عملية وحشية .. قوات الاحتلال الإسرائيل تحاصر مستشفى حكومي في جنين
تاريخ النشر: 22nd, January 2025 GMT
حاصرت قوات الاحتلال الإسرائيلي مستشفى حكومي فلسطيني في جنين ومخيم للاجئين قريب في قلب المدينة، فيما قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن الهجوم يمثل "تحولا في ... استراتيجية الأمن" في الضفة الغربية، وفق ما أوردت صحيفة ذا جارديان البريطانية.
قالت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأربعاء إنها نفذت غارات جوية في جنين بالإضافة إلى تفجير عبوات ناسفة.
بينما قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن 10 أشخاص على الأقل استشهدوا في جنين وأصيب أكثر من 40 آخرين والجرحى الذين يرقدون في شوارع الأحياء المحيطة بمخيم جنين للاجئين.
وقالت نبال فرسخ المتحدثة باسم الهلال الأحمر الفلسطيني "لا أحد يستطيع كسر الحصار عن المخيم ومحيطه".
وأضافت أن طواقم الهلال الأحمر عالجت سبعة شهداء و17 جريحاً، جميعهم أصيبوا بالذخيرة الحية.
استمر التصعيد الإسرائيلي في الغارات على جنين على الرغم من وقف إطلاق النار الأخير في غزة ، مما أدى إلى توقف الهجوم الإسرائيلي على المنطقة والذي استمر لمدة 15 شهراً بعد هجمات حماس في 7 أكتوبر على البلدات والكيبوتسات الإسرائيلية حول غزة.
مع دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ قبل أقل من أسبوع، أشارت القوات الإسرائيلية إلى بدء عملية عسكرية جديدة في أنحاء الضفة الغربية.
وجاء التصعيد في جنين في الوقت الذي أغلقت فيه قوات الاحتلال مداخل ومخارج المدن الفلسطينية في أنحاء الضفة الغربية باستخدام الحواجز العسكرية.
وفي ساعات الصباح الأولى من يوم الأربعاء، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي أيضا غارة على مخيم عايدة للاجئين شمال بيت لحم وفي طولكرم.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية وفا أن 29 شخصا على الأقل اعتقلوا في أنحاء الضفة الغربية صباح الأربعاء، معظمهم من الشباب.
وأشارت لجنة تابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية إلى إنها تتابع النشاط الإسرائيلي في المنطقة وأن الجيش الإسرائيلي عزز عدد الحواجز العسكرية والبوابات الحديدية، ليبلغ نحو 900.
وقالت أسيل بيضون من جمعية العون الطبي للفلسطينيين ، متحدثة من رام الله :منذ يومين نشهد إغلاقاً عسكرياً شاملاً، حيث أقام الجيش الإسرائيلي مئات الحواجز الجديدة التي تجعل التنقل بين البلدات والمدن مستحيلاً تقريباً. وقد أفاد الناس عن تأخيرات عند الحواجز تتراوح في المتوسط بين ست وثماني ساعات.
وقال المتحدث باسم قوات الدفاع الإسرائيلية المقدم ناداف شوشاني إن العمليات العسكرية في مختلف أنحاء الضفة الغربية "عمليات دقيقة لاستهداف المقاومين ومحاربتهم مع تمكين السكان المدنيين من مواصلة حياتهم".
ورغم أن رئيس بلدية جنين محمد جرار أكد لوكالة "وفا" أن قوات الاحتلال دعت أهالي بعض أحياء جنين عبر مكبر الصوت إلى إخلاء منازلهم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: جنين الضفة الغربية قوات الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية التصعيد الإسرائيلي كاتس وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الاحتلال الإسرائيلي استراتيجية الأ المزيد أنحاء الضفة الغربیة قوات الاحتلال فی جنین
إقرأ أيضاً:
عشرات الشهداء والجرحى جراء مجازر وحشية جديدة في غزة (حصيلة)
أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، الجمعة، ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، إلى 60 ألف و332 شهيدا و147 ألف و643 جريحا، في حصيلة غير مسبوقة تعكس حجم الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال، بدعم مباشر من الولايات المتحدة، وسط تجاهل دولي صارخ للنداءات الإنسانية والقرارات الدولية.
وفي بيانها الإحصائي اليومي، أوضحت الوزارة أن مستشفيات القطاع استقبلت خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة 83 شهيدا و554 مصابا، جراء الغارات والقصف الإسرائيلي المكثف الذي يستهدف الأحياء السكنية ومراكز توزيع المساعدات.
وأضاف البيان أن 9 آلاف و163 فلسطينيا استشهدوا وأصيب 35 ألف و602 آخرون منذ استئناف الاحتلال عملياته العسكرية بشكل أكثر وحشية في 18 آذار/ مارس 2024، رغم الأوامر الصادرة عن محكمة العدل الدولية بوقف العمليات التي ترقى إلى جرائم حرب وإبادة جماعية.
مجازر المساعدات: جوع وقتل في آن واحد
وسلطت وزارة الصحة الضوء على المجازر المتكررة بحق الفلسطينيين المصطفين على طوابير المساعدات، مؤكدة أن عدد الشهداء الذين قُتلوا أثناء انتظارهم الحصول على الغذاء والإغاثة الإنسانية منذ 27 أيار/مايو الماضي ارتفع إلى ألف و383 شهيدا، إضافة إلى 9 آلاف و218 مصابا.
وخلال اليوم الأخير فقط، استشهد 53 فلسطينيا وأُصيب أكثر من 400 آخرين، أثناء محاولتهم الحصول على الطعام قرب مراكز التوزيع، في استهداف متعمد من قبل قوات الاحتلال، وفق ما أكده المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
وأشار المكتب إلى أن "الاحتلال الإسرائيلي يستخدم سلاح الجوع والرصاص معا ضد المدنيين العزل، تاركا آلاف الأسر أمام خيارين: الموت جوعا أو القتل أثناء محاولة النجاة".
مأساة متفاقمة ومجتمع دولي غائب
منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، يواصل الاحتلال تنفيذ سياسة الأرض المحروقة التي تشمل القتل الجماعي، والتدمير الشامل، والتجويع الممنهج، والتهجير القسري، وسط دعم أمريكي معلن وتواطؤ دولي فاضح.
وتشير تقارير المنظمات الدولية إلى أن أكثر من 70% من ضحايا العدوان الإسرائيلي هم من النساء والأطفال، في حين بلغ عدد المفقودين أكثر من 9 آلاف شخص، يُعتقد أن غالبيتهم ما زالوا تحت أنقاض المباني المدمرة التي تعجز فرق الإنقاذ عن الوصول إليها بسبب الحصار والقصف المستمر.
كما أدت العمليات العسكرية إلى نزوح مئات الآلاف من سكان القطاع، وانتشار المجاعة في معظم المناطق، خاصة في شمال غزة ومدينة رفح، حيث تُمنع الإمدادات الغذائية والطبية من الوصول، في خرق فاضح لكل المواثيق الإنسانية الدولية.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي تحديه العلني لقرارات محكمة العدل الدولية التي طالبت بوقف العدوان على غزة واتخاذ إجراءات فورية لحماية المدنيين وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية.
ورغم هذا، فإن حكومة بنيامين نتنياهو تصعّد من عملياتها العسكرية وتُمعن في استهداف البنى التحتية المدنية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس ومراكز الإيواء، في سلوك وصفته منظمة هيومن رايتس ووتش بأنه يرقى إلى "جرائم إبادة جماعية".
كارثة إنسانية شاملة
تعيش غزة واحدة من أشد الكوارث الإنسانية في العصر الحديث، مع انهيار شبه كامل للقطاع الصحي، وتفشي الأوبئة، وندرة في مياه الشرب والغذاء والوقود.
وبحسب وزارة الصحة، فإن غالبية مستشفيات القطاع باتت خارج الخدمة أو تعمل بشكل جزئي في ظروف كارثية، وسط نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، فيما يحذر الأطباء والمختصون من تفشي المجاعة بشكل شامل قد يؤدي إلى وفاة آلاف الأطفال والمرضى.
ويحذر المراقبون من أن استمرار هذا الصمت الدولي، في ظل الأرقام الصادمة التي تُسجل يوميًا، يشكّل غضّا متعمدا للطرف عن جريمة مستمرة تُرتكب أمام أنظار العالم.
رغم تصاعد المطالبات الدولية بوقف الحرب، وبدء عشرات الدول في الاعتراف بدولة فلسطين كخطوة رمزية للضغط على الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن ذلك لم يوقف آلة القتل والدمار التي يواصلها جيش الاحتلال.
وترى جهات حقوقية أن الموقف الغربي، خصوصا من الولايات المتحدة وبعض دول أوروبا، لا يزال بعيدا عن ممارسة ضغط فعلي على الاحتلال الإسرائيلي لوقف مجازرها في غزة، معتبرة أن التواطؤ الدولي يرقى إلى الشراكة في الجريمة.
في المقابل، تصف مؤسسات حقوقية وإغاثية الوضع في غزة بأنه "نقطة اللاعودة"، مشيرة إلى أن حجم الدمار وعدد الضحايا، وتفشي المجاعة، ستخلف آثارًا كارثية لعقود قادمة، إن لم يتم التدخل الدولي العاجل لوقف هذه الإبادة الجماعية وإدخال المساعدات دون قيود.