مساجد الشارقة.. بيوت للعبادة والعلم
تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT
الشارقة - «الخليج»
تحظى المساجد في إمارة الشارقة باهتمام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، من الحرص السامي على تشييدها بطرز معمارية إسلامية عريقة، وتصاميم جمالية تتنوع بين الأندلسية، والفاطمية، والمملوكية، والعثمانية، مع المحافظة على المساجد التراثية القديمة، وبناء المزيد من بيوت الله، والاهتمام برعايتها، وصيانتها دورياً، لتعزيز مكانتها، وحفظ قدسيتها، وهيبتها.
وشمل الاهتمام السامي بالمساجد، اعتماد صاحب السمو حاكم الشارقة، في سبتمبر الماضي، إحلال 40 مسجداً من المساجد الرئيسية ومساجد الأحياء على مستوى مناطق وضواحي الإمارة، بكلفة 155 مليون درهم، علاوة على تنفيذ دائرة الشؤون الإسلامية خطة موازية بتشييد 60 مسجداً جديداً بكلفة 645 مليون درهم، ليكون إجمالي كلفة المشاريع 800 مليون درهم، لإحلال وتشييد المساجد في الإمارة.
كان عدد مساجد الإمارة في عام 2023، قد بلغ 3 آلاف و92 مسجداً في جميع أنحائها بما فيها المساجد التراثية القديمة والحديثة، وذلك وفقاً لتقرير أصدره المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، وأوضحت أرقام دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية أن مدينة الشارقة بما فيها الحمرية وجزيرة أبو موسى تضم 2380 مسجداً.
في حين تضم المنطقة الوسطى 448 مسجداً، والمنطقة الشرقية 264 مسجداً، فيما تتميز مساجد الإمارة بقبابها، ومنابرها، وزخارفها، وبالأقواس والأعمدة، ونقوشها الخطية والإبداعية التي تحكي الحضارة الإسلامية.
عطايا للأئمة
وقد شمل كرمُ صاحب السمو حاكم الشارقة وعطاياه أئمةَ المساجد، حيث كان سموه قد وجه بزيادة المخصصات المالية للعاملين في المساجد بإضافة بدل طبيعة عمل 3000 درهم لكل إمام ومؤذن، فضلاً عن تكفل سموه بدفع جميع الرسوم الدراسية لجميع الأبناء في المراحل الدراسية كافة، وكذلك توسعة المساكن.
وفي ذلك، اعتمد سموه مبلغ 17 مليون درهم لتوسعة 129 مسكناً للأئمة في الإمارة، بكلفة 17 مليون درهم، لتتناسب مع عدد أفراد أسرهم واحتياجاتهم، ووجه سموه دائرة الأشغال العامة بالشارقة بسرعة البدء بالتنفيذ، وتضمنت التوسعة إضافة غرفة وملحقاتها إلى المسكن، أو غرفتين وملحقاتهما، إلى جانب بعض المشاريع الخاصة بإعادة إنشاء السكن القائم. أما المساجد التي يجري إضافة غرفة إلى سكن الإمام فيها في الإمارة، فتبلغ 92 مسجداً، منها 37 مسجداً في مدينة الشارقة، و25 مسجداً في المنطقة الوسطى، و29 في المنطقة الشرقية، أما المساجد التي سيتم إضافة غرفتين لها في إمارة الشارقة فتبلغ 17 مسجداً، فيما تبلغ مساكن الأئمة التي يجري إعادة إنشائها في إمارة الشارقة 8 مساكن.
إبهار معماري
وبالمرور على بعض مساجد الإمارة، يأتي مسجد النور الذي افتتح عام 2005، وبني على الطراز العثماني، ويطل على بحيرة خالد في الشارقة، ويتميز بتعدد قبابه، ويُعد تحفة معمارية لما فيه من نقوش جمالية داخلية مبهرة من آيات القرآن الكريم، ويضم مئذنتين شامختين على زاويتي مبناه، وقبة كبيرة تتوسط أعلاه، تحيط بها نوافذ معشقة بزجاج ملون، علاوة على الأعمدة الداخلية المزخرفة، والقباب والأقواس. يفتح المسجد أبوابه للمسلمين وغير المسلمين، ويتسع المسجد إلى ما يقارب 2200 شخص، ويضم مصلى للنساء يتسع لقرابة 400 سيدة، ويُعد معلماً سياحياً إسلامياً لدخوله موسعة غينيس للأرقام القياسية لضمه أكبر صندوق زكاة خشبي في عام 2014.
المسجد الكبير
ويُعد مسجد الشارقة الكبير الذي يقع على شارع الإمارات، وتحديداً في ضاحية السيوح بالشارقة، الأبرز في معماره الخلاب، وافتتحه صاحب السمو حاكم الشارقة في 10 مايو 2019، واستغرق بناؤه 5 سنوات، بكلفة 300 مليون درهم، وصُمِّم وبُنِيَ وفقاً لرؤية سموه الإيمانية والجمالية المستندة إلى نمط البناء المعماري الإسلامي.
يتميز المسجد بموقعه الاستراتيجي المميز، حيث يقع في منطقة الطي على تقاطع طريق مليحة مع شارع الإمارات، ويتمتع بعدد 6 مداخل رئيسة تأخذ قاصديه من الطرق العامة إلى داخل المسجد، منها 4 مداخل عامة، ومدخلان للنساء، ومدخل لكبار الشخصيات، ومدخل للحافلات. ويخدم المسجد العديد من المناطق المجاورة منها الطي، والسيوح، والبديع، وحوشي، وجويزع، بالإضافة إلى جميع عابري طريقي الإمارات ومليحة اللذين يربطان عدداً من الإمارات، فيما يتميز المسجد الذي بدأت أعمال بنائه في عام 2014، بكونه من الصروح المعرفية والعلمية والإسلامية.
أمن وسلامة
يتميز المسجد بفنون النحت والأعمال الخشبية، واستخدام الرسم بالخط العربي، وبالتصميم الإبداعي، فيما يحتوي على 81 قبة، ومنارتين بارتفاع 75 متراً، ويبلغ ارتفاع القبة الرئيسية 45 متراً بقطر 27 متراً.
وروعي في تصميمه استخدام تجهيزات الأمن والسلامة من خلال أحدث الأنظمة، وتتوفر به عدد من الخدمات، والمرافق المتكاملة، حيث يضم منطقتين مخصصتين للوضوء بهما 352 ميضأة، و2 من المواضئ خارجية، بالإضافة إلى احتوائه على 8 مصاعد كهربائية لخدمة المصلين والزوار، فضلاً عن سكن مخصص لإمام المسجد وآخر للمؤذن.
مساحة كبرى
ويقع مسجد الشارقة على مساحة إجمالية تصل إلى نحو مليوني قدم مربع مع الحدائق الخارجية له، ويتسع لأكثر من 25 ألفاً و500 مصل، موزعين على عدد من المساحات المخصصة داخل المسجد، وفي طوابقه العليا، حيث يستوعب المسجد أكثر من 5 آلاف مصل في الداخل.
منهن 610 للنساء في جناحهن المخصص للصلاة، وفي الرواق الأمامي، والأروقة الجانبية، ويستقبل المسجد أكثر من 6 آلاف مصل، إلى جانب الساحة المفتوحة التي تستقبل الجزء الأكبر من المصلين بأكثر من 13 ألفاً و500 مصل.
وتتسع المساحات المخصصة لمواقف السيارات والحافلات إلى نحو 2260 سيارة وحافلة، في أكثر من موقع في محيط المسجد، منها 300 موقف داخل مبنى المسجد، و1400 موقف خارج مبنى المسجد، و60 موقفاً للحافلات، إلى جانب 500 موقف خارج سور المسجد. وجرى تخصيص 100 كرسي متحرك لخدمة المرضى وكبار السن، موزعة على المساحات الخارجية في المسجد، بالإضافة إلى 16 مظلة كبيرة في مساحات المواقف الخارجية للزوار كما تتوزع 6 مواقع لماء السبيل في منطقة المواقف الخارجية، كما يضم المسجد مكتبة ضخمة تحتوي على أمهات الكتب في فروع العلوم الإسلامية المختلفة، والسنة النبوية الشريفة.
خدمات شاملة
وأيضا جرى تجهيز المسجد ليستقبل الزوار من غير المسلمين، ومحبي المعرفة من مختلف أنحاء العالم، حيث يحتوي المسجد على مساحات ومسارات لغير المسلمين، ومتحف، ومحل للهدايا، وكافيتريا، وساحات مفتوحة للزوار، وممشى مطاطي خارجي حول سور المسجد، وحديقة إسلامية تحتوي على عدد من النوافير والشلالات. ويضم المسجد قاعة للمقتنيات تضم عدداً من المصاحف من العصور الإسلامية المختلفة، ومسكوكات أُصدرت خصيصاً بمناسبة افتتاحه، بالإضافة إلى عدد من نماذج الزخارف المستخدمة في تصميم المسجد، وأيضا يضم قاعة للعرض، يجري من خلالها عرض هولوجرامي لمرافق، ومحتويات المسجد، ومجسماً ثلاثي الأبعاد له، علاوة على عرض فيلم وثائقي حول مراحل بنائه.
مسجد الذيد
ويوجد أيضاً مسجد الذيد بطرازه الإسلامي الممزوج بالطابع الحديث، ويضم مرافق متعددة تشمل أماكن الصلاة والوضوء للرجال والنساء، وغيرها من المرافق، وبُنِي المسجد بجانب سكن طلبة جامعة الذيد، وبالقرب من مسجد الذيد ومبنى قناة الوسطى من الذيد.
بني المسجد على مساحة إجمالية 2426 متراً مربعاً، فيما تبلغ مساحة البناء 590 متراً مربعاً، ويتسع المسجد لـ470 مصلياً ومصلية، بواقع 400 مصلٍّ لمصلى الرجال، ويسع مصلى النساء 70 مصلية.
مكتبات المساجد
إمعانا في الاهتمام بدور المساجد في نشر المعرفة، وتكريس العلم الشرعي، تأتي مكتبات مساجد الشارقة، التي تغطي أصول الدين والتفسير، وكتب الحديث وشروحه، والفقه، والتاريخ، والسيرة النبوية، واللغة والأدب، وكتب الأسرة والطفل والمجتمع، والأخلاق والمواعظ.
وفي ذلك قال صاحب السمو حاكم الشارقة حين افتتاح سموه مسجد الذيد: «إن بناء المكتبات في المساجد يسهم في زيادة المعرفة، واكتساب العلم والدين»، موضحاً سموه أن الشارقة بها 1280 مكتبة. وكانت دائرة الشؤون الإسلامية في الشارقة، أعلنت في مارس الماضي استمرار جهودها في رفد مكتبات المساجد بالإصدارات الجديدة، حيث بلغت الإصدارات ما يزيد على 30 ألف كتاب، موزعة على المكتبات في مختلف ضواحي الإمارة، تفعيلاً لدور المكتبات، وتعزيزاً لثقافة القراءة في المجتمع.
مساجد للجاليات
خصصت دائرة الشؤون الإسلامية بالشارقة، 93 مسجداً للجاليات غير العربية، منها 74 مسجداً بمدينة الشارقة، و10 مساجد بالمنطقة الوسطى، و9 مساجد في المنطقة الشرقية، تنظم فيها الدروس والخواطر، وخطب الجمعة، باللغات الإنجليزية، والأردية، والماليبارية والبشتو، والتاميلي، انطلاقاً من رسالتها الجليلة في تعزيز، وتزويد شرائح المجتمع كافة بالمعرفة، وتثقيفهم دينياً.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة الشارقة مساجد صاحب السمو حاکم الشارقة بالإضافة إلى ملیون درهم مساجد فی عدد من
إقرأ أيضاً:
عمار بن حميد يفتتح فعاليات «مهرجان المربعة للفنون» في عجمان
عجمان (وام)
افتتح سمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي، ولي عهد عجمان، رئيس المجلس التنفيذي، فعاليات النسخة الثالثة من «مهرجان المربعة للفنون» بمنطقة المسار التراثي في عجمان. ويأتي المهرجان ضمن خريطة الفعاليات التي تشهدها عجمان، والتي تسهم في تعزيز الحضور الثقافي والإبداعي للإمارة، عبر حدث يجمع بين أصالة المكان وروح الابتكار الفني المعاصر.
وأكد سمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي، أن عجمان تمضي بخطوات واثقة نحو بناء بيئة حاضنة للإبداع، تتيح للمواهب المحلية والعالمية فرصاً واسعة للتعبير والابتكار، مشيراً إلى أن «مهرجان المربعة للفنون» يجسد رؤية الإمارة في تعزيز دور الثقافة والفنون ركيزة رئيسة ضمن مسيرة التنمية الشاملة.
وأضاف أن تنظيم المهرجان يجسد التزام عجمان بدعم الحراك الإبداعي، وإبراز القيمة الثقافية والجمالية للإمارة، وتحويل المناطق التراثية إلى منصات نابضة بالحياة تجمع الماضي بروح الحاضر والمستقبل.
وقال سمو ولي عهد عجمان، إن الإمارة تولي اهتماماً كبيراً للثقافة باعتبارها عنصراً أساسياً في تعزيز جودة الحياة، وترسيخ الهوية الوطنية، ودعم الصناعات الإبداعية التي تعد إحدى ركائز الاقتصاد الحديث، مشيداً بمستوى المشاركة الواسعة للفنانين من الإمارات ومن مختلف دول العالم.
وتابع سموه: «نعتز بأن يكون مهرجان المربعة للفنون نقطة التقاء للمبدعين ومحطة لإطلاق أعمال جديدة تسهم في إثراء المشهد الفني، وتدعم طموحات الشباب، وتتيح لهم فضاءات رحبة لاستكشاف قدراتهم وصقل مهاراتهم».
وأكد سمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي، أن الاهتمام المتنامي الذي يشهده المهرجان يعكس المكانة الثقافية المتقدمة التي وصلت إليها الإمارة، وما توفره من بيئة جاذبة ومحفزة على الابتكار في مختلف المجالات الإبداعية.
وقال: «سنواصل دعم المبادرات الثقافية التي تعزز حضور عجمان على خريطة الفنون العالمية، وتفتح آفاقاً جديدة أمام المواهب، وتبرز رسالة الإمارة كوجهة تنبض بالتراث والحداثة معاً».
وشهد حفل الافتتاح، الشيخ عبدالعزيز بن حميد النعيمي، رئيس دائرة السياحة والثقافة والإعلام، والشيخ راشد بن حميد النعيمي، رئيس دائرة البلدية والتخطيط، والشيخ عبدالله بن أحمد بن حميد النعيمي، ويوسف النعيمي مدير عام دائرة التشريفات والضيافة، إلى جانب عدد من الشيوخ وكبار المسؤولين ومديري العموم، وجمهور كبير من عشاق الفن، إضافة إلى نخبة من الفنانين المحليين والعالميين المشاركين في المهرجان.
مبادرات نوعية
وأكد الشيخ عبد العزيز بن حميد النعيمي، خلال كلمته في حفل الافتتاح، أن عجمان تواصل تعزيز حضورها الثقافي عبر مبادرات نوعية تسهم في تنمية المشهد الفني وتحسين جودة الحياة.
وأضاف أن مهرجان المربعة للفنون أصبح علامة ثقافية مضيئة على خريطة الإمارة، وجسراً يصل بين تراثنا الأصيل وفضاءات الإبداع المعاصر، ومنصة تحتضن التجارب الفنية من مختلف أنحاء العالم. وأكد أن المهرجان يعزز دور عجمان كوجهة ثقافية رائدة تحتضن المواهب المحلية والدولية، وتقدّم رؤية فنية متجددة تمزج بين التراث والحداثة، وتفتح آفاقاً أوسع للإبداع في مختلف مجالات الفنون.
من جانبه، أوضح محمود خليل الهاشمي، مدير عام دائرة السياحة والثقافة والإعلام، أن المهرجان بات حدثاً سنوياً يجمع الطاقات الإبداعية من مختلف المدارس الفنية، مقدماً للجمهور تجربة ثقافية غنية تتنوع بين الأعمال البصرية والعروض الحية والفنون الأدائية. وأضاف أن المهرجان يولي في نسخته الحالية اهتماماً كبيراً بالمواهب الشابة، عبر توفير مساحات واسعة لها للظهور والتفاعل مع الجمهور.
برنامج متنوع
يستمد المهرجان اسمه من (برج المربعة) التاريخي الواقع على كورنيش عجمان، والذي شيد في ثلاثينيات القرن الماضي ليكون برجاً للمراقبة والحماية، في دلالة على ارتباط الفعالية بالهوية المعمارية والثقافية للإمارة.
وتقدم النسخة الثالثة لهذا العام برنامجاً فنياً متنوعاً يشمل ورش رسم مباشرة، واستوديوهات تفاعلية للأطفال، ومعارض في الرسم والنحت والتصوير والخط العربي، إلى جانب عروض ضوئية، وعروض تراثية تقدّمها فرق إماراتية شعبية.
ويشارك في المهرجان أكثر من 150 فناناً عالمياً من الإمارات، الصين، مصر، لبنان، بيرو، فرنسا، سوريا، إيران، الجزائر، قطر، عُمان، السعودية، ألمانيا، روسيا، بوتان، البحرين، باكستان، والهند، ما يعكس مكانته المتنامية منصة دولية لالتقاء المبدعين وتبادل الخبرات.
كما يدعم المهرجان رواد الأعمال عبر أكثر من 30 مشروعاً مبتكراً يحصل أصحابها على فرص متميزة للعرض والتفاعل مع الجمهور، في إطار حرص المهرجان على تمكين المبدعين، وتعزيز منظومة الابتكار في الإمارة.