تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

مع انتهاء حفل تنصيب الرئيس الأمريكي السابع والأربعين دولاند ترامب وتسلمه مقاليد الحكم رسميا من سلفه جو بايدن، ينشغل العالم الآن، خاصة حلفاء الولايات المتحدة، بالتأثيرات المحتملة لولاية ترامب الثانية على علاقتهم بالإدارة الجمهورية الجديدة في ضوء تهديد ووعيد ترامب بتوجيه ضربات موجعة– على حد تعبيره- لكل من يخالف سياساته مع التلويح بحروب مقبلة لعدد من شركاء أمريكا قبل خصومها، مما يذكّر العالم بالتقلبات التي شهدتها ولايته الأولى بين أعوام 2017 و2021 عندما حل خلفاً للرئيس أوباما.

 

قد يميل بعض المراقبين إلى القول إنه لا يمكن أن نأمل تغييرا في السياسات الأمريكية خلال ولاية ترامب الثانية، لكنّ البحث عن الفروق بينه وبين سلفه الرئيس بايدن يساعد في فهم كيفية اتخاذ القرارات وإقامة التحالفات داخل البيت الأبيض استعداداً لمواجهتها من الأصدقاء قبل الأعداء. صحيح أن الأهداف الأساسية في القضايا المهمة لن تختلف بينهما، مثل التحكم في شرايين التجارة العالمية ومصادر الطاقة والحفاظ على أمن إسرائيل وتفوقها العسكري؛ مع ذلك قد تتغير أساليب تحقيق هذه الأهداف. والعنوان الأبرز في هذا التغيير المتوقع استخدام الابتزاز التهديدي والتخويف بالعقوبة وهي الضربات العسكرية لتحقيق أكبر مكاسب تجارية ونفوذ استراتيجي وهما على قمة أجندة الإدارة الجديدة، وهو أسلوب في الحكم يذكّر العالم بالإمبراطوريات الاستعمارية القديمة ومحاولتها إحكام السيطرة على مستعمراتها وأيضاً الأنظمة الفاشية في بداية القرن الماضي ومغالاتها في النزعة القومية والعنصرية ضد الآخرين وكراهية الأجانب. 

ورغم كون ترامب يلتقي مع هدف المؤسسات الأمريكية في بسط نفوذ الولايات المتحدة وتزعّمها للعالم، إلا أن شخصية ترامب الرئيس لا يختفي منها "المقاول" الذي يركب المخاطر دون حساب مما يجعل من الصعب التنبؤ بمواقفه وتداعياتها مع توقع إثارة المفاجآت دائما. 

ويرى مراقبون أن ترامب يتجه للتراجع عن سياسات سلفه الرئيس بايدن وشنّ حروب تجارية على أطراف عديدة، خاصةً الشركاء التجاريين الكبار مثل الاتحاد الأوروبي، بالمخالفة لقوانين منظمة التجارة العالمية والاتفاقات الثنائية والمتعددة مع التجمعات الاقتصادية. وسيطالب ترامب الأوروبيين بتحمل ميزانية حلف الناتو المخصصة للإنفاق العسكري، وسيكلفهم ذلك 2% على الأقل من ناتجهم المحلي الإجمالي. كما يسعى أيضا لفرض رسوم جمركية بنسبة 6% على بعض السلع الأوروبية مثل السيارات وسيمثل ذلك وبالاً على الحكومات الأوروبية خاصةً ألمانيا، كما سيتجه بالمثل لمطالبتهم بشراء الغاز الصخري الأمريكي والذي سيكلفهم ضعف القيمة الحالية نظراً لبعد المسافة مقارنة بالمصادر الحالية.

ومن الحروب التجارية الأخرى، تحت شعار الدفاع عن الأمن القومي، ضرب اتفاقية نافتا للتجارة الحرة مع المكسيك عرض الحائط؛ وقد هدد بالفعل بتغيير خليجها الشهير إلى "خليج أمريكا"، بل ومع كندا أيضا الجار والحليف في الناتو والتي اعتبرها "الولاية الأمريكية رقم 51"، مثلما هو الحال كذلك عند تهديده ببسط نفوذه على جرينلاند التابعة للدنمارك مع تمتعها بحكم ذاتي. كذلك التلويح باستخدام القوة العسكرية ضد بنما حيث هدد ترامب بالاستيلاء على قنالها إذا لم تستجب الحكومة للطلب الأمريكي بتخفيض رسوم عبور سفن الولايات المتحدة. كما هدد في نفس السياق الصين مع توقعات بالتصعيد ضدها. 

سياسة ترامب ستختلف أيضا عن بايدن في قضايا أخرى، مثل الهجرة، حيث من المتوقع أن يمنع إصدار تأشيرات دخول لمواطني سوريا والعراق واليمن والسودان وليبيا، كما سيلاحق المهاجرين بالاعتقالات الجماعية. 

أما على صعيد سياسات ترامب تجاه القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي فلا جدال في استمرار دعمه اللامحدود للاحتلال الإسرائيلي وسياساته العنصرية ضد الشعب الفلسطيني بما في ذلك السكوت عن ضحايا الإبادة الجماعية. واختيار ترامب لمايك هاكابي سفيراً لدى الكيان المحتل يعكس هذا الموقف المعادي للقضية الفلسطينية، حيث معروف عن هاكابي التعصب لإسرائيل ودعمه لسياساتها الاستيطانية، بل إنه يدعم أيضا الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة ويعتبرها جزءاً من إسرائيل، بالمخالفة للقرارات الدولية.

لكن ترامب له طريقته الخاصة أيضا في توصيل رسالة لنتنياهو مفادها أنه غير مرغوب في استمراره وذلك من خلال إعادة نشر فيديو مع الأكاديمي الأمريكي جيفري ساكس الذي انتقد نتنياهو بشدة واتهمه بجر الولايات المتحد إلى حروب لا نهاية لها.  وهذا لا يعني أن ترامب أصبح مقتنعا بإقامة دولة فلسطينية بل بالعكس يسعى لتوسيع رقعة الكيان المحتل.

ويؤكد مراقبون أن استفادة العلاقات المصرية الأمريكية كبيرة بعد إنجاز القاهرة لصفقة وقف الحرب على غزة. وسيبقى تعزيز العلاقات رهينا بتطور الأوضاع في الشرق الأوسط وقدرة مصر على التعاون من أجل إدارة ملفات تهدئة أخرى في ليبيا والسودان. وقد نشهد قمة تجمع الرئيسين للمرة الأولى منذ سنوات. لكن يبقى الحذر المصري حاضراً بقوة أمام مناورات محتملة ومساومات لا تخفى على الإدارة المصرية.

أما الموقف من إيران فيواصل ترامب سياسة "إطفاء الحرائق"، والاختبار الأول سيكون في اليمن، وتخفيف الضغط الأمريكي على طهران يصبح مشروطاً بقدرة الأخيرة على حمل الحوثيين على وقف استهدافهم للتجارة الدولية في البحر الأحمر. وغير مستبعد ضربات أمريكية ضدهم.

كل تلك الأمثلة السابقة مؤشرات حول طريقة ترامب المتوقعة لتحقيق نفس الأهداف الاستراتيجية باستخدام وسائل يغلب عليها أسلوب امبراطوريات القرن الماضي في استعراض القوة و"العصا لمن عصى" لإدارة ملفات ملحة انفجرت خلال السنوات الأربع الماضية والمطلوب إنهاؤها مع جني أقصى ما يمكن من "الغنائم" لصالح الولايات المتحدة! 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

الصين تحذّر الولايات المتحدة من «اللعب بالنار» بسبب تصريحات وزير الدفاع الأمريكي

أعلنت وزارة الخارجية الصينية، اليوم الأحد، أنها قدمت احتجاجًا رسميًا إلى الولايات المتحدة، على خلفية تصريحات وصفتها بـ"المسيئة" أدلى بها وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث، خلال كلمته أمس في منتدى حوار شانجري-لا في سنغافورة، والتي اعتبرت أنها تتجاهل دعوات دول المنطقة إلى السلام وتروج لصدام القوى.

خطاب مليء بالاستفزاز.. الصين تندد بتصريحات البنتاجون بشأن طموحاتها العسكريةوزير الدفاع الأمريكي : واشنطن لا تسعى إلى حرب أو هيمنة على الصينالصين لـ واشنطن : نرفض وبشدة مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى تايوانالصين تسمح لمواطني 4 دول بدخول أراضيها بدون تأشيرةانفجار كبير في مصنع للكيماويات بالصينرئيس المخابرات الأوكرانية: الصين أرسلت إمدادات لـ 20 مصنع عسكري روسيروسيا تعلن عن تدمير 94 مسيرة أوكرانية .. والصين تحذر أمريكاأول تعليق من الصين على قرار ترامب بحرمان الطلاب الدوليين من التسجيل بـ هارفاردانهيارات ارضية ومفقودين.. ماذ يحدث في الصين؟الصين تندد برسوم الاتحاد الأوروبي وتطالب ببيئة تجارية عادلة وغير تمييزية

وقالت الوزارة، في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، إن هيجسيث شوه سمعة الصين بادعاءات تشهيرية، واصفًا إياها زورًا بأنها تمثل "خطرًا حقيقيًا ووشيكًا" في منطقة المحيطين الهندي والهادي، وهو ما اعتبرته بكين ترويجًا لعقلية الحرب الباردة والسعي لإشعال التوتر في المنطقة.

نشر أسلحة هجومية

واتهم البيان الجانب الأمريكي بـ"نشر أسلحة هجومية في بحر الصين الجنوبي"، محذرًا من أن هذه السياسات تدفع منطقة آسيا والمحيط الهادي إلى شفا صراع مسلح، في وقت تطالب فيه شعوب المنطقة بـ"السلام والتنمية".

وأشار البيان إلى أن الولايات المتحدة تنتهج سياسة توسعية عسكرية، مشيرًا إلى نشر قاذفات "تايفون" القادرة على ضرب أهداف داخل الصين وروسيا من جزيرة لوزون الفلبينية، في إطار التعاون الدفاعي المتزايد بين واشنطن ومانيلا، الأمر الذي تعتبره بكين تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي.

خطاب مليء بالاستفزاز.. الصين تندد بتصريحات البنتاجون بشأن طموحاتها العسكريةوزير الدفاع الأمريكي : واشنطن لا تسعى إلى حرب أو هيمنة على الصينالصين لـ واشنطن : نرفض وبشدة مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى تايوانالصين تسمح لمواطني 4 دول بدخول أراضيها بدون تأشيرةانفجار كبير في مصنع للكيماويات بالصينرئيس المخابرات الأوكرانية: الصين أرسلت إمدادات لـ 20 مصنع عسكري روسيروسيا تعلن عن تدمير 94 مسيرة أوكرانية .. والصين تحذر أمريكاأول تعليق من الصين على قرار ترامب بحرمان الطلاب الدوليين من التسجيل بـ هارفاردانهيارات ارضية ومفقودين.. ماذ يحدث في الصين؟الصين تندد برسوم الاتحاد الأوروبي وتطالب ببيئة تجارية عادلة وغير تمييزيةأزمة تايوان تتصدر الخلافات

وجددت الخارجية الصينية تحذيرها لواشنطن من "اللعب بالنار" في ملف تايوان، معتبرة أن تصريحات هيجسيث التي حذّر فيها من "عواقب وخيمة" لأي محاولة صينية لغزو تايوان، تدخل سافر في الشؤون الداخلية للصين.

وكان هيجسيث قد أكد خلال كلمته أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي إذا ما قررت الصين التحرك عسكريًا ضد تايوان، وهو ما ردت عليه بكين بالتأكيد على أن "إعادة التوحيد" مع الجزيرة أمر لا مفر منه، وبالقوة إذا لزم الأمر، مجددة رفضها التام لأي دعم أمريكي لـ"الانفصاليين" في تايبيه.

صراع النفوذ في بحر الصين الجنوبي

وتشهد مياه بحر الصين الجنوبي توترًا متزايدًا، مع تصاعد المناوشات بين الصين والفلبين حول عدد من الجزر والجزر المرجانية المتنازع عليها، حيث كثف الطرفان من دوريات خفر السواحل خلال الأشهر الأخيرة، وسط تنامي النفوذ العسكري الأمريكي في المنطقة.

وتختم بكين بيانها بتأكيد رفضها الكامل لما وصفته بـ"السياسات العدائية الأمريكية"، داعية واشنطن إلى "الكف عن إثارة الفتن"، والعودة إلى مسار الحوار والدبلوماسية لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة.

طباعة شارك الصين أمريكا تايوان بكين وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث

مقالات مشابهة

  • الرئيس سليمان: الحروب تحوّلت إلى ألعاب فتاكة بفعل الذكاء الاصطناعي
  • البيت الأبيض: مباحثات محتملة هذا الأسبوع بين ترامب وشي جين بينج
  • الإمارات تدين الهجوم الإرهابي الذي وقع في ولاية كولورادو الأمريكية
  • رئيس الغرفة التجارية الأمريكية: مصر تسير على الطريق الصحيح لتحسين مناخ الاستثمار
  • "أكسيوس": السياسة التجارية الأمريكية زادت شعبية الصين عالميا
  • تراجع الأسهم الأمريكية مع تصاعد التوترات التجارية بين واشنطن وبكين
  • الإمارات تدين الهجوم الإرهابي في ولاية كولورادو الأمريكية
  • قتيل و11 جريحاً بإطلاق نار في ولاية نورث كارولينا الأمريكية
  • رئيس الغرفة التجارية الأمريكية: مصر تمتلك بنية تحتية قوية تمكنها من تحقيق قفزات في بيئة الاستثمار
  • الصين تحذّر الولايات المتحدة من «اللعب بالنار» بسبب تصريحات وزير الدفاع الأمريكي