درعا-سانا

الدمار الكبير والخسائر بالأرواح يشهد على حجم الإجرام الذي تعرضت ‏له مدينة درعا من قبل النظام البائد خلال نحو 8 سنوات، امتدت من عام 2011 ‏حتى 2018، هذه المدينة التي تعرضت لقصف من مختلف صنوف ‏الأسلحة، وخاصة الطائرات، والدبابات وراجمات الصواريخ والمدفعية، ‏وقذائف الهاون.‏

رئيس مجلس المدينة المهندس أمين العمري، ذكر في تصريح لمراسل سانا أن عدد ‏سكان المدينة يبلغ نحو 200 ألف نسمة، يقطنون ضمن 25 حياً سكنياً،  ‏تضرر 20 منها خلال سنوات الحرب بنسبٍ تراوحت بين 10 و 90 بالمئة، ‏في حين بقيت 5 أحياء سليمة، مبيناً أن عدد مبانيها التي تشمل مناطق درعا ‏البلد ودرعا المحطة و طريق السد والمخيمات يبلغ 12072 بناءً، منها ‌‏6114 بناءً سليماً أو متضرراً بشكلٍ طفيف، ونحو 866 بناءً متضرراً و ‏بحاجةٍ لإكساءٍ كلي، و2463 بناءً متضرراً جزئياً وتحتاج إزالة أو تدعيماً، و‌‏2629 بناءً متهدماً بشكلٍ كامل.

وأفاد بأن أغلب سكان حي المنشية في درعا البلد، هجروا بالكامل بسبب ‏تعرض الحي لقصفٍ عنيفٍ، كما تم تهجير السكان من أجزاء في طريق السد ‏والمخيمات، مشيراً إلى أن الفترة الأخيرة بعد انتصار الثورة، شهدت عودة ‏عدد من العائلات أغلبها من الأردن، وبدأ العائدون يستعيدون دورة حياتهم ‏الطبيعية، وسط تحديات تتعلق بالخدمات، وسوء الوضع العام وقلة الأبنية ‏الصالحة للسكن وارتفاع بدلات الاستئجار.‏

وبخصوص الأسواق التجارية، بيّن العمري أن لدى مدينة درعا أسواقاً تضم ‌‏5 آلاف فعاليةٍ تجاريّة مختلفة، تتوزع في شوارع الشهداء وهنانو والقوتلي و‏في محيط المشفى الوطني، وساحة بصرى، إضافةً إلى سوق الخضار و‏عماش والرحمة وحامد مول، مشيراً إلى أن وجودها على خط تماسٍ مع ‏تواجد جنود النظام البائد، أخرجها جميعها من الخدمة، وطال بعضها ضرر ‏كبير والآخر ضرر جزئي، مبيناً أن مجلس المدينة أعاد تفعيل بعضها بنسبةٍ ‏بلغت 20 بالمئة، وبحاجةٍ ماسةٍ لتفعيل الباقي لأنها عصب المدينة الرئيسي و‏قبلة المتسوقين من قرى وبلدات المحافظة.‏

خطيب مسجد سعد بن أبي وقاص في حي طريق السد، الشيخ عبد الرزاق ‏الصياصنة بيَن في تصريحٍ مماثل أن أهالي المدينة وثقوا شهداء الثورة ‏بالاسم والتاريخ وشهادة الشهود، وسبب الوفاة بقذيفة، أو رصاصة قناص ‏أو قصف طيران وغيرها، موضحاً أن عدد شهداء مدينة درعا حتى نهاية ‌عام ‏2018 تاريخ التسويات، ووقف الأعمال القتالية بلغ 1950 شهيداً، إضافة إلى نحو ‌‏450 معتقلاً أو مفقوداً أو مغيباً و400 مصابٍ بنسب عجزٍ مختلفة، بتر ‏طرفٍ، أو فقدان بصرٍ أو إعاقةٍ دائمة أو جزئيةٍ أو غيرها.‏

أحد أبناء درعا البلد محمد المسالمة بيّن لمراسلة سانا أن ظروف مدينة درعا ‏في سنوات الثورة، كانت صعبةً بسبب عدم توافر الخدمات الأساسية من ماءٍ و‏كهرباءٍ والقصف المتواصل، وأصعبها كان إخراج الأطفال من تحت ‏الأنقاض في ظل غياب الوسائل الحديثة والاقتصار على وسائل تقليديةٍ ‏بدائيةٍ، إضافة إلى خروج الأهالي من منازلهم سيراً على الأقدام وتحت ‏القصف، وأيضاً ظروف الضغط على السكان لإخراج أبنائهم من الثوار ‏قسرياً إلى محافظة إدلب.‏

قاسم المقداد وليلى حسين

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: مدینة درعا

إقرأ أيضاً:

تحقيق: إيران قصفت موقعا إسرائيليا حيويا اتخذ من المدنيين درعا بشريا

نشر موقع التحقيقات الصحفية "ذا غراي زون" تحقيقا استقصائيا كشف عن تحديد مخبأ عسكري إسرائيلي سري يعرف باسم "الموقع 81″، يعد مركزا مشتركا أميركا إسرائيليا للقيادة والتحكم يقع تحت أحد الأبراج السكنية في حي مزدحم في شمال مدينة تل أبيب.

وأوضح التحقيق أن إيران استهدفت هذا الموقع في 13 يونيو/حزيران 2025 خلال حربها مع إسرائيل التي استمرت 12 يوما، حيث قصفت خلال تلك الحرب عدة مواقع حساسة في تل أبيب.

رقابة مشددة

ووفقا لما نشره الموقع فإن برج "دافنشي" السكني الذي أصابه صاروخ إيراني يقع مباشرة فوق الموقع العسكري السري، وعلى مقربة من برجي سلاح الجو الإسرائيلي.

وتظهر وثائق مسربة ورسائل إلكترونية أن المكان يحتضن منشأة استخباراتية محصنة مغناطيسيا تدار من قبل الجيشين الأميركي والإسرائيلي.

وأشار التحقيق إلى أنه في أعقاب قصف إيران للموقع سارعت السلطات الإسرائيلية إلى تطويق المنطقة ومنع الصحفيين من التصوير، بما في ذلك مراسل قناة "فوكس نيوز" الأميركية الذي جرى إبعاده بالقوة من المكان.

وتفرض إسرائيل رقابة مشددة على المعلومات المتعلقة بمراكزها العسكرية داخل المناطق المدنية، بينما تتهم خصومها، خاصة المقاومة في قطاع غزة، بـ"الاحتماء بالمدنيين"، وفقا للتحقيق.

وبحسب معد التحقيق الاستقصائي جاك بولسن فإن مشروع توسيع "الموقع 81" إلى مساحة تبلغ 6 آلاف متر مربع كان قد كشف عنه في وثائق حكومية أميركية عام 2013، إلا أن موقعه الدقيق ظل مجهولا.

وجاك بولسن عمل سابقا في قسم الذكاء الاصطناعي في شركة غوغل قبل استقالته احتجاجا منها احتجاجا على سياساتها تجاه حقوق الإنسان، كما شغل منصب أستاذ مساعد في جامعتي ستانفورد وجورجيا تيك في مجالات الرياضيات والهندسة الحاسوبية.

برج دافنشي في مدينة تل أبيب (وسائل التواصل)كيف حدد الموقع

حيث تمكن جاك وفريقه من تحديد الموقع الجغرافي لصورة التقطت عام 2013 من قبل فيلق المهندسين بالجيش الأميركي، تظهر أعمال اختبار في القبو الخرساني والهيكل الفولاذي للموقع.

إعلان

وقد ظهر أن الصورة التقطت في المكان الذي يشغله حاليا برج دافنشي في تل أبيب، وتطابقت ملامح الصورة مع مشاهد من خرائط غوغل.

وأشار التحقيق إلى أن غوغل لا تزاس بالرقابة الرقمية لصالح إسرائيل، حتى خرائط ياندكس الروسية حجبت صور الأبراج وبياناتها الوصفية بالكامل.

وكشف التحقيق أن الموقع لا يبعد أكثر من 100 متر عن ملعب أطفال ومركز جماهيري افتتح عام 2023، ما يعني أن إسرائيل أقامت منشأة عسكرية فائقة السرية وسط حي سكني مكتظ، وهو ما يعد، بحسب التحقيق، تجسيدا لسياسة أخد المدنيين دروعا بشرية.

ملعب الأطفال قرب برج دافنشي (وسائل التواصل)

وكشف التحقيق عن رسالة إلكترونية مسربة تعود للعام 2015، بين القائد السابق في حلف شمال الأطلسي (الناتو) جيمس ستافريديس ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق غابي أشكنازي، ذكر فيها ستافريديس أنه يعمل مع "شركة أميركية فازت بعقد كبير لتشييد شبكة قيادة وتحكم في موقع 81 مع الجيش الإسرائيلي".

ووفقا للتحقيق فإن مباني المجمع تضم شركات تكنولوجية مرتبطة بالاستخبارات الإسرائيلية، وشاركت في تطوير نظام ذكاء اصطناعي عسكري مخصص لاستهداف الفلسطينيين، كما تقع بالقرب من الموقع شركة للأمن السيبراني.

مقالات مشابهة

  • الكوليرا تشتعل في درعا.. والأردن يرفع جهوزيته
  • مدبولي يكشف لصدى البلد آخر استعدادات الحكومة لافتتاح المتحف المصري الكبير
  • "الأسد والقواعد العسكرية" أبرز محاور نقاشات الشرع وبوتين
  • شاهد| أحمد موسى في بث مباشر جديد على صدى البلد
  • تحقيق: إيران قصفت موقعا إسرائيليا حيويا اتخذ من المدنيين درعا بشريا
  • بلدية غزة: المدينة تواجه تحديات جسيمة بسبب الركام الناتج عن الدمار
  • بلدية غزة لـعربي21: حجم الدمار في غزة هائل وغير مسبوق (شاهد)
  • رئيس الترايثلون عن نجاح قمة شرم الشيخ: مصر ستظل درعا للأمة وعنوانا للسلام
  • “الصحة العالمية”: نعمل على توسيع عملياتنا بغزة وإعادة بناء النظام الصحي بشكل أقوى
  • الأسرى المحررون يكشفون فظاعة الأوضاع داخل سجون الاحتلال (شاهد)