13 قتيلاً من قوات حفظ السلام الدولية في اشتباكات عنيفة في شرق الكونغو الديمقراطية
تاريخ النشر: 26th, January 2025 GMT
أسفر القتال مع متمردي حركة 23 مارس في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية عن مقتل ما لا يقل عن 13 من قوات حفظ السلام والجنود الأجانب، وفقًا لما ذكره مسؤولون في الأمم المتحدة والجيش يوم السبت.
حققت حركة 23 مارس تقدما ميدانيا كبيرا في الأسابيع الأخيرة، حيث فرضت حصارا على مدينة غوما في شرق الكونغو الديمقراطية، التي يبلغ عدد سكانها نحو مليوني شخص وتعد مركزا مهما للجهود الأمنية والإنسانية في المنطقة.
وفي هذا السياق، قام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بتأجيل الاجتماع الطارئ لمناقشة العنف المتصاعد إلى صباح اليوم الأحد، بعد أن كانت الكونغو قد طلبت عقده يوم الاثنين.
ومن جانبه، أعلن الجيش الكونغولي يوم السبت أنه تمكن من صد هجوم حركة 23 مارس على مدينة غوما، وذلك بمساعدة القوات المتحالفة مثل قوات الأمم المتحدة وجنود من بعثة الجماعة الإنمائية للجنوب الأفريقي (ساميدرك).
وفي تعليق لها، قالت كيت هيكسون، مديرة المناصرة لشؤون أفريقيا في منظمة العفو الدولية بالولايات المتحدة، لوكالة "أسوشيتد برس": "من الواضح أن حركة 23 مارس المدعومة من رواندا تستغل الانتقال الرئاسي في الولايات المتحدة للتقدم نحو غوما، مما يعرض آلاف المدنيين للخطر".
وتتهم الكونغو والولايات المتحدة وخبراء الأمم المتحدة رواندا بتقديم الدعم لحركة 23 مارس، التي تتكون أساسا من عناصر من عرقية التوتسي الذين انشقوا عن الجيش الكونغولي منذ أكثر من عقد.
وتنفي حكومة رواندا هذه الاتهامات، إلا أنها اعترفت العام الماضي بوجود قوات وأنظمة صواريخ في شرق الكونغو لحماية أمنها، مشيرة إلى حشد القوات الكونغولية بالقرب من الحدود. ويقدر خبراء الأمم المتحدة أن عدد الجنود الروانديين في الكونغو يصل إلى نحو 4000 جندي.
وفي مكان آخر، شوهد الحطام المحترق لمركبة قتال مدرعة بيضاء تحمل علامات الأمم المتحدة على الطريق بين غوما وساكي يوم السبت، حيث دارت معظم الاشتباكات في الأيام الأخيرة.
وقال مسؤول في الأمم المتحدة لوكالة "أسوشيتد برس"، إنه تم قتل اثنين من قوات حفظ السلام الجنوب أفريقية يوم الجمعة، بينما قتل أحد أفراد القبعات الزرقاء من أوروغواي يوم السبت. وتحدث المسؤول شريطة عدم الكشف عن هويته لأنه غير مصرح له بالتحدث في هذا الشأن علنا.
كما أفادت الأمم المتحدة في ملاوي يوم السبت، بمقتل ثلاثة جنود ملاويين من قوات حفظ السلام في شرق الكونغو.
وأعلنت وزارة الدفاع الجنوب أفريقية في بيان لها، أن سبعة جنود من قوات حفظ السلام الجنوب أفريقية لقوا حتفهم أيضا في اشتباكات مع حركة 23 مارس خلال اليومين الماضيين.
وفي بيان صادر عن جيش أوروغواي يوم السبت، تم تحديد هوية أحد الجنود الذين قتلوا في الكونغو وهو رودولفو ألفاريز، الذي كان جزءا من الكتيبة الأوروغوايية الرابعة.
وأكد الجيش أن الوحدة تعمل "دون انقطاع للامتثال لتفويض الأمم المتحدة وضمان إجلاء الأفراد المدنيين والعسكريين غير الأساسيين من مدينة غوما".
وأضاف الجيش أنه "تم اتخاذ تدابير متعددة لتحسين أمن قواتنا التي تعمل في ظروف غير مواتية"، مشيرا إلى أن أربعة من قوات حفظ السلام الأوروغوايية أصيبوا أيضا، تم إجلاء أحدهم إلى أوغندا لتلقي العلاج بينما ظل الثلاثة الآخرون في غوما.
ومنذ عام 2021، تعمل حكومة الكونغو والقوات المتحالفة معها، بما في ذلك قوات بعثة الأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية وقوات الأمم المتحدة، على إبعاد حركة 23 مارس عن غوما.
ودخلت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، والمعروفة أيضًا باسم بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية، إلى الكونغو منذ أكثر من عقدين من الزمن، ولديها حوالي 14,000 جندي من قوات حفظ السلام على الأرض.
وكان وزير الدفاع الجنوب أفريقي، أنجي موتشيكا، يزور قوات بلاده المتمركزة في الكونغو ضمن بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في اليوم الذي قُتل فيه الجنود.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية كوريا الشمالية تختبر صواريخ كروز وتتوعد برد قوي على تصعيد التدريبات الأمريكية-الكورية الجنوبية نزوح جماعي من مخيم نزولو بسبب تصاعد العنف في شرق الكونغو الصحة العالمية تكشف الحقيقة وراء "المرض الغامض" في الكونغو.. هل هو مزيج من الملاريا والإنفلونزا؟ ضحايامواجهات واضطراباتالأمم المتحدةجمهورية الكونغو الديموقراطيةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل قطاع غزة دونالد ترامب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس فلسطين إسرائيل قطاع غزة دونالد ترامب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس فلسطين ضحايا الأمم المتحدة جمهورية الكونغو الديموقراطية إسرائيل قطاع غزة دونالد ترامب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس فلسطين أزمة إنسانية إطلاق نار مصر قوات الدعم السريع السودان طوفان الأقصى مستشفيات جمهوریة الکونغو الدیمقراطیة من قوات حفظ السلام فی شرق الکونغو الأمم المتحدة یعرض الآنNext حرکة 23 مارس فی الکونغو یوم السبت
إقرأ أيضاً:
أفريكا ريبورت: اتفاق الكونغو ورواندا موقَّع بالأيدي لا بالقلوب
في تعليقها على اتفاق السلام الذي وقّعه رئيسا الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي ورواندا بول كاغامي في واشنطن يوم 4 ديسمبر/كانون الأول 2025 برعاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قالت مجلة أفريكا ريبورت إن لغة الجسد بين الزعيمين عكست انعدام ثقة عميقا، إذ تجنّبا المصافحة وتبادل النظرات، ما كشف أن الاتفاق "موقّع بالأيدي لا بالقلوب".
أجواء مشحونة رغم البروتوكولأوضحت المجلة أن مراسم التوقيع في معهد السلام الأميركي بدت في ظاهرها احتفالية، حيث جلس الرئيسان إلى جانب ترامب وسط حضور دبلوماسي وإعلامي واسع، لكن خلف الابتسامات الرسمية والخطابات المنمقة ظلّت الانقسامات قائمة.
فقد ظهر تشيسيكيدي متوترا، كتفاه مرفوعتان ونظره ثابت، بينما بدا كاغامي أكثر جمودا، وهو ما علّق عليه دبلوماسيون ومتابعون عبر شبكات التواصل باعتباره دليلاً على رفض أي تنازلات حقيقية.
خلفية الاتفاقالاتفاق المعروف بـ"اتفاقيات واشنطن" جاء بعد وساطات أميركية وقطرية بدأت منذ يونيو/حزيران 2025، حين وضع وزراء خارجية البلدين إطارا لوقف دائم لإطلاق النار وضمان وصول المساعدات الإنسانية واستعادة سلطة الدولة في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون.
لكن هذه الجهود لم تكن الأولى، إذ سبقتها محادثات في نيروبي ولواندا انهارت تحت وطأة الاتهامات المتبادلة.
وتتهم كينشاسا رواندا بدعم متمردي حركة إم 23 وتحالف نهر الكونغو، في حين تتهم كيغالي جارتها بإيواء "القوات الديمقراطية لتحرير رواندا"، وهي بقايا مليشيات الهوتو التي شاركت في الإبادة برواندا عام 1994.
ورغم توقيع إعلان مبادئ في الدوحة يوليو/تموز الماضي، تجدد القتال في شرق الكونغو مع تقدم سريع للمتمردين في جنوب كيفو.
ترامب يبحث عن "معجزة"بحسب أفريكا ريبورت، فإن ترامب سعى من خلال هذا الاتفاق إلى تحقيق انتصار دبلوماسي يعزز صورته كصانع سلام عالمي، بعد محاولات سابقة في الشرق الأوسط.
فقد وصف الرئيس الأميركي الاتفاق بأنه "معجزة عظيمة"، مؤكدا أن نتائجه ستكون فورية، في حين قدّم وعودا بحوافز اقتصادية للطرفين، بينها إطار للتكامل الاقتصادي الإقليمي مع الولايات المتحدة، وتعاون في مجالات الكهرباء والبنية التحتية ومكافحة تهريب الأسلحة والمعادن.
إعلانلكن المجلة شددت على أن هذه الوعود الاقتصادية لن تكون كافية إذا لم تُترجم إلى خطوات ملموسة على الأرض، مثل نزع سلاح المتمردين أو تحييد مليشيات "القوات الديمقراطية لتحرير رواندا".
انقسامات في الخطابالخطابات التي سبقت التوقيع زادت من وضوح الانقسام، إذ دعا تشيسيكيدي بحذر إلى "احترام روح الاتفاق"، موجها حديثه مباشرة إلى كاغامي، بينما شدد الأخير على أن المسؤولية تقع على عاتق الطرفين وليس على الوسيط الأميركي، محذرا من أن أي فشل سيكون نتيجة غياب الالتزام الصادق.
وفي الكواليس، لم يتردد أعضاء الوفدين في التعبير عن شكاوى بلدانهم، فقد قال المتحدث باسم حكومة الكونغو باتريك مويايا إن تقدم متمردي إم 23 يثبت أن رواندا لا تريد السلام، بينما انتقد وزير الخارجية الرواندي أوليفييه ندهونغيريهي دعوة الرئيس البوروندي للمشاركة في القمة، معتبرا أن قوات بوروندي "تعمل كمعرقل للعملية".
رهانات اقتصادية وسياسيةترى أفريكا ريبورت أن الاتفاق يحمل رهانات اقتصادية واضحة، إذ تسعى واشنطن إلى ضمان وصول شركاتها إلى المعادن النادرة في الكونغو مقابل دعم سياسي ودبلوماسي.
لكن المحللين يحذرون من أن بيئة الأعمال في البلاد تعاني من فساد وفوضى إدارية، ما يجعل تحويل التعهدات إلى مشاريع فعلية أمرا بالغ الصعوبة.
كما أن استمرار القتال في شرق الكونغو، حيث اندلعت اشتباكات بين مليشيا "وازاليندو" والمتمردين في بلدة كامانيولا الحدودية عشية التوقيع، يبرز هشاشة الاتفاق ويؤكد أن السلام لا يزال بعيد المنال.
اتفاق هش ومكسب دبلوماسيخلصت المجلة إلى أن الاتفاق يمثل مكسبا دبلوماسيا لترامب، لكنه بالنسبة لتشيسيكيدي وكاغامي مجرد هدنة مؤقتة وسط انقسامات عميقة.
فبينما يروّج الرئيس الكونغولي للاتفاق باعتباره "نقطة تحول"، يرى مراقبون أن غياب المصافحة وتجنب التواصل البصري بينه وبين نظيره الرواندي يختصر حقيقة الموقف بأنه اتفاق موقّع بالأيدي لا بالقلوب.
وفي شرق الكونغو، حيث لا تزال أصوات الرصاص تتردد، يبقى السؤال الأهم هو ما إذا كان هذا الاتفاق سيصمد أمام اختبار الواقع، أم أنه سينضم إلى سلسلة طويلة من المبادرات التي انهارت تحت ضغط الحرب والاتهامات المتبادلة؟