نظم جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته السادسة والخمسين، اليوم الأربعاء، ندوة بعنوان "العملات الرقمية والمراهنات الإلكترونية .. رؤية شرعية وقراءة اقتصادية"، حاضر فيها د. فياض عبد المنعم، أستاذ الاقتصاد بكلية التجارة بجامعة الأزهر ووزير المالية الأسبق،  د.أبو اليزيد سلامة، مدير عام إدارة شئون القرآن الكريم، وأدار الندوة الإعلامي القدير حسن الشاذلي.

 

قال د. فياض عبد المنعم، أستاذ الاقتصاد بكلية التجارة بجامعة الأزهر ووزير المالية الأسبق، أن البيتكوين والعملات الرقمية المشفرة من الظواهر الاقتصادية الحديثة التي تحمل العديد من المخاطر، ورغم الفرص التي قد توفرها، فإنها تفتقر إلى الرقابة المركزية، مما يجعلها عرضة للمضاربات وتقلبات حادة تهدد استقرار الاقتصاد، كما تساهم في تعزيز الأنشطة غير القانونية مثل غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وتشكل خطرًا على الأفراد بسبب غياب الضمانات التقليدية، مبينًا أنه من الضروري التعامل مع هذه العملات بحذر وتنظيمها لضمان حماية الأفراد والاقتصاد، لأنها باتت تشكل تحديات معقدة على الصعيدين الشرعي والاقتصادي، ويترتب عليها نتائج اقتصادية سلبية، حيث تساهم في زيادة القمار وتعميق الفقر لدى بعض الأفراد.

ومن الناحية الشرعية، أوضح الدكتور فياض أن المعاملات الرقمية المشفرة، يجب أن تدرس بعناية وفقًا للضوابط الشرعية، خاصةً فيما يتعلق بالربا والتعاملات التي قد تتعارض مع مبادئ الإسلام، مثل المراهنات الإلكترونية، معتبرًا أنها تتعارض بشكل صريح مع الشريعة الإسلامية التي تحظر القمار بكل أنواعه، وهو ما يتطلب ضرورة تبني ضوابط صارمة في التعامل مع هذه القضايا لضمان تحقيق التوازن بين الفوائد الاقتصادية والالتزام بالمبادئ الشرعية.


من جانبه أوضح د. أبو اليزيد سلامة، مدير عام إدارة شئون القرآن الكريم، أن العالم شهد في الآونة الأخيرة تطورًا واسعًا في استخدام العملات المشفرة والمنتجات المالية الرقمية، وشهد ثورات تكنولوجية غيرت وجه التاريخ، مما يتطلب من الجميع مواكبة التطورات والتعامل معها، ويفرض العديد من التحديات الجديدة، نظرًا لأن هذه التعاملات الرقمية الجديدة، تأتي مع قواعد معقدة ومتعددة، وهناك خطر من تعارض المصالح الخاصة والعامة في استخدامها، حيث تُستثمر أموال ضخمة يصعب مراقبتها والتحكم فيها، بالإضافة إلى أن منصات التداول الخاصة بها غالبًا ما تكون خارج النظام الرسمي، ويترتب على ذلك أن التداول بهذه العملات يرتبط بأنشطة مضاربات ومراهنات، تهدد المدخرات الشخصية وتساهم في إهدارها.

وأكد مدير عام إدارة شئون القرآن الكريم، في سياق حديثه عن العملات الرقمية  المشفرة والممارسات المرتبطة بها مثل البيتكوين، أن هذه العملات لا يعلم مصدرها ولا قيمتها على وجه اليقين والتي من الممكن في أي لحظة أن تذهب بمال الإنسان ومدخراته، ولذلك لا يجوز التعامل بهذه العملة حتى توضع لها الضوابط المحكمة التي تجعلها عملة موثوق فيها، موضحًا أن المؤسسات الدينية في مصر تحرم التعامل مع هذه العملات، نظرًا للمخاطر والمضاربات التي تتضمنها، والتي لا تتوافق مع شروط التعامل النقدي الطبيعي، كما نبه إلى أن هذه العملات تمثل تهديدًا للاقتصاد الوطني، وتؤثر سلبًا على العملة المحلية، والاستثمار في هذه المعاملات الرقمية عالي المخاطر، محذرًا من خطورة التداول بالعملات المشفرة والمراهنات الإلكترونية، ليس فقط لكونها مخالفة للشريعة الإسلامية، ولكن أيضًا لأنها تمثل تهديد اقتصادي وأخلاقي يستدعي التدخل العاجل. 
ويشارك الأزهر الشريف -للعام التاسع على التوالي- بجناحٍ خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56 وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبنَّاه طيلة أكثر من ألف عام، ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: العملات المشفرة معرض القاهرة الدولي للكتاب أبو اليزيد سلامة جناح الأزهر المزيد هذه العملات التعامل مع العملات ا

إقرأ أيضاً:

«البحوث الإسلامية» يوجّه قافلة للواحات البحرية بالجيزة لتعزيز الوعي الديني والأخلاقي

أطلق مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف قافلة دعوية جديدة إلى منطقة الواحات البحرية بمحافظة الجيزة، وذلك في إطار خطة المجمع التوعوية الشهرية لنشر الفكر الوسطي، وتعزيز الوعي الديني والأخلاقي لدى المواطنين في مختلف محافظات الجمهورية، خاصة في المناطق النائية والحدودية.

تضم القافلة عددًا من وعاظ الأزهر الشريف، حيث تستهدف تقديم عدد من اللقاءات الدعوية والمحاضرات التوعوية، إلى جانب المشاركة في خطبة الجمعة، بما يسهم في تحقيق التواصل المباشر مع مختلف فئات المجتمع.

وتتناول موضوعات القافلة عدة قضايا تهم الواقع المجتمعي، من أبرزها: أهمية الاهتمام بالنشء وتحصينهم فكريًا وأخلاقيًا، ودروس وعبر من فريضة الحج، وأثر العبادات على الفرد والمجتمع، والرفق في الأمر كله، في إطار خطاب ديني رشيد يعالج القضايا المعاصرة بلغة يفهمها الناس ويستفيدون منها.

وأكد الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أن هذه القوافل تأتي استجابة لحاجة المجتمع إلى التواصل المباشر مع العلماء، وتلبيةً لتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر بتكثيف الجهود الدعوية في المناطق النائية، وتعزيز وعي الناس بقيم الإسلام السمحة التي تدعو إلى البناء والتعاون والرحمة.

وقال إن هذه القوافل تأتي ضمن سلسلة من القوافل الدعوية التي يجوب بها وعاظ وواعظات الأزهر محافظات مصر، تنفيذًا لتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بأهمية تعزيز الحضور الدعوي في المناطق المختلفة، وتقديم الدعم التوعوي للمواطنين.

فيما أوضح الدكتور محمود الهواري، الأمين المساعد للدعوة والإعلام الديني، أن خطة القوافل تعتمد على موضوعات تمس احتياجات الناس الواقعية، وتُعالج ما يواجههم من تحديات فكرية وسلوكية، مع التركيز على بناء الإنسان وتحقيق السلم المجتمعي من خلال خطاب ديني منضبط وواعٍ بطبيعة المرحلة ويحقق رسالة الأزهر ورؤيته في رفع الوعي المجتمعي العام.

طباعة شارك الأزهر الشريف نشر الفكر الوسطي وعاظ الأزهر الشريف مجمع البحوث الإسلامية

مقالات مشابهة

  • تحرير 153 مخالفة للمحال التي لم تلتزم بقرار مجلس الوزراء بالغلق
  • الروبل الروسي بين العملات الثلاث الأولى التي ارتفعت مقابل الدولار في مايو
  • باكستان تعلن عن أول احتياطي إستراتيجي من البيتكوين
  • تحرير 146 مخالفة للمحلات التي لم تلتزم بقرار الغلق
  • «أمين البحوث الإسلامية» يتابع جهود وعَّاظ الأزهر في توعية الحُجَّاج بمطار القاهرة
  • أمين البحوث الإسلامية يتابع جهود وعَّاظ الأزهر وواعظاته في توعية الحُجَّاج بمطار القاهرة
  • البحوث الإسلامية يوجّه قافلة للواحات البحرية لتعزيز الوعي الديني والأخلاقي
  • «البحوث الإسلامية» يوجّه قافلة للواحات البحرية بالجيزة لتعزيز الوعي الديني والأخلاقي
  • طفرة "بيتكوين" تشعل سباق الشركات نحو اقتناء العملات المشفرة
  • أستراليا تقاضي المدير السابق لبورصة العملات المشفرة Blockchain Global بسبب انتهاكات مالية