التايمز: عمليات الترحيل للمهاجرين من أمريكا تتوعّد بردة فعل عالمية مضادة
تاريخ النشر: 29th, January 2025 GMT
قال المعلّق في صحيفة "التايمز" البريطانية، روجر بويز، إنّ سياسة الترحيل القسري التي بدأتها إدارة دونالد ترامب، في أسبوعها الأول من تسلّم السلطة، تهدّد بخلق اضطرابات جديدة وتنفّر حلفاء وأصدقاء أمريكا، على حساب ترضية القاعدة وتعزيز اليمين المتطرف في أوروبا.
وأوضح بويز، في التقرير الذي ترجمته "عربي21" أن: "هناك عبارة واحدة برزت في تقارير الشرطة من جولات اعتقال وترحيل المهاجرين التي أمر بها ترامب، إنها "الاعتقالات الجانبية"، وتنطبق على المهاجرين الذين تم القبض عليهم في المداهمات ومنحتهم إدارة جو بايدن وضعا قانونيا مؤقتا"، مردفا: "هم ليسوا مهاجرين غير شرعيين، ولكنهم الآن على القائمة وقد يحزمون حقائبهم قريبا".
وأضاف أن: "عاصفة الأوامر التنفيذية التي وقّعها الرئيس في أول يوم من تنصيبه، وقدمها بطريقة مبهرجة أدّت لتوسيع صلاحيات ضباط الهجرة بشكل كبير وتغيير الخطاب حول الترحيل. وتحول استخدام ترامب لعبارة "جريمة الهجرة" لإضفاء الشرعية على حملة قمع على مستوى البلاد إلى افتراض أوسع للجريمة".
وأبرز: "علاوة على ذلك، مع انخراط القوات المسلحة في الدفاع عن الحدود الجنوبية والترحيل المادي، تتحوّل قضية المهاجرين إلى قضية أمن قومي"، متابعا: "يتحدث ترامب عن -غرباء يشنون غزوا-. وفي أمريكا تم تقديم الخلاف الذي نشب بين ترامب، والرئيس الكولومبي، غوستاف بيترو، بأنه "مهزلة محلية"، مع أنه في الحقيقة أكبر من هذا".
"رفض الرئيس الكولومبي مواطني بلاده المرحلين على متن طائرات عسكرية مقيدين بالأغلال وطالب بمعاملتهم بالكرامة الإنسانية التي يستحقونها، مؤكدا أنهم ليسوا مجرمين" أبرز التقرير موضحا: "ردّ ترامب بفرض تعرفة جمركية بنسبة 25% على الصادرات الكولومبية. وعمل بيترو نفس الأمر، مع أن تأثير عقوباته أقل من العقوبات الأمريكية".
وأشار إلى أن: "نسبة الصادرات الأمريكية إلى كولومبيا لا تتجاوز 1% مقارنة مع نسبة 26% من الصادرات الكولومبية إلى أمريكا. وكان رد بيترو قاسيا على ترامب عندما كتب: أنت لا تحب حريتنا، لا يهم، ولكنني لا أصافح يد تجار العبيد، حاول الإطاحة بي، أيها الرئيس، وسترد كل أمريكا اللاتينية والإنسانية".
وتابع التقرير: "في واقع الأمر، على الرغم من إعجاب دول أمريكا اللاتينية بشجاعة بيترو، فإنها تميل حاليا إلى استقبال مواطنيها المرحلين إلى أوطانهم بدلا من المخاطرة بتصعيد سريع لحرب تجارية شاملة مع سوقها الرئيسية، أي الولايات المتحدة. ويرجع هذا جزئيا إلى مسألة كسب الوقت. ذلك أن مداهمات الترحيل لا تسير بالسرعة التي كان يأملها الرئيس".
واسترسل: "في الأسبوع الثاني من رئاسته، يطالب وكالات الهجرة بزيادة حصتها إلى 1,500 اعتقال يوميا للمهاجرين غير المسجلين. وإذا كان ترامب يريد حقا أن يعيد مليون مهاجر إلى أوطانهم هذا العام، فيتوجب عليه تكثيف هذه العملية. وسيمنح هذا التأخير الصين الوقت الكافي لتكثيف محادثات التجارة في الفناء الخلفي لترامب، مما يمنح دول أمريكا اللاتينية المزيد من الوقت لزيادة نفوذها التفاوضي".
وفي السياق نفسه، يرى بويز أن: "حملة ترحيل المهاجرين القسرية صممت لزرع الخوف والردع، فقد بات مسموحا لسلطات الجمارك والهجرة الدخول بحرية إلى الكنائس والمدارس والمستشفيات بحثا عن مهاجرين غير شرعيين فيها".
"منع ترامب دخول آلاف المهاجرين الذين حصلوا على إذن بالدخول إلى الولايات المتحدة. وتم إلغاء البرامج التي تسمح للفنزويليين والكوبيين والهايتيين البقاء فترة مؤقتة في أمريكا" تابع التقرير، مضيفا: "صدرت توجيهات للمسؤولين الفيدراليين بالتحقيق (وربما مقاضاة) سلطات المدينة والولاية التي تتدخل في عمليات الترحيل".
وأردف: "سيتم إجراء فحوصات صحية صارمة على كل من يحاول عبور الحدود الجنوبية وسيتم تقييد حق المواطنة بالولادة. ومن المقرر أن تنضم الفرقة 101 المحمولة جوا إلى الشرطة العسكرية على الحدود المكسيكية، وستعمل قوات أخرى على تسريع بناء الجدار الحدودي. كما تم تعليق برنامج اللاجئين، وكذلك المساعدات الخارجية الأمريكية (لمدة 90 يوما). واستشهد ترامب بقانون الأعداء الأجانب لعام 1798 لتكثيف العمل ضد العصابات الأجنبية والشبكات الإجرامية".
وأشار بويز إلى أنّ: "نقاد ترامب الليبراليين يعتقدون أن سياساته تفتح الطريق أمام ولادة الدولة البوليسية. لكنه يخالف هذه النظرة، ويقول إنه عاش في الكثير من الدول البوليسية، ولا تظهر موجة الترحيل وكأنها انزلاق نحو الاستبداد، فسيواجه ترامب وطاقمه تحديات في المحاكم الفيدرالية ومطالبة بمبالغ هائلة من التمويل الإضافي من الكونغرس".
وأكد: "في الخارج، سيكون هناك عدد كبير من القادة مثل بيترو، الرئيس الكولومبي، والمزيد من المقاومة في المجتمعات والدول التي تعتمد على التحويلات المالية من المواطنين الذين يعيشون ويعملون في بلدان مزدهرة في الخارج". فيما يرى بويز أن "ترامب يعتمد على الزخم المذهل لإرباك المعارضة المؤسسية، والصدمة والرعب، ولديه وتر آخر في قوسه".
من جهته، يطالب وزير داخلية النمسا بعودة اللاجئين السوريين الآن بعد الإطاحة بنظام الأسد. في ألمانيا، التي استقبلت السوريين، يبدو أن البديل القومي المتطرف لألمانيا سيحقق أداء جيدا في الانتخابات العامة الشهر المقبل. وفي أماكن أخرى، في تايلاند، يتم ترحيل اللاجئين الأويغور إلى الصين.
ويقول التقرير: "عمليات الترحيل التي ينفذها ترامب تعتبر بمثابة معيار جديد. فبمجرد أن تبدأ عمليات الترحيل الجماعي، فإنها تصبح جزءا من عملية تبسيط عظيمة، وإجابة على مشكلة معقدة بدلا من أن تكون بداية لشيء شرير".
وختم بالقول: "الآن، بعد أن تعززت مكانته بفضل نجاحه الواضح في قلب سياسة الهجرة الأمريكية، يعتمد ترامب على الموافقة الواسعة النطاق على مخطط لترحيل سكان غزة إلى مصر والأردن".
واستطرد: "بالنسبة للرئيس، لابد وأن يبدو الأمر وكأن هيكله الإنفاذي شيء يمكن تصديره. والواقع أن عمليات الترحيل الجماعي من شأنها أن تجعل الديمقراطيات أكثر قسوة والديكتاتوريات أكثر خبثا. وبدلا من جلب نوع جديد من النظام إلى الغرب، كما يبدو أن ترامب يعتقد، فإن اقتلاع الملايين من الناس من جذورهم من المرجح أن يؤدي إلى اضطراب عالمي أكثر ضراوة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية ترامب امريكا ترامب الترحيل للمهاجرين المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة عملیات الترحیل
إقرأ أيضاً:
أول سيارة كهربائية صينية مضادة للرصاص: زيكر 001
تشهد صناعة السيارات الكهربائية تطورًا متسارعًا على مستوى العالم، لكن في البرازيل، يتخذ هذا التطور مسارًا مختلفًا.
فبعيدًا عن القضايا البيئية وتحديات البنية التحتية، يقود انتشار الجريمة وارتفاع معدلات سرقة السيارات الطلب المتزايد على المركبات المصفحة.
ونتيجة لذلك، أصبحت البرازيل اليوم موطنًا لأكبر أسطول سيارات مدنية مضادة للرصاص في العالم، حيث توفر شركات مثل تويوتا طرازات مصفحة من كورولا وهيلكس مباشرة من مصانعها لتلبية هذا الطلب.
وفي خطوة جديدة تعكس التوجه المتنامي نحو الدمج بين الأمان والتكنولوجيا الخضراء، تدخل علامة السيارات الصينية Zeekr على خط المنافسة بسيارتها الكهربائية الشهيرة زيكر 001، والتي ظهرت مؤخرًا في شوارع البرازيل بنسخة مدرعة بالكامل، لتصبح واحدة من أكثر الطرازات إثارة للجدل والاهتمام في السوق المحلي.
زيكر 001… سيارة كهربائية تتحول إلى مصفحةمنذ إطلاقها قبل بضع سنوات، رسخت زيكر 001 مكانتها كسيارة ستيشن واجن كهربائية فاخرة تمزج بين السرعة العالية والتصميم العصري، خاصة بعد التحديثات التي حصلت عليها في أوائل 2024، والتي حسنت مدى القيادة وأضافت مزايا تقنية متقدمة.
لكن النسخة التي شوهدت مؤخرًا في البرازيل تختلف عن أي إصدار آخر، فهي مدرعة بالكامل لحماية مالكها من أي تهديدات أمنية محتملة.
التدريع شمل:
تحصين جميع ألواح الهيكل.إضافة نوافذ سميكة مضادة للرصاص.تدعيم السقف الزجاجي البانورامي ليقاوم الصدمات.يعتقد أن الخزان السفلي للبطارية خضع لتعديلات خاصة لضمان حمايته من أي انفجارات أو هجمات من الأسفل.ورغم كل هذه الإضافات الأمنية، تحافظ السيارة على مظهر خارجي طبيعي لا يكشف عن كونها مصفحة، ما يجعلها مثالية للقيادة اليومية دون جذب انتباه إضافي.
أداء لا يتأثر بالتدريععلى الرغم من الوزن الإضافي الناتج عن التحصين، ما زالت زيكر 001 تحتفظ بأدائها المذهل بفضل بنية متقدمة بجهد 800 فولت وخيارات بطاريات قوية؛ بطارية LFP بسعة 95 كيلوواط/ساعة، وبطارية NMC أكبر بسعة 100 كيلوواط/ساعة.
الإصدار الأساسي يعمل بمحرك كهربائي بقوة 416 حصانًا يدفع العجلات الخلفية.
أما نسخ الدفع الرباعي، فتضيف محركًا أماميًا بقوة 362 حصانًا، بينما تصل النسخة الأعلى 001 FR إلى قوة إجمالية تبلغ 1248 حصانًا و944 رطل-قدم (1280 نيوتن متر)، لتتسارع من 0 إلى 100 كم/ساعة خلال 2.07 ثانية فقط، وهو رقم مذهل لسيارة تحمل وزن التدريع الإضافي.
لم تكشف الجهة التي تولت عملية التدريع عن هوية مالك السيارة، لكن من المؤكد أنه شخصية بارزة أو من أصحاب الأعمال الذين يسعون للجمع بين الأمان المطلق، الفخامة، والتكنولوجيا الصديقة للبيئة.
تجعل هذه النسخة زيكر 001 أول سيارة كهربائية مدرعة معروفة في البرازيل، وربما في العالم، مما يفتح الباب أمام مرحلة جديدة في صناعة السيارات المصفحة، حيث يمكن للمستهلكين قريبًا الحصول على الحماية الفائقة دون التخلي عن الأداء أو الاستدامة.