة المغرب في بوركينا فاسو بأن السائقين كانوا في ثلاث شاحنات اختفت آثارهم بين مدينتي دوري في بوركينا فاسو وتيرا في النيجر.
وأوضح مصدر دبلوماسي في السفارة أن المنطقة التي مروا بها تعد واحدة من أخطر المناطق في المنطقة، حيث تنشط فيها جماعات إرهابية وخلايا مسلحة تقوم بعمليات نهب منتظمة تستهدف سائقي الشاحنات.
وأفاد المصدر نفسه أن السفارة المغربية تعمل على التنسيق المستمر مع سلطات بوركينا فاسو من أجل العثور على السائقين المفقودين.
كما أشار إلى أن سلوك الطريق دون مرافق أمني أو التحقق من الوضع الأمني في المنطقة يشكل مخاطرة كبيرة، داعياً إلى ضرورة احترام شركات النقل للبروتوكولات الأمنية المعتمدة.
وتشهد بوركينا فاسو، مثلها مثل جاراتها النيجر ومالي، تصاعداً في الهجمات الإرهابية من قبل جماعات جهادية مرتبطة بتنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية، ما يزيد من تعقيد الوضع الأمني في المنطقة.
المصدر: مملكة بريس
كلمات دلالية: أمن النقل البحث عن المفقودين النيجر بوركينا فاسو جماعات إرهابية سفارة المغرب بورکینا فاسو
إقرأ أيضاً:
تلفت حمولتها.. شاحنات المساعدات تتكدس قرب غزة دون إذن بالعبور
شمال سيناء- تصطف مئات الشاحنات المحملة بالمواد الإغاثية والغذائية ومياه الشرب على الطريق الممتد من شرق مدينة العريش (شمال شرق مصر)، تحت أشعة الشمس الحارقة ولهيب الحرارة المرتفعة، في مشهد يُجسّد حجم المعاناة ويعكس عمق المأساة الإنسانية في قطاع غزة.
تتكدس الشاحنات، وقد أضناها الانتظار الطويل منذ نحو 5 أشهر، بلا حراك، مكبلة بقيود التصاريح والإجراءات في انتظار إذن السماح لها بالعبور إلى الفلسطينيين في القطاع، بينما تواجه حمولتها التي يفترض أن تكون طوق نجاة، خطر التلف والضياع.
وعلى بُعد نحو 50 كيلومترًا غربًا من معبر رفح البري، تقف عربات المساعدات في المنطقة اللوجستية بمدينة رفح، ويقول سائقوها إنه مرّ على بعضهم نحو شهرين وهم ينتظرون إذن العبور إلى قطاع غزة المحاصر والمكلوم، حيث يتلهف أهله إلى حفنة من الدقيق أو ما يسد رمقهم ويعينهم على مقاومة العطش، في وقت باتت فيه الحاجة إلى تلك المساعدات مسألة حياة أو موت.
المنع أتلفهاويفاقم هذه الأزمة آلة الحرب الإسرائيلية الضارية الدائرة في قطاع غزة منذ الثامن من أكتوبر/تشرين ثاني 2023، تخللها إعلانات هدن مؤقتة، بينما تحذر منظمات إغاثية من شبح المجاعة.
يقول أحمد أبو حمدة، متطوع بجمعية الهلال الأحمر المصري، فرع شمال سيناء، للجزيرة نت، إن الشاحنات تصطف منذ شهور، حيث تعرقل الإجراءات الأمنية، التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي، دخولها، ويضيف أن بقاءها تحت أشعة الشمس المرتفعة خاصة في الوقت الحالي، حيث صيف مصر الساخن، يعرض الحمولات للتلف.
إعلانبل إن معظمها تلف فعلا بسبب عوامل الجو -حسب أبو حمدة-، خاصة وأن المواد تتنوع بين الغذاء المعلب ومياه الشرب والدقيق والمواد الطبية، بينما يضطر السائقون إلى العودة من حيث أتوا، سواء بتبرع من مصريين أو جمعيات أهلية. و يُلقى بالحمولة التالفة في مناطق صحراوية.
وفي اتصال بمدير فرع جمعية الهلال الأحمر المصري بشمال سيناء، الدكتور خالد زايد، أبدى قلقا بالغا إزاء الوضع المأساوي الذي تشهده قوافل المساعدات الإنسانية المصطفة بالجانب المصري، في انتظار الضوء الأخضر لعبورها لقطاع غزة، حيث الجوع يفتك والعطش لا يرحم.
وقال زايد، بصوت يختلط فيه الإحباط بالإصرار "إن المشهد لا يليق بنداء الإنسانية، فالمئات من الشاحنات المحملة بالمواد الإغاثية والمستلزمات الطبية تقف منذ شهور تحت وطأة شمس لافحة وظروف مناخية قاسية، في انتظار أن تتحرك إلى حيث يفترض أن تكون".
وأوضح أن هناك أكثر من 50 شاحنة إغاثية محملة بآلاف الأطنان من مواد الإغاثة والأغذية؛ ويضيف "للأسف، مع طول مدة الانتظار فإن نسبة لا يستهان بها من هذه المساعدات تلفت، خاصة سريعة الفساد منها كالحليب والمعلبات ومياه الشرب".
وتشير التقديرات الأولية -حسب زايد- إلى تضرر نحو 30% من هذه المواد كليًا أو جزئيًا، وهي نسبة ترتفع مع كل يوم يتأخر فيه عبورها، ويقول بشيء من الأسى "هذا الهدر لا يمس فقط المواد، بل يمس جوهر العمل الإنساني، ويفاقم معاناة من نذرنا أنفسنا لمساعدتهم".
وناشد زايد كل الأطراف، أن تضع الإنسانية فوق كل اعتبار، وتسرّع في تسهيل إجراءات دخول تلك المساعدات، "لأن ما نواجهه اليوم ليس أزمة لوجستية فحسب، بل فشل أخلاقي وإنساني كبير".
لم تعد صالحةمن ناحيته، كشف مدير إدارة الإمدادات بمحافظة شمال سيناء، عن تخلص الإدارة والجهات المعنية من شحنات كبيرة من المساعدات الغذائية التي تجاوزت صلاحيتها، بعد أن ظلت حبيسة المستودعات أشهرا، دون أن تجد طريقها إلى من ينتظرونها بفارغ الصبر خلف الأسلاك.
إعلانوأوضح أن هذه المساعدات، التي كان يفترض أن تصل إلى المحاصرين في غزة خلال الشهرين الماضيين، بقيت داخل المخازن القريبة من معبر رفح البري منذ أن استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية في القطاع في مارس/آذار الماضي.
وأشار إلى أن الإجراءات المطولة والتأخير المتكرر في السماح بمرور المساعدات أفسدت كميات كبيرة من الأغذية، ما اضطر السلطات إلى إتلافها حرصاً على الصحة العامة، حيث لم تعد صالحة للاستهلاك.
وقال أحد أعضاء اللجنة الفنية المكلفة فحصَ المساعدات وصلاحيتها بمحافظة شمال سيناء "لم يكشف هويته"، إن اللجنة تقوم بإعداد تقارير دقيقة عقب كل عملية فحص دورية (كل 15 يوما تقريبًا) تشمل جميع أنواع المواد الإغاثية والأغذية، سواء كانت دقيقا أم أرزا أم معلبات.
وفي الفترة الأخيرة تكدست المواد الغذائية في المخازن وعلى متن الشاحنات ما أفقدها صلاحيتها بشكل كامل أو جزئي، مشيراً إلى أن ما تم رصده في الفترة الماضية (من فبراير/شباط 2025 حتى الآن) بلغ نحو 2000 شاحنة تحمل مواد غذائية فاسدة جزئيا أو كلياً، تم تخزينها في أحد المستودعات الكبرى، ولم تُنقل بسبب تعثر دخولها إلى غزة.
وأضاف أن الأزمة لا تتعلق فقط بكميات الأغذية منتهية الصلاحية، بل بتكدس الشاحنات وتجمد حركتها، ما يسرع من عملية تلف المواد نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، وانعدام ظروف التخزين المناسبة لبعض الأغذية كالمعلبات والألبان.
وأوضح أن بعض أصحاب المساعدات يبادرون بتقديم طلبات رسمية لإعادة فحص شحناتهم، بعد الاشتباه بانتهاء صلاحية جزء منها؛ وأشار إلى أن معظم هذه البضائع، خاصة تلك التي ظلت منذ أكثر من 4 أشهر دون تحريك، أصبحت في حكم التالفة.