صحيفة الخليج:
2025-05-15@06:14:11 GMT

أبو خالد.. في القلوب

تاريخ النشر: 30th, January 2025 GMT

خالد عبدالله تريم

قبل أحد عشر عاماً، وفي مثل هذا اليوم في الثلاثين من يناير 2014، كان وقع الفاجعة كبيراً ومؤلماً.. إذ غيّب الموت قامة إنسانية عربية إماراتية، قامة لها في الوطن الكثير، وفي النفس والوجدان الكثير والكثير، الوالد عبدالله عمران تريم، في ذمة الله.
لا رادّ لقضاء الله بالتأكيد، ولكن فقدان هذا الصرح الإنساني الشامخ، لم يكن سهلاً على محبّيه أو من عرفوه أو من سمعوا عنه.

. إنه من أعلام وطننا زاخر البهاء والرقيّ، ومن القامات التي أسهمت في بنائه واتحاده على صعُد كثيرة، وإذا عدنا إلى سيرته الثريّة، فلا تكفينا مقالة، أو صفحة.. إنّه رجل وإنسان يستحقّ بكل المقاييس، أن نتحدث عن سيرته وإنجازاته، ابتداءً من أولى خطوات طموحه التعلمي من مصر حيث نال الإجازة في التاريخ من كلية الآداب في جامعة القاهرة، وليس انتهاء بجامعة «إكستر» البريطانية، حيث نال الدكتوراه في التاريخ.
الوالد الراحل كان ممن شاركوا في عضوية فريق مفاوضات إقامة دولة الإمارات، وبعد شموخ الاتحاد، وقيام الدولة، كان مع شقيقه الراحل العم تريم عمران، عضوين مهمّين في أولى تشكيلات المناصب العليا في الدولة، حيث كلفهما الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، بمهام كبرى، كانا على قدرها بالعزيمة والطموح.
الدكتور عبدالله عمران، رمز وطني عروبي، وأحد روّاد الفكر والثقافة والإعلام، وقطب من أقطاب الوعي والتنوير في الخليج والوطن العربي، قدم إسهامات واضحة في مختلف القضايا الوطنية والعربية طوال حياته، فكلفه المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، بوزارتي التربية والعدل خلال مرحلتين مختلفتين، لما عرف عنه قدرته على وضع أسس تربية وتعليم الأجيال، وسنّ التشريعات لتعزيز قيم العدالة.
للوالد عبدالله والعم تريم، ذكريات لا تمحوها السنوات، فهما اللذان تحديا الصعاب قبل أكثر من نصف قرن لترى صحيفتهما «الخليج» النور، فكانا صلبين كالصخر، وعنيدين بالحق والحقيقة من دون لين، واجها كل الأحوال ليصدرا صحيفتنا «الخليج» عام 1970، ورغم توقفها بسبب انشغالهما لنحو 10 سنوات، عاودا إصدارها عام 1980، ومنذ ذلك اليوم لم تغب «الخليج» يوماً، ولم يتخلّ الوالد والعم عن حلمهما، حتى فارقا الحياة، العم تريم انتقل إلى جوار ربه في 2002، والوالد في 2014.
والدي ومعلمي، عبدالله عمران، عليك رحمة الله، رغم الفراق الصعب، أنت باق فينا، في أولادك، وفي أحفادك، وفي أسرتك الإعلامية الكبيرة، باقٍ معنا في وطنك الذي لا ينسى رجاله الذين قدموا له حياتهم وعملهم، باقٍ بذكرك الطيب، وصحيفتك التي تتحدى الصعاب لتبقى مبحرة في بحر من الحبر والورق، رغم مواكبتها لكل جديد في عالم التقنيات والمواقع الإخبارية.
«أبو خالد».. أنت والد لا تنسى، نرى وجهك كل يوم، في بيتنا، في حيّنا، في كل تفاصيل حياتنا، وفي روحك التي تتوهّج في كل ركن من أركان «الخليج»، لتشرق معها كما تشرق الشمس في سمائنا كل يوم.


المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات صحيفة الخليج

إقرأ أيضاً:

د.حماد عبدالله يكتب: الأغنية الوطنية!!

 


كم من الحنين يجتاح مشاعرى ويهز كيانى كله حينما يصل إلى مسامعى كلمات وصوت مطربينا العظماء وهم يتغنوا بمصر،"مصر التى فى خاطرى وفى دمى- أحبها من كل روح ودمِ"  (لأم كلثوم)، وتلك الكلمات العذبة "بالأحضان يا بلادنا يا حلوة بالأحضان " (لعبد الحليم حافظ).
هذه الأغانى التى نستمع إليها فى مناسبات وطنية من إذاعة الأغانى والتى أيضًا خصص لها مدة ساعة من الزمن مساء كل سبت من نفس الإذاعة.
لا يمكن التعبير عما يجيش فى النفس حينما إستمع إلى تلك المعزوفات الوطنية الجميلة وأخيرًا وبعد صبر طويل جاء إلينا نبع الخير المصرى بصوت جديد أخرحينما تتغنى بالأغانى الوطنية تقترب من نفس وإحساس المصريين هى الفنانة "شيرين عبد الوهاب" وتلك الأغانى التى بدأت سلستها " ما شربتش من نيلها، ما مشيتش فى شوارعها "

تلك الأغنية وغيرها مما تقدم هذه الشابة المصرية الصوت والشكل والروح، أيضًا تقترب بنا إلى مرفأ نفس المشاعر والأحاسيس التى تفجرها الأصوات القديمة لعبد الوهاب ومحمد فوزى وعبد المطلب وفريد الأطرش وفايزة أحمد ونجاة الصغيرة (أطال الله عمرها).

 

نحن فى أشد الإحتياج لظهور منظمى كلمات وطنية وملحنين لديهم الحس بالكلمة ومعناها وفوق ذلك مطرب وليس مؤدى لكى يجعل من تلك الكلمات ترياق للحياة، ويجعل من تلك النغمات دقات لقلوب المصريين.

ولسنا فى إحتياج لهياج أو صريخ أو نداء على الوطن البعيد، الغائب ولكن نحتاج لمناجاة الوطن والتعبير عنه فى "حسن الأداء وإتقان العمل وتعميق الإنتماء للبلد والغيرة عليه، هذا كله بعيد عن السياسة وعن الأحزاب وعن الأيدولوجيات حيث مصر هى الأم وهى المرجع وهى الوطن الذى نحيا فيه ونحيا له ونتغنى به ونعشقه ونشتاق إليه فى الغربة عنه، حتى ولو كانت غربة مؤقتة لزيارة أو سياحة أو حتى للإستشفاء فالعودة للوطن بكل ما فيه من سلبيات -والفارق بين ما نراه خارجه وما نشاهده ونعايشه فى أرجائه، لا يعوضنا شيىء فى حبه، هذا الوطن ونحن نتغنى به نحتاج لمن يدير مرافقه وشئونه لديه نفس الإحساس الذى تجيش به مشاعرنا وأعتقد فى كثير من الأحيان حينما أشاهد مسئولًا متقاعسًا أو كسولًا أو غبيًا عن خدمة هذا الوطن، أعتقد بأنه ينقصه بيولوجيًا شيئًا هامًا، ينقصه الإحساس بالوطن، وأعتقد بل أجزم بأنه لا يستشعر ما نستشعره حينما نستمع لأغنية مثل "وقف الخلق ينظرون جميعًا كيف أبنى قواعد المجد وحدى – وبناة الأهرام فى سالف الدهر كفونى الكلام عند التحدى – أنا تاج العلاء فى مفرق الشرق ودراته قواعد عقدى " رحم الله حافظ إبراهيم والسنباطى وأم كلثوم". 
    أ.د/حماد عبد الله حماد
Hammad [email protected]

مقالات مشابهة

  • د.حماد عبدالله يكتب: الأغنية الوطنية!!
  • خالد أبو بكر: زيارة ترامب إلى دول الخليج تستحوذ على اهتمام عالمي
  • وفاة الأمير عبدالله بن سعود بن سعد الأول آل عبدالرحمن آل سعود
  • الأوقاف: الزلازل من جنود الله وآياته التي تقرع بها القلوب
  • حادث مأساوي يودي بحياة 5 أشخاص في طريق عمران-حجة
  • هل تجزئ أضحية الوالد عن الأبناء المتزوجين؟.. لجنة الفتوى ترد
  • بورنيسك: الأمن الغذائي يعد أحد التحديات الأساسية التي تواجه دول الخليج
  • كاتب سياسي: ترامب يسعى لرفع حجم التعاون مع الخليج على حساب الصين
  • دول الخليج هي التي ستملي سياسة أمريكا الخارجية
  • عالم أزهري: تعلُّق القلوب بالله هو النجاة في الأزمات