الحروب التجارية عنوان ولاية "ترامب" الثانية.. وضربات محتملة للشركاء قبل الخصوم!
تاريخ النشر: 20th, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
مع انتهاء حفل تنصيب الرئيس الأمريكي السابع والأربعين دولاند ترامب وتسلمه مقاليد الحكم رسميا من سلفه جو بايدن، ينشغل العالم الآن، خاصة حلفاء الولايات المتحدة، بالتأثيرات المحتملة لولاية ترامب الثانية على علاقتهم بالإدارة الجمهورية الجديدة في ضوء تهديد ووعيد ترامب بتوجيه ضربات موجعة– على حد تعبيره- لكل من يخالف سياساته مع التلويح بحروب مقبلة لعدد من شركاء أمريكا قبل خصومها، مما يذكّر العالم بالتقلبات التي شهدتها ولايته الأولى بين أعوام 2017 و2021 عندما حل خلفاً للرئيس أوباما.
قد يميل بعض المراقبين إلى القول إنه لا يمكن أن نأمل تغييرا في السياسات الأمريكية خلال ولاية ترامب الثانية، لكنّ البحث عن الفروق بينه وبين سلفه الرئيس بايدن يساعد في فهم كيفية اتخاذ القرارات وإقامة التحالفات داخل البيت الأبيض استعداداً لمواجهتها من الأصدقاء قبل الأعداء. صحيح أن الأهداف الأساسية في القضايا المهمة لن تختلف بينهما، مثل التحكم في شرايين التجارة العالمية ومصادر الطاقة والحفاظ على أمن إسرائيل وتفوقها العسكري؛ مع ذلك قد تتغير أساليب تحقيق هذه الأهداف. والعنوان الأبرز في هذا التغيير المتوقع استخدام الابتزاز التهديدي والتخويف بالعقوبة وهي الضربات العسكرية لتحقيق أكبر مكاسب تجارية ونفوذ استراتيجي وهما على قمة أجندة الإدارة الجديدة، وهو أسلوب في الحكم يذكّر العالم بالإمبراطوريات الاستعمارية القديمة ومحاولتها إحكام السيطرة على مستعمراتها وأيضاً الأنظمة الفاشية في بداية القرن الماضي ومغالاتها في النزعة القومية والعنصرية ضد الآخرين وكراهية الأجانب.
ورغم كون ترامب يلتقي مع هدف المؤسسات الأمريكية في بسط نفوذ الولايات المتحدة وتزعّمها للعالم، إلا أن شخصية ترامب الرئيس لا يختفي منها "المقاول" الذي يركب المخاطر دون حساب مما يجعل من الصعب التنبؤ بمواقفه وتداعياتها مع توقع إثارة المفاجآت دائما.
ويرى مراقبون أن ترامب يتجه للتراجع عن سياسات سلفه الرئيس بايدن وشنّ حروب تجارية على أطراف عديدة، خاصةً الشركاء التجاريين الكبار مثل الاتحاد الأوروبي، بالمخالفة لقوانين منظمة التجارة العالمية والاتفاقات الثنائية والمتعددة مع التجمعات الاقتصادية. وسيطالب ترامب الأوروبيين بتحمل ميزانية حلف الناتو المخصصة للإنفاق العسكري، وسيكلفهم ذلك 2% على الأقل من ناتجهم المحلي الإجمالي. كما يسعى أيضا لفرض رسوم جمركية بنسبة 6% على بعض السلع الأوروبية مثل السيارات وسيمثل ذلك وبالاً على الحكومات الأوروبية خاصةً ألمانيا، كما سيتجه بالمثل لمطالبتهم بشراء الغاز الصخري الأمريكي والذي سيكلفهم ضعف القيمة الحالية نظراً لبعد المسافة مقارنة بالمصادر الحالية.
ومن الحروب التجارية الأخرى، تحت شعار الدفاع عن الأمن القومي، ضرب اتفاقية نافتا للتجارة الحرة مع المكسيك عرض الحائط؛ وقد هدد بالفعل بتغيير خليجها الشهير إلى "خليج أمريكا"، بل ومع كندا أيضا الجار والحليف في الناتو والتي اعتبرها "الولاية الأمريكية رقم 51"، مثلما هو الحال كذلك عند تهديده ببسط نفوذه على جرينلاند التابعة للدنمارك مع تمتعها بحكم ذاتي. كذلك التلويح باستخدام القوة العسكرية ضد بنما حيث هدد ترامب بالاستيلاء على قنالها إذا لم تستجب الحكومة للطلب الأمريكي بتخفيض رسوم عبور سفن الولايات المتحدة. كما هدد في نفس السياق الصين مع توقعات بالتصعيد ضدها.
سياسة ترامب ستختلف أيضا عن بايدن في قضايا أخرى، مثل الهجرة، حيث من المتوقع أن يمنع إصدار تأشيرات دخول لمواطني سوريا والعراق واليمن والسودان وليبيا، كما سيلاحق المهاجرين بالاعتقالات الجماعية.
أما على صعيد سياسات ترامب تجاه القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي فلا جدال في استمرار دعمه اللامحدود للاحتلال الإسرائيلي وسياساته العنصرية ضد الشعب الفلسطيني بما في ذلك السكوت عن ضحايا الإبادة الجماعية. واختيار ترامب لمايك هاكابي سفيراً لدى الكيان المحتل يعكس هذا الموقف المعادي للقضية الفلسطينية، حيث معروف عن هاكابي التعصب لإسرائيل ودعمه لسياساتها الاستيطانية، بل إنه يدعم أيضا الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة ويعتبرها جزءاً من إسرائيل، بالمخالفة للقرارات الدولية.
لكن ترامب له طريقته الخاصة أيضا في توصيل رسالة لنتنياهو مفادها أنه غير مرغوب في استمراره وذلك من خلال إعادة نشر فيديو مع الأكاديمي الأمريكي جيفري ساكس الذي انتقد نتنياهو بشدة واتهمه بجر الولايات المتحد إلى حروب لا نهاية لها. وهذا لا يعني أن ترامب أصبح مقتنعا بإقامة دولة فلسطينية بل بالعكس يسعى لتوسيع رقعة الكيان المحتل.
ويؤكد مراقبون أن استفادة العلاقات المصرية الأمريكية كبيرة بعد إنجاز القاهرة لصفقة وقف الحرب على غزة. وسيبقى تعزيز العلاقات رهينا بتطور الأوضاع في الشرق الأوسط وقدرة مصر على التعاون من أجل إدارة ملفات تهدئة أخرى في ليبيا والسودان. وقد نشهد قمة تجمع الرئيسين للمرة الأولى منذ سنوات. لكن يبقى الحذر المصري حاضراً بقوة أمام مناورات محتملة ومساومات لا تخفى على الإدارة المصرية.
أما الموقف من إيران فيواصل ترامب سياسة "إطفاء الحرائق"، والاختبار الأول سيكون في اليمن، وتخفيف الضغط الأمريكي على طهران يصبح مشروطاً بقدرة الأخيرة على حمل الحوثيين على وقف استهدافهم للتجارة الدولية في البحر الأحمر. وغير مستبعد ضربات أمريكية ضدهم.
كل تلك الأمثلة السابقة مؤشرات حول طريقة ترامب المتوقعة لتحقيق نفس الأهداف الاستراتيجية باستخدام وسائل يغلب عليها أسلوب امبراطوريات القرن الماضي في استعراض القوة و"العصا لمن عصى" لإدارة ملفات ملحة انفجرت خلال السنوات الأربع الماضية والمطلوب إنهاؤها مع جني أقصى ما يمكن من "الغنائم" لصالح الولايات المتحدة!
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
أمواج تسونامي تضرب سواحل ولاية هاواي الأمريكية بعد زلزال ضخم في المحيط الهادي
انضم إلى قناتنا على واتساب
شمسان بوست / متابعات:
وصلت أمواج تسونامي إلى جزر هاواي الأميركية في أعقاب زلزال كامتشاتكا بأقصى الشرق الروسي الذي بلغت شدته 8.8 درجات فيما صدرت أوامر بإخلاء مناطق في عدة دول مطلة على المحيط الهادي بما في ذلك معظم الساحل الشرقي لليابان.
وبث التلفزيون الروسي الرسمي، اليوم الأربعاء، مشاهد لأمواج تسونامي وهي تضرب بلدة سيفيرو كوريلسك الروسية وتجرف مباني وركاما في البحر. وقال مسؤولون إن الأمواج جرفت أجزاء من مصنع للحوم الأسماك كما جرفت السفن من مراسيها.
يأتي ذلك في وقت ألغت فيه السلطات الروسية التحذير من خطر حدوث تسونامي في شبه جزيرة كامتشاتكا.
وكان الزلزال قد ضرب شبه جزيرة كامتشاتكا في أقصى شرق روسيا ليل الثلاثاء مثيرا أمواج تسونامي وصل ارتفاعها إلى 5 أمتار. وألحق الزلزال الذي كان مركزه قريبا من سطح الأرض أضرارا بعدد من المباني.
الأقوى منذ عقود
وقال أحد سكان مدينة بتروبافلوفسك-كامتشاتسكي إن الهزة استمرت لعدة دقائق. وأضاف ياروسلاف (25 عاما) “قررت مغادرة المبنى، شعرت وكأن جدرانه قد تنهار في أي لحظة. استمر الاهتزاز 3 دقائق على الأقل”.
وقال فلاديمير سولودوف حاكم كامتشاتكا في مقطع مصور نشر على تليغرام “كان زلزال اليوم خطيرا وهو الأقوى منذ عقود”. وذكر علماء روس أن هذا أقوى زلزال يضرب المنطقة منذ عام 1952.
من جانبه، أعلن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن الزلزال لم يخلف إصابات، وأرجع ذلك إلى قوة المباني وفعالية أنظمة الإنذار.
تسونامي في هاواي
وفي ولاية هاواي الأميركية ضربت أمواج يبلغ ارتفاعها 1.7 متر جزر الولاية قبل أن يخفض مركز التحذير من تسونامي في المحيط الهادي مستوى التحذير للولاية حوالي الساعة 8:50 بتوقيت غرينتش، قائلا إنه لا يتوقع حدوث أمواج تسونامي كبيرة.
وكانت السلطات في هاواي قد طلبت في وقت سابق من سكان المناطق الساحلية الصعود إلى أراض مرتفعة أو إلى الطابق الرابع أو فوق المباني، وأمر خفر السواحل الأميركي السفن بالخروج من الموانئ.
وقالت وزارة النقل الأميركية إن الرحلات الجوية من مطار هونولولو استؤنفت في وقت لاحق، في حين ظل المطار الرئيسي في ماوي مغلقا مع احتماء المسافرين في صالة الركاب.
وشوهدت أمواج تسونامي بلغ ارتفاعها حوالي نصف متر حتى ولاية كاليفورنيا، ووصلت أمواج أصغر حجما إلى مقاطعة كولومبيا البريطانية في كندا.
وقد أفادت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية بأن مركز الزلزال كان على عمق 19.3 كيلومترا وعلى بعد نحو 119 كيلومترا من بتروبافلوفسك-كامتشاتسكي، وهي مدينة يبلغ عدد سكانها 165 ألف نسمة.
اليابان تلغي تحذيراتها
في غضون ذلك قالت وكالة رويترز إن اليابان ألغت جميع تحذيراتها من وقوع تسونامي بعد زلزال ضرب جزيرة كامتشاتكا الروسية.
وكانت صفارات الإنذار انطلقت للتحذير من تسونامي في البلدات الواقعة على طول سواحل اليابان على المحيط الهادي، وحثت السلطات عشرات الآلاف من السكان على الإخلاء.
وقالت شركة طوكيو للكهرباء إن العمال أخلوا محطة فوكوشيما النووية، التي شهدت انصهارا أدى إلى كارثة إشعاعية في أعقاب تسونامي عام 2011.
وأظهرت لقطات بثتها هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية عشرات الأشخاص في جزيرة هوكايدو شمالي البلاد يحتمون على سطح مبنى.
وذكرت قناة أساهي التلفزيونية أن امرأة عمرها 58 عاما لقيت حتفها عندما سقطت سيارتها من على منحدر في أثناء إخلائها منطقة مي بوسط اليابان.
وذكرت وكالة كيودو اليابانية للأنباء أن شركة نيسان موتور لصناعة السيارات علقت عملياتها في بعض المصانع المحلية في اليابان لضمان سلامة الموظفين.
وقال مسؤولون إنه تم تسجيل 3 أمواج تسونامي في اليابان وبلغ ارتفاع أكبرها 1.3 متر.
وقال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني يوشيماسا هاياشي إنه لم يتم تسجيل إصابات أو أضرار على الفور، كما لم تحدث أي اضطرابات في أي من محطات الطاقة النووية.
وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية إن أموا