شرق الكونغو: قتلى بورونديون وأحكام بحق جنرالات
تاريخ النشر: 7th, December 2025 GMT
أعلنت مصادر عسكرية عن مقتل ما لا يقل عن 20 جنديا بورونديا خلال معارك عنيفة مع متمردي حركة "إم 23" قرب الحدود المشتركة مع جمهورية الكونغو الديمقراطية، في وقت أصدرت فيه محكمة عسكرية في كينشاسا أحكاما بالسجن بحق 4 جنرالات بارزين على خلفية سقوط مدينة غوما بيد المتمردين.
وقد اندلعت المعارك في منطقة روزيزي الحدودية، حيث شاركت القوات البوروندية ضمن التحالف الإقليمي الداعم للجيش الكونغولي.
وأفادت مصادر محلية بأن القتال كان عنيفا، وأن قصفا طال مواقع داخل الأراضي البوروندية، مما أثار غضب بوجمبورا التي وصفت الحادث بأنه "غير مقبول" وهددت بالرد.
وأثار هذا التطور مخاوف من اتساع رقعة النزاع ليشمل مواجهة مباشرة بين متمردي الكونغو وبوروندي، في ظل اتهامات متبادلة بضلوع رواندا في الدعم، الأمر الذي يزيد تعقيد المشهد الأمني بالمنطقة.
وفي موازاة التصعيد الميداني، أصدرت المحكمة العسكرية العليا في كينشاسا أحكاما بالسجن بحق 4 جنرالات بارزين من الجيش والشرطة بعد إدانتهم بتهم "الإهمال" و"الفرار أمام العدو".
وتراوحت الأحكام بين سنة و3 سنوات، وكان من أبرز المدانين المفوض العام للشرطة وروموالد إكوكا نائب سابق لحاكم شمال كيفو الذي حُكم عليه بـ3 سنوات.
وجاءت هذه المحاكمة على خلفية سقوط مدينة غوما عاصمة إقليم شمال كيفو في يد حركة "إم 23″، وهو ما اعتُبر ضربة قاسية لهيبة الدولة الكونغولية وأثار غضبا شعبيا واسعا ضد المؤسسة العسكرية.
لم يعد النزاع في شرق الكونغو شأنا داخليا فحسب، بل تحول إلى ساحة صراع إقليمي تتداخل فيه مصالح رواندا وبوروندي وأوغندا.
إعلانورغم توقيع اتفاق سلام في واشنطن مؤخرا فإن استمرار القتال وسقوط قتلى من القوات البوروندية يهدد بانهيار المسار الدبلوماسي، ويطرح تساؤلات بشأن جدية الأطراف في الالتزام بالحل السياسي.
كما تكشف هذه التطورات عن أزمة مزدوجة: تصاعد العنف الميداني الذي يجر دول الجوار إلى قلب النزاع، واهتزاز المؤسسة العسكرية الكونغولية داخليا عبر محاكمات لجنرالات بارزين من جهة أخرى.
وبينما يترقب المجتمع الدولي مآلات اتفاق السلام الأخير يبدو أن شرق الكونغو يتجه نحو مرحلة أكثر خطورة، حيث تتقاطع الحسابات المحلية والإقليمية في مشهد مفتوح على احتمالات التصعيد أو الانفراج.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات
إقرأ أيضاً:
ماليزيا تحث تايلند وكمبوديا على ضبط النفس بعد تجدد النزاع
حثت ماليزيا اليوم الاثنين كلا من تايلند وكمبوديا على ضبط النفس بعد تجدد النزاع بينهما، محذرة من أن القتال يهدد بإلغاء العمل الدقيق الذي تم بذله في وقف إطلاق النار التي ساعدت في التوسط فيه.
وقال رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم -عبر منصة إكس- إنه يحث الجانبين على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والحفاظ على قنوات الاتصال المفتوحة والاستفادة الكاملة من الآليات القائمة، في إشارة إلى الاتفاق المبرم في يوليو/تموز الماضي.
وفي وقت سابق اليوم، أعلنت القوات التايلندية أنها شنت غارات جوية على طول حدودها المتنازع عليها مع كمبوديا بعد أن تبادل البلدان الاتهامات بخرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسط فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وأكدت أن جنديا تايلنديا على الأقل قُتل وأصيب 4 آخرون في الاشتباكات الجديدة التي اندلعت بمنطقتين في أقصى شرق محافظة أوبون راتشاثاني التايلندية بعد تعرّض جنودها لإطلاق نار من القوات الكمبودية.
من جانبها، أفادت وزارة الدفاع الكمبودية في بيان بأن الجيش التايلندي شن هجمات فجر اليوم على قواتها في موقعين بعد أيام مما سمتها التصرفات الاستفزازية، وأضافت أن القوات الكمبودية لم ترد على الهجمات.
وكان النزاع الحدودي قد تصاعد إلى حرب استمرت 5 أيام في يوليو/تموز الماضي وأسفرت عن مقتل 48 شخصا ونزوح أكثر من 300 ألف من البلدين قبل اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسط فيه الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الماليزي، وشهد ترامب توقيع اتفاق موسع لوقف إطلاق النار بين البلدين في كوالالمبور في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتتنازع تايلند وكمبوديا على السيادة على مواقع عدة على طول حدودهما البرية التي تبلغ مسافتها 817 كيلومترا، والتي تم رسم خرائطها لأول مرة عام 1907 بواسطة فرنسا عندما كانت تحكم كمبوديا كدولة مستعمرة.
إعلان