أجمع خبراء على أن تحقيق "الطوفان" الذي عرض ضمن برنامج "ما خفي أعظم" يمثل وثيقة تاريخية استثنائية، تكشف للمرة الأولى تفاصيل مهمة عن أكبر عملية عسكرية نفذتها المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي.

وأوضح الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية، مهند مصطفى، أن عملية طوفان الأقصى نجحت في تحطيم نظرية "الجدار الحديدي" الإسرائيلية، ليس فقط بالمفهوم المادي، وإنما على مستوى الوعي العربي والفلسطيني.

وأضاف أن هذا التحطيم يمثل تهديداً وجودياً لإسرائيل التي بنت وجودها على فكرة القوة التي لا تُقهر.

ومن منظور عسكري، أشار الخبير العسكري والإستراتيجي، اللواء فايز الدويري، إلى أن العملية تمثل نموذجاً فريداً في التاريخ الحديث للصراعات، حيث نجحت حركة مقاومة محاصرة لمدة 17 عاماً في تحقيق الخداع الإستراتيجي على كافة المستويات السياسية والعسكرية والتكتيكية.

دوافع العملية

وحول دوافع العملية، أشار الباحث في الشؤون السياسية والإستراتيجية، سعيد زياد، إلى 3 أسباب رئيسية دفعت المقاومة لتنفيذ العملية: انتهاكات المسجد الأقصى المتكررة، وقضية الأسرى، والحصار الخانق على قطاع غزة.

وفيما يتعلق بمشاهد قادة المقاومة في الوثائقي، أشار الدكتور مصطفى إلى أن "ظهور القائد الشهيد يحيى السنوار وهو يتنقل في قطاع غزة مدججاً بالسلاح يناقض الرواية الإسرائيلية التي صورته كشخص مختبئ في الأنفاق ومنفصل عن شعبه".

إعلان

ويرى اللواء الدويري أن التحقيق كشف عن دقة استثنائية في التخطيط العسكري، حيث نجحت المقاومة في اختراق الحدود من 60 نقطة، ودفعت بأكثر من 3200 مقاتل، وإطلاق آلاف الصواريخ في توقيت متزامن.

وعلى المستوى الإستراتيجي، أكد زياد أن التحقيق أظهر وضوح الرؤية لدى قيادة المقاومة، مستشهداً بتصريح القائد محمد الضيف بأن الهدف كان "تغيير التاريخ"، في مقابل ادعاءات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتغيير منطقة الشرق الأوسط.

محور المقاومة

وفيما يتعلق بالتنسيق مع محور المقاومة، أوضح اللواء الدويري أن ما كشفه التحقيق يؤكد أن القرار كان فلسطينياً خالصاً، مع إبلاغ الأطراف الأخرى بوجود عملية كبيرة قادمة دون تحديد موعدها.

وأشار الدكتور مصطفى إلى أن التحقيق قدم رواية مختلفة عن الرواية الإسرائيلية حول استهداف المدنيين، مؤكداً أن التحقيقات الإسرائيلية نفسها كشفت أن جزءاً من الضحايا المدنيين سقطوا نتيجة النيران الإسرائيلية.

ويرى اللواء الدويري أن العملية أدت إلى تحولات إستراتيجية واسعة في المنطقة، من توسع المواجهة إلى الجبهة اللبنانية، إلى التأثير على الأوضاع في سوريا، وصولاً إلى عمليات أنصار الله (الحوثيين) في البحر الأحمر.

وأكد زياد أن التحقيق يمثل أهمية تاريخية خاصة لتضمنه الظهور الأول لقائد كتائب القسام محمد الضيف بالزي العسكري، وكشفه عن جوانب غير معروفة من شخصيته القيادية.

وختم الخبراء بالإجماع على أن الوثائقي يمثل شهادة تاريخية على تحول إستراتيجي في الصراع، وقال زياد إن آثاره ستمتد لسنوات قادمة، سواء على مستوى إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية، أو على مستوى تغيير المعادلات الإستراتيجية في المنطقة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات أن التحقیق

إقرأ أيضاً:

الدويري: أخشى أن تنقسم الجغرافيا السودانية كما هو الحال في ليبيا

حذر الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري من تكرار النموذج الليبي في السودان، أي انقسام الجغرافيا السودانية بين الحكومة المركزية وقوات الدعم السريع.

واعتبر اللواء الدويري -في تحليله للمشهد العسكري في السودان- أن سقوط مدينتي بابنوسة وهجليج غربي إقليم كردفان بيد قوات الدعم السريع له تداعيات إستراتيجية، رغم الحديث عن انسحاب تكتيكي لقوات الجيش السوداني من المنطقتين.

وفي هذا السياق، قالت مصادر عسكرية بالجيش السوداني للجزيرة، إن قوة من الجيش انسحبت من مدينتي بابنوسة وهجليج ووصلت إلى دولة جنوب السودان بكامل عتادها. وأشارت المصادر إلى أن القوة المنسحبة سيتم ترحيلها إلى ولاية النيل الأبيض، المحاذية لدولة جنوب السودان.

وأرجع اللواء الدويري انسحاب قوة الجيش السوداني نحو جنوب السودان إلى قطع الطرق، وبالتالي عدم تمكنها من التوجه نحو المنطقة الشرقية التي تسيطر عليها قوات الحكومة المركزية.

وتقع هجليج على مسافة قريبة من الحدود ما بين دولة السودان ودولة جنوب السودان، وذكر اللواء الدويري أن قوة الجيش السوداني آثرت الانسحاب من هجليج والانتقال بأسلحتها بتنسيق مع جنوب السودان على أن تعبر بعد ذلك من جنوب السودان إلى النيل الأبيض.

وقال اللواء الدويري للجزيرة إن سقوط بابنوسة وهجليج يؤشر لما تحدث عنه سابقا في بداية الحرب في السودان، وهو إمكانية تكرار السيناريو الليبي في السودان، أي أن يكون هناك انقسام في الجغرافيا السودانية، حكومة المركز في الشرق وقوات الدعم السريع في المنطقة الغربية".

ظروف ميدانية

وأضاف أن "ما يجري حاليا في السودان يسير باتجاه النموذج الليبي"، مشيرا إلى أن "الظروف الميدانية وطبيعة الأرض وطريقة إدارة المعركة خلال الأسابيع الماضية يخدم قوات الدعم السريع".

كما رأى الخبير العسكري والإستراتيجي أن قوات الدعم السريع تستفيد من الأرض الواسعة ومن قابلية الحركة لديها، بالإضافة إلى استخدام المسيّرات خلال الفترة الماضية.

إعلان

وتتواصل التطورات الميدانية في سياق المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث تتركز المواجهات بشكل كبير في إقليم كردفان، خصوصا في ولايتي غرب وجنوب كردفان وبعض النقاط في ولاية شمال كردفان. ففي غرب كردفان أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على منطقة هجليج النفطية، وقال الجيش إنّه سحب قواته من المنطقة للحفاظ على المنشآت النفطية.

وقبلها تمكنت قوات الدعم السريع من الاستيلاء على مدينة بابنوسة في الولاية نفسها. وتُعد المدينةُ ملتقى طرق بين كردفان ودارفور ودولة جنوب السودان، وقد انسحب منها الجيش بالفعل.

مقالات مشابهة

  • الدويري: إسرائيل توسع بنك أهدافها لجر لبنان لاتفاقيات أبراهام
  • إصابات جلدية تُربك تدريبات البحرية الإسرائيلية… الجيش يوقف الأنشطة ويُطلق تحقيقًا موسّعًا
  • "الأحرار" تدين تقرير العفو الدولية لتبنيه الرواية الإسرائيلية واتهامه المقاومة بارتكاب جرائم في 7 أكتوبر
  • محافظ أسيوط يتفقد اللجان الانتخابية في جولة مسائية ويطمئن على العملية التصويتية
  • محافظ أسيوط يتفقد اللجان الانتخابية بحي غرب في جولة مسائية ويطمئن على انتظام العملية التصويتية
  • اختبارات نظرية وعملية لـ 60 مٌحَكمة في ورشة عمل بمركز المنتخبات
  • محافظ أسوان يتابع انتظام العملية الانتخابية فى جولة الإعادة
  • الدويري: أخشى أن تنقسم الجغرافيا السودانية كما هو الحال في ليبيا
  • مفاوضات الأهلي مع «النعيمات».. «الحديدي» يكشف أزمة المنتخب وأسرار غرفة خلع الملابس
  • بوتين: روسيا ستكمل العملية العسكرية الخاصة حتى تحقيق أهدافها